إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة

    قصة قرأتها في كتاب وبحثت عنها لكم


    انها ملكة ( قصة فتاة روسية أسلمت )



    اعذروني اذا كانت القصة طويلة بعض الشيئ ولكني رغبت لكم الاستفادة



    البداية


    أما هي .. فكانت فتاة روسية .. من عائلة محافظة .. لكنها ( آرثوذوكسية ) شديدة التعصب للنصرانية .. عرض عليها أحد التجار الروس أن تصحبه مع مجموعة من الفتيات ..الى دولة خليجية .. لشراء أجهزة كهربائية .. ثم بيعها في روسيا ... كان هذا هوالهدف المتفق عليه بين الرجل ... وهؤلاء الفتيات ... وعندما وصلو الى هناك ... كشرعن أنيابه ... وعرض عليهن ممارسة الرذيلة ... وبدأ في تقديم الاغراءات لهن ... مال وافر ..علاقات واسعة ... الى ان أقتنع أكثر الفتيات بفكرته ... الا هذه الفتاة ...كانت شديدة التعصب لدينها النصراني .. فتمنعت .. فضحك منها ... وقال : انت في هذه البلد ضائعة ... ليس معك الا ما تلبسين من الثياب... ولن أعطيك شيئا ... وبدأ يضيق عليها ... أسكنها في شقة مع بقية الفتيات ... وخبأ جوازات سفرهن عنده ... وأنجرفت الفتيات مع التيار ... وثبتت هي على العفاف ... لا زالت تلح عليه كل يوم ... في تسليمها جوازها ... او ارجاعها الى بلدها ... فيأبى عليها ذلك .. فبحثت يوما في الشقة ... حتى وجدت جوازها ... فأختطفته .. وهربت من الشقة .. خرجت الى الشارع ...لا تملك الا لباسها ... هامت على وجهها ... لا تدري أين تذهب ... لا أهل .. و لامعارف .. لا مال ..ولا طعام ..ولا مسكن .. أخذت المسكينة تتلفت يمنة ويسرة...وفجأة رأت شابا ... يمشي مع ثلاث نساء ... اطمأنت لمظهره .. اقبلت عليه ... بدات تتكلم باللغة الروسية ... فأعتذر أنه لايفهم الروسية ... قالت : هل تتكلمون الانجليزية ؟؟ ... قالوا نعم ! ... فرحت ..وبكت ..
    وقالت أنا امرأة روسية قصتي كذا وكذا ... ليس معي مال .. وليس لي مسكن ... أريد العودة الى بلادي ..أريد منكم فقط ايوائي ... يومين أم ثلاثة .. حتى أتدبر أمري مع أهلي واخوتي في بلادي ..
    أخذ الشاب ( خالد ) يفكر أمرها ... ربما تكون مخادعة ..! أو محتالة .. ! وهي تنظراليه وتبكي .. وهو يشاور أمه وأختيه... وفي النهاية ... أخذهوها الى البيت ...وبدأت تتصل بأهلها ... ولكن لا مجيب الخطوط متعطلة في ذاك البلد ... وكانت تعيد فيكل ساعة الاتصال .. عرفوا أنها نصرانية ... تلطفوا معها .. رفقوا بها .. أحبتهم.... عرضوا عليها الاسلام ... لكنها رفضت .. لا تريد .. بل لا تقبل النقاش في موضوع الدين أصلا .. لأنها من أسرة (( أرثوذكسية )) متعصبة تكره الاسلام والمسلمين!
    فذهب خالد الى مركز اسلامي للدعوة .. وأحضر لها كتبا عن الاسلام باللغة الروسية ..فقرأتها .. وتأثرت بها .. ومر الأيام .. وهم يحاولون ويقنعون.. حتى أسلمت ... وحسن اسلامها ... وبدأت تهتم بتعاليم الدين ... وتحرص على مجالسة الصالحات .. خافت أن ترجع الى بلدها فترتد الى نصرانيتها..


    زواج


    فتزوجها خالد.. وكانت أكثر تمسكا بالدين .. المسلمات .. ذهبت يوما مع زوجها الى السوق ..فرأت امرأة متحجبة ... قد غطت وجهها .. وكانت هذه أول مرة ترى فيها امرأة متحجبة تماما ... فاستغربت من هذا الشكل .. وقالت خالد : لماذا هذه المرأه بهذا الشكل ؟ لعل هذه المرأة مصابة بعلة شوهت وجهها ... فغطته ؟...
    قال : لا هذه المرأة تحجبت الحجاب الذي ارتضاه الله سبحانه ونعالى لعباده والذي أمر به الرسول #..
    فسكتت قليلا ... ثم قالت: نعم .. فعلا .. هذا هو الحجاب الاسلامي .. الذي أراده الله منا .. قال : وما أدراك ؟..
    قالت : أنا الان اذا دخلت أي محل تجاري .. لا تنزل أعين أصحاب المحل عن وجهي !..تكاد أن تلتهم وجهي قطعة قطعة !! اذن وجهي هذا لا بد أن يغطى .. لا بد أن يكون لزوجي فقط أن يراه .. اذن لن أخرج من هذا السوق الا بمثل هذا الحجاب .. فمن أين نشتريه ؟.. قال استمري على حجابك هذا .. كأمي وأخواتي .. قالت : لا بل أريد الحجاب الذي يريده الله ... مرت الأيام على هذه الفتاة .. وهي لا تزداد الا ايمانا ...وأحبها من حولها .. وملكت على زوجها قلبه ومشاعره.. وفي ذات يوم نظرت الى جوازسفرها ... فاذا هو قد قارب الانتهاء .. ولابد أن يجدد .. والأصعب من ذلك ... أنه لابد أن يجدد من المدينة نفسها التي تنتمي اليها المرأة ..
    اذن لا بد من السفر الى روسيا .. والا تعتبر اقامتها غير نظامية .. قرر خالد السفرمعها .. فهي لا تريد السفر من غير محرم... ركبوا في طائرة تابعة للخطوط الروسية ..وركبت هي بحجابها الكامل !! وجلست بجانب زوجها شامخة بكل عزة ... قال لها خالد:أخشى أن نقع في اشكالات بسبب حجابك .. قالت : سبحان الله !.. تريد مني ان أطيع هؤلاء الكفرة وأعصي الله ..لا .. والله .. فليقولوا ما شاءوا .. بدأ الناس ينظرون اليها .. وبدأت المضيفات يوزعن الطعام .. ومع الطعام الخمر... وبدا الخمر يعمل في الرؤوس... وبدأت الألفاظ النابية ... توجه اليها من هنا وهناك ... فهذا ينتدر ..وذلك يضحك .. والثالث يسخر ... ويقفون بجانبها .. ويعلقون عليها ... وخالد ينظراليهم ... لا يفهم شيئا .. أما هي فكانت تبتسم وتضحك .. وتترجم له ما يقولون ..غضب الزوج.. فقالت : لا تحزن ... ولا يضيق صدرك .. فهذا أمر بسيط .. في مقابل ماجابهه الصحابه ... وما حصل للصحابيات من بلاء وابتلاء ... صبرت هي وزوجها .. حتى وصلت الطائرة ..



    في روسيا


    قال خالد : عندما نزلنا في المطار .. كنت أظن أننا سنذهب الى بيت أهلها .. ونسكن عندهم ثم بعد ذلك ننهي اجراءاتنا ونعود .. ولكن نظرة زوجتي كانت بعيدة .. قالت لي: أهلي (( آثوذوكس )) متعصبون لدينهم .. فلا أريد أن أذهب الآن !.. لكن نستأجرغرفة .. وننهي اجراءات الجواز .. وقبيل السفر نزور أهلي .. فرأيت أن هذا صوابا ..استأجرنا غرفة وبتنا فيها .. ومن الغد ذهبنا الى ادارة الجوازات ... دخلنا على الموظف .. فطلب الجواز القديم وصور للمرأة .. فأخرجت له صورا لها بالأبيض والأسود... ولا يظهر منها الا دائرة الوجه فقط ..
    فقال الموظف : هذه الصور مخالفة ... نريد صور ملونة .. يظهر فيها الوجه والشعر والرقبة كاملة !!.. فأبت أن تعطيه غير هذه الصور .. وذهبنا الى موظف ثان .. وثالث.. وكلهم يطلبون صورا سافرة .. وزوجتي تقول : لا يمكن ان أعطيهم صورة متبرجة أبدا.. فرفض الموظفون استقبال الطلب .. فتوجهنا الى المديرة الأصلية ..
    فأجتهدت زوجتي ان تقنعها بقول هذه الصور ... وهي تأبى ... فأخذت زوجتي تلح وتقول :ألا ترين صورتي الحقيقية .. وتقارنينها بالصور التي معك ؟!.. والمديرة تصر على ان النظام .. لا يقبل هذه الصور .. فقالت زوجتي : انا لن أحضر غير هذه الصور .. فما الحل ؟ .. قالت المديرة : لن يحل لكم الاشكال الا مدير الجوازات الأصلية الكبرى في موسكو ... فخرجنا من ادارة الجوازات ..فالتفتت الى وقالت : يا خالد نسافر الى موسكو .. عندها قلت لها : أخضري الصور التي يريدون .. ولا يكلف الله نفسا الا وسعها .. فاتقو الله ما استطعتم .. وهذه ضرورة .. والجواز سيرام مجموعة من الأشخاص فقط .. للضرورة .. ثم تخفينه في بيتك الى أن تنتهي مدته .. دعي عنك المشاكل .. لاداعي للسفر الى موسكو .. فقالت : لا .. لا يمكن أن أظهر بصورة متبرجة .. بعد أنعرفت دين الله سبحانه وتعالى ..



    في موسكو


    أصرت علي فسافرنا الى موسكو ... واستأجرنا غرفة وسكناها .. ومن الغد ذهبنا الى ادارة الجوازات .. دخلنا على الموظف الأول فالثاني فالثالث ..وفي نهاية المطاف اضطررنا للتوجه الى المدير الأصلي.. دخلنا عليه .. وكان من أشد الناس خبثا !..عندما رأى الجواز أخذ يقلب الصور .. ثم رفع رأسه الى زوجتي وقال : من يثبت لي أنك صاحبة هذه الصور ؟ .. يريدها ان تكشف وجهها ليراها.. فقالت له : قل لأحد الموظفات عندك أو السكرتيرات تأتي فأكشف وجهي لها وتطابق الصور .. أما أنت فلن تطابق الصور.. ولن أكشف لك وجهي .. فغضب الرجل وأخذ الجواز القديم والصور وبقية الأوراق وضم بعضها الى بعض وألقاها في درج مكتبه الخاص ... وقال لها : ليس لك جواز قديم ولاجديد الا بعد ان تأتين الي بالصور المطابقة تماما ونطابقها عليك ... أخذت زوجتي تتكلم معه تحاول اقناعه ويتكلمان بالروسية وأنا أنظر اليهما ولا أفهم شيئا لكني غضبت ولا أستطيع أن أفعل شيئا وهو يردد : لابد من احضار الصور على شروطنا ...حاولت المسكينة اقناعه ولكن لا فائدة ! فسكتت وظلت واقفة التفت اليها وأخذت اعيد عليها واكرر: يا عزيزتي لا يكلف الله نفس الا وسعها ونحن في ضرورة الى متى نتجول في مكاتب الجوازات فقالت لي : من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب... اشتد النقاش بيني وبينها فغضب مدير الجوازات وطردنا من المكتب ... خرجنا نجر خطانا .. وانا بين رحمة بها .. وغضب عليها ... ذهبنا لنتدارس الأمر في غرفتنا..انا أحوال أن اقنعها ..وهي تحاول اقناعي.. الى أن أظلم الليل فصلينا العشاء وانا مشغول البا ل على هذه المصيبة .. ثم أكلنا ما تسير .. ووضعت رأسي لأنام ..


    كيف تنام!!..


    فلما رأتني كذلك تغير وجهها .. ثم التفت الي وقالت : خالد .. تنام ؟؟ .. قلت نعم.. أما تحسين بالتعب !! قالت : سبحان الله في هذا الموقف العصيب تنام !!.. نحن نعيش موقفا يحتاج منا الى الجوء الى الله ... قم الجأ الى الله فان هذا وقت اللجوء.. فقمت وصليت ماشاء الله لي ان أصلي .. ثم نمت ..اما هي فقامت تصلي وتصلي ..وكلما استيقظت .. نظرت اليها ..فرأيتها اما راكعة .. او ساجدة .. أو قائمة ..أو داعية..أو باكية .. الى ان طلع الفجر .. ثم ايقظتني .. وقالت : دخل الفجر .. فهلم نصلي سويا .. فقمت وتوضأت و صلينا ..ثم نامت قليلا ..
    وبعدما طلعت الشمس .. استيقظت وقالت : هيا نذهب الى الجوازات !! نذهب الى الجوازات!! بأي حجة !؟ أين الصور ؟؟.. ليس معنا صور ؟! قالت : لنذهب ونحاول .. لا تيأس من روح الله .. لا تقنط من رحمة الله .. فذهبنا .. ووالله ما ان وطأت أقدامنا أولمكتب من الجوازات .... ورأوا زوجتي وقد عرفوا شكلها من حجابها ..واذا بأحد الموظفين ينادي : انت فلانة ؟؟ قالت : نعم قا ل: خذي جوازك .. فاذاهو مكتمل تماما.. بصورها المحجبة .. فاستبشرت ..والتفتت الي وقالت : ألم أقل لك(( ومن يتق الله يجعل له مخرجا .. )) .. فلما أردنا الخروج .. قال الموظف : لابد ان تعودوا الى مدينتكم التي جئتم منها .. وتختموا الجواز منها ... فرجعنا الى المدينة الأولى ..وانا اقول في نفسي .. هذه فرصة لتزور أهلها قبل سفرنا من روسيا .. وصلنا الى مدينة أهلها .. استأجرنا غرفة .. وختمنا الجواز ..


    رحلة العذاب...



    ثم ذهبنا لزيارة أهلها .. وطرقنا الباب .. كان بيتهم قديما متواضعا .. يبدوا الفقرعلى سكانه ظاهرا .. فتح الباب اخوها الاكبر .. كان شابا مفتول العضلات .. فرحت المسكينة بأخيها .. وكشفت وجهها وابتسمت .. ورحبت !
    واما هو فأول ما رآها تقلب وجهه بين فرح برجوعها سالمة .. واستغراب من لباسها الأسود الذي يغطي كل شيء .. دخلت زوجتي وهي تبتسم .. وتعانق أخاها .ودخلت وراءها.. وجلست في صالة المنزل .. جلست وحيدا ..
    أما هي فدخلت داخل المنزل .. أسمعها تتكلم معهم باللغو الروسية .. لم أفهم شيئا ..لكني لاحظت أن نبرات الصوت بدأت تزداد حدة !! واللهجة تتغير !! والصراخ يعلو !!واذا كلهم يصرخون بها .. وهي تدافع هذا .. وترد على ذاك .. فأحسست أن الأمر فيه شر.. ولكني لا أستطيع أن أجزم بشيء لأني لم أفهم من كلامهم شيئا ...
    وفجأة بدأت الأصوات تقترب من الغرفة التي أنا فيها .. واذا بثلاثة من الشباب ..يتقدمهم رجل كهل ..يدخلون علي..توقعت في البداية انهم سيرحبون بزوج ابنتهم .. واذابهم يهجمون علي كالوحوش .. واذا بالترحيب ينقلب الى لكمات .. وضربات .. وصفعات !!أخذت أدافعهم عن نفسي .. وأصرخ وأستغيث .. حتى خارت قواي .. وشعرت أن نهايتي فيهذا البيت ... ازدادوا لكما وركلا ..وأنا أتلفت حولي ..احوال أن أتذكر أين الباب الذي دخلت منه لأهرب منه .. فلما رأيت الباب ..قمت سريعا .. وفتحت الباب وهربت ..وهم ورائي .. فدخلت في زحمة الناس .. حتى غبت عنهم ..ثم اتجهت الى غرفتي .. وكانت ليست ببعيدة عن المنزل .. وقفت أغسل الدماء عن وجهي وفمي .. نظرت الى نفسي .. واذا بالضربات والصفعات قد أثرت في جبهتي وخدي وأنفي ... واذا بالدم يسيل من فمي ..وثيابي ممزقة ..حمدت الله ان انقذني من أولئك الوحوش .. لكني قلت : انا نجوت لكن ما حال زوجتي .. ؟* .. أخذت صورتها تلوح امام ناظري .. هل يمكن ان تتعرض هي أيضا لمثل هذه اللكمات والضربات .. أنا رجل .. وما كدت اتحمل .. وهي امرأة فهل ستتحمل؟؟ أخشى أن تنهار المسكينة ...



    هل حان الفراق ...؟


    بدأ الشيطان يعمل عمله .. ويقول لي : سترتد عن دينها .. ستعود نصرانية .. وتعودالى بلدك وحدك .. وبقيت حائرا .. ماذا أفعل ؟.. النفس في هذه البلد رخيص .. يمكنك ان تستاجر رجلا لقتل آخر بعشرة دولارات .. أوه.. كيف لو عذبوها فدلتهم على مكاني.. فأرسلوا أحد لقتلي في ظلمة الليل .. أقفلت علي غرفتي .. وبقيت فيها فزعا خائفا حتى الصباح .. ثم غيرت ملابسي .. وذهبت أتجسس الأخبار .. أنظر الى بيتهم عن بعد ..أرقبه .. وأتابع كل ما يحصل فيه .. لكن الباب مغلق .. ظللت أنتظر ..و فجأة .. فتح الباب.. وخرج منه ثلاثة من الشبان ..وكهل ..وهؤلاء الشباب هم الذين ضربوني ..يبدوا من هيأتهم .. أنهم ذاهبون الى أعمالهم .. أغلق الباب وأقفل !! .. وبقيت أراقب.. وأترقب ..وانظر .. وأتمنى ان ارى وجه زوجتي .. ولكن لا فائدة .. ظللت على هذه الحال ساعات .. واذا بالرجال يقدمون من عملهم ويدخلون البيت .. تعبت .. فذهبت الى غرفتي .. وفي اليوم الثاني .. ذهبت أترقب .. ولم أرى زوجتي .. وفي اليوم الثالث كذلك ..يئست من حياتها ..توقعت أنها ماتت من شدة العذاب ..أو قتلت .. ولكن لو كانت ماتت .. فعلى الأقل سيكون هناك حركة في البيت ..سيكون هناك من يأتي للعزاء..أو الزيارة ..لكنني عندما لم أرى شيئا غريبا .. أخذت أقنع نفسي أنها حية .. وأن اللقاء سيكون قريبا ..



    اللقاء ...


    وفي اليوم الرابع .. لم أصبر على الجلوس في غرفتي ..فذهبت أرقب بيتهم من بعيد ..فلما ذهب الشباب مع أبيهم الى أعمالهم ..كالعادة ..وأنا أنظر وأتمنى .. فاذا الباب يفتح فجأة ..واذا بوجه زوجتي يطل من ورائه .. واذا بها تلتفت يمنة ويسرة .. نظرت الى وجهها .. فاذا به دوائر حمراء.. ولكمات زرقاء.. من كثرة الصفعات والكدمات ..واذا لباسها مخضب بالدماء ..فزعت من منظرها .. ورحمتها .. اقتربت منها مسرعا ..نظرت اليها أكثر .. فاذا الدماء تسيل من جروح في وجهها ..واذا يديها .. وقدماها ..تسيل بالدماء .. واذا ثيابها ممزقة .. لم يبق منها الا خرقة بسيطة تسترها .. واذا باقداماها مربوطة بالسلاسل !.. واذا بيديها مربوطه بسلسلة من خلف ظهرها ..لمارأيتها .. بكيت .. لم أستطيع أن أتمالك نفسي .. ناديتها من بعيد ..



    ثبات ..ووصايا ..


    فقالت لي وهي تدافع عبراتها .. وتئن من شدة عذابها : اسمع يا خالد.. لا تقلق علي..فأنا ثابته على العهد ..ووالله الذي لا اله الا هو .. ان ما ألاقيه الان .. لايساوي شعرة مما لاقاه الصحابة والتابعين .. بالأنبياء و المرسلون .. وأرجوك ياخالد .. لا تتدخل بيني وبين أهلي .. وأذهب الان سريعا ..وانتظر في الغرفة .. الى أن آتيك ان شاء الله..ولكن أكثر من الدعاء ..أكثر من قيام الليل ..أكثر من الصلاة.. ذهبت من عندها .. وانا اتقطع ألما وحسرة عليها ..وبيقت في غرفتي يوما كاملا أترقبها .. وأتمنى مجيئها .. ومر يوم آخر.. وبدأ اليوم الثالث يطوي ببساطة ..حتى اذا أظلم الليل .. واذا بباب الغرفة يطرق علي ؟!.. لعل أهلها علموا بمكاني.. لعل زوجتي أعترفت .. فجاءوأ الى لقتلي .. اصبت برعب كالموت.. لم يبق بيني وبين الموت الا شعرة .. أخذت أردد قائلا: من بالباب؟..
    فاذا بصوت زوجتي يقول بكل هدوء .. افتح الباب .. أنا فلانة .. أضأت نور الغرفة ..فتحت الباب .. دخلت علي وهي تنتفض .. على حالة رثة .. وجروح في جسدها .. قالت لي :بسرعة .. هيا نذهب الان !.. قلت : وأنت على هذه الحال ؟!.. قالت : نعم .. بسرعة..بدأن اجمع ملابسي وأقبلت هي على حقيبتها .. فغيرت ملابسها .. وأخرجت حجابا وعباءة احتياطية .. فلبستها ..ثم أخذنا كل ما لدينا ..ونزلنا ..وركبنا سيارة الأجرة .. ألقت المسكينة بجسدها المتهالك الجائع المعذب .. على كرسي السيارة ..



    الى المطار


    وأول ما ركبت أنا .. قلت للسائق باللغة الروسية : الى المطار ..وكنت قد عرفت بعض الكلمات الروسية .. فقالت زوجتي : لا ..لن نذهب الى المطار ..سنذهب الى القرية الفلانية .. قلت : لماذا ؟.. نحن نريد أن نهرب .. قالت : صحيح .. ولكن اذا اكتشف أهلي هروبي .. سيبحثون عنا في المطار .. ولكن نهرب الى قرية كذا .. فلما وصلنا تلك القرية ..ركبنا سيارة أخرى الى قرية أخرى .. ثم الى قرية ثالثة .. ثم الى مدينة من المدن التي فيها مطار دولي .. حجزنا للعودة الى بلادنا .. وكان الحجز متأخرا فاستأجرنا غرفة وسكناها .. فلما استقر بنا المقام في الغرفة ..وشعرنا بالأمان ..نزعت زوجتي عباءتها ..فأخذت أنظر اليها ..يالله ..ليس هناك موضع سلم من الدماء أبدا !!.. جلد ممزق .. دماء متحجرة .. شعر مقطع .. شفاه زرقاء ..



    قصة الرعب!!..


    سألتها : ما الذي حصل ؟.. فقالت: عندما دخلنا الى البيت جلست مع أهلي ..فقالوا لي: ماهذا اللباس؟!!.. قلت : انه لباس الاسلام ..قالوا : ومن هذا الرجل ؟!.. قلت :هذا زوجي ..أنا أسلمت وتزوجت بهذا الرجل المسلم ..قالوا: لا يمكن هذا .. فقلت :اسمعوا .. احكي لكم القصة أولا .. فحكيت لهم القصة .. وقصة ذاك الرجل الروسي الذي أراد أن يجرني الى الدعارة ..وكيف هربت منه.. ثم التقيت بك .. قالوا :لو سلكت طريق الدعارة ..كان أحب الينا من أن تأتينا مسلمة .. ثم قالوا لي : لن تخرجي من هذا البيت الا ارثوذكسية أو جثة هامدة !!.. ومن تلك اللحظه ..أخذوني ثم كتفوني .. ثم جاءوا اليك وبدأوا يضربونك .. وأنت تستغيث .. وأنا مربوطة .. وعندما هربت أنت..رجع اخوتي الي .. وعاودوا سبي وشتمي .. ثم ذهبوا واشتروا سلاسل .. فربطوني بها.. وبدأوا يجلدونني.. فأتعرض لجلد مبرح بأسواط عجيبة .. غريبة !! كل يوم .. يبدأ الضرب بعد العصر الى وقت النوم .. أما في الصباح فاخواني وأبي في الأعمال .. وأمي في البيت .. وليس عندي الا أخت صغيرة عمرها 15سنة .. تأتي الي وتضحك من حالتي ..وهذا هو الوقت الراحة الوحيد عندي .. هل تصدق انه حتى النوم .. أنام وأنا مغمى علي!.. يجلدونني الى أن يغمى علي وأنام .. وكانوا يطلبون مني فقط أن أرتد عن الاسلام .. وأنا أرفض وأتصبر ..بعد ذلك .. بدأت اختي الصغيرة تسألني لماذا تتركين دينك .. دين أمك ..دين أبيك ..وأجدادك ..


    يجعل الله له مخرجا


    فأخذت أقنعها .. أبين لها الدين ..وأوضح لها التوحيد ..فبدات فعلا تشعر بالقناعة..وبدأت تتأثر..بدأت صورة الاسلام أمامها تتضح !..ففوجئت بها تقول لي: انت على حق..هذا هو الدين الصحيح .. هذا هو الدين الذي ينبغي ان التزمه أنا أيضا !!.. ثم قالت لي: أنا سأساعدك ..قلت لها .. اذا كنت تريدين مساعدتي .. فاجعليني أقابل زوجي.. فبدأت أختي تنظر من فوق البيت .. فتراك وانت تمشي .. فكانت تقول لي : انني أرى رجلا صفته كذا وكذا .. فقلت : هذا زوجي .. فاذا رأيته افتحي لي الباب لأكلمه ..وفعلا فتحت الباب فخرجت وكلمتك .. لكني لم أستطع الخروج اليك .. لأني كنت مربوطة بسلسلتي .. مفتاحهما مع أخي .. مسلسلة ثالثة .. مربوطة بأحد أعمدة البيت .. حتى لاأخرج .. مفتاحها مع أختي هذه .. من اجل ان تطلقني للذهاب الى الحمام .. وعندما كلمتك .. وطلبت منك أن تبقى الى أن اتيك .. كنت مربوطة بالسلاسل .. فأخذت أقنع اختي بالاسلام .. فأسلمت..وأرادت أن تضحي تضحية تفوق تضحيتي ..وقررت أن تجعلني أهرب من البيت .. لكن مفاتيح السلاسل مع أخي ..وهو حريص عليها .. في ذاك اليوم أعدت أختي لأخوتي خمرا مركزا ثقيلا .. فشربوا ..وشربوا ..الى أن سكروا تماما لايدرون عن شيء .. ثم أخذت المفاتيح من جيب أخي .. وفكت السلاسل عني .. وجئت أنا اليك في ظلمة الليل .. فقلت لها : وأختك ماذا سيحصل لها ...؟؟ قالت : ما يهم .. قد طلبت منها الا تعلن اسلامها ..الى أن نتدبر أمرها .. نمنا تلك الليلة .. ومن الغد رجعنا البلدنا ..وأول ما وصلنا أدخلت زوجتي الى المستشفى .. ومكثت فيها عدة ايام تعالج من اثار الضربات والتعذيب .. وها نحن اليوم ندعوا لاختها ان يثبتها الله على دينه ..



    (( ما سقت لكم هذه القصة لأهيج عواطفكم .. ولا لأستدر دموعكم ..أو أستثير مشاعركم .. كلا .. ولكن لتعلموا ان لهذا الدين .. أبطالا يحمونه .. يضحون من أجله .. يسحقون لعزه جماجمهم.. ويسكبون دماءهم .. ويقطعون أجسادهم ... ولئن كان كافر الأمس .. أبو جهل وأمية.. عذبوا بلالا وسمية .. فان كفار اليوم لا يزالون يبذلون .. ويخططون ويكيدون ..في سبيل حرب هذا الدين .. فاحذروا من أن تكونوا فرائس .. وحتى تنتبهوا لعزتكم ..))
    منقول
    sigpic
يعمل...
X