السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شكرا لكم اخواني على متابعتكم وتشجيعكم لي في أول حلقة . والآن أكمل معكم الحلقة الثانية من يوميات مواطن عماني اللي هو أنا

سأبدأ من حيث انتهيت في المرة الماضية.

عندما عدت إلى البيت، اخبرني أخي بترتيب النوم الجديد، حيث سينام أبي معنا نحن الأولاد في غرفة وتنام أمي مع البنات في غرفة حتى يفتحها المولى علينا

المهم كانت الليلة الأولى صعبة، فإخواني يصرون على الربشة وأحاديث ما قبل النوم، ومنهم من يريد أن يقرأ وبينما الوالد معتاد على النوم في وقت مبكر. طبعا أبي نام على سريره ونام معه أخي الأصغر. بينما نمت أنا وبقية اخوتي على الأرض مثل كل ليلة. وأنا لا أتضايق من النوم على الأرض لكن المشكلة الوحيدة أن الفراش والبرانيص لا تكون دائما نظيفة ، لأننا نحتاج لأن نأخذها إلى المغسلة ومن يوم رفعوا سعر الديزل وسعر غسيل البرنوص الواحد لا يقل عن ريال ونصف . وعندما جربت أمي أن تغسل البرانيص في البيت على يدها لم تستطع بسبب ثقلهم ولا يجفون بسرعة. وبما انه اخواني الصغار ينامون معنا، فكثيرا ما تتوسخ البرانيص بسرعة.

المهم عندما استيقظنا في الصباح جاء اخواني الصغار يطلبون نقودا للفسحة، فاضطر أبي أن يردهم ووعدهم انه إذا جاءته فلوس في خلال الساعات القليلة سيوصلها لهم إلى المدرسة . طبعاً اخواني صحيحأنهم لا زالوا أطفال لكنهم يعرفون أن الوالد لن بيحرمهم لو عنده، لهذا خرجوا بدون جدل. الشيء الوحيد الذي يضايقني أنه هذا المشهد أصبح يتكرر كثيراً من يوم خروج أبي على التقاعد. لكن برايهم ما بيموتوا جوع

مسكين اخي اللي في صف الخامس كان مشتركاً في جماعة الرحلات، ولم يكن يعرف أنه على كل رحلة يجب أن يأخذ معه فلوس. ولما عرفنا كذا السالفة قلنا له من الافضل ان تشترك في الإذاعة ولا المسرح المهم شي لا يحتاج الى فلوس.

المهم في ذاك اليوم بعد ما خرجوا الأطفال، وطبعا أنا عاطل لا شغل ولا مشغلة جالس في البيت أنظف الحوش، جاء الوالد وقال تعال أبغى أكلمك. وعندما جلسنا قال: احيد انت ما اكبر اخوانك ولا اعقلهم ، لكنك الوحيد بو قدامي تو وانا فيني من الغم مافيني وباغي اتكلم مع حد عن تحصلوني ادور في الشوارع كما المجنون اكلم نفسي. قلت له: خير الوالد؟

قال: اختك (خ) باية تسير المعهد تتعلم طباعة وانجليزي عسب تلاقي شغل! قلت له: صراحة هذا شيء طيب .

عاد انا ما واحيت اقول هذي الكلمة وعينك ما تشوف الا النور طش فيني الوالد: شي طيب؟؟!!! احيد انه شي طيب..لكن من هين بدفع ثمانين ريال حال الانجليزي في الشهر غير سعر دورات الطباعة وغير الباص بو بيشلها ويجيبها كل يوم !!!

قلت له احنا بنوصلها بالفورد العتيد

قال : من بيوصلها؟؟ انا ما اشوف زين وانت علين ما تحصل الليسن يبغالك سنة ومن بيدفع فلوس البترول نص ساعة سيرة ونص ساعة ردة ! وحتى لو دبرنا المواصلات من هين بدفع الفلوس مال التعليم والكتب؟؟!! وبعدين تو حالمو ما يعلموكم انجليزي في المدارس؟؟ على الاقل يوفروا علينا فلوس المعاهد. كل واحد منكم يتخرج من المدرسة مايعرف يقول كلمتين فوق بعض

تو ماشي شغلة الا ويبوا صاحبها يرطن بالانجليزي ومن هناك ماشي تعليم وتعالوا انتوا دفعوا

من هين انا بجيب كل هذي الفلوس؟؟ اسرق وامو؟؟

بصراحة لم اعرف ماذا اقول. طأطأت راسي وعندما رفعته رأيت الوالد عيونه تدمع

قال: تعرف مو هو الشي اللي يقتلني؟ ...يوم واحد منكم يجيني باغي الشي واقوله ماعندي. احس اني ما اسوى شي واني ما انفع اكون اب.

بصراحة كلام الوالد اصابني في مقتل ..لكن انا لا احب اللحظات العاطفية والدرامية فظللت احاول ان اخفف الجو قليلا.

المهم قال الوالد: اسمع انا قررت اني اتوكل على الله وابيع الفورد!!!

فقلت له: كيف الوالد تبيعها؟ كيف بنسير مشاويرنا ؟ اذا حد مرض ولا بغينا نزور حد ولا يوم اطلع الليسن ماذا بسوق؟

قال: ماشي حل آخر. نبيع الفورد. وندفع حال أختك تسير المعهد ونشتري مكيف مستعمل حال الصالة ونشتري حال اخونك الصغار كل واحد كمة ونعال ودشداشة يسيروا بها المدرسة عن الفضيحة، ونشتري اغراض حال البيت وأساعدك شوي في فلوس المدرب واختبارات السياقة. وإن شاء الله ربك بيفرجها ووبتجينا فلوس من مكان وبنشتري سيارة رخيصة غيرها.

وهكذا استقر أمر الوالد على بيع الفورد العتيد صديق العائلة في السراء والضراء حتى تتيسر أمور عائلتنا ولو لحين.


شكرا لعلي على جهازه وشكرا لكم على متابعتكم

ملاحظة: سأحاول أن أكتب الحلقة الثالثة قريباً لأني سأنام في بيت صديقي وعندي الكمبيوتر حتى الغد

وإذا ما قدرت فمنكم السموحة