إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الضحية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الضحية

    بين الجدران الحمراء وبعد انتصاف الليل وقفت امامي في قميص النوم لا تخلو بشئ من التمتع والدلال ... كان الجو باردا عاصفا والمطر يهطل بلا توقف منذ الظهر والسحب تنتابها نوبات رعدية متفجرة.

    كانت عيناها عسليتان ووجنتاها دسمتان موردتان وفي ذقنها غمازة ... نظرت الي وقلت لنفسي ياللعجب انها نظرة يطيب بها غرور الرجل.

    جلست على مقود السيارة انظر اليها ..الى تكوينها الرشيق وملاحتها الفائقة وشبابها الغض وانا في غاية الارتياح تمليت جمالها وشبابها بارتياح لم اشعر مثله من قبل متفحصا اجزاءاها بعناية وشغف ... القسمات والقامة .. لم أتصور أنها معتزة بنفسها لذاك الحد شعرت بأن شئ ما يجرفني معه الى الهاوية .. انها جميلة لدرجة السحر.

    تلاقت عينانا وابتسمت في ابتهاج حتى أطلت الملاحة من قسماتها ... الحق أن رغبتي فيها لم تمت.

    أوقفت سيارتي وانا متحمس لآبدأ حكاية جديدة فدعوتها للركوب فلم تمتنع... هنأت نفسي على بلوغ المراد وقضاء ليلة مجنونة معها وفي السيارة دعتني الى البوح باسرار حياتي .. طوفان من الأسئلة ... امرأة غريبة ومسلية.

    قصت علي قصة زواجها من رجل في الستين من عمره ووجهه المتجعد الغائر العينين البارز العظام الذي لم يدع للموت شيئا يلتهمه وكرهها لمنظره وتعجبها من بقائه لحياته على حين تهلك اجيال من الشباب كل يوم... قلت وفي نفسي حزن عميق .. ياللخسارة ليست هذه الحياة التي ترجى لبنت مثلك اننا نتمزق بلا سبب حقيقي وذلك جوهرة المأساة .. ولبثت صامتة مستندة الى مقعد السيارة تسللت يدي الى يدها فاحتوتها بحنان وشددت قليلا لأسكت مقاومتها الضعيفة وأخبرتها بأنه لا يجوز ان نذعن لرواسب غير صحيحة ولكنها قالت بأننا نتدهور معا بأكثر مما تتصور .. وصورت لها كيفية الخروج من التجربة كالمعدن النقي فوجدت رغبة طاغية تدفعها للموافقة كانها غاية منشودة تطلب لذاتها أو كأنما الجحيم أمسى هدف الانسان النهم الى السعادة... اطردي الأحزان ... وارسمي ابتسامة السعادة على شفتيك.

    اخذت بسيارتي وهي تطير فوق أرض الشوارع السنجابية .. المصابيح واشجار النخيل تركض في الاتجاه المضاد... حذرتني من الغيوم المنذرة بالمطر فقلت لها اني أتمنى أن يهطل المطر .. وفي الطريق هطل المطر واختفى البشر فأحكمت اغلاق النوافذ ورحت انظر الى الماء المنسكب والاشجار الراقصة والخلاء النقي الذي لا نهاية له .. فقلت لها تصوري مخلوقين مثلنا تماما في سيارة وامنين رغم ذلك من أي تطفل يتبادلان القبل على انفجارت الرعد ووميض البرق وانهلال المطر وهما في حماية هذه الغضبة الكونية فقالت لا شك انه الجنون بعينه.

    وثبت اليها محموما برغبة مجنونة فضممتها الى صدري بلا مقاومة تذكر ثم التقت شفتانا في قبلة طولة وكنت كلما دوي الرعد استحثثته للمزيد وان تفرغ السماء مدخرها من الماء وهمست في اذنها ورائحة شعرها الآدمي تملاء انفي الى قضاء ليلة مجنونة فهزت برأسها معلنة بذلك موافقتها.
    ذهبت رأسا الى أحد الفنادق لأحجز غرفة وما ان فتحت الباب عن فتاة ذي طابع أنيق ومن نظرة أدركت انها موظفة الاستقبال فسألتها عن غرفة .. قادتني الى احدى الحجرتين المطلتين على البحر وهي تقول .. هذاالجانب غير مناسب ولكنها الحجرة الوحيدة الخالية .. فقلت وبلا اكتراث انها ليلة وتمضي ... ما زالت الحجرة كما هي كعهدي بها في الايام الماضية الكنبة .. التلفزيون .. الدولاب ... كنت مندفعا وراء غاية محددة .. كمن يلقي بنفسه في الماء ليطفئ ملابسه المشتعلة وقضيت تلك الليلة المجنونة.
    استيقظت على ضوضاء وصخب .. أهو صوت يند عن الصراع الذي يتلاطم في باطني ؟ كلا هناك صراع من نوع آخر في الفندق .. غادرت حجرتي فرأيت المنظر الأخير من معركة ادركت من اثارها المطبوعة في الوجوه ان شابا والمرأة الغريبة التي كانت نائمة معي هم كانو ابطالها أو ضحاياها ولكن من الشاب ؟ وما علاقة المرأة بالأمر كله؛ وعلمت من أحد أفراد الأمن ان الشاب كان ضحية هذه المرأة بعدوى الايدز .. تراجعت كمن تلقى لطمة شديدة لقد وقع القول في مسمعي موقعا غريبا فاجعا فوجدت له في فمي طعم السم وعواقبه وحنقت على نفسي ولعنتها ألف لعنة .. غشيتني لحظة غيبوبة وعانيت بعد ذلك شعورا محموما قلقا وسيطرت علي فكرة غريبة وهي أن الانتحار طريق الموت وقد تركزت هذه الفكرة كانما هي وجه الخلاص الوحيد .
    هل استحق نعمة الحياة ؟ اني أبحث عن حل لمتناقضات شتى ..حل عسير فيما يبدو .. فلما لا يكون الموت هو الحل الوحيد .. انني مجنون وعلي أن أدفع ثمن جنوني.


    (انتهـــــــت)










    ابن الداخلية

  • #2
    لا حول ولا قوة الا بالله،،،

    عجبتني القصة اول شي،،

    وبعدين صيحتني
    ممنوع وضع إعلانات في التوقيع والصور الرمزية

    تم تحرير التوقيع بواسطة الكـووس
    إدارة عاشق عمان

    تعليق

    يعمل...
    X