إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

24 حلول قيمه لبض المشاكل الزوجيه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 24 حلول قيمه لبض المشاكل الزوجيه

    أكره زوجي رغم أننا لدينا ستة أطفال، وأعيش في نفس عمارة

    أنا موظفة، وأعد لنيل درجة الماجستير، وقد كنت طموحة، وأرغب في التفوق في جميع أمور حياتي.. مشكلتي بدأت بعد التوظيف حين عينت في منطقة نائية، وكلما طلبت النقل قالوا: لا يحق لك النقل إلا بعد الزواج!.
    - بدأت أفكر في الزواج لأريح أمي وإخوتي الذين تعبوا معي كثيراً.. تقدم أحد أقربائي لخطبتي، فوافقت دون إطالة تفكير.. تزوجنا وكان زوجي يسكن في مدينة بعيدة، فكنا لا نلتقي إلا في أيام الإجازات والأعياد.. مضت السنة الأولى، وكنا على ما يرام.. بقي أن أذكر لكم أن مستوى زوجي العلمي والوظيفي دوني بكثير.. بعد فترة جاءت الموافقة على نقل موقع العمل، وجاءت معها المشكلات،فكان زوجي بعد الدوام يتغدى، ثم ينام إلى الليل، ثم يذهب ليكمل سهرته مع زملائه..
    كان ذلك يؤلمني كثيراً، إذ كنت أبقى وحيدة في البيت إلى ساعة متأخرة من الليل.. كان الجدال والخلاف يقع بيننا كثيراً، ولا أخفي أنني كنت في كثير من الأحيان متعنتة، ولم أكن مستعدة للتنازل عن رأيي حتى ولو كنت مخطئة! لم أستطع الصبر، فاتصلت على أخي، وطلبت منه أن يحضر ليأخذني.. جاء وجلس مع زوجي وناقشه في كل الأمور، فأخبره زوجي بكل صغيرة وكبيرة، وكنت أتقطع عندما كان يشكو إليه "عيوبي وعمايلي فيه".. طلب مني أخي أن أمكث في بيتي، وأحاول التصالح مع زوجي! فبماذا تنصحونني؟

    الجواب
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
    بداية أذكرك بتقوى الله عز وجل، وألفت انتباهك إلى أن الحياة الزوجية الهادئة لا يمكن أن تدخل بيتاً يعيش فيه التعالي، وازدراء الآخرين..
    - أنت أختي الكريمة وقعت ضحية لشهادتك ووظيفتك، وراتبك.. فركبت موجة الغرور التي أشرت إليها بشكل واضح، عندما ألمحت إلى ما قاله زوجك لأخيك، مما عبرت عنه بقولك؟ "...عيوبي وعمايلي فيه..." وذكرت أنك لا تحبين الاعتذار حتى ولو كنت مخطئة! ونظرتك الازدرائية لزوجك بسبب تدني مستواه العلمي والوظيفي..
    - وكان الأولى بك أن تظهري لزوجك أنك لا تزيدين عليه بشيء، مع محاولة مساعدته في تحسين وضعيته العلمية والعملية.
    - والمتمعن في أسطر الرسالة يستطيع أن يستنتج بكل سهولة أن زوجك شاب طيب ومحترم، لكنه لم يجد المرأة التي تستوعبه، فكان ذلك سبباً لهروبه إلى أصحابه بحثاً عمن يشكو إليه بعض همومه وأتراحه.. التي كنتِ المصدر للقسط الأكبر منها!
    - ولن أعنفك أكثر من ذلك، ولكنني أدون لك بعض النقاط المفيدة –بحول الله- إن حاولت الاستفادة منها ستجدين تغيراً كبيراً يطرأ على حياتكما، وهي:
    1- عليك بتقوى الله عز وجل، والمواظبة على أمور دينك من صلاة وصيام...
    2- تذكري نعم الله عليك بأن رزقك الشهادة والعمل والزوج... وشكر النعم حامل على التواضع لخلق الله والرحمة بهم.
    3- حاولي التودد إلى زوجك، وليس ذلك من المهانة، بل لن تصفو الحياة الزوجية إذا كان كل واحد يحرص على أخذ حقوقه كاملة؛ فلابد من بعض التنازلات!
    4- النقاش والحوار الهادئ يرمم كثيراً من العلاقات المتصدعة..
    5- في كثير من الأحيان يعزف الرجل عن البيت بسبب الرتابة والروتين، فحاولي أن يكون لك نوع من التجديد والعناية بما حولك.
    6- الذكر، وتلاوة القرآن من الأمور التي تزكي النفوس وتطهرها، والبيوت التي لا يقرأ فيها القرآن تكون وكراً للشياطين يعبثون بها وبأهلها، فحاولي أن يكون لكم درس قرآن في البيت.
    7- الإنسان المتزن صريح مع نفسه، والهروب من الاعتذار للآخرين لا يدل إلاَّ على الضعف وخفة العقل.
    فليست المشكلة أن تحدث منا بعض الأخطاء، بل المشكلة عدم محاولة إصلاح الأخطاء –إن حصلت- أو عدم الاعتراف بها.
    8- الكلمة المعبرة والهدية المناسبة –في غير تكلف- كل ذلك له الأثر الفعال في تنقية الأجواء، وبث روح الود والتفاهم.
    - وفي الختام أنصحك ببذل الوسع في إصلاح ما أفسدتِ –عن غير قصد- وليس ذلك عيباً، ولا يشينك الاعتذار إلى زوجك.. والله يحفظك ويرعاك.

    أكره زوجي رغم أننا لدينا ستة أطفال، وأعيش فينفس عمارة أهله، ولكن بيتي من الطراز القديم، فزوجي لا يحب التجديد وصرف الأموال،وهو ثقيل الدم لا يتحدث، وعصبي دائماً لا يمكن مناقشته في أي شيء. أخوه متزوج بأختي، وهو عكسه تماماً، حيث إنه يعامل زوجته معاملة طيبة. أما زوجي فلا أعرف كيف يفكر رغم أنه ملتزم، ولكن أخلاقه معي ومع الأولاد سيئة جداً. أتمنى أن أحبه حتى أرتاح، وأستطيع تحمل أخطائه، لكنه لا يترك لي المجال. فأرشدوني ماذا أفعل؟

    الجواب
    الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على عبده الذي اصطفى،وبعد:
    أختي الفاضلة لدي سؤال: هل الكره لزوجك كان منذ أن تزوجتِه؟ فإن كانت الإجابة: بنعم، فلم تزوجتِه؟ وهل كان زواجك بإجبار الأهل؟ فهذا السؤال مهم جداً.. أما ما كتبتِ وقرأتُه عن مشكلتك، فعند تحليلي لمشكلتك وجدت ما يلي:
    1- هل الرجل (زوجك) ليست لديه حسنات ألبتة؟. فإن كانت لديه بعض الحسنات، فيخشى أن تكوني ممن يكفر بالعشير، وهذا الأمر خطير وكبير، لأن المرأة إن كانت كذلك فتخشى على نفسها العقاب من الواحد الأحد؛ لأنه ذكر في الأحاديث الصحيحة: أن النبي –صلى الله عليه وسلم- رأى أكثر أهل النار من النساء، والسبب لأنهن يكفرن العشير.
    2- تركيزك على ما ينغص عليك صفو حياتك مع زوجك هو عدم اهتمامه بالبيت، وأنه غير متطور، فلا يواكب الناس ولا يقلدهم. وأقول: لعل هذه هي شخصيته، لكن أنت ودورك في ذلك.. ولعلك بماتأخذين منه من مال تجددين بعض ما ينقص عليك من أمور البيت.
    3- هل أنت مقتنعة بزوجك كرجل؟ وهل هو من الرجال الذين يشربون الخمر، ويرتادون الملاهي الليلية، ويحرص على السفر إلى الخارج، ويتركك لوحدك وأولادك، وينظر للنساء نظرات محرمة، ولا يحافظ على صلاته؟!!
    فإن كانت الإجابة: لا، فاحمدي الله، وإن كانت نعم، فهنا أطلب منك طلباً صغيراً.. خذي ورقة وقلماً، وضعي جدولاً تبينين فيه الإيجابيات ببقائك معه،والسلبيات إن تركتِه وطلبتِ الطلاق منه. فإن وجدت أن الإيجابيات أكثر، فعندها لابد من القناعة والصبر.. أقنع بما أعطاني الله ورزقني؛ لأن البشر غير معصومين من الخطأ،فهو ليس كاملاً ولا أنت كذلك. وأكيد هو يرى فيك أموراً لا تعجبه، أليس كذلك؟!! إذاًلابد من إصلاح الواقع والحال..
    أما كيف يكون ذلك: يكون أولاً بالدعاء. أكثري منه، فهو سلاحك، والله قريب مجيب سبحانه..
    ثانياً: تذكري أن لك ستة أولاد.. أين يذهبون؟ وهل تستطيعين أنت وحدك تربيتهم؟ أكيد لا. وهل الأهل سيتحملونك مع أولادك الستة؟ وهل هناك زوج آخر يقبل بك وبأولادك الستة؟ لا أظن ذلك.
    وفرضاً لو تركتِه فهل زوجك.. أهو يستطيع تحمل ذلك وحده، أم يأتي بزوجة أخرى تذيقهم الويلات والحسرات من أجل عدم قناعتك بزوجك؟
    ونظرتك لأخيه، وغيرتك منه وما يأتي به لزوجه، مع أنك لوسألت الزوجة فستجدين أن لها هموماً ومشكلات معه كثيرة، وهذه هي الحياة لا تصفو لأحد..
    ثالثاً: أين دورك في إصلاح حالك وحال زوجك وأولادك؟ فحضور المحاضرات أوسماعها، أو حتى فائدة تذكر بها ولو بالاستمارة لكان ذلك رائعاً، وسبباً لتغيير بعض الحال، وكما ذكرتُ الدعاء.
    وأخيراً، أختي الفاضلة المباركة: حاولي التجديد فينفسك وفي بيتك، سواء مما ادخرتِه، أو بطلب وإلحاح لا بأس، لكن انظري إلى أولادك،وانظري إلى نفسك بتفاؤل وإشراق، وستجدين أثر ذلك بمشيئة الله قريباً.. وفقك الله إلى أحسن حال. والله الموفق.

  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    أنا امرأة متزوجة منذ 9سنوات، ولديّ أولاد، كانت حياتي في بدايتها سعيدة، يتخللها المرح والاحترام المتبادل بين الزوجين، فزوجي شخص حنون وملتزم التزاماً حسناً، ويكثر من قراءة القرآن وحضور المحاضرات، -هذا ما علقني به أول الأمر-، وبعد سنتين من الزواج بدأ زوجي -مع التزامه- عند حدوث أي مشكلة يستخدم الكلمات البذيئة، ثم بعدها بفترة استخدم الضرب، سواء بيده أو بأي شيء معه ما عدا الحديد، ومع سكوتي وسرعة رضائي عنه أصبح يتمادى في ضربي في أي مكان من جسمي، وأنا مهما تكن حالتي أثناء المشكلة لا أحب أن أخبر أحداً من أهلي بذلك، ولا أحب تصعيدها؛ لأني أحس أنها مشكلة عائلية خاصةجداً جداً.
    وقد مرت فترة 4 أشهر تقريباً عاهد فيها نفسه ألا يضربني؛ بحجة أنه لايريد الاحتكاك معي، وأنه سوف يتجاهلني، وأنا أحس أنه في تلك الفترة قد حس بالذنب،ولكن لا يفصح، فرجع بعدها أشد من ذي قبل، فأصبح –تقريباً- في الأسبوع مرة أو مرتين يضربني، حتى بدأت معالم في جسمي جراء الضرب المبرح أخفيها عن الناس، وكلٌّ يسألني عن هذه الآثار التي في يدي ورجلي؟ وقد تحدث لي -كامرأة- بعض المضاعفات الداخلية من أثر الضرب على الظهر وعلى البطن، لأنه يتهور إذا بدأ يضرب، وقد أدافع أنا بدفع يده أو إبعاده بقدمي، لكن لا تقارن قوتي بقوته كرجل، ويقول لي: في القرآن كلمة (واضربوهن).
    أنصحوني ماذا أفعل في حياتي الزوجية الخالية من أي معالم الكرامة؟فأنا أحس باليأس منها، ولا أريد إفسادها، وماذا أفعل لإصلاحها، وهل يمكن ذلك؟.


    الجواب
    الابنة الصابرة وفقها الله.
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،وبعد:
    فلقد سببت لي رسالتك -أيتها الصابرة- ألماً نفسياً شديداً بسبب هذه المعاناة التي صورتها كلماتك، وزاد ألمي وصفك لهذا الزوج بالالتـزام، وقراءة القرآن، وحضور المحاضرات.
    وأصارحك بأني لا أبرئك من خطأ يستثير زوجك، ويكون سبباً في قسوته وعدوانه، وأن عليك تفقد نفسك أن تكوني سبباً للإثارة، ولكني أعلم يقيناً أن الأخطاء لا تعالج بهذا العدوان، وأن خطأ الزوج الذي يتعامل بهذه القسوة أكبر من خطأ الزوجة، وأن هذا التعامل القاسي لا يصح صدوره من مسلم يخشى الله ويتقيه.
    فأين هو –هداه الله- إذًا من قول الله -عز وجل-: "وعاشروهن بالمعروف" [النساء: 19].
    وقوله صلى الله عليه وسلم: "إني أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة" أخرجه أحمد (9666)، وابن ماجه (3678). وقوله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله" أخرجه مسلم (1218).
    أين هو –هداه الله- من شهامة الرجل الذي ينظر للمرأة على أنها محل الرعاية والحماية والعطف، وليس على أنها ميدان لاستعراض القوة، وإظهار البطولات،وتحقيق الانتصارات، ولذا قالت العرب: "لا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم،يغلبن الكرام ويغلبهن اللئام".
    أي بنيتي: إني أرى أن عليك أن تجلسي إلى زوجك في ساعة صفاء؛ تبثين فيها إليه -بكثير من الهدوء والمنطق والعقل- معاناتك، وتتحدثين معه على أنه زوجك وأقرب الناس إليك، وأنك ما صبرت هذا الصبر إلا محبة للبقاء معه،وكرهاً للبعد عنه.
    حدثيه وهو المسلم الملتزم كما وصفتِه:
    بأن الإسلام أسس لتعامل أسري رائع، وحياة دافئة ناعمة، بعيدة عن التوتر والخشونة؛ ليتحقق الإشباع العاطفي والاستقرار الأسري والصحة النفسية العالية لجميع أفراد الأسرة.
    فللزوجة الحب وحسن المعاملة، قال –صلى الله عليه وسلم-: "حتى اللقمة التي ترفعها إلى في امرأتك" صحيح البخاري (2742)، وصحيح مسلم (1628). وقال –عليه الصلاة والسلام-: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وألطفهم بأهله" أخرجه الترمذي (2612)، وغيره.
    حدثيه: أن الشريعة جاءت أيضًا بإقامة العوازل ضد تصرفات القسوة والعنف.
    فهذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول وهو يربي المجتمع لتخليصهم من أوضارالإرث الجاهلي: "لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يضاجعها في آخر اليوم" أخرجه البخاري (5204). ولينظر إلى المقارنة الرائعة التي تبين أن دفء الاحتضان الليلي لا يمكن أن يكون ثمرة لشراسة العنف النهاري.
    وعندما اشتكى نساء إلى النبي -صلىالله عليه وسلم- ضرب أزواجهن تفاعل –بأبي هو وأمي- مع هذه الشكاية، فقال: "إنه قدطاف بأبيات آل محمد نساء كثير كلهن يشتكين أزواجهن، أولئك ليسوا بخياركم" أخرجهالنسائي في الكبرى (9176). وقد كان صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة في ذلك، فهوزوج لتسع نسوة، وأب لبنات وأحفاد، ومع ذلك ما ضرب –صلى الله عليه وسلم- بيده امرأةولا خادمًا ولا أحدًا، إلا أن يجاهد في سبيل الله.
    بل كان صلى الله عليه وسلمهو الحماية والملاذ للزوجة، فقد مر أبو بكر –رضي الله عنه- ببيت عائشة، فسمع صوتهامرتفعًا، فاستأذن ودخل غاضبًا على ابنته، وهو يقول: ترفعين صوتك على رسول الله –صلىالله عليه وسلم- وهمَّ أن يتناولها بيده، فلم يكن لها ملاذ إلا رسول الله –صلى اللهعليه وسلم- الذي حماها منه، وخرج أبو بكر ورسول الله –صلى الله عليه وسلم- ينظرإليها، ويقول: "كيف رأيتيني أنقذتك من الرجل" أخرجه أبو داود (4999)، وغيره.
    حدثيه يا بنتي: أن العنف والقسوة في الأسرة سبب نضوب العاطفة، وبناء عوازلنفسية بين أفراد الأسرة ورب الأسرة، وأن هذا العنف يحول علاقة الحب إلى رعب،والتآلف إلى نفرة.
    إن المرأة مهما كانت نبلاً ومثالية لن تعطي لزوجها وآثارعنفه على جسدها، ولن تبادله حبًا وعاطفة وآثار جراحاته النفسية غائرة في وجدانها،ولذا تقع هذه المرأة عرضة لأنواع الإصابات النفسية الشديدة التي تعوقها عن القيامبدورها زوجة وأماً.
    ذكِّريه أن الأب والزوج القاسي لن يكون مصدرًا للتوجيه، ولانموذجًا للقدوة، وصلوات الله على خير معلّم للناس الخير، حيث قال: "إن الله يعطيعلى الرفق ما لا يعطي على العنف" صحيح مسلم (2593). "إنها رحمة وإنما يرحم الله منعباده الرحماء" صحيح البخاري (1284)، صحيح مسلم (923).
    ذكِّريه بأن استدلالهبقوله تعالى:"واضربوهن.." استدلال غير صحيح؛ لعدة أمور:
    أولهما: أن الله ذكرالضرب بعد أدبين قبله، فهو غير مشروع إلا إذا لم يفد ما قبله، وهو قولهتعالى:"فعظوهن واهجروهن في المضاجع" [النساء: 34]، فالرجل يقدم الموعظة، فإذا لمتجدِ هجر هجراً جميلاً، فإذا لم يجدِ انتقل إلى الضرب، فالضرب هو الوصفة الأخيرةوالنادرة، ولكن صاحبك -هداه الله- جعلها الوصفة الأولى والدائمة.
    ثانيهما: أنالضرب المأذون به هو ما وصفه النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "ضرباً غير مبرح" صحيح مسلم (1218). إنه ضرب توجيه وتأديب، لا ضرب قسوة، وتشفٍّ وانتقام، ضرب يشعربالعتب ولا يتلذّذ بالألم، يستعمل فيه الرجل قوة شخصيته، وليس قوة جسمه.
    فأينهذا وما تصفينه من ضرب هذا الزوج –هداه الله-.
    ذكريه –بنيتي- وسائليه هل يرضىبمثل هذه المعاملة لأخته أو ابنته؟ وهل ستغمض له عين لو علم أنها تلاقي مثل ماتلاقينه؟
    ذكِّريه أن قوته عليك فوقها قوة الله الذي وهبه قوته، وقد يسلبها منهفي أي لحظة، أو يسلِّط عليه من هو أقوى منه، وأن الله –عز وجل- يملي للظالم ثميأخذه بعزته وقهره "ولا تحسبن الله غافلاً عمّا يعمل الظالمون" [إبراهيم: 42]، "دعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب –عزوجل-: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين" أخرجه أحمد (9743).
    حدثيه بهذا ومثله، فإن كانممن يخشى الله، فقد قال الله: "سيذكر من يخشى" [الأعلى: 10]. وتكونين قد أديت واجبكنصحاً وتفاهماًَ.
    ثالثهما: أحذرك من الخضوع والخنوع لهذا الوضع المهين، وعليكبالمحافظة على حقوقك، وليس السكوت والاحتمال هو الحل دائماً.
    ولذا فإذا حصل أنكرر مثل هذا التصرف فإن عليك الاستعانة بأهلك، ووضعهم في الصورة، واستخراج تقريرعاجل عن الحالة من المستشفى، ثم التقدم بشكاية فورية للمحكمة.
    واعلمي -ياابنتي- أن المحاكم لم توضع إلا لحماية الحقوق، وردع من لا يرتدع إلا بقوةالحق.
    أي بنيتي، إني أخشى أن يكون زوجك –هداه الله- مأزوماً بأزمة نفسية، ويجعلكمحطة تفريغ انفعالاته المريضة، ولذا فإن المواجهة توقف هذا النوع عند حده، وتشعرهأن التمادي بلا حدود لا يمكن استمراره.
    فإن توقف وارتدع فالحمد لله، ولعلها تكوننهاية المعاناة، وأن يؤلف الله بينكما بحياة مستقرة هانئة.
    وإن أدى ذلك إلى أنيطلقك ويذهب عنك، فلا أظنك ستخسرين ما يؤسف عليه، وسيغني الله كلاً من سعته، وكانالله واسعاً حكيماً.
    أعانك الله، ويسر أمرك، وفرج همك، ونفس كربك، والسلام عليك.


    أفيدوني فأنا زوجة لزوج لا أستطيع أن أتجنب شر لسانه وتقلباتهومزاجيته إلا بتلاوة الآية "فصبر جميل و الله المستعان على ما تصفون"، لا أدريلماذا يعاملني بهذه الطريقة مع أنني والله يشهد أعامله بما يرضي الله، و عيبيالوحيد في نظره أنني غيرت حياته من حياة لهو و مجون إلى حياة مستقرة، علما أنه أكبرمني بعشرين عاماً، ولا أسمع كلمة رضى منه إلا وقت المعاشرة الزوجية.

    الجواب
    الأخت الكريمة...


    لا يخفى على أحد ما جاء به الإسلام من إكرام المرأة ورعاية حقهاوالإحسان إليها في سائر الأحوال، فإن كانت أماِّ فقد جاء القرآن بالوصية العامةبالوالدين؛ كما في قوله : "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً"،وخُصت الأم بمزيد من الذكر والعناية والرعاية؛ كما في قوله "حملته أمه وهناً علىوهن"، وقول النبي – صلى الله عليه وسلم - في شأن البر عندما سأله السائل : أي الناسأحق بحسن صحابتي يا رسول الله؟ قال:"أمك"، قال: ثم من؟ قال:"أمك"، قال: ثم من؟قال:"أمك"، قال: ثم من؟ قال "أبوك".
    وإن كانت بنتاً، فإن النبي – صلى الله عليهوسلم - خص رعايتها والقيام بشأنها بمزيد من الترغيب والحث، وذكر عظيم الأجر، كما فيقوله – صلى الله عليه وسلم - :"من عال جاريتين ....".
    وأما الزوجة فقد عظمتالوصية بها كذلك؛ كما في قول الله تعالى:"وعاشروهن بالمعروف، فإن كرهتموهن فعسى أنتكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً"، والنبي – صلى الله عليه وسلم - قال :" استوصوا بالنساء خيراً"، وكان يقول :" خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" وغير ذلك مما هو معلوم .
    والمخالف لهذا يقع في أمور:
    أولها: المخالفة لأمر الله سبحانه وتعالى وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم.
    والثانية: المعارضة لمتطلبات الرجولة والشهامة.
    والثالثة: التناقض بين الانتفاع بالزوجة في حسن تدبيرها لبيتها، وقيامها بشأن زوجها وأبنائها، إضافة إلى قضاء الشهوة وتحقيق اللذة، ثم لا يقابل الزوج ذلك ولا يتمه بالإحسان والإكرام وحسن المعاملة، بل يأتي بما يتناقض مع ذلك من الإساءة، وفحش القول، وسوء التصرف.
    وهذه الزوجة قامت بواجبها في أداء حق زوجها والإحسان إليه، وخاصة بالقول امتثالاً لأمر الله تعالى: "وقل لعبادي يقولواالتي هي أحسن"، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: "والكلمة الطيبة صدقة"، ولكنها هنا تجد أن زوجها لا يتحدث إليها إلا بالعنف والشدة، ولا يخاطبها إلا بفاحش القول،وينعتها بالقبيح من الصفات، ولا شك أن هذا الأمر غير مقبول شرعاً ولاعرفاً.
    وأقول لهذه الزوجة :

    1- أن تصبر وتحتسب، وألا يدعوها تصرف زوجهاإلى أن تغير سلوكها من الإحسان إلى الإساءة ، أو أن ترد على إساءته بالإساءة، بل أوصيها ورغم صعوبة ذلك أن تواصل الإحسان لأن في هذا خيراً كثيراً بإذنه سبحانه وتعالى، والله جل وعلا يقول: "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم"، وأنقل إلى الأخت الفاضلة هذه الكلمات الرائعة من تفسير السعدي لهذه الآية: فإذا أساء إليك مسيء من الخلق خصوصاً من له حق كبير عليك كالأقارب والأصحاب ونحوهم إساءة بالقول أو بالفعل فقابله بالإحسان إليه، فإن قطعك فصله، وإن ظلمك فاعف عنه، وإن تكلم فيك غائباً أو حاضراً فلا تقابله، بل اعف عنه وعامله بالقول اللين،وإن هجرك وترك خطابك فطيّب له الكلام وابذل له السلام، فإذا قابلت الإساءة بالإحسان حصلت فائدة عظيمة، "فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم"؛ أي كأنه قريب شفيق، "وما يلقاها" أي وما يوفق لهذه الخصلة الحميدة "إلا الذين صبروا" نفوسهم على ماتكره، وأجبروها على ما يحب الله، فإن النفوس مجبولة على مقابلة المسيء بإساءته وعدمالعفو عنه فكيف بالإحسان، فإذا صبّر الإنسان نفسه وامتثل أمر ربه وعرف جزيل الثواب،وعلم أن مقابلته للمسيء بجنس عمله لا يفيده شيئاً ولا يزيد العداوة إلا شدة وأنإحسانه إليه ليس بواضع قدره، بل من تواضع لله رفعه، هان عليه الأمر وفعل ذلكمتلذذاً مستحلياً له .

    2- تذكير الزوج بالله عز وجل وأهمية إحسانه إلىزوجته، وتحذيره من خطر اللسان، وتنبيهه إلى الإثم في القول البذيء، والكلام الفاحش،ويمكن أن يكون ذلك بوسائل مباشرة وغير مباشرة على النحو التالي :
    أ- إن كانت الزوجة لديها القدرة العلمية، وحسن الأسلوب، ويمكن أن يصغي لها الزوج فإنها تقوم بذلك بنفسها وبتدرج مناسب، وتختار الأوقات الملائمة التي توافق هدوء الزوج وحسن استعداده .
    ب – الاستعانة بالمواد العلمية المقروءة والمسموعة والمرئية،كإعطائه كتيبات أو أشرطة سمعية أو مرئية حول هذا الموضوع، وتكون جيدة ومؤثرة، ويمكن أن تعطيها الزوجة له، أو تختار من يكون مناسبا لإعطائها أو إهدائها له.

    3- الاستعانة – بعد الله - بأشخاص آخرين ممن لهم صلة قوية بالزوج وقدرة على التأثير عليه، سواء من محارمه النساء كوالدته أو شقيقته، أو من الرجال الأقرباء أو الأصدقاء، وتخبر الزوجة بخلاصة عامة عن الموضوع ويتم التشاور في كيفية عرض الموضوع بطريقة غير مباشرة، بحيث لا يعلم الزوج أن الزوجة أخبرت بذلك أحداً، ويمكن أن يكون الموضوع بتدرج خلال مدة معينة وفي مناسبات وأوقات مختلفة.

    4ـ الاستعانة بدعاء الله عز وجل بأن يصلح الزوج، ويهذب خلقه، ويحسن قوله، وأن يصبر الزوجة ويعظم أجرها.

    5_ إذا لم ينفع شيء مما سبق وكان الحال بالنسبة للزوجة غير محتمل فيمكن أن تبدي للزوج استياءها وتطلب منه التغيير بصراحة ووضوح، ثم تخبر أولياءها ليتحدثوا معه ويطالبوه بالتزام الشرع في معاملته زوجته ، وإن احتاج الأمر إلى أنيطرح الموضوع بين حكم من أهله وحكماَ من أهلها فذلك مشروع، وقد يؤدي إلى نتيجة إذا استشعر الزوج الجدية. و الحمد لله رب العالمين.

    تعليق


    • #3
      falcon 03-10-2007 12:10 AM
      ________________________________________
      رد : أكره زوجي رغم أننا لدينا ستة أطفال، وأعيش في نفس عمارة


      خطبتُ فتاة منذ خمسة أشهر، وقابلتها مقابلة شرعية في بيتها، وسألت عنها وأنها من عائلة طيبة وملتزمة، وبقيت فترة ثلاثة أشهر بعد الخطوبة، وكلمتها في الهاتف أكثر من مرة، وهي مقتنعة بكل شيء يرضي الله ورسوله،لذلك عقدت نكاحي عليها, وبعد عقد النكاح جلست قريباً منها، فإذا بأشياء لم تعجبني في خلقتها، كشعر ينمو على وجهها ورائحة فمها، وهذا جعلني أشمئز، مما جعلني أفكِّر كثيراً هل أطلِّق أم أكمل؟ وهو أمر طبيعي، والله إني لمحتار، مع العلم أنه شعر قليل، والرائحة تظهر أحياناً وتغيب أحياناً, وأعلمك أني لم أعد أرغب كثيراً بها،مما جعلها تشك في الموضوع, وأعلمك أيضاً أنها فتاة طيبة جداً. أرشدوني رحمكم الله.

      الجواب
      بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،
      أخي فيالله: قال نبينا المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: "اتقوا الله في النساء" أخرجه مسلم (1218)، وقال الله عز وجل: "وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاًوهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون"[البقرة آية 216].
      أنت تقول: إن خطيبتكإنسانة طيبة وعلى خلق، ولكن هناك أشياء تنفرك منها كشعر الوجه وهو أمر يسهل التخلصمنه كل فترة قصيرة، وهناك من يقوم الآن بإزالة شعر الوجه بالليزر في المراكزالمتخصصة.
      أما بالنسبة لرائحة الفم، فلا شك أن موالاة تنظيف الأسنان بعدالوجبات، وقبل الصلوات، وعند الاستيقاظ وقبل النوم (وفقاً لسنة الرسول صلي اللهعليه وآله وسلم) كفيلة بحل هذه المشكلة أثناء النهار، أيضاً يمكن بقرص من النعناعأو العلكة (اللبان) أن يجدّد رائحة الفم تحسباً لأي ميل من الزوج أو الزوجة، ورائحةالفم قد تكون بسبب التهاب مزمن في اللثة أو الأسنان أو الأنف والأذن والحنجرة،والعلاج سهل متاح. وطالما أصبحت زوجتك فمن السهل الحديث معها، ولكن لي عندك نصيحة،إنك إن حدثتها بنفسك ستتأثر ولن تنسى لك، فأنصحك بالتحدث إلى والدها أو والدتهابصورة طيبة حسنة، وحتى يتم علاج تلك المشكلة، صدقني الأمور سهلة والحل يسير، وقدتكون في كامل نظافتها، ثم يطرأ طارئ ـ بعد زواجكما ـ فتصاب بمثل ذلك، فهل تطلقهاحينها، هناك أصول وفروع، فإذا كانت الأصول قوية وراسخة، فمن السهل علاج مثل هذهالفرعيات، فاتق الله فيها، فمن يدريك –أخي- علَّ هناك شيئاً ينفرها منك، ولكنها منأجلك تتحمل كل ذلك منك، ولا تتحدث به لأحد، وفقك الله.


      أنا امرأة متزوجة منذ مدة، ولم أنجب أطفالاً،مشكلتي هي أن زوجي تأتيه حالات لا أدري فجأة يتضايق مني، وأحس أنه لا يطيقني ويستمر عدة أيام على ذلك، ويقول لي بعض الأشياء التي تضايقني وأبكي، مع العلم أنه يحبني وأنا أحبه، وعندما يرجع إلى طبيعته يعتذر لي في كل مرة وبعدها كأنه شيء لم يكن،ولكنه لا يريد مني أن أتعالج من أجل الإنجاب ويقول لي لماذا تتعالجين ؟ أجلي الموضوع كيف تحملين وأنا في هذا الوضع؟ ولا نريد أن نتورط في طفل وأنت عالمة بالوضع. وبعد أيام طلبت منه أن أكشف حتى أعرف سبب تأخير الحمل، طبعاً وافق ولم يقل أي شيء، دلوني ماذا أعمل؟
      طبعاً الطلاق ليس بالشيء السهل، وأنا بصراحة أحبه وأحس أنه لم يكرهني، بل يحاول أن يرضيني ولا يزعلني، لكن الحالة التي يمر بها أحياناً أحس أنها بسبب زملائه، خصوصاً أنهم عزاب وأهل سفر، وكم مرة قال أنا سأسافر مع الشباب، طبعا ًأرفض وأقول: إذا سافرت فلن أبق عندك، خصوصاً أن جميع أصدقائه شباب وسيئين جداً، وهو يحكي لي عنهم بنفسه،
      أرجوكم أرشدوني وقولوا لي رأياً سليماً في أسرع وقت وجزاكم الله خيراًن وللعلم زوجي يحترم والديه ويعمل لها ألف حساب ، ويحترم والدي كذلك.

      الجواب
      الأخت الكريمة : سلمها الله وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وبعد:
      فنشكر لك مراسلتك لنا على موقع الإسلام اليوم، ونرجو الله أن تجدي من االنفع والفائدة.
      أما جواب مشكلتك فكالتالي:
      أولاً: لا يخفى عليك طبيعة الإنسان، وما يمر به من تقلبات وتغيرات نفسية لاعتبارات مختلفة، منها ما هو من داخل نفسه، ومنها ما هو خارج عنه، كمشاكل في العمل، أو مع بعض الأصحاب أو أهله، أو غير ذلك من ضغوط الحياة المختلفة، مما تجعل مشاعره تختلف تجاه من يعيش معه بين فترةوأخرى.
      ثانياً: أما ما صدر من زوجك تجاهك فهذا لا يخلو من حالات:
      ومنها: قديكون ما يقوله ناتجاً عن مرض حقيقي يمنع من الإنجاب من جهته، ويخاف من ردة فعلك أومن كلام الناس، فأراد أن يتخلص من حياته معك بهذه الطريقة، وإنما تزداد لديه الرغبةفي ذلك كلما تذكر مرضه، وما يمكن أن ينتج من كلام الناس لو انتشر الخبر عنه، وهذايتوقف عليه مدى قناعتك بالبقاء مع رجل قد لا ينجب، وهل ترغبين في الصبر أمالفراق؟.
      ومنها: قد يكون السبب وراء هذه الحالة ما ذكرتيه في آخر الرسالة من أنهيشعر بوقوفك أمام رغباته في السفر مع أصحابه ، وأنه يريد أن يتحرر من أي التزاملينطلق وراء رغباته.
      ومنها: أنها حالة نفسية ناتجة عن مرض نفسي بسبب أمرفسيولوجي جسماني يتطلب تدخل طبيب .
      وعلى أي اعتبار أرى أن الأمر إنما يحكمهالغالب من حاله، فإذا كانت تلك الكلمات رددها أحيانا قليلة فلعله خاضع لحالة يمربها أحيانا، فعليك الصبر على هذه الحال وتحسس الدافع الذي يدفعه لمثل هذا الموقف،وهل هي حالة نفسية أم رغبة حقيقية في الفراق؟ وما الذي يدفعه لذلك هل فعلا أصحابه يدعونه لمثل هذا؟ أم رغبته في السفر والتنقل مع أصحابه حيثما يذهبون .
      لذلك أنصحك بالصبر، وسد حاجته النفسية والجنسية وما شابه من أمور ملحة لقطع الطريق على شياطين الجن والإنس الذين يحاولون إفساد بني آدم .
      كما ينبغي عليك محاولة النقاش معه بهدوء، ولا بأس بتحسس السبب الحقيقي في طلاقه الأول من أجل ضمه للاحتمالات السابقة؛ لتبني رؤية واضحة في التعامل معه بالرفق والهدوء والتؤدة، مع الوضع في الاعتبار أنه إذا ما تطورت الأمور أن تخبري والديه أو أحدهما طالما أنه يحسب لهما حساباً كما ظهر في رسالتك.
      والله أرجو لكما التوفيق والسداد والسعادة في حياتكما العلمية والعملية.

      أنا مقيمة مع زوجي في بلاد الغربة، وقد بلغ أبنائي سن الدراسة، وزوجي يريد أن يدرسوا هنا، وأنا أريد أن أذهب مع أولادي لبلادي ليدرسوا هناك؛ خوفاً على عقيدتهم، فهل يجوز لي ترك زوجي لهذه الغاية؟
      الجواب:
      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
      فلتعلمي أولا أختي المسلمة أن الله جعل القوامة بيد الرجل، فاتخاذ القرار راجع له، ثم لتعلمي بعد ذلك أن الطاعة للرجل واجبة، وجزاؤها الجنة،كما وردت الأحاديث بذلك .
      ولكن الشرع الحنيف حدد هذه الطاعة، فجعلها بالمعروف، وفي غير معصية الخالق عز وجل، وبناءً على ذلك، فإن تحقق الخطر على الدين عليك وعلى أبنائك وجب الرجوع إلى المكان الذي تقيمين فيه شعائر دينك، ولكن ينبغي لك ألا يكون ذلك بأسلوب فظ عنيف، وإنما يكون بالحوار والتفاهم والإقناع، وهذا هو الهدي النبوي الكريم، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: "ما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه" أخرجه مسلم (2594)، وقوله أيضا: "إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه" أخرجه البخاري (6927)، ومسلم (2093) .
      وفقك الله لما يحب ويرضى، وحفظ لكم دينكم من كل سوء.

      فضيلة الشيخ: يرجى الصبر على قراءة الموضوع والرد جزاكم الله عني خيراً، تنعتني زوجتي بالتقصير بحقها؛ وذلك في المدة التي أقضيها معها، وذلك بسبب عملي والخارج عن سيطرتي، حيث إني أخرج لعملي الساعة 7صباحاً وأعود الساعة 9 مساءً لمدة خمسة أيام أسبوعياً، وأما في الإجازة الأسبوعية -وهي يومان- أبقى معها أغلب الوقت، وأذهب معها لزيارة والدي ووالدتي، وبعض الأحيان وبمعدل ثلاث ساعات أسبوعياً أخرج مع أصدقائي، وأقوم ببعض الأعمال الرسمية، وباقي الوقت معها، فهل أنا مقصر؟ وأما الأمر الآخر فأنا من ذوي الدخل المحدود وعلي ديون،فقد استدنت للزواج وأقوم الآن بسداد ديني، ولي إخوة متزوجون، ووضعهم أكثر استقراراً –مادياً- مني، وتبقى زوجتي بمقارنة ما هي فيه بهم، وذلك مثلا وليس حصراً في الخروج في رحلة سياحية كشهر عسل حرمت منه، وشراء الماس واللؤلؤ والذهب كباقي نساء العائلة،والذهاب إلى السهرات، وطلب أغلى وألذ المأكولات، علماً بأنني لا أقوم بذلك لنفسي،ولا يبقى معي في آخر الشهر شيء من المال، ولا أنفق على أهلي إلا القليل، وأشعر دوماً بشعورهم أيضاً بتقصيري معهم، فأنا بين نار زوجتي ونار أهلي، فما العمل وهل أنا مقصر؟ شيخي: لقد بكيت كثيراً بيني وبين نفسي لكل هذا، وأزيدكم فضيلة الشيخ أنا أشعر بعدم أحقيتي وأحقية أهلي بمالي هذا للأمور الرفاهية والكمالية غير الضرورية،وأمة الإسلام والمسلمين -وخاصة في بلدي فلسطين- بحاجة لعلاج المصابين، وكفالة الأيتام، وتزويج الشباب، أنا لا أقوم بشيء من هذا إلا القليل والقليل جداً، لذلك أغض الطرف عن ترفيه نفسي وزوجتي وأهلي، فكيف لي أن أقوم بهذا وأنا كان من الممكن أن أكون تحت النار، أو أفقد أخاً أو صديقاً أو حبيباً في الحرب، كيف لي أن أكون سعيدا ًوأرى الدموع في أعين الأيتام؟ شيخي: أنا لست إنسانا مثالياً ولكني ضعيف وضعيف جداً،فهل أنا مقصر؟ شيخي: أرجو الشرح في الرد مع ذكر الأمثلة في واجباتي تجاه زوجتي وأمي وأبي وأهلي والمسلمين، مع جزيل الشكر والامتنان.

      الجواب
      بسم الله الرحمن الرحيم
      يبدو أنك إنسان جاد وواقعي وتقدِّر مشاعر الآخرين، وهذا خلق طيب، ولكن اعلم أن الناس -أياً كانوا- لا يرحمون من يكون كذلك، إذا كان ضعيفاً يستجدي عطفهم وتقديرهم لموقفه، وينزعج لأي تصريح أو تلميح بانتقاده، كن واثقاً من نفسك واستمر في عمل الخير، ومراعاة زوجتك وأهلك بقدر ما تستطيع .
      اعلم أن الله –تعالى- لا يكلف نفساً إلا وسعها، لا تلق بالاً لكل ما تشير إليه زوجتك من مقارنة حالك بحال إخوتك أو غيرهم، فهذا الأمر كثير لدى النساء،ولو قدمت لها جميع ما يقدمه إخوتك لزوجاتهم لذكرت لك الفرق بين حالها وحال من هو أغنى منكم؛ لأن القناعة خلق وطبع يطبع عليه الإنسان، وليس مستوى معينا يصل إليه ثم يصبح قنوعاً.
      فيما يتعلق بغيابك عن البيت لظروف العمل، فهذا أمر ليس بيدك، بلهو من مصلحتها هي أيضاً، حيث بدون العمل لن تكون قادراً على توفير شي من متطلباتها.
      كن حليماً وحكيماً في تعاملك مع زوجتك، وبين لها أن الظروف التي تمرّ بها، والدين الذي عليك لن يستمر طويلاً، و أن غيرك قد مرّ بأصعب مما تمرّ به ، ولكن لا يكون حديثك معها بأسلوب يشعرها بضعفك، أو أنك تستجديها أن تصدقك، تحدث بأسلوب الواثق المطمئن، لأن الله –تعالى- لم يوجب عليك لها إلاً أن تسكنها من حيث سكنت،وتكسوها إذا اكتسيت، وتطعمها مما تأكل "لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله. لا يكلف الله نفساً إلاّ ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا"[الطلاق: 7]..بالنسبة لأهلك فقد ذكرت أن إخوتك ميسوري الحال، فهم أولى بالإنفاق على أهلك، وأنت تقدم لهم ما تستطيع بعد سداد دينك والإنفاق على أسرتك.
      حاول أن تكون متوازناً فيما تعمله، واعلم أن الصدقة والإنفاق في سبيل الخير ومساعدة المحتاج من المسلمين هي باب من أبواب الخير يكفي فيه صدق النية وإخلاص العمل وبذل المستطاع، فلو شاء الله تعالى لأغناهم عن هذا ولكن ليبلوا بعضنا ببعض.
      النصيحة الهامة لمثلك هي (احذر من الاستدانة لتلبية طلبات الزوجة ومجاراة الآخرين) فإنها لن ترحمك إذا تكالبت عليك الديون.
      قدم لها ما تستطيع مع الكلمة الطيبة، والعشرة الحسنة، وعدها خيراً إذا تحسنت الظروف، ولكن كن واثقاً وأشعرها أنك راض بما أعطاك الله، ولست مهتماً بالفرق بينك وبين الآخرين. وفقك الله وأعانك.

      تعليق


      • #4
        [align=center]يسلمو
        و ننتظر جديدك
        [/align]




        وآعليـأَ و على قلبي يبكي في يومـً عيدهُ
        وأعليـآُ ما آكتمل فررحيً آنا بالسنهً الجديدهََ



        " "

        تعليق

        يعمل...
        X