يعلن الانسان المجرب ..(تحدث بما شئت عن الآخرين فأنت في نهاية الأمر لا تتحدث الا عن نفسك) .. وأنت في وصفك لشعور فلان وفلان تجاه فلان لا تعبر الا عن جزء من شعورك أنت واحساسك أنت الموجه لجماعة الفلان هذه!!
هذه الكلمات ما هي الا غلبة سيكولوجية تخبرك عن الطريقة التي يمكن من خلالها أن تعرف من أنت ؟؟ فلا تتعجب !! من الأمر وتستنكره قبل أن تتأكد من صحة الخبر.
راجع نفسك وتذكر كم مرة تحدثت مع شخص (نقول ..عزيز عليك) تعاتبه أو تعاقبه أو (حتى شبه تتشمت فيه) واكتشفت بعد ذلك انك تمارس نفس السلوك الذي يمارسه أو قد لا يمارسه العزيز عليك؟؟ وكم مرة تحدث اليك شخص ما عن سلوك مش ولا بد لاحظه على سيادتكم وأنت وأثناء حديثه تقول (بينك وبين نفسك) هو يفعل ذلك .. ليش ما يشوف حاله أولا.. وبعدين يتشطر على الغلابة ؟ وكم مرة لاحظت أن هناك قبضاي زمانه يعيش بداخلك دوما ينهي الآخرين عن خلق لتكتشف بشئ من الوعي أنه يأتي بمثله؟
أعتقد أحيانا أن وجه الذي أمامنا مكتوب عليه كل الذي يلف ويدور في أذهاننا وعندما نتعنتر عليه بالحكي انما نحن نقرأ ذاتنا وأن ما ننسبه لغيرنا (بأمانة) هو في حقيقة الأمر لا يخص الا حضراتنا وأن معظم حديثنا للشخص الآخر انما هو استخراج لأمور كثيرة تجول في أذهاننا نراها في غيرنا .. ننتقده عليها ونوبخه لأنه لها الحين صابر عليها !!
والقضية يا صاحبي شائكة وتحتاج أن تنتبه اليها وأن تبرهنها لذاتك بالتجربة (ما راح تخسر شئ ) جرب أن تعقد جلسة مصارحة مع فلان (صبور) من أصحابك وتحدث معه عن الأمور التي لاحظتها عليه في الفترة الأخيرة .. حسناته وسيئاته .. ودعه يسجل ذلك في ورقة (كمستند رسمي) على كل عباراتك وبعد ذلك تفحص المستند .. بما لا يقبل مجالا للشك ستجد أن النسبة الكبرى في حديثك لصاحبك تخصك أنت والمسكين كان مرآة رأيت فيها نفسك في حين لعب فلانك دور كبش الفداء !!
نحن لم نكون أو نتعود على مواجهة نواقصنا .. وعيوبنا .. وأخطائنا .. ولكننا على أتم الاستعداد لترصد الغير وسرد عيوبه وأخطائه فنحن لا نتحمل كشف أنفسنا ولكننا في حقيقة الأمر نكشفها في كل فكرة أو رأي أو تصور أو مصارحة أو عتاب .. ويبدو أننا حينما نلصق تلك الصفات بغيرنا يكون ذلك أخف علينا فيرتاح السيد اللاشعور قليلا ويهدأ باله .. (ويا ما في اللاشعور دواهي)!!
انتبه
من الآن فصاعدا يجب أن تكون حذرا في ثرثرتك لشخص ما .. راجع نفسك قبل أن تقدم على هكذا خطوة .. وتأكد أن هذه المواجهة مع النفس ضرورة لكي نفهم أنفسنا ..
كرر التجربة مع أكثر من شخص وتفاجأ بالنتيجة أو استمر فيما سبق وقدم ذاتك ل س أو ص أو ع من الناس على طبق من ذهب !! وأسكت عن الكلام في أي الكلام ..
مشكلتنا (الحديثة جدا) في أسلوب العرض:
أننا نفعل ما لا نقول .. ونقول ما لا نفعل .. ونؤمن بعكس ما نتبع.. ونتبع عكس ما نؤمن .. ونتمسك بما يجب أن نغيره .. ونغير ما يجب أن نتمسك به .. ونقلل من شأن الآخر كي نعلو ويرتفع مقامنا .. فالغاية تبرر الحجم
مشكلتنا (الخطيرة جدا) في أسلوب العلاقة ..
ان علاقتنا بمن يقول لنا شيئا لا يعجبنا أو يكشف الخافي منا .. تصبح كعلاقة البالون بدبوس مشاغب ..
اللهم ارحمنا .. وثبت عقولنا .. وانصرنا على السيد اللاشعور بالتفاهم .. واستئناف الحياة على خير !!
(حقوق الطبع محفوظة للمؤلفة غ . ع )
تعليق