الصورة موجودة في المرفقات ....
[align=center][align=center]
روت الكاتبة الصحفية المصرية د. لوتس عبد الكريم صاحبة ومؤسسة مجلة "شموع" الثقافية قصة الأيام الأخيرة لصديقتها المقربة الملكة فريدة، الزوجة الأولى للملك فاروق الأول، آخر ملوك مصر، وأم بناته الثلاث.
وقالت في حوار مع "العربية.نت" إن هذه الملكة التي أحبها الشعب المصري، وثار على الملك فاروق بسبب تطليقه لها اثر خلافات بينهما، أكدت لها أنها لو كانت تدري أن فاروق سيفقد شعبيته ثم عرشه بسببها، لبقيت معه وظلت تسانده في وجه مؤامرات رجال القصر ضده.
ونقلت عنها أنها كانت تستطيع التأثير عليه لكي يرفض وثيقة التنازل عن العرش لولي عهده الرضيع في ذلك الوقت والذي كان عمره ست شهور فقط في 23 يوليو 1952 عندما قام ضباط الجيش بحركتهم التي نفوا بعدها الملك فاروق الى ايطاليا، في خروجه التاريخي الشهير مع بعض أفراد حاشيته وزوجته الثانية الملكة ناريمان والدة ولي العهد الذي صار ملكا تحت الوصاية لفترة قصيرة، أعلن بعدها الغاء الملكية نهائيا واعلان الجمهورية.
وأضافت أن الملكة فريدة كانت واثقة بأن الأحداث التي ترتبت على حركة الضباط في 1952 لم تكن لتسير بالشكل الذي سارت عليه فيما بعد لو كانت قريبة من العرش، ولنصحته بالتمسك به وحمايته، والحصول على دعم حرسه الملكي.
ووصفته الملكة فريدة – حسبما تستطرد د.لوتس – بأنه كان أبيض القلب، حنونا للغاية، بريئا كطفل، ولم يكن زير نساء يحيط نفسه بالعشيقات والفنانات كما أفاضت القصص الصحفية في ذلك، ولا يشرب الخمر على عكس كل ما كتب عنه، فقد كان يكره رائحتها.
الملكة ماتت فقيرة
وأشارت د. لوتس إلى ان الملكة فريدة كانت ذكية ومثقفة ولماحة، مزجت ارستقراطية عائلتها الراقية، بحبها لطبقات الشعب، وظلت لآخر نفس في حياتها تعشق بلدها وتوصي بها من خلال علاقاتها مع كبار كتاب مصر مثل مصطفى أمين وأنيس منصور وأحمد بهاء الدين وصلاح منتصر.
وماتت الملكة فريدة فقيرة في شقة صغيرة منحتها لها الدولة بعد عودتها من غربتها في باريس، ولم تجد سليلة القصور الفاخرة التي تؤؤل لأبيها ومنها قصر الطاهرة الشهير في القاهرة، مكانا تعرض فيه لوحاتها التشكيلية.
وللكاتبة لوتس عبد الكريم ملف زاخر بالذكريات مع كبار كتاب وأدباء ومثقفي مصر الراحلين وفي مقدمتهم الكاتب السياسي والروائي احسان عبد القدوس ومصطفى أمين ونجيب محفوظ ويوسف السباعي ود. سمير سرحان ومحمد عبد الوهاب والملكة فريدة ويوسف وهبي ويوسف إدريس وسناء جميل ومصطفى أمين وسيد مكاوي ومحمد حسن الزيات وفؤاد سراج الدين ومحمد زكي العشماوي ومحمود مرسي والشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الراحل.
ولها عدة كتب ومذكرات تروي أسرار شخصيات هامة في تاريخ مصر السياسي والثقافي ومنها الكتاب الذي أصدرته عن الروائي الشهير احسان عبدالقدوس التي ارتبطت بعلاقة صداقة معه ومع عائلته، ووالدتها شقيقة السياسي المصري الشهير أمين عثمان الذي اتهم أنور السادات باغتياله قبل قيام الثورة.
عبدالقدوس تصوف قبل وفاته
وأكدت أن شخصيات روايات احسان كان فيها جزء كبير من الواقع، وأن روايتين له تمثلان سيرتها الذاتية. وكشفت أنه عاش حياة تصوف في سنته الأخيرة، وكان يتصل برجال الدين ويسألهم في بعض الأمور.
وقالت: كان احسان في الأصل شخصية محافظة، عكس الصورة التي تستنتجها من رواياته، فقد تزوج من امرأة غير عاملة تفرغت للبيت وتربية أولاده، ولم تكن تظهر في وسائل الاعلام أو تدلي بأحاديث صحفية.
وتابعت: ربطت احسان علاقة طيبة للغاية بالداعية الاسلامية الراحل الشيخ محمد الغزالي الذي زوج ابنته لنجل احسان الكاتب الصحفي محمد عبدالقدوس (رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين والمعروف بميوله الاخوانية) وتأثر الروائي الكبير بهذه العلاقة، حتى أن بيته تحول إلى ما يشبه المسجد في آخر سنوات حياته، وكان حريصا على الصلاة وسائر الفروض الاسلامية.
وتقول د. لوتس عبدالكريم: البعض يستغرب علاقة النسب التي ربطت احسان بالشيخ الغزالي، لكن هذا ليس غريبا لمن عرف الروائي الكبير واقترب منه، فقد تربى في بيت جده عبدالقدوس الكبير وهو أحد شيوخ الأزهر.
وتضيف أنها ارتبطت بمعرفة وثيقة وعلاقات صداقة مع بعض الأسماء في العائلة الملكية وبعد ذلك بأسرة جمال عبدالناصر وبعض أفراد أسرة أنور السادات.
عن الملكة فريدة قالت إنها عندما كانت تزور مصر قادمة من فرنسا لم تكن تجد مكانا تقيم فيه، ولما أرادت الاستقرار بشكل نهائي واعطتها الدولة شقة صغيرة، اختارت طابقا من بيت "لوتس" لترسم فيه لوحاتها وتعرضها.
وتضيف "ساعدتها في التعرف على المجتمع لأنها عاشت وقتا طويلا خارج مصر بعد طلاقها من الملك فاروق. عندما استقرت هنا التف حولها بعض الشخصيات الكبيرة، وكان مشاهير السياسة والأدب يحرصون على زيارتها مثل السفير الفرنسي والسفير الأمريكي ود. بطرس غالي الأمين العام السابق للأمم المتحدة، والكاتبين مصطفى أمين وأنيس منصور".
واستطردت: كان هناك أيضا من يتحاشاها ويرفض زيارتها لكونها من بقايا الأسرة الملكية التي انقلبت عليها ثورة 23 يوليو 1952. انجبت فريدة للملك فاروق ثلاث بنات هن فريدة وفوزية اللتين توفيتا ودفنتا في القاهرة، ولا تزال الكبرى فريال على قيد الحياة.
وتقول د. لوتس: عند نفيه إلى ايطاليا ادخل الملك فاروق بناته الثلاث مدرسة سويسرية داخلية تعلمن فيها الفرنسية، كانت أعمارهن 13 و12 و10 سنوات، وبالتالي لم يعرفن اللغة العربية فيما عدا "فريال" ونتحدث سويا بها عندما تتصل بي أو اتصل بها.
وتروي عن الملكة فريدة أن الملك فاروق لم يكن يملك الشئ الكثير بعد أخرجته ثورة يوليو من مصر. وكانت المصادر التاريخية قد تحدثت عن اصطحابه صناديق ضخمة من الذهب، لكن د. لوتس عبدالكريم تعقب قائلة: يبدو أنها سرقت من بعض حاشية القصر الفاسدين الذين خرجوا معه.
أما ابنه الملك أحمد فؤاد الذي كان عمره ست شهور فقط عندما قامت الثورة، وتم تنصيبه ملكا تحت الوصاية قبل اعلان الجمهورية، فعاش في فرنسا برعاية أمير موناكو الراحل رينيه، ويقال إنه كان ينفق عليه باعتباره وصيا على بعض الأملاك القليلة لوالده الملك فاروق.
لم يكن سكيرا ولا زير نساء
وحول حقيقة الصورة المرسومة عن الملك فاروق تقول: لم يكن فاسدا كما قيل وانتشر على نطاق واسع، فعرفت من شقيقي الملكة فريدة، سعيد وشريف ذو الفقار إن ذلك غير صحيح بالمرة، فلم يرياه يشرب الخمر اطلاقا، لكن ربما لعب القمار.
وتابعت: هذا أيضا ما قالته لي الملكة فريدة التي نفت عنه أنه كان زير نساء كما صورته الصحافة والسينما والدراما، فلم تكن هذه الأمور من اهتماماته أو من حقيقة حياته الشخصية.
وأضافت د. لوتس عبدالكريم: زادت محبة الشعب المصري لملكهم الشاب فاروق عندما تزوج من الملكة فريدة العام 1938 فقد أحبوها وشعروا بأنها لصيقة بطبقاتهم وبأحوالهم، وعندما طلقها لأنها لم تنجب له وريث العرش، غضبوا عليه بشدة.
وقالت مستطردة: كان الشعب عاشقا لها، فطافت المظاهرات الشوارع بعد طلاقها تهتف "خرجت الفضيلة من بيت الرذيلة". لقد رأوا فيها وردة مصرية طاهرة نقية.
الملكة ندمت على طلاقها
وتستشهد د. لوتس عبدالكريم على ذلك بببكاء الملكة فريدة في أيامها الأخيرة "رددت أمامي أنها لو كانت حجم هذا الغضب الشعبي بسببها لتمسكت بزوجها الملك، فقد قال لها اشقاؤها وأقاربها أنها سبب الثورة التي انهت حكم الأسرة العلوية "نسبة إلى اسرة محمد علي".
وقالت الملكة فريدة أيضا كما تروي د. لوتس إنها لو كانت معه عندما طرده الضباط وسيطروا على الحكم، لدافعت عن عرشه واقنعته بعدم توقيع وثيقة التنازل، فالحرس الملكي كان لا يزال يؤيده وقادرا على حماية بقائه.
وتصفها لوتس بأن الملكة السابقة فريدة سيدة فاضلة ومحتشمة ومتمسكة بالتقاليد وتملك المبادئ والقيم وسليلة أسرة كبيرة، وكان أبوها ذو الفقار باشا رئيس محكمة الاسكندرية، وقد تعرف الملك عليها عندما كانت تأتي إلى القصر مع أمها التي عملت وصيفة لوالدته الملكة نازلي، وتزوجها الملك وعمرها 16 عاما فقط.
وأضافت بأنها أسرت لها بأنها هي التي طلبت الطلاق بعد أن كان يعاملها معاملة سيئة عقب انجابها لكل بنت من بناتها الثلاث. كان يريد ولدا، ومثل ذلك ضغطا هائلا عليها أثناء حملها بكل منهن، لدرجة أنها كانت تتناول المهدئات لترتاح من رعب أن يأتي المولود بنتا.
وتتابع: لكن فريدة، وكان اسمها "صافيناز" قبل أن يتزوجها الملك، ندمت على طلب الطلاق، ولما أرادت أن تتراجع عنه كان هو قد رضخ لمن حوله من بعض مستشاري القصر وقام بطلاقها، ليتزوج بعد ذلك من مصرية أخرى هي الملكة ناريمان التي انجب منها وريث عرشه أحمد فؤاد، لكن الثورة قامت بعد ذلك بوقت قصير وأنهت الحياة الملكية تماما.
شاه ايران انفق عليها قبل خلعه
عادت الملكة فريدة إلى مصر في منتصف التسعينات حيث عاشت في باريس في شقة اشتراها لها شاه ايران السابق محمد رضا بهلوي في شارع "الشانزليزيه" وكان ينفق عليها، فقد سبق له الزواج من الأميرة فوزية شقيقة طليقها الملك فاروق والتي أصبحت امبراطورة لعرش الطاووس في ايران بفعل هذا الزواج، قبل أن يطلقها وتعود إلى مصر.
وعندما انتهى حكم آل بهلوي على يد الخميني انقطع المورد الذي كانت تعيش منه، حسبما تقول د. لوتس عبدالكريم، فاضطرت لبيع ملابسها وشقتها، ثم عادت إلى وطنها.
لم تسافر إلى روما لرؤية بناتها اللاتي اصطحبهن الملك فاروق معه بعد خروجه خشية أن يغضب عليها رجال الثورة ويسحبوا منها الجنسية المصرية، لكن بناتها الأميرات حضرن إلى مصر بعد وفاتها لمصاحبة جثمانها لمثواه الأخير.
الابنة الكبرى فريال كان عمرها 23 عاما عندما أرادت الزواج من شاب كان يقوم بعمل ديكورات للفيلا الصيفية الخاصة بوالدها في نابولي بايطاليا ولكن الملك السابق رفض ذلك الزواج، وبعد أن وقع في غرام مغنية الاوبرا الشهيرة "ايرما كانوزا" واقامت معه في الفيلا، تركت الأميرات الثلاث والدهن ليعشن في منتجع اسرة محمد علي الشهير بسويسرا.
وتزوجت فادية في عام 1960 من شاب سويسري من أصل روسي، وأشهر إسلامه في الأزهر حيث جاء للقاهرة خصيصا لذلك، وأنجبت منه شامل وعلي. ولم تتزوج الأميرة فوزية، التي عملت فترة كمترجمة وكذلك في مجال السياحة.
رفضت الزواج بعد الملك
وقد رفضت الملكة فريدة الزواج بعد طلاقها من الملك فاروق، على عكس الزوجة الثانية الملكة ناريمان التي انجبت له وريث العرش، فقد تزوجت بعد طلاقها منه في ايطاليا عقب تنازله عن عرشه ومعاملته السيئة لها، من الطبيب د. أدهم النقيب الذي أشرف على ولادة الملك أحمد فؤاد، ثم صار والدا لأخيه من أمه د. أكرم النقيب، وقد حضل الملك السابق حفل زواجه في الاسكندرية.
ويزعم الكثيرون الذين عاصروا الملك فاروق كان شرها بالنساء ويشرب الخمر كثيرا، وأاشتهربالعربدة وحياة السهر والبذخ، وواصل هذه الحياة بعد نفيه إلى ايطاليا.[/align][/align]
[align=center][align=center]
روت الكاتبة الصحفية المصرية د. لوتس عبد الكريم صاحبة ومؤسسة مجلة "شموع" الثقافية قصة الأيام الأخيرة لصديقتها المقربة الملكة فريدة، الزوجة الأولى للملك فاروق الأول، آخر ملوك مصر، وأم بناته الثلاث.
وقالت في حوار مع "العربية.نت" إن هذه الملكة التي أحبها الشعب المصري، وثار على الملك فاروق بسبب تطليقه لها اثر خلافات بينهما، أكدت لها أنها لو كانت تدري أن فاروق سيفقد شعبيته ثم عرشه بسببها، لبقيت معه وظلت تسانده في وجه مؤامرات رجال القصر ضده.
ونقلت عنها أنها كانت تستطيع التأثير عليه لكي يرفض وثيقة التنازل عن العرش لولي عهده الرضيع في ذلك الوقت والذي كان عمره ست شهور فقط في 23 يوليو 1952 عندما قام ضباط الجيش بحركتهم التي نفوا بعدها الملك فاروق الى ايطاليا، في خروجه التاريخي الشهير مع بعض أفراد حاشيته وزوجته الثانية الملكة ناريمان والدة ولي العهد الذي صار ملكا تحت الوصاية لفترة قصيرة، أعلن بعدها الغاء الملكية نهائيا واعلان الجمهورية.
وأضافت أن الملكة فريدة كانت واثقة بأن الأحداث التي ترتبت على حركة الضباط في 1952 لم تكن لتسير بالشكل الذي سارت عليه فيما بعد لو كانت قريبة من العرش، ولنصحته بالتمسك به وحمايته، والحصول على دعم حرسه الملكي.
ووصفته الملكة فريدة – حسبما تستطرد د.لوتس – بأنه كان أبيض القلب، حنونا للغاية، بريئا كطفل، ولم يكن زير نساء يحيط نفسه بالعشيقات والفنانات كما أفاضت القصص الصحفية في ذلك، ولا يشرب الخمر على عكس كل ما كتب عنه، فقد كان يكره رائحتها.
الملكة ماتت فقيرة
وأشارت د. لوتس إلى ان الملكة فريدة كانت ذكية ومثقفة ولماحة، مزجت ارستقراطية عائلتها الراقية، بحبها لطبقات الشعب، وظلت لآخر نفس في حياتها تعشق بلدها وتوصي بها من خلال علاقاتها مع كبار كتاب مصر مثل مصطفى أمين وأنيس منصور وأحمد بهاء الدين وصلاح منتصر.
وماتت الملكة فريدة فقيرة في شقة صغيرة منحتها لها الدولة بعد عودتها من غربتها في باريس، ولم تجد سليلة القصور الفاخرة التي تؤؤل لأبيها ومنها قصر الطاهرة الشهير في القاهرة، مكانا تعرض فيه لوحاتها التشكيلية.
وللكاتبة لوتس عبد الكريم ملف زاخر بالذكريات مع كبار كتاب وأدباء ومثقفي مصر الراحلين وفي مقدمتهم الكاتب السياسي والروائي احسان عبد القدوس ومصطفى أمين ونجيب محفوظ ويوسف السباعي ود. سمير سرحان ومحمد عبد الوهاب والملكة فريدة ويوسف وهبي ويوسف إدريس وسناء جميل ومصطفى أمين وسيد مكاوي ومحمد حسن الزيات وفؤاد سراج الدين ومحمد زكي العشماوي ومحمود مرسي والشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الراحل.
ولها عدة كتب ومذكرات تروي أسرار شخصيات هامة في تاريخ مصر السياسي والثقافي ومنها الكتاب الذي أصدرته عن الروائي الشهير احسان عبدالقدوس التي ارتبطت بعلاقة صداقة معه ومع عائلته، ووالدتها شقيقة السياسي المصري الشهير أمين عثمان الذي اتهم أنور السادات باغتياله قبل قيام الثورة.
عبدالقدوس تصوف قبل وفاته
وأكدت أن شخصيات روايات احسان كان فيها جزء كبير من الواقع، وأن روايتين له تمثلان سيرتها الذاتية. وكشفت أنه عاش حياة تصوف في سنته الأخيرة، وكان يتصل برجال الدين ويسألهم في بعض الأمور.
وقالت: كان احسان في الأصل شخصية محافظة، عكس الصورة التي تستنتجها من رواياته، فقد تزوج من امرأة غير عاملة تفرغت للبيت وتربية أولاده، ولم تكن تظهر في وسائل الاعلام أو تدلي بأحاديث صحفية.
وتابعت: ربطت احسان علاقة طيبة للغاية بالداعية الاسلامية الراحل الشيخ محمد الغزالي الذي زوج ابنته لنجل احسان الكاتب الصحفي محمد عبدالقدوس (رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين والمعروف بميوله الاخوانية) وتأثر الروائي الكبير بهذه العلاقة، حتى أن بيته تحول إلى ما يشبه المسجد في آخر سنوات حياته، وكان حريصا على الصلاة وسائر الفروض الاسلامية.
وتقول د. لوتس عبدالكريم: البعض يستغرب علاقة النسب التي ربطت احسان بالشيخ الغزالي، لكن هذا ليس غريبا لمن عرف الروائي الكبير واقترب منه، فقد تربى في بيت جده عبدالقدوس الكبير وهو أحد شيوخ الأزهر.
وتضيف أنها ارتبطت بمعرفة وثيقة وعلاقات صداقة مع بعض الأسماء في العائلة الملكية وبعد ذلك بأسرة جمال عبدالناصر وبعض أفراد أسرة أنور السادات.
عن الملكة فريدة قالت إنها عندما كانت تزور مصر قادمة من فرنسا لم تكن تجد مكانا تقيم فيه، ولما أرادت الاستقرار بشكل نهائي واعطتها الدولة شقة صغيرة، اختارت طابقا من بيت "لوتس" لترسم فيه لوحاتها وتعرضها.
وتضيف "ساعدتها في التعرف على المجتمع لأنها عاشت وقتا طويلا خارج مصر بعد طلاقها من الملك فاروق. عندما استقرت هنا التف حولها بعض الشخصيات الكبيرة، وكان مشاهير السياسة والأدب يحرصون على زيارتها مثل السفير الفرنسي والسفير الأمريكي ود. بطرس غالي الأمين العام السابق للأمم المتحدة، والكاتبين مصطفى أمين وأنيس منصور".
واستطردت: كان هناك أيضا من يتحاشاها ويرفض زيارتها لكونها من بقايا الأسرة الملكية التي انقلبت عليها ثورة 23 يوليو 1952. انجبت فريدة للملك فاروق ثلاث بنات هن فريدة وفوزية اللتين توفيتا ودفنتا في القاهرة، ولا تزال الكبرى فريال على قيد الحياة.
وتقول د. لوتس: عند نفيه إلى ايطاليا ادخل الملك فاروق بناته الثلاث مدرسة سويسرية داخلية تعلمن فيها الفرنسية، كانت أعمارهن 13 و12 و10 سنوات، وبالتالي لم يعرفن اللغة العربية فيما عدا "فريال" ونتحدث سويا بها عندما تتصل بي أو اتصل بها.
وتروي عن الملكة فريدة أن الملك فاروق لم يكن يملك الشئ الكثير بعد أخرجته ثورة يوليو من مصر. وكانت المصادر التاريخية قد تحدثت عن اصطحابه صناديق ضخمة من الذهب، لكن د. لوتس عبدالكريم تعقب قائلة: يبدو أنها سرقت من بعض حاشية القصر الفاسدين الذين خرجوا معه.
أما ابنه الملك أحمد فؤاد الذي كان عمره ست شهور فقط عندما قامت الثورة، وتم تنصيبه ملكا تحت الوصاية قبل اعلان الجمهورية، فعاش في فرنسا برعاية أمير موناكو الراحل رينيه، ويقال إنه كان ينفق عليه باعتباره وصيا على بعض الأملاك القليلة لوالده الملك فاروق.
لم يكن سكيرا ولا زير نساء
وحول حقيقة الصورة المرسومة عن الملك فاروق تقول: لم يكن فاسدا كما قيل وانتشر على نطاق واسع، فعرفت من شقيقي الملكة فريدة، سعيد وشريف ذو الفقار إن ذلك غير صحيح بالمرة، فلم يرياه يشرب الخمر اطلاقا، لكن ربما لعب القمار.
وتابعت: هذا أيضا ما قالته لي الملكة فريدة التي نفت عنه أنه كان زير نساء كما صورته الصحافة والسينما والدراما، فلم تكن هذه الأمور من اهتماماته أو من حقيقة حياته الشخصية.
وأضافت د. لوتس عبدالكريم: زادت محبة الشعب المصري لملكهم الشاب فاروق عندما تزوج من الملكة فريدة العام 1938 فقد أحبوها وشعروا بأنها لصيقة بطبقاتهم وبأحوالهم، وعندما طلقها لأنها لم تنجب له وريث العرش، غضبوا عليه بشدة.
وقالت مستطردة: كان الشعب عاشقا لها، فطافت المظاهرات الشوارع بعد طلاقها تهتف "خرجت الفضيلة من بيت الرذيلة". لقد رأوا فيها وردة مصرية طاهرة نقية.
الملكة ندمت على طلاقها
وتستشهد د. لوتس عبدالكريم على ذلك بببكاء الملكة فريدة في أيامها الأخيرة "رددت أمامي أنها لو كانت حجم هذا الغضب الشعبي بسببها لتمسكت بزوجها الملك، فقد قال لها اشقاؤها وأقاربها أنها سبب الثورة التي انهت حكم الأسرة العلوية "نسبة إلى اسرة محمد علي".
وقالت الملكة فريدة أيضا كما تروي د. لوتس إنها لو كانت معه عندما طرده الضباط وسيطروا على الحكم، لدافعت عن عرشه واقنعته بعدم توقيع وثيقة التنازل، فالحرس الملكي كان لا يزال يؤيده وقادرا على حماية بقائه.
وتصفها لوتس بأن الملكة السابقة فريدة سيدة فاضلة ومحتشمة ومتمسكة بالتقاليد وتملك المبادئ والقيم وسليلة أسرة كبيرة، وكان أبوها ذو الفقار باشا رئيس محكمة الاسكندرية، وقد تعرف الملك عليها عندما كانت تأتي إلى القصر مع أمها التي عملت وصيفة لوالدته الملكة نازلي، وتزوجها الملك وعمرها 16 عاما فقط.
وأضافت بأنها أسرت لها بأنها هي التي طلبت الطلاق بعد أن كان يعاملها معاملة سيئة عقب انجابها لكل بنت من بناتها الثلاث. كان يريد ولدا، ومثل ذلك ضغطا هائلا عليها أثناء حملها بكل منهن، لدرجة أنها كانت تتناول المهدئات لترتاح من رعب أن يأتي المولود بنتا.
وتتابع: لكن فريدة، وكان اسمها "صافيناز" قبل أن يتزوجها الملك، ندمت على طلب الطلاق، ولما أرادت أن تتراجع عنه كان هو قد رضخ لمن حوله من بعض مستشاري القصر وقام بطلاقها، ليتزوج بعد ذلك من مصرية أخرى هي الملكة ناريمان التي انجب منها وريث عرشه أحمد فؤاد، لكن الثورة قامت بعد ذلك بوقت قصير وأنهت الحياة الملكية تماما.
شاه ايران انفق عليها قبل خلعه
عادت الملكة فريدة إلى مصر في منتصف التسعينات حيث عاشت في باريس في شقة اشتراها لها شاه ايران السابق محمد رضا بهلوي في شارع "الشانزليزيه" وكان ينفق عليها، فقد سبق له الزواج من الأميرة فوزية شقيقة طليقها الملك فاروق والتي أصبحت امبراطورة لعرش الطاووس في ايران بفعل هذا الزواج، قبل أن يطلقها وتعود إلى مصر.
وعندما انتهى حكم آل بهلوي على يد الخميني انقطع المورد الذي كانت تعيش منه، حسبما تقول د. لوتس عبدالكريم، فاضطرت لبيع ملابسها وشقتها، ثم عادت إلى وطنها.
لم تسافر إلى روما لرؤية بناتها اللاتي اصطحبهن الملك فاروق معه بعد خروجه خشية أن يغضب عليها رجال الثورة ويسحبوا منها الجنسية المصرية، لكن بناتها الأميرات حضرن إلى مصر بعد وفاتها لمصاحبة جثمانها لمثواه الأخير.
الابنة الكبرى فريال كان عمرها 23 عاما عندما أرادت الزواج من شاب كان يقوم بعمل ديكورات للفيلا الصيفية الخاصة بوالدها في نابولي بايطاليا ولكن الملك السابق رفض ذلك الزواج، وبعد أن وقع في غرام مغنية الاوبرا الشهيرة "ايرما كانوزا" واقامت معه في الفيلا، تركت الأميرات الثلاث والدهن ليعشن في منتجع اسرة محمد علي الشهير بسويسرا.
وتزوجت فادية في عام 1960 من شاب سويسري من أصل روسي، وأشهر إسلامه في الأزهر حيث جاء للقاهرة خصيصا لذلك، وأنجبت منه شامل وعلي. ولم تتزوج الأميرة فوزية، التي عملت فترة كمترجمة وكذلك في مجال السياحة.
رفضت الزواج بعد الملك
وقد رفضت الملكة فريدة الزواج بعد طلاقها من الملك فاروق، على عكس الزوجة الثانية الملكة ناريمان التي انجبت له وريث العرش، فقد تزوجت بعد طلاقها منه في ايطاليا عقب تنازله عن عرشه ومعاملته السيئة لها، من الطبيب د. أدهم النقيب الذي أشرف على ولادة الملك أحمد فؤاد، ثم صار والدا لأخيه من أمه د. أكرم النقيب، وقد حضل الملك السابق حفل زواجه في الاسكندرية.
ويزعم الكثيرون الذين عاصروا الملك فاروق كان شرها بالنساء ويشرب الخمر كثيرا، وأاشتهربالعربدة وحياة السهر والبذخ، وواصل هذه الحياة بعد نفيه إلى ايطاليا.[/align][/align]
تعليق