السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شكرا لكل من يساندني ويتابعني عبر هذا المنتدى الحر...
لقد انتهيت في الحلقة الماضية من سرد قصة الشاورما المسمومة ..وسأكمل في هذه الحلقة قصة بيع الفوررد..
عرض الوالد سيارته الفورد للبيع بقيمة ألف ريال ..واخبر المعارف والجماعة بهذا ..لكن للأسف رغم كثرة الراغبين في الشراء لم يعرض أي واحد فيهم أكثر من خمسمية ريال.
طال انتظار الوالد وطال انتظارنا معه ...لكن للأسف الحاجة تذل صاحبها ولا ترحمه ولا تنتظر عليه . ...فقرر الوالد مضطرا أن يبيع السيارة ويأخذ الخمسمية ريال..
باع ابي السيارة لواحد من جماعتنا يريدها حال اولاده ..واستلم المظروف الذي يحتوي على المبلغ ....ونحن جالسين متحلقين فوق الحصير في الحوش ننتظر عودته بالغنيمة...واول ما دخل قامت أختي الصغيرة تصهل واخواني الصغار يترابعوا عوين باغيين يساعدوه يشل الظرف مال الفلوس
المهم جاء الوالد وجلس معنا على الحصير وأخرج النقود ووضعها أمامنا ..وحنا نشوفه وعيوننا بتطلع ...وبدأ في توزيع المبلغ:
50 ريال حال الصغار مال المدارس....(ع) و (خ) كل واحد نعال ودشداشة وكمة ...وشنطة حال أختي اللي في الثانوية بدل شنطتها المنشرخة وحذاء ...والباقي حال مصروف المدرسة.
45 ريال عطاهن أمي لمصروف البيت ..وقالها تشتري دجاجتين للعشاء اليوم عشان نحتفل.
25 ريال عطاهن أخوي (س) اللي اكبر مني ..وقاله يشتري جونية عيش وطحين ومن قهوة..
50 ريال عطاني اياهن حال التراي والتدريب....أخذتهم وانا اتقاطر خجلاً...
150 ريال ..حال أختي (خ) لكنه قال: اختاري اما انجليزي أو طباعة تو ...وإن شاء الله الشهر الجاي بحاول اني ادبر الباقي.
80 ريال حال مكيف مستعمل للصالة.
بقت لديه مية وعشرين ريال ...قال: ثلاثين ريال بندفعهم حال الدكان عسب يسدد بو شتريناه بالصبر والدين... وخمسة واربعين ريال بسدد بهن فاتورة الكهرباء والماي..وخمسة وعشرين ريال بسدد بهن بو استلفته من عند عمكم مرزوق من اربع شهور والرجال ساكت عني ....
خمسمية ريال ...طارن ولم يبقى منهم حتى ريال ..لم يباتوا حتى ليلة في جيب ابي المسكين
أخذت أفكر طويلاً ...ذلك اليوم في حالنا....لماذا نحيا في هذا الفقر والحاجة ..بينما غيرنا يلعب بالفلوس لعب..كل يوم نسمع عن سرقات بالملايين ورشاوى وبلاوي سوده...ما حرام ياناس؟؟؟ ناس بالغصب لاقية تأكل وناس تسرق وتنهب وتعيش في قصور وهذا كله من ظهورنا نحن الشعب ...من فلوسنا وحقنا وبترولنا وأرضنا...
لكن دوانا نستاهل ...محد باغي يتكلم ...نغيب ...بو مايدافع عن حقه كذاك يستوي فيه... ...ويوم أقول هذا الكلام في البيت ...يطش لي الوالد ويسكتني : مايخصك انت بس اسكت وما ابغى اسمعك تقول ذا الكلام قدام الصغيرين عن اقص لسانك...الله يخليلنا الحكومة الرشيدة
فعلاً الله يخليهم ...وكما يقول عادل إمام ...يارب افقرنا واغنيهم ...وخذ من عندنا واعطيهم ...وشلحنا وغطيهم ...
واذا اردتوا الصراحة: فأنا لا ألوم الاخ الذي يقول انني اروي حكاية خيالية وينصحني بتأليف القصص!!! ....أحيانا اللي الله منعم عليه وكافيه ذل الحاجة ينسى معاناة الآخرين وينسى أنه غيره من الشعب ما لاقي يآكل. ويعتبر قصص المحتاجين ضرب من الخيال وأنها موجودة للترفيه عنه وتسليته ..وحتى اللي يصدق يكتفي بالتحسر ومصمصة الشفاه ..ويكمل حياته دون أن يلتفت لمعاناة الآخرين أو يشعر أن من واجبه أن يفعل شيء تجاهها.
المهم بسني فلسفة ..ولأكمل الأحداث..
انا بعد ما خلص اجتماع توزيع النقدية سرت السوق ..واشتريت للوالد وزارين وثلاث فوانيل من الخمسين اللي عطاني..لانه مسكين وزع علينا كلنا ونسى نفسه
ورجعت البيت وحطيتهن مع ملابسه بدون مايعرف....ويوم خرجت من الغرفة ...لقيته يتنازع عليّ ويدورني: هين انت باه...سرت شردت ولا حد شافك ...تعال باغينك تشتري سامان البيت من السوق .تو ماشي سيارة وما بنخلي امك تسير تمشي..
وهكذا بدأت ورطتنا بدون سيارة ....يجب علي أن أشتري أغراض البيت على دفعات ...يعني اروح السوق وارجع ..واروح وارجع...لانه ماشي سيارة تحمل الاغراض...وامي ماتقدر تمشي لأنه المسافة بين البيت والسوبرماركت الكبير تقريبا ثلاث كيلومترات.. وطبعاً ماشي نقل حكومي إلا إذا كنت باغي اشتري السامان من صلالة
حتى اخوي (س) تورط كيف بيشل جونية العيش والطحين والمن مال القهوة بلا سيارة!!!..المهم راح واتصل بواحد من اصدقائه اللي عندهم سيارة لكنه كان رايح يوصل اهله مكان ...المهم اتفقوا بكره العصر بيروحوا يجيبوا الجواني...
والحمدلله تعشينا بدجاج ..ولاول مرة من زمن كل واحد فينا يحصل قطعة دجاج كاملة
شكرا لكل من يساندني ويتابعني عبر هذا المنتدى الحر...
لقد انتهيت في الحلقة الماضية من سرد قصة الشاورما المسمومة ..وسأكمل في هذه الحلقة قصة بيع الفوررد..
عرض الوالد سيارته الفورد للبيع بقيمة ألف ريال ..واخبر المعارف والجماعة بهذا ..لكن للأسف رغم كثرة الراغبين في الشراء لم يعرض أي واحد فيهم أكثر من خمسمية ريال.
طال انتظار الوالد وطال انتظارنا معه ...لكن للأسف الحاجة تذل صاحبها ولا ترحمه ولا تنتظر عليه . ...فقرر الوالد مضطرا أن يبيع السيارة ويأخذ الخمسمية ريال..
باع ابي السيارة لواحد من جماعتنا يريدها حال اولاده ..واستلم المظروف الذي يحتوي على المبلغ ....ونحن جالسين متحلقين فوق الحصير في الحوش ننتظر عودته بالغنيمة...واول ما دخل قامت أختي الصغيرة تصهل واخواني الصغار يترابعوا عوين باغيين يساعدوه يشل الظرف مال الفلوس
المهم جاء الوالد وجلس معنا على الحصير وأخرج النقود ووضعها أمامنا ..وحنا نشوفه وعيوننا بتطلع ...وبدأ في توزيع المبلغ:
50 ريال حال الصغار مال المدارس....(ع) و (خ) كل واحد نعال ودشداشة وكمة ...وشنطة حال أختي اللي في الثانوية بدل شنطتها المنشرخة وحذاء ...والباقي حال مصروف المدرسة.
45 ريال عطاهن أمي لمصروف البيت ..وقالها تشتري دجاجتين للعشاء اليوم عشان نحتفل.
25 ريال عطاهن أخوي (س) اللي اكبر مني ..وقاله يشتري جونية عيش وطحين ومن قهوة..
50 ريال عطاني اياهن حال التراي والتدريب....أخذتهم وانا اتقاطر خجلاً...
150 ريال ..حال أختي (خ) لكنه قال: اختاري اما انجليزي أو طباعة تو ...وإن شاء الله الشهر الجاي بحاول اني ادبر الباقي.
80 ريال حال مكيف مستعمل للصالة.
بقت لديه مية وعشرين ريال ...قال: ثلاثين ريال بندفعهم حال الدكان عسب يسدد بو شتريناه بالصبر والدين... وخمسة واربعين ريال بسدد بهن فاتورة الكهرباء والماي..وخمسة وعشرين ريال بسدد بهن بو استلفته من عند عمكم مرزوق من اربع شهور والرجال ساكت عني ....
خمسمية ريال ...طارن ولم يبقى منهم حتى ريال ..لم يباتوا حتى ليلة في جيب ابي المسكين
أخذت أفكر طويلاً ...ذلك اليوم في حالنا....لماذا نحيا في هذا الفقر والحاجة ..بينما غيرنا يلعب بالفلوس لعب..كل يوم نسمع عن سرقات بالملايين ورشاوى وبلاوي سوده...ما حرام ياناس؟؟؟ ناس بالغصب لاقية تأكل وناس تسرق وتنهب وتعيش في قصور وهذا كله من ظهورنا نحن الشعب ...من فلوسنا وحقنا وبترولنا وأرضنا...
لكن دوانا نستاهل ...محد باغي يتكلم ...نغيب ...بو مايدافع عن حقه كذاك يستوي فيه... ...ويوم أقول هذا الكلام في البيت ...يطش لي الوالد ويسكتني : مايخصك انت بس اسكت وما ابغى اسمعك تقول ذا الكلام قدام الصغيرين عن اقص لسانك...الله يخليلنا الحكومة الرشيدة
فعلاً الله يخليهم ...وكما يقول عادل إمام ...يارب افقرنا واغنيهم ...وخذ من عندنا واعطيهم ...وشلحنا وغطيهم ...
واذا اردتوا الصراحة: فأنا لا ألوم الاخ الذي يقول انني اروي حكاية خيالية وينصحني بتأليف القصص!!! ....أحيانا اللي الله منعم عليه وكافيه ذل الحاجة ينسى معاناة الآخرين وينسى أنه غيره من الشعب ما لاقي يآكل. ويعتبر قصص المحتاجين ضرب من الخيال وأنها موجودة للترفيه عنه وتسليته ..وحتى اللي يصدق يكتفي بالتحسر ومصمصة الشفاه ..ويكمل حياته دون أن يلتفت لمعاناة الآخرين أو يشعر أن من واجبه أن يفعل شيء تجاهها.
المهم بسني فلسفة ..ولأكمل الأحداث..
انا بعد ما خلص اجتماع توزيع النقدية سرت السوق ..واشتريت للوالد وزارين وثلاث فوانيل من الخمسين اللي عطاني..لانه مسكين وزع علينا كلنا ونسى نفسه
ورجعت البيت وحطيتهن مع ملابسه بدون مايعرف....ويوم خرجت من الغرفة ...لقيته يتنازع عليّ ويدورني: هين انت باه...سرت شردت ولا حد شافك ...تعال باغينك تشتري سامان البيت من السوق .تو ماشي سيارة وما بنخلي امك تسير تمشي..
وهكذا بدأت ورطتنا بدون سيارة ....يجب علي أن أشتري أغراض البيت على دفعات ...يعني اروح السوق وارجع ..واروح وارجع...لانه ماشي سيارة تحمل الاغراض...وامي ماتقدر تمشي لأنه المسافة بين البيت والسوبرماركت الكبير تقريبا ثلاث كيلومترات.. وطبعاً ماشي نقل حكومي إلا إذا كنت باغي اشتري السامان من صلالة
حتى اخوي (س) تورط كيف بيشل جونية العيش والطحين والمن مال القهوة بلا سيارة!!!..المهم راح واتصل بواحد من اصدقائه اللي عندهم سيارة لكنه كان رايح يوصل اهله مكان ...المهم اتفقوا بكره العصر بيروحوا يجيبوا الجواني...
والحمدلله تعشينا بدجاج ..ولاول مرة من زمن كل واحد فينا يحصل قطعة دجاج كاملة
تعليق