منقول من جريدة الشبيبة بتاريخ 22\9\2012 والقصة تطول من واقع حكاوينا
حكاوينا..
أحمد النعماني: ضاق بي الفضاء وأنا أبحث عن خرم إبرةٍ !
الشبيبة- أحمد بن سيف الهنائي
يظهر على الشاشة "مبتسماً"ـ هندامه الجميل، وروحه المرحة، يتركان في داخلك انطباعا عن امتلاكه للسعادة، وساعة تراه بين أقرانه في دكان "القهوة" وقد امتلأت ملابسه وتجلت الرفاهية على ملمحه، تزداد يقيناً بخلو باله وهناء عيشه، لكنه حينما يخلو بنفسه تزوره الهواجس، ويعود إلى حقيقته من الانكسار، وشعوره المؤلم بالخذلان، فرغم ممارسة جميع أشكال الإعلام عبر وسائله المسموعة والمرئية والمكتوبة منذُ العام 2003، إلا أنه إلى الآن لا يزال "باحثاً عن العمل"؛ يتجرع المرارة في كل صباح، وهو يحمل حقيبته المملوءة ورقاً، إذ باتت "السيرة الذاتية" مشفوعةً بشهادات الخبرة الطويلة والكثيرة، وهي أشبه ما تكون أوراق الروائي ناصر عراق في روايته "العاطل". أجل هو عاطلٌ عن العمل، وإن كان يصر على الظهور الدائم، إنما دون مقابلٍ مادي، ولا أجرٍ زهيد يحفظ له كرامة العيش، هو الإعلامي الشاب أحمد بن جميل النعماني.
معترك الإعلام
"في الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات بانتشاء بدعم الموهوب العماني فإني لا أزال أبحث عن عملٍ رغم الخبرة الجيدة التي أمتلكها".. قلّبَ صفحات الملف الذي اعتاد أن يوزعه في كل مكان، ونحن نرتشف فنجان قهوةٍ في مكانٍ باردٍ وناعم، بعد أن نظر إلى الأفق نظرفةً خاطفة، أخفض رأسه مجدداً، وانطلق يتحدث بتململ: "لا أعلم حقاً، ما الذي يجب عليَّ أن أفعله لكي أحظى بفرصة عملٍ مدفوعة الأجر!، لم يبقَ طريقٌ إلا وسلكته، ولم تتح لي فرصة إلا واقتنصتها، يممتُ شرقاً فولتِ الوظيفة غرباً، وكلما آتيتها مغرباً رأيتها مشرّقة، على قول القائل (أشرّق خلف الرزق وهو مغربٌ، وأقسمُ لو غربتُ كان مشرقاً)". مضت أكثر من ساعة، وهو يرفع فنجانه إلى شفتيه، فيرجعه مرتجفاً من جديد، مسترجعاً معاناته الدائمة في الحصول على وظيفة إعلامية، ليقول: "عمدت في البداية إلى دخول معترك الإعلام عبر تمتين الجانب الكتابي والحس الخبري بداخلي، فلجأت إلى بعضٍ من الصحف والمجلات طالباً الانضمام إلى طاقم العمل لديهم، وهذا ما تأتى لي، وأصبحت مراسلاً لولايتي، أزود الصحيفة بكل ما يستجد من أخبار ومواضيع وقوالب صحفيةٍ مختلفة، وما إن وجدتني قادراً على الظهور بشكلٍ لائق ابتدرت العمل في الحقل الإذاعي، سواءً عبر الإذاعات الخاصة كالوصال، أو حتى الإذاعة العامة من بوابة برنامج "الشباب".
اليد الحانية
سرد النعماني كثيراً من البرامج الإذاعية التي عمل بها، كما أنه كثيراً ما أتى بذكر المخرج بدر المعشري، كنموذجٍ سَعُدَ بمواقفه ودعمه المتواصل، فلم يرَ يداً حانيةً تمتد إليه كيده، ومع ذلك يكثر من ترديد عبارة: "لا أطلب شيئاً من جيوب الآخرين، أنا لست متسولاً، إنما أنا مواطنٌ يعيش على هذا الأرض، ولدي طاقاتي الكامنة التي أرغب في تفجيرها، فعلامَ يستهزئ بي أحد المسؤولين عندما راجعته في أمر توظيفي؟ طالباً مني تحديث بياناتي في القوى العاملة لا أكثر، رغم إلحاحي الشديد على الرغبة الأكيدة في العمل بالسلك الإعلامي، إنما أشار بيده أنه لا يملك جواباً آخر لي!. ما يثير استغرابي هو بقائي طويلاً أبحث عن الوظيفة الإعلامية وكأنني أبحث عن الماء وسط السراب، صدقاً، تتلاشى الأحلام، وتبقى الطموحات محبوسةٍ داخل صندوقٍ أسود، لا أعلم متى سيرى النور".
4000
بعد أن وجدتُ المعاناة ماثلةً في أعماقه، وقد بدأ الأمل يَهِنُ كثيراً في قلبه، اقترحتُ عليه الهروب إلى البلدان القريبة المجاورة طلباً للرزق والعمل، متمثلاً قول الشنفري (وفي الأرض مَنْأى، للكريم، عن الأذى وفيها، لمن خاف القِلى، مُتعزَّلُ)، وقول الشافعي (ما في المقام لذي عقلٍ وذي أدبٍ.. من راحةٍ فدعِ الأوطان واغتربِ.. سافر تجد عوضاً عمن تفارقه.. وانصب فإن لذيذ العيش في النصبِ)، أجاب بُعَيدَ تنهيدةٍ تنوء مرارةً وتتسعر لظىً: "هو الخيار الأخير، لكن روحي ستعيش منهكةً ما بقي لي من العمر متنفس، ألسنا نبحث عن الاستقرار في بلادنا؟ هل السنين التي أمضيتها في الحقل الإعلامي لا تزن في ميزان العمل شيئاً، ألا تكفي رغبتي الجامحة في تطوير قدراتي وتحسين أدائي، إن لم تأخذ بلدي بيدي، ولم تلتفت إلى مطلبي، سأظل وفياً لها، ولن أغادر إلا إن شعرت أن الجهات الإعلامية ممثلةً في وزارة الإعلام أوالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون عاجزةً حقاً عن توظيفي، لكنها "محشومة" عن العجز، فأنا "الفرد" الضعيف لم أقف عاجزاً عن تدبير 4000 ريال عماني لعملياتٍ لـ"العين" لكي أتمكن من الظهور على شاشة التلفزيون، وقد سبق وأن قدمت العديد من الأعمال التلفزيونية عبر تلفزيون السلطنة أو قناة مجان".
قلوب نقية
تلبسته حالة شعورية "مستفزة" وراح يرمي الورقة تلو الأخرى، في منظرٍ مريب، وهو يقول: (هذا ما نشرته الوطن تحت عنوان: "أحمد النعماني في "أحلى صيف" بعد تجربته الإذاعية في الوصال".. وهذه شهادة إقرار من إدارة "حملة رسم ابتسامة طفل" على نجاحي في قيادة الحملة إعلاميا، وهذه صفحة نشرت عني في صحيفة الزمن تحت عنوان "موهبة مسرحية إذاعية سينمائية"، وهذه نسخ من تغطياتي لصحيفة السيارات و"الشبيبة" وغيرها، وهذه شهادة خبرةٍ أعتزُّ بها من وكالة الأنباء العمانية على إجادتي في العمل لديهم، وهذه رسائل شكرٍ من حملة ركاز الأخلاقية من مديرها العام الشيخ د. محمد العوضي على إنجاح فعالياتهم إعلامياً، وغيرها من الجمعيات والأندية والمديريات الوزارية، وهذه شهادات الخبرة في الصحف وقناة الوصال الإذاعية وقناة مجان الفضائية وتلفزيون السلطنة وإذاعة الشباب و...، وهذه شهاداتٌ أخرى من المنظمات الدولية والملتقيات الخليجية والعربية.. كل تلك الأوراق والخبرات غدت اليوم لا تسمن ولا تغني من جوع، فإلى متى سيظل الحال هكذا؟ آمل أن لا يطول شقائي مع هذا البحث الشاق والمضني، أصبحت أتوق إلى الاستقرار والشروع في تكوين بيتٍ وأسرة، فعلّ وعسى أن لا يطول شقائي؛ بهذه تنتهي الحكاية مع ضيف حكاوينا اليوم، وكلنا أمل، في أن تجد حكايته قلوباً مملوءةً حناناً، وصدوراً رحبة، وأيادي بيضاء من القائمين على أمر الإعلام وتقدير الموهوب قدره.
قناة المذيع عبر اليوتيوب
http://www.youtube.com/watch?v=6n1nGjvn_iY
http://www.youtube.com/watch?v=DwVh0hDoU1o
http://www.youtube.com/watch?v=W6rZwCCaP98
http://www.youtube.com/watch?v=zvYRqVl3MZw
حكاوينا..
أحمد النعماني: ضاق بي الفضاء وأنا أبحث عن خرم إبرةٍ !
الشبيبة- أحمد بن سيف الهنائي
يظهر على الشاشة "مبتسماً"ـ هندامه الجميل، وروحه المرحة، يتركان في داخلك انطباعا عن امتلاكه للسعادة، وساعة تراه بين أقرانه في دكان "القهوة" وقد امتلأت ملابسه وتجلت الرفاهية على ملمحه، تزداد يقيناً بخلو باله وهناء عيشه، لكنه حينما يخلو بنفسه تزوره الهواجس، ويعود إلى حقيقته من الانكسار، وشعوره المؤلم بالخذلان، فرغم ممارسة جميع أشكال الإعلام عبر وسائله المسموعة والمرئية والمكتوبة منذُ العام 2003، إلا أنه إلى الآن لا يزال "باحثاً عن العمل"؛ يتجرع المرارة في كل صباح، وهو يحمل حقيبته المملوءة ورقاً، إذ باتت "السيرة الذاتية" مشفوعةً بشهادات الخبرة الطويلة والكثيرة، وهي أشبه ما تكون أوراق الروائي ناصر عراق في روايته "العاطل". أجل هو عاطلٌ عن العمل، وإن كان يصر على الظهور الدائم، إنما دون مقابلٍ مادي، ولا أجرٍ زهيد يحفظ له كرامة العيش، هو الإعلامي الشاب أحمد بن جميل النعماني.
معترك الإعلام
"في الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات بانتشاء بدعم الموهوب العماني فإني لا أزال أبحث عن عملٍ رغم الخبرة الجيدة التي أمتلكها".. قلّبَ صفحات الملف الذي اعتاد أن يوزعه في كل مكان، ونحن نرتشف فنجان قهوةٍ في مكانٍ باردٍ وناعم، بعد أن نظر إلى الأفق نظرفةً خاطفة، أخفض رأسه مجدداً، وانطلق يتحدث بتململ: "لا أعلم حقاً، ما الذي يجب عليَّ أن أفعله لكي أحظى بفرصة عملٍ مدفوعة الأجر!، لم يبقَ طريقٌ إلا وسلكته، ولم تتح لي فرصة إلا واقتنصتها، يممتُ شرقاً فولتِ الوظيفة غرباً، وكلما آتيتها مغرباً رأيتها مشرّقة، على قول القائل (أشرّق خلف الرزق وهو مغربٌ، وأقسمُ لو غربتُ كان مشرقاً)". مضت أكثر من ساعة، وهو يرفع فنجانه إلى شفتيه، فيرجعه مرتجفاً من جديد، مسترجعاً معاناته الدائمة في الحصول على وظيفة إعلامية، ليقول: "عمدت في البداية إلى دخول معترك الإعلام عبر تمتين الجانب الكتابي والحس الخبري بداخلي، فلجأت إلى بعضٍ من الصحف والمجلات طالباً الانضمام إلى طاقم العمل لديهم، وهذا ما تأتى لي، وأصبحت مراسلاً لولايتي، أزود الصحيفة بكل ما يستجد من أخبار ومواضيع وقوالب صحفيةٍ مختلفة، وما إن وجدتني قادراً على الظهور بشكلٍ لائق ابتدرت العمل في الحقل الإذاعي، سواءً عبر الإذاعات الخاصة كالوصال، أو حتى الإذاعة العامة من بوابة برنامج "الشباب".
اليد الحانية
سرد النعماني كثيراً من البرامج الإذاعية التي عمل بها، كما أنه كثيراً ما أتى بذكر المخرج بدر المعشري، كنموذجٍ سَعُدَ بمواقفه ودعمه المتواصل، فلم يرَ يداً حانيةً تمتد إليه كيده، ومع ذلك يكثر من ترديد عبارة: "لا أطلب شيئاً من جيوب الآخرين، أنا لست متسولاً، إنما أنا مواطنٌ يعيش على هذا الأرض، ولدي طاقاتي الكامنة التي أرغب في تفجيرها، فعلامَ يستهزئ بي أحد المسؤولين عندما راجعته في أمر توظيفي؟ طالباً مني تحديث بياناتي في القوى العاملة لا أكثر، رغم إلحاحي الشديد على الرغبة الأكيدة في العمل بالسلك الإعلامي، إنما أشار بيده أنه لا يملك جواباً آخر لي!. ما يثير استغرابي هو بقائي طويلاً أبحث عن الوظيفة الإعلامية وكأنني أبحث عن الماء وسط السراب، صدقاً، تتلاشى الأحلام، وتبقى الطموحات محبوسةٍ داخل صندوقٍ أسود، لا أعلم متى سيرى النور".
4000
بعد أن وجدتُ المعاناة ماثلةً في أعماقه، وقد بدأ الأمل يَهِنُ كثيراً في قلبه، اقترحتُ عليه الهروب إلى البلدان القريبة المجاورة طلباً للرزق والعمل، متمثلاً قول الشنفري (وفي الأرض مَنْأى، للكريم، عن الأذى وفيها، لمن خاف القِلى، مُتعزَّلُ)، وقول الشافعي (ما في المقام لذي عقلٍ وذي أدبٍ.. من راحةٍ فدعِ الأوطان واغتربِ.. سافر تجد عوضاً عمن تفارقه.. وانصب فإن لذيذ العيش في النصبِ)، أجاب بُعَيدَ تنهيدةٍ تنوء مرارةً وتتسعر لظىً: "هو الخيار الأخير، لكن روحي ستعيش منهكةً ما بقي لي من العمر متنفس، ألسنا نبحث عن الاستقرار في بلادنا؟ هل السنين التي أمضيتها في الحقل الإعلامي لا تزن في ميزان العمل شيئاً، ألا تكفي رغبتي الجامحة في تطوير قدراتي وتحسين أدائي، إن لم تأخذ بلدي بيدي، ولم تلتفت إلى مطلبي، سأظل وفياً لها، ولن أغادر إلا إن شعرت أن الجهات الإعلامية ممثلةً في وزارة الإعلام أوالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون عاجزةً حقاً عن توظيفي، لكنها "محشومة" عن العجز، فأنا "الفرد" الضعيف لم أقف عاجزاً عن تدبير 4000 ريال عماني لعملياتٍ لـ"العين" لكي أتمكن من الظهور على شاشة التلفزيون، وقد سبق وأن قدمت العديد من الأعمال التلفزيونية عبر تلفزيون السلطنة أو قناة مجان".
قلوب نقية
تلبسته حالة شعورية "مستفزة" وراح يرمي الورقة تلو الأخرى، في منظرٍ مريب، وهو يقول: (هذا ما نشرته الوطن تحت عنوان: "أحمد النعماني في "أحلى صيف" بعد تجربته الإذاعية في الوصال".. وهذه شهادة إقرار من إدارة "حملة رسم ابتسامة طفل" على نجاحي في قيادة الحملة إعلاميا، وهذه صفحة نشرت عني في صحيفة الزمن تحت عنوان "موهبة مسرحية إذاعية سينمائية"، وهذه نسخ من تغطياتي لصحيفة السيارات و"الشبيبة" وغيرها، وهذه شهادة خبرةٍ أعتزُّ بها من وكالة الأنباء العمانية على إجادتي في العمل لديهم، وهذه رسائل شكرٍ من حملة ركاز الأخلاقية من مديرها العام الشيخ د. محمد العوضي على إنجاح فعالياتهم إعلامياً، وغيرها من الجمعيات والأندية والمديريات الوزارية، وهذه شهادات الخبرة في الصحف وقناة الوصال الإذاعية وقناة مجان الفضائية وتلفزيون السلطنة وإذاعة الشباب و...، وهذه شهاداتٌ أخرى من المنظمات الدولية والملتقيات الخليجية والعربية.. كل تلك الأوراق والخبرات غدت اليوم لا تسمن ولا تغني من جوع، فإلى متى سيظل الحال هكذا؟ آمل أن لا يطول شقائي مع هذا البحث الشاق والمضني، أصبحت أتوق إلى الاستقرار والشروع في تكوين بيتٍ وأسرة، فعلّ وعسى أن لا يطول شقائي؛ بهذه تنتهي الحكاية مع ضيف حكاوينا اليوم، وكلنا أمل، في أن تجد حكايته قلوباً مملوءةً حناناً، وصدوراً رحبة، وأيادي بيضاء من القائمين على أمر الإعلام وتقدير الموهوب قدره.
قناة المذيع عبر اليوتيوب
http://www.youtube.com/watch?v=6n1nGjvn_iY
http://www.youtube.com/watch?v=DwVh0hDoU1o
http://www.youtube.com/watch?v=W6rZwCCaP98
http://www.youtube.com/watch?v=zvYRqVl3MZw
تعليق