[أدب الزمان 8 - طبيعة رمضان والعيد]
تحذير : حلقة اليوم رائعة وطويلة نسبياً ^_^
بدأنا منذ بداية الشهر الفضيل (شهر رمضان) بالحديث حول طبائع بعض الأشياء وكيف نفهمها ونستفيد منها على أكمل وجه ونفهم الرسائل الضمنية والطبائع التي تحتويها ..
وسنختم شهرنا المبارك هذا بموضوع الطبائع أيضاً وسنتحدث عن طبيعة رمضان والعيد [فلسفة رمضان وفلسفة العيد] ..
عشتم أيام هذا الشهر الفضيل ورأيتم كيف أن المناخ العام عند الناس صار أكثر روحانيةً وسعادةً وهدوءً وطمأنينة .. وعطاءً وبذلاً ومسابقة في صنوف الخيرات والطاعات .. المساجد ممتلئة والمصاحف قد غادرت الأرفف وودعت الغبار وعلا وصدح بصوت المرتلين في كل مكان .. يتسابق الناس في ختمه أو حفظه أو تدبره أو تأمله .. كل هذا السمو الروحي الرائع .. فقط لعلم الناس أن هناك موسماً للتجارة الأخروية الرابحة .. موسم تتضاعف فيه الحسنات ويغفر الله فيه الزلات ..
وختام هذا السمو والألق الروحي هو يوم عيد الفطر السعيد .. فتنتشر البسمة في ذلك اليوم تنير قلوب الناس من صغير وكبير وغني وفقير وشاب وفتاة وامرأة ورجل .. سأطلب منكم طلباً أغلقوا عيونكم أيها القراء الأعزاء .. وانظروا بخيالكم وذكراكم التي عشتوها الأيام الماضية واستشعروا بقلوبكم روعة السمو الروحي والتألق والتأنق النفسي والخُلُقي .. بالله عليكم هل تشعرون بجمال الكون والحياة والناس على تلك الحالة الملائكية ؟؟ أيام رمضان ويوم العيد ...
لكن للأسف .. لا يدوم ذلك السمو الروحي بعد رمضان إلا أياماً قليلة وكأننا رمضانيون لا ربانيون .. رمضان ينتهي ويذهب ويعود .. أما الله فهو الرب الباقي الحي القيوم .. فلماذا لا نحافظ على سمو أرواحنا كما استطعنا أن نرتقي بها في رمضان ؟!
لذلك السؤال الآن ما الذي حدث ؟! وماذا يحدث ؟ وما هي طبيعة شهر رمضان ويوم العيد ؟؟ [وكيف ممكن نستمر بنفس الطاقة والهمة بعد رمضان] ؟؟
تلك الأجواء الروحانية التي عشناها إنما هي في الحقيقة فائض السمو الروحي المشع من الناس بالإضافة إلى بركات الله وأفضاله التي تتزل في كل يوم وليلة .. وكذلك فرحة العيد نشعر بأن الهواء يتغير ولا نشعر بحرارة أو برودة الطقس غالباً وليس ذلك إلا فائضاً روحياً يشع من المجتمعات فتنتشر بين الناس تلك الحالة حتى تسود .. يُقال الحماس معدٍ وكذلك حالة السمو والارتقاء الروحي .. إذن طبيعة رمضان المعنوية والمعرفية هي أن نستشعر هذا الموسم التجاري الأخروي الربحي .. والطبيعة السلوكية المسابقة في فعل الخيرات مما يكسب الإنسان هذا الفائض الروحي الجميل ..
والعيد كذلك ..
إذن الحجة قامت على الإنسان من نفسه .. حين قرر واستطاع أن يصبر على ترك بعض المباحات [وليس الحرام فقط] في نهار رمضان ومراقبة النفس في أفكارها وأقوالها وأفعالها امتثالاً لأمر الله ... فإذا كان قد استطاع أن يترك المباح الحلال من الطعام والشراب وهذا أصعب من ترك المنكرات والمحرمات .. وجاهد نفسه بكل طاقة وهمة أن يفعل الخير ويحبب إليه وأن يرسم البسمة في قلوب الفقراء بل إنه كان كثير المراقبة لنفسه فلا يكاد يرتكب معصية إلا وتذكر صيامه وقال (اللهم إني امرؤ صائم) يالله أية حالة روحية رائعة عشناها وفي يوم العيد نخاف ونحذر من أن يصدر منا فعل يُغضب فلان ويزعل منا فلان .. فلماذا لا يستطيع هذا الإنسان أن يستمر في غير هذه المواسم على هذا النهج ؟؟ الاستمرار في العطاء والبذل والعطف والبسمة والسمو الروحي العام ؟!!
اللذة الروحية ليس لها حد .. اسألوا العاملين والمتطوعين في الأعمال الخيرية على مدار العام .. هل يملون من العطاء الخيري ورسم البسمة على وجوه الناس وفي قلوبهم ؟؟ لا طبعاً ..
فإذاً طبيعة هذه المواسم [شهر رمضان و عيد الفطر السعيد] .. خلق مناخ للمسلم ليُجدد من طاقاته الروحية ليستطيع أن يسمو بها على مدار العام وهي محطة لرفع المعنويات وتجديدها .. ولإقامة الحجة على المسلمين ولتقول لهم هذه الطبائع {نعم تستطيع أن تحافظ على هذه الهمة في غير رمضان إذا أردت وحاولت وعملت وخططت وتوكلت على الله فليس لك عذر في عدم الاستمرار .. وإذا كانت المباحات حرام في نهار رمضان لتقوية العزيمة والإرادة .. فإن هذه الارادة ستقتصر على المحرمات لا المباحات} ..
حافظوا أيها الأعزاء .. على سموكم الروحي وتألقكم النفسي وتأنقكم الخُلُقي ...
ولهذا أنصحكم بثلاث نصائح للاستمرار في هذا الطريق الرائع :
النصيحة الأولى : كونوا ربانيين لا رمضانيين.
النصيحة الثانية : أؤكد لكم على النصيحة الأولى.
النصيحة الثالثة : افهموا طبائع الأشياء التي تكلمنا عنها في حلقاتنا الثلاث السابقة [طبيعة الكلمة - طبيعة الأحداث - طبيعة المشاعر] .. :-)
كتبه : فيصل الرحيلي ..
الكاتب في بعض المنتديات باسم
(النور الساطع)
تحذير : حلقة اليوم رائعة وطويلة نسبياً ^_^
بدأنا منذ بداية الشهر الفضيل (شهر رمضان) بالحديث حول طبائع بعض الأشياء وكيف نفهمها ونستفيد منها على أكمل وجه ونفهم الرسائل الضمنية والطبائع التي تحتويها ..
وسنختم شهرنا المبارك هذا بموضوع الطبائع أيضاً وسنتحدث عن طبيعة رمضان والعيد [فلسفة رمضان وفلسفة العيد] ..
عشتم أيام هذا الشهر الفضيل ورأيتم كيف أن المناخ العام عند الناس صار أكثر روحانيةً وسعادةً وهدوءً وطمأنينة .. وعطاءً وبذلاً ومسابقة في صنوف الخيرات والطاعات .. المساجد ممتلئة والمصاحف قد غادرت الأرفف وودعت الغبار وعلا وصدح بصوت المرتلين في كل مكان .. يتسابق الناس في ختمه أو حفظه أو تدبره أو تأمله .. كل هذا السمو الروحي الرائع .. فقط لعلم الناس أن هناك موسماً للتجارة الأخروية الرابحة .. موسم تتضاعف فيه الحسنات ويغفر الله فيه الزلات ..
وختام هذا السمو والألق الروحي هو يوم عيد الفطر السعيد .. فتنتشر البسمة في ذلك اليوم تنير قلوب الناس من صغير وكبير وغني وفقير وشاب وفتاة وامرأة ورجل .. سأطلب منكم طلباً أغلقوا عيونكم أيها القراء الأعزاء .. وانظروا بخيالكم وذكراكم التي عشتوها الأيام الماضية واستشعروا بقلوبكم روعة السمو الروحي والتألق والتأنق النفسي والخُلُقي .. بالله عليكم هل تشعرون بجمال الكون والحياة والناس على تلك الحالة الملائكية ؟؟ أيام رمضان ويوم العيد ...
لكن للأسف .. لا يدوم ذلك السمو الروحي بعد رمضان إلا أياماً قليلة وكأننا رمضانيون لا ربانيون .. رمضان ينتهي ويذهب ويعود .. أما الله فهو الرب الباقي الحي القيوم .. فلماذا لا نحافظ على سمو أرواحنا كما استطعنا أن نرتقي بها في رمضان ؟!
لذلك السؤال الآن ما الذي حدث ؟! وماذا يحدث ؟ وما هي طبيعة شهر رمضان ويوم العيد ؟؟ [وكيف ممكن نستمر بنفس الطاقة والهمة بعد رمضان] ؟؟
تلك الأجواء الروحانية التي عشناها إنما هي في الحقيقة فائض السمو الروحي المشع من الناس بالإضافة إلى بركات الله وأفضاله التي تتزل في كل يوم وليلة .. وكذلك فرحة العيد نشعر بأن الهواء يتغير ولا نشعر بحرارة أو برودة الطقس غالباً وليس ذلك إلا فائضاً روحياً يشع من المجتمعات فتنتشر بين الناس تلك الحالة حتى تسود .. يُقال الحماس معدٍ وكذلك حالة السمو والارتقاء الروحي .. إذن طبيعة رمضان المعنوية والمعرفية هي أن نستشعر هذا الموسم التجاري الأخروي الربحي .. والطبيعة السلوكية المسابقة في فعل الخيرات مما يكسب الإنسان هذا الفائض الروحي الجميل ..
والعيد كذلك ..
إذن الحجة قامت على الإنسان من نفسه .. حين قرر واستطاع أن يصبر على ترك بعض المباحات [وليس الحرام فقط] في نهار رمضان ومراقبة النفس في أفكارها وأقوالها وأفعالها امتثالاً لأمر الله ... فإذا كان قد استطاع أن يترك المباح الحلال من الطعام والشراب وهذا أصعب من ترك المنكرات والمحرمات .. وجاهد نفسه بكل طاقة وهمة أن يفعل الخير ويحبب إليه وأن يرسم البسمة في قلوب الفقراء بل إنه كان كثير المراقبة لنفسه فلا يكاد يرتكب معصية إلا وتذكر صيامه وقال (اللهم إني امرؤ صائم) يالله أية حالة روحية رائعة عشناها وفي يوم العيد نخاف ونحذر من أن يصدر منا فعل يُغضب فلان ويزعل منا فلان .. فلماذا لا يستطيع هذا الإنسان أن يستمر في غير هذه المواسم على هذا النهج ؟؟ الاستمرار في العطاء والبذل والعطف والبسمة والسمو الروحي العام ؟!!
اللذة الروحية ليس لها حد .. اسألوا العاملين والمتطوعين في الأعمال الخيرية على مدار العام .. هل يملون من العطاء الخيري ورسم البسمة على وجوه الناس وفي قلوبهم ؟؟ لا طبعاً ..
فإذاً طبيعة هذه المواسم [شهر رمضان و عيد الفطر السعيد] .. خلق مناخ للمسلم ليُجدد من طاقاته الروحية ليستطيع أن يسمو بها على مدار العام وهي محطة لرفع المعنويات وتجديدها .. ولإقامة الحجة على المسلمين ولتقول لهم هذه الطبائع {نعم تستطيع أن تحافظ على هذه الهمة في غير رمضان إذا أردت وحاولت وعملت وخططت وتوكلت على الله فليس لك عذر في عدم الاستمرار .. وإذا كانت المباحات حرام في نهار رمضان لتقوية العزيمة والإرادة .. فإن هذه الارادة ستقتصر على المحرمات لا المباحات} ..
حافظوا أيها الأعزاء .. على سموكم الروحي وتألقكم النفسي وتأنقكم الخُلُقي ...
ولهذا أنصحكم بثلاث نصائح للاستمرار في هذا الطريق الرائع :
النصيحة الأولى : كونوا ربانيين لا رمضانيين.
النصيحة الثانية : أؤكد لكم على النصيحة الأولى.
النصيحة الثالثة : افهموا طبائع الأشياء التي تكلمنا عنها في حلقاتنا الثلاث السابقة [طبيعة الكلمة - طبيعة الأحداث - طبيعة المشاعر] .. :-)
كتبه : فيصل الرحيلي ..
الكاتب في بعض المنتديات باسم
(النور الساطع)
تعليق