إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لماذا نتعلم؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا نتعلم؟


    من محاضرة 'لماذا نتعلم؟' للشيخ / خالد بن عبد الله المصلح

    مفكرة الإسلام



    الحمد لله، و بعد،،،


    لماذا نتعلم العلوم الشرعية- وهي كل علم يقرب إلى الله، علم الكتاب، وعلم السنة، ويدخل في هذا العلم كل ما أعان على فهم كتاب الله، وفهم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه يحصل لمتعلمه الفضل إذا قصد بهذا التعلم فهم كلام الله، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم- ؟


    لماذا نتعلم العلم الشرعي؟؟ لماذا أطال العلماء في الحث على تحصيل العلم والصبر على مضاضة الطلب، وما فيه من الكد والعناء؟ هل هو لتحصيل مكاسب قريبة، وانتزاع مناصب في الدنيا، أم هو لأمر أبعد من ذلك؟


    إن طلب العلم الشرعي له مقاصد عديدة من أهمها:

    1- بالعلم يعرف الله سبحانه وتعالى: فيعرف ما لله جل وعلا من الأسماء، وماله من الصفات، وماله من الأفعال، هذا فيما يتعلق بذاته جل وعلا.. ويعرف ما يجب له من الحقوق، فإن العلم الشرعي هو السبيل الذي يتعرف به الخلق على ربهم سبحانه، ولا سعادة للناس في حياتهم، ولا لذة لهم في معاشهم إلا بمعرفة الله جل وعلا فان معرفة الله أصل السعادة، فالعلم بذاته يستلزم العلم بما سواه؛ لأن من عرف الله تفتحت له أبواب العلم، وأبصر السبيل، واستضاء له الطريق، فلا يحتاج بعد ذلك أكثر من العلم بالله؛ لأن به يفتتح كل مغلق، ويحصل به كل مطلوب.


    أما من لم يعرف ربه فإنه عن كل خير غافل، قال تعالى:{ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ...[19]}[سورة الحشر]. فتأمل هذه الآية تجد فيها أن الله تهدد من نسيه بأن ينسيه نفسه، ومن نسي نفسه كيف يعرف مصالحها ؟ كيف يعرف فلاحها؟ كيف يستقيم معاشه فضلًا عن معاده؟!


    2- إننا نطلب العلم لنعرف به نبينا صلى الله عليه وسلم: فمن أقبل على العلم الشرعي؛ عرف النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا عرفه وعرف ما جاء به؛ تيقن صدق ما جاء به صلى الله عليه وسلم، فإن أهل العلم يعرفون صدق ما أخبر به؛ لأنهم بما معهم من العلم يدركون صحة خبره صلى الله عليه وسلم فيما عقلوه من معاني هذا الكتاب العظيم، وفيما أدركوه من آيات الله عز وجل في الأنفس والآفاق، قال تعالى:{ وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ[6]}[سورة سبأ]. وقال جل وعلا:{ قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا[107]}[سورة الإسراء]. ولا يمكن أن يكون منهم هذا إلا إذا صدقوا بما جاء في الكتاب، فإنهم يخرون تعظيماً لله، وتعظيمًا لكلام الله سبحانه، وتعظيمًا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الحق والهدى والنور.

    3- العلم الشرعي يعصم العبد من الوقوع في أعظم الظلم وهو الشرك: قال سبحانه:{ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ[18]}[سورة آل عمران]. واستشهاد الله للعلماء بيان لفضلهم وأنه تزكية لهم؛ لأنه لا يمكن أن تقبل شهادة أحد ما لم يكن عدلًا، فاستشهد الله العلماء على أعظم مشهود وهو التوحيد، وكان في ذلك تعديل لهم لأن الله لا يستشهد من خلقه إلا العدول قال سبحانه في بيان ما كان عليه أهل الجاهلية لما فقدوا العلم قالوا:{ وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا[23]}[سورة نوح]. فهذه وصية بعض الجهال من المشركين لأتباعهم، ولمن يسمع نصحهم.. لكنه متى كان هذا؟ كان هذا لما نسي العلم، وارتفع أثره، ولم يبق لدى الناس له وجود؛ عبد هؤلاء الأصنام من دون الله فالعلم يعصم الإنسان من الشرك، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال في بيان معنى هذه الآية:' أَسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ فَلَمَّا هَلَكُوا أَوْحَى الشَّيْطَانُ إِلَى قَوْمِهِمْ أَنْ انْصِبُوا إِلَى مَجَالِسِهِمْ الَّتِي كَانُوا يَجْلِسُونَ أَنْصَابًا وَسَمُّوهَا بِأَسْمَائِهِمْ فَفَعَلُوا فَلَمْ تُعْبَدْ حَتَّى إِذَا هَلَكَ أُولَئِكَ وَتَنَسَّخَ الْعِلْمُ عُبِدَتْ 'رواه البخاري. ومن هذا نفهم أن نسيان العلم سبب لكل شر، بل هو سبب لأعظم الشرور وهو الشرك بالله سبحانه.


    4- نطلب العلم الشرعي؛ لأن به تكمل الأخلاق الفاضلة، وبه يحصل الإنسان محاسن الخصال: ولذلك قال تعالى :{ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ[164]}[سورة آل عمران]. ما مهمته الرسول؟ ما وظيفته؟ ما عمله؟ { يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ} والتلاوة هنا ليست تلاوة اللفظ فقط بل هي تلاوة اللفظ والمعنى، فهو يبين لهم بقوله وفعله ما أنزل الله من الكتاب المبين، {وَيُزَكِّيهِمْ} والتزكية هي التدرج بالنفس إلى أعلى درجات كمالها، فالنبي صلى الله عليه وسلم بعثه الله مزكيًا مكملًا للأخلاق، ولذلك جاء في مسند الإمام أحمد بسند صحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ]. قال أنس رحمه الله:' إذا قل العلم ظهر الجفاء'.


    فالخلق الفاضل والسجايا الكريمة تنبع عن العلم الشرعي، فإذا أقبل الإنسان على تعلم كتاب الله، وعلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم تلقيًا بصدر منشرح، وهمة عالية، ورغبة في الخير؛ فإنه لابد وأن تزكو أخلاقه، وأن يظهر للعلم أثر في أخلاقه في قوله في عمله في هديه في سمته في سائر شأنه.


    مدح الله في كتابه صفاتٍ كثيرة وأثنى على أهلها، واعلم أن كل صفة مدح الله بها العبد إنما منشؤها العلم، وهذا يبين أهمية العلم، وأن به تكمل الفضائل وتحصل على السبق في ميادين الخير والبر،


    وأن من قعد عن العلم فقد قعد عن تكميل أخلاقه لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ] رواه أحمد .


    5- نطلب العلم الشرعي لأنه به يعصمنا الله من الفتن: والفتن كثرت في هذا الزمان، وستكثر لأنه كلما تقدم الوقت كثرت أسباب الضلال والزيغ وأسباب الشر على مر العصور كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: [ لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ] رواه البخاري.


    5- إن التمسك بالعلم والإقبال عليه سبب لأن يقذف الله في قلب العبد النور الذي يحصل به الفرقان بين الحق والباطل: وما أحوج الإنسان إلى أن يقذف الله في قلبه نوراً يمشي به في الناس، يميز به بين الحق والباطل، بين الهدى والغي، بين الرشاد والضلال.. إننا نحتاج إلى هذا النور، وهذا النور سببه ووسيلة تحصيله تقوى الله مع العلم، قال الله سبحانه وتعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ[28]}[سورة الحديد]. إن الذي أُعطي النور هو الذي استمسك بالعلم الشرعي بالكتاب والسنة، والذي بقي في الظلمات هو ذلك الذي أعرض عن كتاب الله عز وجل، وعن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.


    6- إننا نطلب العلم لأن الله بيّن في كتابه فضل العلم، وفضل أهله، ورتّب الأجور العظيمة على تحصيل العلم وطلبه: ولذلك ينبغي لمن رغب في تحصيل تلك الفضائل أن يسعى في تحصيل العلوم الشرعية، فإن العلوم الشرعية سبب لتحصيل تلك الفضائل كقوله تعالى:{ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ...[11]}[سورة المجادلة]. فكلما كثر علمك بالله؛ كلما كثر علمك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ كلما ارتفعت درجتك، وعلت قدمك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:{مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ] رواه البخاري ومسلم.


    إن أهل العلم هم خلاصة الوجود، وهم الذين بهم يحفظ الله الأمة من الزيغ والضلال، فمن أراد مثل هذه الفضائل؛ فليقبل على العلم الشرعي.


    7- نطلب العلم لأن العلم من أهم ما يحتاجه من يقوم بالدعوة إلى الله: فلا يسوغ لمن يقوم بالدعوة إلى الله -وهي أشرف المقامات- أن يكون جاهلًا، بل لابد وأن يكون عالماً، عالماً بأي شيء؟ عالماً بما يدعو، عالماً بمن يدعو إليه، فمن علم من يدعو إليه وبما يدعو؛ فإنه داخل في قوله عز وجل:{ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ [108]} [سورة يوسف]. فالعلم هو الذي يثمر البصيرة التي أثنى الله عليها في كتابه، وأثبتها الله لرسوله في قوله: :{ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي...[108]}[سورة يوسف]. أي أنا ومن اتبعني على بصيرة ندعو.


    إن الناس في هذا الزمان أحوج ما يكونون إلى من يبصرهم بالله.. إلى من يدعوهم إلى الهدى، أهل الإسلام يحتاجون إلى دعوة من أهل العلم ممن عرف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، يحتاجون إلى من يعلمهم ويفهمهم القرآن، يحتاجون إلى من يعرفهم بالله، ويعرفهم بدينه وما يجب له سبحانه، إن الأمة بحاجة ماسة إلى العلم، بل إن الإمام أحمد رحمه الله قال إن حاجة الناس إلى العلم فوق كل حاجة، يقول رحمه الله:' الناس محتاجون إلى العلم قبل الخبز والماء لأن العلم يحتاج إليه الإنسان في كل ساعة والخبز والماء في اليوم مرة أو مرتين العلم'. كلما كثر علم الإنسان؛ كلما كانت بصيرته ونظره وعبادته وتقواه وصلاحه ونفعه أكبر، ولذلك ينبغي لنا أن نحرص على الاستكثار من العلم، وأن نشيع العلم الذي تعلمناه بين الناس، فإن إشاعة العلم ونشره مما يثبت العلم ويزكيه وينميه.


    إن أمتنا الإسلامية في هذا الوقت بحاجة إلى العلم لكثرة ما في بلدان المسلمين من الجهل بالله، وذلك يظهر بمظاهر الشرك الكثيرة المنتشرة في بلاد المسلمين.. يظهر بالبدع الكثيرة التي انتشرت في بلاد المسلمين.. يظهر بتقصير كثير من المسلمين فيما أوجبه الله عليهم، ومن ذلك تقصيرهم في ثاني أركان الإسلام في الصلاة، فإن كثيراً من المسلمين يقصرون فيها، إما: أنهم لا يؤدونها، وإما: أنهم يقصرون فيها بالتأخير، أو بأنهم لا يقيمونها على وجهها.. تظهر حاجة الأمة إلى العلم بما نشاهده من الدعاوى المنحرفة التي تشيع بين المسلمين وتنتشر بينهم، وتروج في أقلامهم وأقوالهم وكتاباتهم وبلدانهم.


    إننا بحاجة إلى أن نبصر المسلمين بدينهم لما تشهده الأمة من هجمة عظيمة على الإسلام في هذه الأيام فان أعداء الإسلام ضاقوا بالإسلام ذرعاً، وبدؤوا يشككون فيه، ويبحثون عما يصور لهم أنه تشوه فيه، أو ضعف، والضعف في عقولهم، والتشوه في أذهانهم، وأما كلام الله، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، فهو الحق المبين لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.


    8- إننا بحاجة إلى العلم لندعو غير المسلمين: فإن الناظر إلى جمهور الناس يرى أن المسلمين لا يشكلون إلا خمس العالم، وهذا بالنسبة لمجموع الناس عدد قليل، ينبغي للأمة أن تجهد وأن تبذل ما تستطيع في سبيل إيصال هذه الرسالة التي أنقذ الله بها الناس، وأخرجهم بها من الظلمات إلى النور، فهؤلاء يحتاجون إلى دعوة تبين محاسن الإسلام، يبين فيها ما في هذا الدين من جوانب العظمة- وكله عظيم- يبين فيها بطلان ما يدعيه أعداء الإسلام من أن هذا الإسلام فيه وفيه من الشبهات التي يثيرونها وهي في الحقيقة شبه وخيالات، وظنون فاسدة، إما ناشئة عن فساد نية، أو ضعف علم، فإذا كمل العلم، وصحت النية؛ انبهر العالم بما في هذا الدين من النور الساطع الذي يخرجهم الله به من الظلمات إلى النور.



    كل هذه الأسباب من أجلها نتعلم العلوم الشرعية، أما ما يتعلق بالعلوم الدنيوية المدنية فإنها واجبة على الأمة لاسيما في هذا الوقت الذي تعيش الأمة سباقاً حضارياً لا يعرف توقفًا.

    إننا نحتاج للعلوم بشتى صنوفها في الصناعة، في الطب، في جميع مجالاتها التجريبية والمدنية، وذلك لأن بها يحصل فرض الكفاية التي من خلالها تستغني الأمة عن غيرها، ومن خلالها تخرج الأمة من كونها فتنة للذين كفروا، فإن من صور افتتان الكفار ما عليه المسلمون اليوم من الضعف والانكسار والتقهقر الحضاري الذي جعل المسلمين في آخر الركب.


    إن العلوم في شتى أنواعها لم تعلم، ولم تبذل فيها الأموال، ولم يجتهد فيها المربون والمعلمون على مستوى العالم كله لأجل أن تكتسب بها الوظائف، فالعلم ليس وسيلة لتحصيل المكاسب الدنيوية، فإذا كان كذلك فينبغي لنا أن نصحح النية، ومن كان غرضه من العلوم الشرعية خاصة أن يحصل بها المكاسب الدنيوية، فليذهب إلى غير هذا الميدان، وليبحث عن غير هذا السبيل، فانه من طلب علماً مما يبتغى به وجه الله لا يطلبه، ولا يبتغيه إلا لدنيا يصيبها لم يرح رائحة الجنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال الله جل وعلا:{ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ[15]أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[16]}[سورة هود].


    هذه لمحة عن جواب هذا السؤال: لماذا نتعلم؟ الذي لابد أن نشتغل في طلب الجواب عنه في مجالسنا، وفي دراستنا، وفي عملنا؛ لأن الجواب عنه يختصر علينا، ويلخص لنا شيئاً كثيراً قد نجهله ووجود هذا السؤال في أذهاننا يفيدنا فائدتين:


    الفائدة الأولى: تحديد الغايات، وتحديد الغايات مما يعين الإنسان في السعي إلى تحصيلها .

    الفائدة الثانية: أن ننظر ونقيس سيرنا في تحقيق هذه الغاية، فإذا أجبنا على السؤال؛ يمكننا بعد ذلك أن نقيس ما الذي حصلناه؟ ما الذي حققناه مما لم نحققه في سبيل التعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
    الصدق ربيع القلب و زكاة الخلق و ثمرة المروءة و شعاع الضمير...

  • #2
    هذه الرسالة موجهة للجهلة الذين يقيسون فائدة العلم بمقدار ما يجنيه المرء من مال

    وتبا ثم تبا للرجال الذين يضعون العراقيل أمام تعلم المرأة


    إنما الأعمال بالنيات وإن لكل امرئ ما نوى


    ودائما يفتح الله لمن يطلب نوره الأبواب الموصده ...
    الصدق ربيع القلب و زكاة الخلق و ثمرة المروءة و شعاع الضمير...

    تعليق


    • #3
      اشكرك ع الطرح
      sigpic

      تعليق


      • #4
        من أقوال الإمام الشافعي في العلم:

        اصبر على مـر الجفـا من معلم ... فإن رسوب العلم في نفراته
        ومن لم يذق مر التعلم ساعــة ... تجرع ذل الجهل طول حياته
        ومن فاته التعليم وقت شبابــه ... فكبر عليه أربعا لوفاتــه
        وذات الفتى والله بالعلم والتقى ... إذا لم يكونا لا اعتبار لذاته


        تعلم فليس المرء يولد عالـمــا ... وليس أخو علم كمن هو جاهـل
        وإن كبير القوم لا علم عـنـده ... صغير إذا التفت عليه الجحافل
        وإن صغير القوم إن كان عالما ... كبير إذا ردت إليه المحـافـل


        لا يدرك الحكمة من عمره ... يكدح في مصلحة الأهـل
        ولا ينــال العلم إلا فتى ... خال من الأفكار والشغـل
        لو أن لقمان الحكيم الذي ... سارت به الركبان بالفضل
        بُلي بفقر وعـيـال لمـا ... فرق بين التبن والبقــل


        شكوت إلى وكيع سؤ حفظي ** فأرشدني إلى ترك المعاصي
        وأخبرني بأن العلم نــور ** ونور الله لا يهـدى لعاصي


        أخي لن تنال العلم إلا بستة ** سأنبيك عن تفصيلها ببـيان
        ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة ** وصحبة أستاذ وطول زمان


        علمي معي حـيثمــا يممت ينفعني ... قلبي وعاء لـه لا بطــن صـنـدوق
        إن كنت في البيت كان العلم فيه معي ... أو كنت في السوق كان العلم في
        السوق


        العلم ما نفع، ليس العلم ما حفظ
        الصدق ربيع القلب و زكاة الخلق و ثمرة المروءة و شعاع الضمير...

        تعليق


        • #5
          جزااك الله خيرااا
          sigpic

          !!...{{لا تستغربــوا من عدم تواجدي في المنتدى ف يوما ما سأرحل بلاعودة}}...!!


          ‘‘,,لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين‘‘,,

          || :: الأمل والتفاؤل :: || || ** دعواتكم ** ||


          تعليق


          • #6
            قال عمرو بن عثمان المكي رحمه الله: العلم قائد، والخوف سائق، والنفس حرون بين ذلك، جموح خدَّاعة روَّاغة، فاحذرها، وراعها بسياسة العلم، واسقها بتهديد الخوف، يتم لك ما تريد.


            قال الشيخ عبد الرحمن الناصر السعدي -رحمة الله عليه:


            نظم معنى الحديث الذي في "الصَّحيحين" قوله -صلى الله عليه وسلم-:

            " إنَّ مَثَلَ مَا بَعَثَنِي اللهُ به -عزَّ وجلَّ- مِن الهُدى والعِلم؛ كمثلِ غَيثٍ أصاب أرضًا؛ فكانت مِنها طائفةٌ طيِّبة قَبِلت الماء؛ فأنبتت الكلأَ والعُشبَ الكَثير، وكان منها أجادب أمسكتِ المَاء؛ فنفعَ اللهُ بها الناسَ؛ فشرِبوا منها، وسقَوا، ورَعوا، وأصاب طائفةً منها أخرى؛ إنما هي قِيعان؛ لا تُمسكُ ماءً، ولا تُنبِت كلأ؛ فذلك مثل مَن فَقُه في دينِ الله، ونفعه بما بعثنِي اللهُ به؛ فعلِم وعلَّم، ومثل مَن لم يَرفع بذلك رأسًا، ولم يَقبَل هُدى الله الذي أرسلتُ به ".
            الصدق ربيع القلب و زكاة الخلق و ثمرة المروءة و شعاع الضمير...

            تعليق


            • #7


              1- قَدْ طالَ شَوقِي إِلى الأَحْبابِ والفِكَـرُ /// وقَــدْ عَـرانِـي لِـذاكَ الهـمُّ والسَّهَـُر


              2- وَكَـم يَجيـشُ الهـوَى قَلبِـي فَيَتـرُكُنِـي /// لا أَسْتَـفِـيـقُ لِـمـا آتِــي ومـــا أذَرُ


              3- وكـَم نَصيــحٍ أتَـى يَـومًـا لِيعْـذِلَنِـي /// فَصَـارَ يَعْـذُرُنـِي فِيـهِـمْ وَيَـعْـتَــذِرُ


              4- يَـا لائِمًـا في الهـوَى صَبًّـا أَضَــرَّ بِــهِ /// طُولُ البِعادِ عَنِ الأَحْبابِ مُذ هَجَرُوا


              5- فَبَـاتَ يَرعَـى الذَّرَارِي مِـنْ تَشـوُّقِـهِ /// قَدْ بَاتَ مِنْـهُ الحَشَـا وَالقَلْبُ يَنْفَطِــرُ


              6- لَو كُنْتَ تَدْرِي الهوَى أَوْ قَدْ بُلِيتَ بِـهِ /// وَذُقْــتَ آلامَــهُ كَالنَّــارِ تَـستَـعِـــرُ


              7- لـَمـا نَطَقْـتَ ولَـمْ تَنطِـقْ بِـلائِـمَــةٍ /// لَـوْمُ المُحِبِّـيـنَ ذَنْـبٌ لَيـسَ يُـغتَـفَـرُ


              8- دَعْ عَنْـكَ ذِكْرَ الهَـوى والمـُولَعِينَ بِــهِ /// وَانْهَـضْ إِلَى مَنْـزِلٍ عَـالٍ بِـهِ الــدُّرَرُ


              9- تَسْـلُـو بِـمَـرْبَـئِـهِ عَـنْ كُـلِّ غَـالِيَــةٍ /// وَعَـنْ نَـعِـيـمٍ لِدُنْيـا صَفْـوُهُ كَــدرُ


              10- وَعَـنْ نَدِيـمٍ بِــهِ يَلْهُـو مُـجـالِـسُــهُ /// وَعَنْ رِيَـاضٍ كَسَاها النَّـوْرُ وَالزَّهَــرُ


              11- اِنْهَضْ إِلَى الْعِلْـمِ فـِي جِدٍّ بِلا كَسَــلٍ /// نُهـوضَ عَبْـدٍ إِلَى الْـخَيْـراتِ يَبْتَــدِرُ


              12- وَاصْبِـرْ عَلَـى نَيْلِـهِ صَبْـرَ الـمُجِدِّ لَـهُ /// فَلَيْسَ يُـدْرِكُـهُ مَـنْ لَيْـسَ يَـصْطَبِـرُ


              13- فَكَـمْ نُصوصٍ أَتَتْ تُثْنِـي وَتَـمْـدَحُـهُ /// لِلطَّـالِبِـيـنَ بِهـا مَـعْـنًــى وَمُعْتَـبَـرُ


              14- أَمَـا نَـفَـى اللـهُ بَيْـنَ الْعَـالِـمِيـنَ بِــهِ /// وَالـْجَـاهِلِيـنَ مُسَـاوَاةً إِذا ذُكِـــرُوا


              15- وَقَالَ لِلْمُصْطَفَــى مَـعْ مَـا حَبَـاهُ بِــهِ /// اِزْدَدْ مِنَ الْعِلْـمِ فـِي عِلْـمٍ بِـهِ بَصـرُ


              16- وَخَصَّـصَ اللهُ أَهْـلَ الْعِلْـمِ يُشْهِدُهُـمْ /// عَلَـى الْعِبـَادَةِ والتَّوْحِيدِ فَاعْتَبــرُوا


              17- وَذَمُّ خَـالِـقِـنَــا لِلـجَـاهِـلِـيـنَ بِـــهِ /// فِي ضِمْنِهِ مَـدْحُ أَهْلِ الْعِلْمِ مُنْحَصِـرُ


              18- وَفِي الْحَدِيثِ انْ يُرِدْ رَبُّ الْوَرَى كَرَمًـا /// بِعَبْدِهِ الْخَيْـرَ والـمَخْلُـوقُ مُفْـتَـقِــرُ


              19- أَعْطَـاهُ فِـقْـهًــا بِـدِيـنِ اللهِ يَحـْمِـلُــهُ /// يَـا حَبَّــذا نِعَـمًــا تَـأْتِـي وَتُنْتَـظَــرُ


              20- أَمـَا سَمِـعْـتَ مِثَـالاً يُـسْتَـضَــاءُ بِــهِ /// ويَسْتَفِــزُّ ذَوِي الأَلْبَـابِ إِنْ نَظَـرُوا


              21- بِـأَنَّ عِلْـمَ الهُـدَى كَـالْغَـيْـثِ يُنْـزِلُــهُ /// عَلَى الْقُلُوبِ فَمِنْهَا الصَّفْوُ وَالْكَـدَرُ


              22- أَمَّـا الرِّيَاضُ الَّتِي طَابَتْ فَقَـدْ حَسُنَـتْ /// مِنْهَـا الـرُّبَـى بِنَبَـاتٍ كُـلُّـهُ نَضِــرُ


              23- فَأَصْبَــحَ الْخَـلْــقُ والأَنْعَــامُ رَاتِـعَــةً /// بِكُـلِّ زَوْجٍ بَهـيـجٍ لَيْـسَ يَنْحَصِـرُ


              24- وَبَـعْضُهَــا سَـبـَخٌ لَيْسَــتْ بِـقَـابِـلَــةٍ /// إِنْبَـاتَ عُشْبٍ بِـهِ نَفْـعٌ وَلاَ ضَـرَرُ


              25- يَـكْفِـيـكَ بِـالْعِلْـمِ فَضْلاً أَنَّ صَاحِبَــهُ /// بِـالْعِـزِّ نَـالَ الْعُـلاَ وَالْخَيْـرَ يَنْتَظِــرُ


              26- يَـكْفِـيـكَ بِالْجَهْلِ قُبْحًـا أَنَّ صَـاحِبَــهُ /// يَنْفِيــهِ عَـنْ نَفْسِـهِ وَالْعِلْـم يبْتَكــرُ


              27- يَـكْفِـيـكَ بِالْجَهْـلِ قُبْحًـــا أَنَّ مُؤْثــِرَهُ /// قَـدْ آثَـرَ المَطلَبَ الأَدْنَـى وَيَفْتَخِــرُ


              28- أَيُّ الْـمَفـاخِـرِ تَرْضَـى أَنْ تُـزَانَ بِـهَـا /// أَجَهْلُـكَ النَّفْـسَ جَهْـلاً مَا لَهُ قَـدَرُ


              29- أَمْ بِـالجَـهـالَـةِ مِـنْـكَ فـِي شَـرِيعَـتِـهِ /// كَيْفَ الصَّلاةُ وَكَيْفَ الصَّوْمُ وَالطُّهُرُ


              30- أَمْ كَـيْـفَ تَـعْـقِـدُ عَقْـدًا نَـافِـذًا أَبَـدًا /// كَيْفَ الطَّلاقُ وَكَيْفَ الْعِتْـقُ يَا غُـدَرُ


              31- أَمِ افْتِـخـارُكَ بِالجَـهْـلِ الْبَسِيــطِ نَعَمْ /// وَبِـالـمـرَكَّــبِ لَا تُبـْقِــي وَلَا تَـذَرُ


              32- تَبًّــا لِعَقْــلٍ رَزِيـنٍ قَـدْ أَحَــاطَ بِــهِ /// مَـعَ الجَهَـالَـةِ دَيْنُ الـذَّنْبِ وَالغَــرَرُ


              33- كَمْ بَيْـنَ مَـنْ هُـوَ كَسْـلانٌ أَخُـو مَلَـلٍ /// فَمَـا لَـهُ عَن ضَيـَاعِ الوَقْتِ مُزْدَجَـرُ


              34- قَـدِ اسْتَـلانَ فِـرَاشَ الْعَـجْـزِ مُـرْتَفَقًـا /// حَتَّى أَتَى المُضْعِفانِ الشَّيْبُ وَالْكِبَـرُ


              35- وَبَيْـنَ مَنْ هُوَ ذُو شَـوْقٍ أَخُـو كَـلَــفٍ /// عَلَـى الْعُلُومِ فَلا يَبْـدُو لَهُ الضَّجَـرُ


              36- يَـرْعَـى التَّوَقِّـي وَيَرْعَـى مِـنْ تَحَفُّـظِــهِ /// أَوْقَـاتَــهُ مِـنْ ضَيـاعٍ كُـلُّـهُ ضَـرَرُ


              37- لا يَـسـتَـريـحُ وَلا يَـلْــوي أَعِنـَّـتَــــهُ /// عَنِ الْوُصُـولِ إِلى مَطْلُـوبِـهِ وَطَـرُ


              38- تُـلْفِيــهِ طَـوْرًا عَلَـى كُتْبٍ يُطَـالِـعُـهَـا /// يَحْلُو لَهُ مِنْ جَنَاهَا مَا حَـوَى الْفِكَـرُ


              39- تُـلْهِـيــهِ عَـنْ رَوضَــةٍ غَـنَّـاءَ مُـزْهِـرَةٍ /// أَطْيارُهَا غَـرَّدَتْ وَالْـمَـاءُ مُنْهَمِـرُ


              40- وَبَـاحِـثًــا تَــارَةً مَــعْ كُــلِّ مُـنْتَـسِـبٍ /// يَبْغِي الرَّشَادَ فَلَا يَطْغَى وَيَـحْتَقِـرُ


              41- وَاهًــا لَــهُ رَجُـلًا فَــرْدًا مَـحـاسِنُــهُ /// بِالْحَزْمِ وَالْعَزْمِ هَانَ الصَّعْبُ وَالْعَسِرُ
              الصدق ربيع القلب و زكاة الخلق و ثمرة المروءة و شعاع الضمير...

              تعليق


              • #8
                اشكرك ع الموضوع اختي
                ربي يعطيج الف عافيه
                *(يسلمو حبيبتي شموعه ع التوقيعه الطررر)*

                sigpic


                يا ليت الورد ما يذبـــــــــــل يا ليت الدمع ما ينــــــــــزل
                يا ليت الدنيا تصفا لــــــــي تعبت أشيل وأتحمـــــــــــل
                دموعي صارت حروفــي حياتي أنجرح و ازعـــــل
                حرام الناس تجرحنــــــــي وجرحي بالصبر يدمــــــل
                حرام الخل يطعنــــــــــــي وطعناته ترى تقتــــــــــــل

                تعليق

                يعمل...
                X