[align=center]
لكل شئ في الحياة فن :
فن التعامل مع الناس . . مفتاح حواء لقلوب الاخرين
التعامل مع الناس فن من أهم الفنون نظراً لاختلاف طباعهم، فليس من السهل أبداً أن نحوز على احترام وتقدير الآخرين، وفي المقابل من السهل جداً أن نخسر كل ذلك، وكما يقال الهدم دائماً أسهل من البناء، فإن استطعت توفير بناء جيد من حسن التعامل فإن هذا سيسعدك أنت في المقام الأول لأنك ستشعرين بحب الناس لك وحرصهم على مخالطتك، ويسعد من تخالط ويشعرهم بمتعة التعامل معك.
الا ان هناك بعض القواعد التي تؤدي إلى كسب حب الناس ويسرني أن أوجزها في النقاط التالية:
كما ترغبين في أن تكونين متحدثة جيدة، عليك بالمقابل أن تجيدين فن الإصغاء لمن يحدثك، فمقاطعتك له تضيع أفكاره وتفقده السيطرة على حديثه، وبالتالي تجعله يشعر بالحرج منك ويستصغر نفسه وبالتالي يتجنب الاختلاط بك، بينما إصغائك إليه يعطيه الثقة ويحسسه بأهميته وأهمية حديثه عندك.
حاولي أن تنتقي كلماتك، فكل مصطلح تجدين له الكثير من المرادفات فاختاري أجملها، كما عليك أن تختاري موضوعاً محبباً للحديث، وأن تبتعدين عما ينفر الناس من المواضيع، فحديثك دليل شخصيتك.
حاولي أن تبدين مبتسمة دائماً، فهذا يجعلك مقبولة لدى الناس حتى ممن لم يعرفوك جيداً، فالابتسامة تعرف طريقها إلى القلب. حاولي أن تركزي على الأشياء الجميلة فيمن تتعاملين معه، وتبرزيها فلكل منا عيوب ومزايا، وإن أردت التحدث عن عيوب شخص فلا تجابهيه بها ولكن حاولي أن تعرضيها له بطريقة لبقة وغير مباشرة كأن تتحدثين عنها في إنسان آخر من خيالك، فهو حتماً سيقيسها على نفسه وسيتجنبها معك. حاولي أن تكوني متعاونة مع الآخرين في حدود مقدرتك، ولكن عندما يطلب منك ذلك حتى تبتعدي عن الفضول، وعليك أن تبتعدي عن إعطاء الأوامر للآخرين فهو سلوك منفر.
حاولي أن تقللي من المزاح، فكثرته تحط من القدر، والمزاح ليس مقبولاً عند كل الناس، وقد يكون مزاحك ثقيلاً فتفقدين من تحبين، وعليك اختيار الوقت المناسب لذلك.
حاولي أن تكوني واضحة في تعاملك، وابتعدي عن التلون والظهور بأكثر من وجه، فمهما بلغ نجاحك فسيأتي عليك يوم وتتكشف أقنعتك، وتصبحين حينئذٍ كمن يبني بيتاً يعلم أنه سيهدم.
ابتعدي عن التكلف بالكلام والتصرفات، ودعك على طبيعتك مع الحرص على عدم فقدان الاتزان، وفكري بما تقولين قبل أن تنطقين به.
لا تحاولي الادعاء بما ليس لديك، فقد توضعين في موقف لا تحسدين عليه، ولا تخجلي من وضعك حتى لو لم يكن بمستوى رك فهذا ليس عيباً، ولكن العيب عندما تلبسين ثوباً ليس ثوبك ولا يناسبك.
اختاري الأوقات المناسبة للزيارة، ولا تكثريها، وحاولي أن تكون بدعوة، وإن قمت بزيارة أحد فحاولي أن تكونين خفيفة لطيفة، فقد يكون لدى مضيفك أعمال وواجبات يخجل أن يصرح لك بها، ووجودك يمنعه من إنجازها. فيجعلك تبدو في نظره ثقيلا.
لا تكونين لحوحة في طلب حاجتك، ولا تحاولين إحراج من تطلبين إليه قضاؤها، وحاولي أن تبدي له أنك تعذريه في حالة نفيذها وأنها لن تؤثر على العلاقة بينكما، كما يجب عليك أن تحرصي على تواصلك مع من قضوا حاجتك حتى لا تجعليهم يعتقدون أن مصاحبتك لهم لأجل مصلحة. حافظي على مواعيدك مع الناس واحترميها، فاحترامك لها معهم، سيكون من احترامك لهم، وبالتالي سيبادلونك الاحترام ذاته.
ابتعدي عن الثرثرة، فهو سلوك بغيض ينفر الناس منك ويحط من قدرك لديهم.
ابتعدي أيضاً عن الغيبة فهو سيجعل من تغتابين أمامه يأخذ انطباعاً سيئاً عنك وأنك من هواة هذا المسلك المشين حتى وإن بدا مستحسناً لحديثك، وابتعدي عن النميمة.عليك بأجمل الأخلاق (التواضع) فمهما بلغت منزلتك، فإنه يرفع من قدرك ويجعلك تبدو أكثر ثقة بنفسك، وبالتالي الناس يحرصون على ملازمتك وحبك.
فن الحديث :
لتتقني الحديث مع الاخريات وحتى لا تتعرضي للاحراج من عدم القدره على الرد
يجب عليك اتقان بعض المهارات الاساسيه:
1- مهارة الإصغاء: وتعنى هذه المهاره أهمية الإستماع للمتحدثة وعدم مقاطعتها مع ابداء الاهتمام لما تقةله .وذلك يكون بـ
أ_ تنظري اليها مع عدم الإنشغال بشيء آخر خلال الحديث.
ب_ ان يتصف صوتك بالهدوء والحنان مما يثير الارتياح لدى من تتحدثين اليها.
ج_ يواكب حديثك مع من تتحدثين اليها وان تكوني معها في نفس الموضوع ولا تحولي الحديث لمسار آخر.
2-مهارة الأسئله:
وتهدف هذه المهاره الى جعل صديقتك تتكلم عن نفسها ومشاعرها وارائها ولا يتحقق ذلك إلا من خلال استخدام الأسئله المفتوحه التي تؤدي إلى إجابات طويله تشجع من تتحدثين اليها على الكلام أكثر عن موضوعها مما يتيح لك الفرصه لتفهم مشكلتها وإبداء رأيك بوضوح ودقه.
3- التشجيع:
وتهدف هذه المهاره الى اشعار من تتحدثين اليها بأنك تسمعينها وتتفهمين ما تقول مما يؤدي الى شعورها بالارتياح والاستمرار في الكلام, ويمكنك استخدام بعض الوسائل مثل: ايماء الرئس, واستعمالك الايجاب باستمرار مثل "الفم"
4- الاعاده والتلخيص:
ويقصد بهذه المهاره اعادة استعمالك لبعض الكلمات او الجمل القصيره التي تتضمن المعنى السريع لفقرات حديثها حيث ان مثل هذا التعليق القصير منك يشعر زميلتك بانك سمعتي وفهمتي ما قالت.
فن الاكل :
معروف إن كل ما يخاطب النفس و الوجدان لابد و أن يكون راقياً، إنسانيا و رائعاً، يندرج تحت التصنيف الواسع لكلمة "الفن".
فكما هو معروف و متداول و متفق عليه بأن الفن " غذاء" الروح بالطبع، معه يحلق الإنسان و يسمو بنفسه و يجردها من شوائب الماديات.
و هذا المفهوم نفسه ينطبق تماماً على "الأكل" ، فيمكن أن نرتقي "بالأكل" لنصل به للمفهوم الأنسانى الرائع "الفن" و بمكن أن نتعامل معه بالمفهومات المادية و الحسية التي تخرجنا أساساً من إنسانيتنا ، و ترمى بنا بعيداً في دوائر الشره التي تبدأ و لا تنتهي .. و أين الحل؟
عندما نتكلم عن الحلول، فمعنى ذلك إن هناك مشكلة ما تحتاج لحل أو لأكثر من حل، نعم هناك مشكلتنا مع الطعام.
خبراء التغذية و أيضاً علماء النفس يحددون و بدقة كيفية و أهمية التعامل مع الطعام، فماذا يقولون؟
يوضحون بأن الطعام و طريقة الأكل و الدوافع إليها لابد و أن ترتقي بالإنسان ، إبتداءاً لابد من تهيئة النفس لأوقات الطعام المناسبة ، فحذف الإفطار الصباحي يؤدى إلى ارتباك اليوم كله ، و يؤكدون على أهمية هذه الوجبة التي تتحكم في مزاجيات الإنسان طوال اليوم و أيضاً في آلية جسمه تجاه الطعام طوال اليوم أيضاً .
فلابد أولاً من الانتهاء من المراسم الصباحية التي تشكل ساعة الذروة بالنسبة للعائلة ، بعدها لابد و أن تكون هناك مساحة من الوقت معها يجتمع كل أفراد العائلة لتناول الإفطار معه يعرض كل فرد برنامجه اليومي ، هنا فقط تكون وجبة الأقطار و صلت من مجرد شرائح الخبز و الحبوب باللبن و أقداح الشاي أو القهوة إلى مرحلة إنسانية عالية عملت على تجميع الأسرة حول مائدة واحدة و التقارب النفسي فيما بينهم عندما يلقون الضوء على برنامجهم اليومي.
و كذلك لابد و أن يتكرر مع كل الوجبات أثناء اليوم ، حتى و إن كانت الوجبة الرئيسية – كما يحدث في كثير من بلدان العالم- هي العشاء ، فله طقوسه الخاصة جداً ، فهي وجبة تأتى بعد يوم منهك سريع ضاغط ، فلما لا نجعلها الوجبة التي معها يسترخى الإنسان وسط أجواء جميلة و خلفية موسيقية ربما تساعده على المزيد من تذوق الطعام و احترافه ، يتخللها حديث يلخص اليوم كله، هنا فقط يكون الأكل خرج من مفهوم الحس الذي يخاطب المعدة إلى مفهوم أكثر رقياً ليجعله ينحدر تحت مسمى الفن.
و إذا كنا قد أوضحنا كيفية تحويل الأكل إلى "فن الأكل" فهناك أيضاً العديد من السلبيات لابد و أن نبتعد عنها تماماً أثناء التعامل مع الأكل أو حتى مع التسوق الخاص بقائمة الطعام.
من هذه السلبيات أن يكون لكل فرد من أفراد العائلة حمل وجبة سريعة في طريق عودته من العمل أو الجامعة ،و ينفرد بها داخل حجرته و على أذنيه الموبايل ، فيأكل و يأكل و يأكل دونما وعى واضعاً العلاقات الأسرية في آخر اعتباراته ، فهذا السلوك المنفرد بعلبة كرتونية تطيح بالأسرة كلها.
كذلك لابد من الابتعاد عن تناول الطعام خلال نوبة عصبية حادة، هنا يتحول الطعام معها لما يعرف "بالطعام التعويضي"الذي من الصعب السيطرة على وضع نهاية له ، و النتيجة معروفة ..بدانة،عسر هضم ،مزاجيات رمادية و تأنيب ضمير .
إذا استثنينا هذه السلبيات و غيرها الكثير ، نكون قد حولنا الأكل لمعزوفة جميلة هي الفن بعينه.
فن التعامل مع النفس :
هذه نصيحة أعجبتني لسيدي أحمد سكيرج التجاني رضي الله عنه
يا بنـي: إن النفوس دائما تميل للراحة، وتتشوف لنيل المحمدة، والحصول على الرفاهية، أكلا وشربا ولباسا ومسكنا ونحو ذلك مما يرجع للشهوات التي جبلت على حبها وأضر شيء بالقلب الوقوف في هذا المقام، الذي يكبر بين أعين العوام، ولا يرضاه لأنفسهم الكرام. فإن أجهدت نفسك في المبادئ وجدت في النهاية كفاية المئونة، وإن واظبت على المجاهدة في قُوَّتِكَ حمدت ذلك عند ضعفك فاعمل على أنك دائما في مباديك، ولا تتوهم أنك بلغت النهاية في شيء فتلج لجة الكسل، ولا يقوم لك عمل، إلا أنه ينبغي لك أن تتيقن بأنك في كل يوم بالغ في آخره نهاية الضعف منك فكلما شممت من نفسك رائحة القدرة على فعل ما يحمد منك فعَجِّل بالنهوض به فتكون قد غنمت قوة شبابك، فإذا تكاملت وسوفت نفسك من يوم لغد فإني أخشى عليك أن تعتاد التسويف وتقتاته، فلا تحمده عند عجزك، وذهاب وقت فروسيتك، فتضيع منك انتهاز الفرصة من نفسك، ولا تجد عاذرا في ذلك فتلوم نفسك، وحق لها أن تلام. والذي يليق بك أن تقطع حبل تشوفها للمحامد، وهي تعمل بموجب الحمد أحرى إذا كانت تحب المحمدة، وهي لم تفعل، فتعد ممن يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا، ولا تحمد منها أعمالها فتدخل بك من باب المفخرة والتبجح إلى حضرة التقاعد من كل محمود، فلا تصل للمقصود، سيما إن كنت لا تعبأ بما يصدر منك من هذا القبيل، ولا تحاسبها على الكثير والقليل فإنها لاتبالي بفعل ما تصر عليه مما تسره أو تعلنه، ولا تقدر بعد ذلك على رد جماحها من غوايتها، حتى تقع في مهواة الردى، وفي ذلك شفاية العدا. فلا ترض لنفسك بهذه الحالة وقد أوقفتك على قولي
فن الاعتذار :
الصداقة كلمة جميلة .. ليس كل من يقولها يعمل بها .. وأن إيجاد الصديق المخلص شئ نادر في زماننا هذا ..
في اعتقادي أن أساس الصداقة المخلصة يجب أن تحمل بين جوانبها مجموعة من النقاط أهمها :
1- سلامة الصدر من الطرفين .. بحيث لا يكون هناك أي نوع من أنواع البغض أو الحقد أو الحسد أو الغيرة .... الخ
ويبيت كل طرف مسامح للطرف الثاني ..
في اعتقادي أن هذا البند هو من أهم البنود وأقلها التزاما .. لأن هذا الموضوع أمر ذاتي وداخلي .. ويجب للشخص
أن يتغلب على نفسه في سبيل نجاح هذه الصداقة ..
2- حب الخير للطرف الثاني .. بمعنى أن يحب الصديق لصديقه ما يحب لنفسه .
3- أن يفرح لفرحه ويحزن لحزنه .. ويواسيه ويؤازره في أوقات المحن والشدائد .. ويساعده بقدر استطاعته عند الحاجة ..
4- النصيحة .. وهي من أهم عناصر الصداقة المخلصة .. وتكون النصيحة بأسلوبها الجميل لا بأسلوب التعزير أو التوبيخ ..
5- الإيثار .. وتعتبر أعلى مراتب الصداقة .. وتعني أن تعطي صديقك من الأشياء التي تحبها جدا .. شئ يعز عليك تقدمه لصديقك بنفس راضية ..
6- الدفاع عن الصديق في الحق .. فإذا حاول شخص ما اللعب أو الاتهام أو محاولة التفرقة .. فلا بد للصديق أن يدافع عن صديقه في الحق .
7- الظن بالخير .. كثيرا ما تحدث إشاعات وفتن بين الناس .. وكثيرا ما يحاول أناس التفريق بين أناس آخرين بدس معلومات غير صحيحة .. هنا يجب أخذ الحيطة والحذر وعدم الانجرار وراء تلك الظنون ..
8- الصراحة .. لابد أن يتوفر عنصر الصراحة بين الأصدقاء الذين ينوون أن تبني الصداقة بينهم وتستمر .. ونقيض الصراحة الكذب .. فكيف تكون الصداقة إذا بنيت على الكذب ؟!
9- السؤال والاهتمام .. من أكثر الأمور التي تقرب الأصدقاء بعضهم من بعض عنصر الاهتمام وكثرة السؤال .. ولابد أن تحدث هذه الأمور بعفوية دون تكلف .. وأن يكون السؤال بسبب الحرص على الصديق .. على أن لا يزيد السؤال كثيرا خشية أن يحدث نوع من أنواع المضايقة ..
10- الهدية .. فالهدية تودد العلاقات وتقويها .. وتبادل الهدايا في المناسبات السعيدة يزيد من قوة الصداقة ويمتنها ..
11- زيارته في المرض .. من الأمور التي تزيد قوة الصداقة زيارة صديقك المريض والدعاء له بالشفاء .
12- الدعاء للصديق وهو غائب .. أن يدعو الصديق لصديقه باسمه بالخير والصلاح باستمرار ..
13- حفظ السر .. إذا أمنك صديق على سر من أسراره فيجب الحفاظ على هذا السر مهما كانت الظروف .. وعدم استغلال السر عند الغضب لا سمح الله..
فن الصداقة :
فن الصداقة صدفة أم أختيار؟
في حياة كل إنسان ، علاقات وروابط مع آخرين من بني جنسه، قد تمتن وتشتد لتتجاوز العلاقات والروابط المصلحية إلى روابط وعلاقات ينسكب في وشائجها بعض من شعاع الروح، اصطلح على تسميتها ب(الصداقة )، والبانين لهذه العلاقات والروابط ب (الأصدقاء).
وهنا قد يطرح سؤال، وإن نعته البعض بالسذاجة، لكنه سؤالٌ لابد من الإجابة عليه، وهو لماذا الصداقة ؟ ولماذا الأصدقاء؟ وهل من الواجب والضروري اتخاذ صديق؟.
إن خير من يجيبنا عن هذه الأسئلة والاستفسارات، الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث والروايات الواردة في هذا المضمار عن الرسول (صلى الله عليه وسلم)؛ فهذا الصحابي علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه يوصي ابنه فيقول له: (بني! الصديق ، ثم الطريق) ، فمن دون أصدقاء كيف يستطيع المرء أن يجتاز العقبات في هذه الحياة؟ وكيف ينجح إنسان لم يكوّن لنفسه بعد شبكة من العلاقات الاجتماعية تعينه في تحقيق أهدافه ؟
وهل سمعتم أن زعيماً تسلق سلالم المجد، من دون أن يكون له بطانة وأعوان؟! الواقع يؤكد لنا عدم وجود نجاح بغير صداقات ، ولن تكون صداقات بغير فن العلاقات، ولن تكون علاقات بغير حب ... (وهل الدين إلا الحب ؟) - كما في الحديث الشريف - وكيف يمكن للحب أن ينمو خارج المجتمع وبعيداً عن عباد الله؟ إذن لابد من الصداقة في حياة كل فرد منا.
ولكن ما المقصود بالصداقة؟ وما المراد بالأصدقاء؟
جاء في (لسان العرب) لابن منظور: الصداقة من الصدق ، والصدق نقيض الكذب. وبهذا تكون الصداقة هي صدق النصيحة والإخاء ، والصديق هو من صدقك. وقد عرّف أبو هلال العسكري الصداقة في كتابه (الفروق في اللغة) بأنها اتفاق الضمائر على المودة.
هكذا عرّف اللغويون العرب الصداقة في كتبهم، أما علماء النفس فقد أعطوا تعريفات أخرى لفن الصداقة، فعرفها أحد علماء النفس على أنها علاقة بين شخصين أو أكثر تتسم بالجاذبية المتبادلة المصحوبة بمشاعر وجدانية، ويضيف البعض الآخر بأنها علاقة اجتماعية وثيقة ودائمة تقوم على تماثل الاتجاهات بصفة خاصة وتحمل دلالات بالغة الأهمية تمس توافق الفرد واستقرار الجماعة.
إذن نفهم مما تقدم أن الصداقة فن وصناعة إلا أن لها أرضية لابد من تهيئتها، وهي الالتزام بالأخلاق الفاضلة، أي صداقة قائمة على الخلق الإنساني الرفيع؛ لذلك فإننا نرفض كل ما يسميه البعض (صداقة) إذا كانت تعني مجرد اتصال اجتماعي ، وتبادل خدمات ومنافع ، ولاشك أن هذا ليس من الصداقة الحقة في شيء، وإن كان في الصداقة تعاون وعطاء متبادل، ولكن الصداقة بحد ذاتها هدف مقدس، لا وسيلة تجارية رخيصة. وبما أن الصداقة فن فهذا يعني أن نستعمل الذوق والفكر والقلب والضمير معاً في إقامة الصداقات وإيجاد الأصدقاء.
إن الصداقة ليست مسألة عادية بل هي من القضايا الملحة في حياة الإنسان، على أنها قضية خطيرة أيضاً؛ لأن تأثير الصديق على صديقه ليس تأثيراً فجائياً ملموساً ليتعرف من خلاله بسهولة على موقع الخطأ والصواب، بل هو تأثير تدريجي، يومي، وغير ظاهر. ومن هنا فإن بعض الذين ينحرفون بسبب الصداقات، لا يشعرون بالانحراف إلا بعد فوات الأوان، وإذا أخذنا بعين الاعتبار قابلية الإنسان للتأثير والتأثر بالأجواء التي يعيشها وخاصة تأثره بالأصدقاء، وإن هذا التأثير ليس مرئياً ولا فجائياً، عرفنا حينئذٍ خطورة الصداقة في حياة الإنسان، والمجتمع، وضرورة الاهتمام بها من قبل الأفراد والجماعات.
إن الصداقة قضية اختيار، ولا يجوز أن تترك اختيار أصدقائك للصدفة، إذ إن الصدفة قد تكون جيدة في بعض الأحيان ولكنها لا تكون كذلك في أكثر الأحيان، ولهذا فإن على الإنسان أن يبادر إلى اختيار أصدقائه، حسب المعايير الصحيحة قبل أن تؤدي به الصدفة إلى صداقات وفق معايير خاطئة.
وفي هذا الصدد يشير علماء النفس إلى بعض الأمور والمعايير التي لابد وأن يأخذها الشخص بنظر الاعتبار عند بدء الصداقة، مثل التقارب العمري في معظم الحالات بين الأصدقاء، وتوافر قدر من التماثل بينهم فيما يتعلق بسمات الشخصية والقدرات العقلية والاهتمامات والقيم والظروف الاجتماعية مع مراعاة الدوام النسبي والاستقرار في الصداقة.
وبما أن الصديق له الأثر الكبير على حياة الفرد والمجتمع، فلابد أن نختار من تكون تأثيراته محمودة، فالواجب أن لا نبحث عن الصديق فحسب، بل عن الصفات التي يتمتع بها، ومن أهم الصفات التي أكد الإسلام على ضرورة توفرها في الأصدقاء العلم والحكمة والعقل والزهد والخير والفضيلة والوفاء والخلق الكريم والإخلاص والأمانة والصدق.. إلخ. ويضيف علماء النفس إلى هذه الصفات السامية أيضاً، الثقة بالنفس وكل ما يوحي بالقوة والاستقلال والميل إلى الحياة الاجتماعية، مع خفة الظل والانبساط والاعتناء بكل ما هو محبب، هذا بالإضافة إلى صفة التدين وهو كل ما يشير إلى الإيمان بالله وأداء الفرائض الدينية؛ وبذلك فإن الصفات التي أكد عليها الإسلام الحنيف، تتفق في معظمها مع الصفات التي أكد عليها علماء النفس. ومن هذا نستخلص، أن الصداقة في كل الأحوال لابد أن تكون قائمة على الخلق الإنساني الرفيع.
لذا على الفرد أن يكون حذرا ً في اختيار أصدقائه؛
يقول رسول الله(صلى الله عليه وسلم): (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل)
كما فقد حذر القرآن الكريم من السقوط في شرك (قرناء السوء) قائلاً: (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض شيطاناً فهو له قرين) (الزخرف: 36).
إلا أن البعض قد يتخوف من هذا الأمر بشكل كبير ، فيؤثر الوحدة في الحياة على الصداقة مع الناس ، وبعض الناس على العكس من ذلك، إذ يتخذ من عملية الصداقة بحد ذاتها هواية ، فيكثر من الأصدقاء دون أي حساب، وكلا الطريقين خاطئ، فليس من الصواب أن يتخذ الإنسان أصدقاءً بلا حساب، كما ليس من الصحيح أيضاً أن يعيش الإنسان في عزلة عن الناس؛ لأن العزلة حالة مخالفة لفطرة الإنسان الاجتماعي بالطبع، وليس من مبادئ الإسلام أن يعتزل الإنسان نظراءه في الخلق، بل عليه أن يصادق الطيبين منهم، وإذا لم يوجد إلا الناس السيئون، فلا بد أن يكون معهم كإنسان من دون أن يكون معهم في مواقفهم الخاطئة.
فلا وجه لاعتزال الناس، والابتعاد عن الصداقات؛ فقد أكدت الدراسات النفسية اقتران افتقاد القدر المناسب من الأصدقاء بالعديد من مظاهر اختلال الصحة النفسية والجسمية، مثل الاكتئاب والقلق والملل وانخفاض تقدم الذات والتوتر والخجل الشديد والعجز عن التصرف المناسب عندما تستدعي الظروف إلى التفاعل مع الآخرين، بالإضافة إلى ضعف مقاومة الأمراض الجسمية والتأخر في الشفاء.
إن الإسلام يدعو إلى التآلف مع الناس وكسبهم، ومداراتهم، لأن الجانب الاجتماعي في الإنسان هو الجانب الأهم الذي من أجله خلقه الله تعالى . ويكفي لإثبات ضرورة الصداقة، أن الله العظيم قد اتخذ لنفسه خليلاً، وهو النبي إبراهيم عليه الصلاة والسلام حيث يقول الله تعالى: ( واتخذ الله إبراهيم خليلا )، ومن الملاحظ أن خطابات القرآن الكريم تأتي في صورة الجمع لا المفرد ، وفي ذلك إيماء إلى المسلم بالحياة الجماعية والابتعاد عن العزلة. إلا أن الإسلام يضع الأساس الصحيح للصداقة وهو الحب في الله؛ يقول الصحابي علي رضي الله عنه : (خير الأخوان من كانت مودته في الله).
غير أن بعض الناس يقول متسائلاً: بماذا ينفعني الأصدقاء؟ هل سأحصل منهم على الملايين؟ والجواب هو: من قال بأن الملايين هي منتهى ما يحتاجه الإنسان؟ فالأصدقاء بالإضافة إلى ما يوفرونه من لذات الحياة ومعانيها فهم سلالم المجد للإنسان أحياناً، وإن الحياة الحقيقية هي أن يعيش الإنسان مع جماعة ويشاركهم أتراحهم وأفراحهم؛ فإن أكبر عقوبة يواجهها الإنسان هي عقوبة السجن الانفرادي ، فالأصدقاء ينفعوننا في الدنيا حيث يقضون حوائجنا، ويساعدوننا في أزماتنا ومشاكلنا، أما في الآخرة فهم يشفعون لنا، فلو أن رجلاً كان في الدنيا صديقاً لأربعين مؤمناً، أليست شهادة هؤلاء على صلاحه تنفعه يوم القيامة، أو على الأقل تخفف عنه العذاب؟!.
فالصداقة بالإضافة إلى أنها تنفع في الدنيا، فهي قضية دينية مرتبطة بالدين، ولربما يعاقب الإنسان على تركها يوم القيامة؛ فهي حاجة روحية للإنسان جعلها الإسلام بمنزلة عبادة يثاب عليها مع كل صديق بدرجته في الجنة .
وبالإضافة إلى كل ما تقدم فإن للصداقة أهمية كبيرة من الناحية النفسية للإنسان، مثل الشعور بالحب والمشاركة الوجدانية، والإفصاح عن الذات وعن بعض المشاكل والهموم، وتلقي المساعدة في الشدة، والاكتساب والتنمية، وإعداد الشخص لمواجهة المجتمع ، هذا بالإضافة إلى المرح والترفيه وإدخال السعادة والبهجة على الصديق، والمشاركة في الميول والهوايات.
وبعد كل ما تقدم، لا يبقى هناك مجال للشك، حول أهمية وضرورة الصداقة في حياة كل فرد في المجتمع، والتي أكد عليها الإسلام واعتبرها قضية مقدسة؛ فلا توجد بعد العبادات والإيمان، أفضل من اكتساب أخ مؤمن وصديق صالح، كما يقول الحديث الشريف: (لا يقدم المؤمن على الله بعمل يوم القيامة - بعد الفرائض - أحب إلى الله من أن يسع الناس بخلقه).
فالصداقة تغذي الأخلاق، وتستثمر المبادئ. والأصدقاء كنوز، يجب البحث عنهم، وتحمل التعب من أجل اكتشافهم، حتى لا يختلط علينا الحجر والجوهر، فننتقي الأحجار ظناً منا أنها الجواهر
منققول من مجلات و جرائد .. و مواقع و منتديات
لتعم الفائدة في منتدى عاشق عمان ...
مع خالص حبي / قدساوية صفرة .,...
و شكرا ...
[/align]
لكل شئ في الحياة فن :
فن التعامل مع الناس . . مفتاح حواء لقلوب الاخرين
التعامل مع الناس فن من أهم الفنون نظراً لاختلاف طباعهم، فليس من السهل أبداً أن نحوز على احترام وتقدير الآخرين، وفي المقابل من السهل جداً أن نخسر كل ذلك، وكما يقال الهدم دائماً أسهل من البناء، فإن استطعت توفير بناء جيد من حسن التعامل فإن هذا سيسعدك أنت في المقام الأول لأنك ستشعرين بحب الناس لك وحرصهم على مخالطتك، ويسعد من تخالط ويشعرهم بمتعة التعامل معك.
الا ان هناك بعض القواعد التي تؤدي إلى كسب حب الناس ويسرني أن أوجزها في النقاط التالية:
كما ترغبين في أن تكونين متحدثة جيدة، عليك بالمقابل أن تجيدين فن الإصغاء لمن يحدثك، فمقاطعتك له تضيع أفكاره وتفقده السيطرة على حديثه، وبالتالي تجعله يشعر بالحرج منك ويستصغر نفسه وبالتالي يتجنب الاختلاط بك، بينما إصغائك إليه يعطيه الثقة ويحسسه بأهميته وأهمية حديثه عندك.
حاولي أن تنتقي كلماتك، فكل مصطلح تجدين له الكثير من المرادفات فاختاري أجملها، كما عليك أن تختاري موضوعاً محبباً للحديث، وأن تبتعدين عما ينفر الناس من المواضيع، فحديثك دليل شخصيتك.
حاولي أن تبدين مبتسمة دائماً، فهذا يجعلك مقبولة لدى الناس حتى ممن لم يعرفوك جيداً، فالابتسامة تعرف طريقها إلى القلب. حاولي أن تركزي على الأشياء الجميلة فيمن تتعاملين معه، وتبرزيها فلكل منا عيوب ومزايا، وإن أردت التحدث عن عيوب شخص فلا تجابهيه بها ولكن حاولي أن تعرضيها له بطريقة لبقة وغير مباشرة كأن تتحدثين عنها في إنسان آخر من خيالك، فهو حتماً سيقيسها على نفسه وسيتجنبها معك. حاولي أن تكوني متعاونة مع الآخرين في حدود مقدرتك، ولكن عندما يطلب منك ذلك حتى تبتعدي عن الفضول، وعليك أن تبتعدي عن إعطاء الأوامر للآخرين فهو سلوك منفر.
حاولي أن تقللي من المزاح، فكثرته تحط من القدر، والمزاح ليس مقبولاً عند كل الناس، وقد يكون مزاحك ثقيلاً فتفقدين من تحبين، وعليك اختيار الوقت المناسب لذلك.
حاولي أن تكوني واضحة في تعاملك، وابتعدي عن التلون والظهور بأكثر من وجه، فمهما بلغ نجاحك فسيأتي عليك يوم وتتكشف أقنعتك، وتصبحين حينئذٍ كمن يبني بيتاً يعلم أنه سيهدم.
ابتعدي عن التكلف بالكلام والتصرفات، ودعك على طبيعتك مع الحرص على عدم فقدان الاتزان، وفكري بما تقولين قبل أن تنطقين به.
لا تحاولي الادعاء بما ليس لديك، فقد توضعين في موقف لا تحسدين عليه، ولا تخجلي من وضعك حتى لو لم يكن بمستوى رك فهذا ليس عيباً، ولكن العيب عندما تلبسين ثوباً ليس ثوبك ولا يناسبك.
اختاري الأوقات المناسبة للزيارة، ولا تكثريها، وحاولي أن تكون بدعوة، وإن قمت بزيارة أحد فحاولي أن تكونين خفيفة لطيفة، فقد يكون لدى مضيفك أعمال وواجبات يخجل أن يصرح لك بها، ووجودك يمنعه من إنجازها. فيجعلك تبدو في نظره ثقيلا.
لا تكونين لحوحة في طلب حاجتك، ولا تحاولين إحراج من تطلبين إليه قضاؤها، وحاولي أن تبدي له أنك تعذريه في حالة نفيذها وأنها لن تؤثر على العلاقة بينكما، كما يجب عليك أن تحرصي على تواصلك مع من قضوا حاجتك حتى لا تجعليهم يعتقدون أن مصاحبتك لهم لأجل مصلحة. حافظي على مواعيدك مع الناس واحترميها، فاحترامك لها معهم، سيكون من احترامك لهم، وبالتالي سيبادلونك الاحترام ذاته.
ابتعدي عن الثرثرة، فهو سلوك بغيض ينفر الناس منك ويحط من قدرك لديهم.
ابتعدي أيضاً عن الغيبة فهو سيجعل من تغتابين أمامه يأخذ انطباعاً سيئاً عنك وأنك من هواة هذا المسلك المشين حتى وإن بدا مستحسناً لحديثك، وابتعدي عن النميمة.عليك بأجمل الأخلاق (التواضع) فمهما بلغت منزلتك، فإنه يرفع من قدرك ويجعلك تبدو أكثر ثقة بنفسك، وبالتالي الناس يحرصون على ملازمتك وحبك.
فن الحديث :
لتتقني الحديث مع الاخريات وحتى لا تتعرضي للاحراج من عدم القدره على الرد
يجب عليك اتقان بعض المهارات الاساسيه:
1- مهارة الإصغاء: وتعنى هذه المهاره أهمية الإستماع للمتحدثة وعدم مقاطعتها مع ابداء الاهتمام لما تقةله .وذلك يكون بـ
أ_ تنظري اليها مع عدم الإنشغال بشيء آخر خلال الحديث.
ب_ ان يتصف صوتك بالهدوء والحنان مما يثير الارتياح لدى من تتحدثين اليها.
ج_ يواكب حديثك مع من تتحدثين اليها وان تكوني معها في نفس الموضوع ولا تحولي الحديث لمسار آخر.
2-مهارة الأسئله:
وتهدف هذه المهاره الى جعل صديقتك تتكلم عن نفسها ومشاعرها وارائها ولا يتحقق ذلك إلا من خلال استخدام الأسئله المفتوحه التي تؤدي إلى إجابات طويله تشجع من تتحدثين اليها على الكلام أكثر عن موضوعها مما يتيح لك الفرصه لتفهم مشكلتها وإبداء رأيك بوضوح ودقه.
3- التشجيع:
وتهدف هذه المهاره الى اشعار من تتحدثين اليها بأنك تسمعينها وتتفهمين ما تقول مما يؤدي الى شعورها بالارتياح والاستمرار في الكلام, ويمكنك استخدام بعض الوسائل مثل: ايماء الرئس, واستعمالك الايجاب باستمرار مثل "الفم"
4- الاعاده والتلخيص:
ويقصد بهذه المهاره اعادة استعمالك لبعض الكلمات او الجمل القصيره التي تتضمن المعنى السريع لفقرات حديثها حيث ان مثل هذا التعليق القصير منك يشعر زميلتك بانك سمعتي وفهمتي ما قالت.
فن الاكل :
معروف إن كل ما يخاطب النفس و الوجدان لابد و أن يكون راقياً، إنسانيا و رائعاً، يندرج تحت التصنيف الواسع لكلمة "الفن".
فكما هو معروف و متداول و متفق عليه بأن الفن " غذاء" الروح بالطبع، معه يحلق الإنسان و يسمو بنفسه و يجردها من شوائب الماديات.
و هذا المفهوم نفسه ينطبق تماماً على "الأكل" ، فيمكن أن نرتقي "بالأكل" لنصل به للمفهوم الأنسانى الرائع "الفن" و بمكن أن نتعامل معه بالمفهومات المادية و الحسية التي تخرجنا أساساً من إنسانيتنا ، و ترمى بنا بعيداً في دوائر الشره التي تبدأ و لا تنتهي .. و أين الحل؟
عندما نتكلم عن الحلول، فمعنى ذلك إن هناك مشكلة ما تحتاج لحل أو لأكثر من حل، نعم هناك مشكلتنا مع الطعام.
خبراء التغذية و أيضاً علماء النفس يحددون و بدقة كيفية و أهمية التعامل مع الطعام، فماذا يقولون؟
يوضحون بأن الطعام و طريقة الأكل و الدوافع إليها لابد و أن ترتقي بالإنسان ، إبتداءاً لابد من تهيئة النفس لأوقات الطعام المناسبة ، فحذف الإفطار الصباحي يؤدى إلى ارتباك اليوم كله ، و يؤكدون على أهمية هذه الوجبة التي تتحكم في مزاجيات الإنسان طوال اليوم و أيضاً في آلية جسمه تجاه الطعام طوال اليوم أيضاً .
فلابد أولاً من الانتهاء من المراسم الصباحية التي تشكل ساعة الذروة بالنسبة للعائلة ، بعدها لابد و أن تكون هناك مساحة من الوقت معها يجتمع كل أفراد العائلة لتناول الإفطار معه يعرض كل فرد برنامجه اليومي ، هنا فقط تكون وجبة الأقطار و صلت من مجرد شرائح الخبز و الحبوب باللبن و أقداح الشاي أو القهوة إلى مرحلة إنسانية عالية عملت على تجميع الأسرة حول مائدة واحدة و التقارب النفسي فيما بينهم عندما يلقون الضوء على برنامجهم اليومي.
و كذلك لابد و أن يتكرر مع كل الوجبات أثناء اليوم ، حتى و إن كانت الوجبة الرئيسية – كما يحدث في كثير من بلدان العالم- هي العشاء ، فله طقوسه الخاصة جداً ، فهي وجبة تأتى بعد يوم منهك سريع ضاغط ، فلما لا نجعلها الوجبة التي معها يسترخى الإنسان وسط أجواء جميلة و خلفية موسيقية ربما تساعده على المزيد من تذوق الطعام و احترافه ، يتخللها حديث يلخص اليوم كله، هنا فقط يكون الأكل خرج من مفهوم الحس الذي يخاطب المعدة إلى مفهوم أكثر رقياً ليجعله ينحدر تحت مسمى الفن.
و إذا كنا قد أوضحنا كيفية تحويل الأكل إلى "فن الأكل" فهناك أيضاً العديد من السلبيات لابد و أن نبتعد عنها تماماً أثناء التعامل مع الأكل أو حتى مع التسوق الخاص بقائمة الطعام.
من هذه السلبيات أن يكون لكل فرد من أفراد العائلة حمل وجبة سريعة في طريق عودته من العمل أو الجامعة ،و ينفرد بها داخل حجرته و على أذنيه الموبايل ، فيأكل و يأكل و يأكل دونما وعى واضعاً العلاقات الأسرية في آخر اعتباراته ، فهذا السلوك المنفرد بعلبة كرتونية تطيح بالأسرة كلها.
كذلك لابد من الابتعاد عن تناول الطعام خلال نوبة عصبية حادة، هنا يتحول الطعام معها لما يعرف "بالطعام التعويضي"الذي من الصعب السيطرة على وضع نهاية له ، و النتيجة معروفة ..بدانة،عسر هضم ،مزاجيات رمادية و تأنيب ضمير .
إذا استثنينا هذه السلبيات و غيرها الكثير ، نكون قد حولنا الأكل لمعزوفة جميلة هي الفن بعينه.
فن التعامل مع النفس :
هذه نصيحة أعجبتني لسيدي أحمد سكيرج التجاني رضي الله عنه
يا بنـي: إن النفوس دائما تميل للراحة، وتتشوف لنيل المحمدة، والحصول على الرفاهية، أكلا وشربا ولباسا ومسكنا ونحو ذلك مما يرجع للشهوات التي جبلت على حبها وأضر شيء بالقلب الوقوف في هذا المقام، الذي يكبر بين أعين العوام، ولا يرضاه لأنفسهم الكرام. فإن أجهدت نفسك في المبادئ وجدت في النهاية كفاية المئونة، وإن واظبت على المجاهدة في قُوَّتِكَ حمدت ذلك عند ضعفك فاعمل على أنك دائما في مباديك، ولا تتوهم أنك بلغت النهاية في شيء فتلج لجة الكسل، ولا يقوم لك عمل، إلا أنه ينبغي لك أن تتيقن بأنك في كل يوم بالغ في آخره نهاية الضعف منك فكلما شممت من نفسك رائحة القدرة على فعل ما يحمد منك فعَجِّل بالنهوض به فتكون قد غنمت قوة شبابك، فإذا تكاملت وسوفت نفسك من يوم لغد فإني أخشى عليك أن تعتاد التسويف وتقتاته، فلا تحمده عند عجزك، وذهاب وقت فروسيتك، فتضيع منك انتهاز الفرصة من نفسك، ولا تجد عاذرا في ذلك فتلوم نفسك، وحق لها أن تلام. والذي يليق بك أن تقطع حبل تشوفها للمحامد، وهي تعمل بموجب الحمد أحرى إذا كانت تحب المحمدة، وهي لم تفعل، فتعد ممن يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا، ولا تحمد منها أعمالها فتدخل بك من باب المفخرة والتبجح إلى حضرة التقاعد من كل محمود، فلا تصل للمقصود، سيما إن كنت لا تعبأ بما يصدر منك من هذا القبيل، ولا تحاسبها على الكثير والقليل فإنها لاتبالي بفعل ما تصر عليه مما تسره أو تعلنه، ولا تقدر بعد ذلك على رد جماحها من غوايتها، حتى تقع في مهواة الردى، وفي ذلك شفاية العدا. فلا ترض لنفسك بهذه الحالة وقد أوقفتك على قولي
فن الاعتذار :
الصداقة كلمة جميلة .. ليس كل من يقولها يعمل بها .. وأن إيجاد الصديق المخلص شئ نادر في زماننا هذا ..
في اعتقادي أن أساس الصداقة المخلصة يجب أن تحمل بين جوانبها مجموعة من النقاط أهمها :
1- سلامة الصدر من الطرفين .. بحيث لا يكون هناك أي نوع من أنواع البغض أو الحقد أو الحسد أو الغيرة .... الخ
ويبيت كل طرف مسامح للطرف الثاني ..
في اعتقادي أن هذا البند هو من أهم البنود وأقلها التزاما .. لأن هذا الموضوع أمر ذاتي وداخلي .. ويجب للشخص
أن يتغلب على نفسه في سبيل نجاح هذه الصداقة ..
2- حب الخير للطرف الثاني .. بمعنى أن يحب الصديق لصديقه ما يحب لنفسه .
3- أن يفرح لفرحه ويحزن لحزنه .. ويواسيه ويؤازره في أوقات المحن والشدائد .. ويساعده بقدر استطاعته عند الحاجة ..
4- النصيحة .. وهي من أهم عناصر الصداقة المخلصة .. وتكون النصيحة بأسلوبها الجميل لا بأسلوب التعزير أو التوبيخ ..
5- الإيثار .. وتعتبر أعلى مراتب الصداقة .. وتعني أن تعطي صديقك من الأشياء التي تحبها جدا .. شئ يعز عليك تقدمه لصديقك بنفس راضية ..
6- الدفاع عن الصديق في الحق .. فإذا حاول شخص ما اللعب أو الاتهام أو محاولة التفرقة .. فلا بد للصديق أن يدافع عن صديقه في الحق .
7- الظن بالخير .. كثيرا ما تحدث إشاعات وفتن بين الناس .. وكثيرا ما يحاول أناس التفريق بين أناس آخرين بدس معلومات غير صحيحة .. هنا يجب أخذ الحيطة والحذر وعدم الانجرار وراء تلك الظنون ..
8- الصراحة .. لابد أن يتوفر عنصر الصراحة بين الأصدقاء الذين ينوون أن تبني الصداقة بينهم وتستمر .. ونقيض الصراحة الكذب .. فكيف تكون الصداقة إذا بنيت على الكذب ؟!
9- السؤال والاهتمام .. من أكثر الأمور التي تقرب الأصدقاء بعضهم من بعض عنصر الاهتمام وكثرة السؤال .. ولابد أن تحدث هذه الأمور بعفوية دون تكلف .. وأن يكون السؤال بسبب الحرص على الصديق .. على أن لا يزيد السؤال كثيرا خشية أن يحدث نوع من أنواع المضايقة ..
10- الهدية .. فالهدية تودد العلاقات وتقويها .. وتبادل الهدايا في المناسبات السعيدة يزيد من قوة الصداقة ويمتنها ..
11- زيارته في المرض .. من الأمور التي تزيد قوة الصداقة زيارة صديقك المريض والدعاء له بالشفاء .
12- الدعاء للصديق وهو غائب .. أن يدعو الصديق لصديقه باسمه بالخير والصلاح باستمرار ..
13- حفظ السر .. إذا أمنك صديق على سر من أسراره فيجب الحفاظ على هذا السر مهما كانت الظروف .. وعدم استغلال السر عند الغضب لا سمح الله..
فن الصداقة :
فن الصداقة صدفة أم أختيار؟
في حياة كل إنسان ، علاقات وروابط مع آخرين من بني جنسه، قد تمتن وتشتد لتتجاوز العلاقات والروابط المصلحية إلى روابط وعلاقات ينسكب في وشائجها بعض من شعاع الروح، اصطلح على تسميتها ب(الصداقة )، والبانين لهذه العلاقات والروابط ب (الأصدقاء).
وهنا قد يطرح سؤال، وإن نعته البعض بالسذاجة، لكنه سؤالٌ لابد من الإجابة عليه، وهو لماذا الصداقة ؟ ولماذا الأصدقاء؟ وهل من الواجب والضروري اتخاذ صديق؟.
إن خير من يجيبنا عن هذه الأسئلة والاستفسارات، الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث والروايات الواردة في هذا المضمار عن الرسول (صلى الله عليه وسلم)؛ فهذا الصحابي علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه يوصي ابنه فيقول له: (بني! الصديق ، ثم الطريق) ، فمن دون أصدقاء كيف يستطيع المرء أن يجتاز العقبات في هذه الحياة؟ وكيف ينجح إنسان لم يكوّن لنفسه بعد شبكة من العلاقات الاجتماعية تعينه في تحقيق أهدافه ؟
وهل سمعتم أن زعيماً تسلق سلالم المجد، من دون أن يكون له بطانة وأعوان؟! الواقع يؤكد لنا عدم وجود نجاح بغير صداقات ، ولن تكون صداقات بغير فن العلاقات، ولن تكون علاقات بغير حب ... (وهل الدين إلا الحب ؟) - كما في الحديث الشريف - وكيف يمكن للحب أن ينمو خارج المجتمع وبعيداً عن عباد الله؟ إذن لابد من الصداقة في حياة كل فرد منا.
ولكن ما المقصود بالصداقة؟ وما المراد بالأصدقاء؟
جاء في (لسان العرب) لابن منظور: الصداقة من الصدق ، والصدق نقيض الكذب. وبهذا تكون الصداقة هي صدق النصيحة والإخاء ، والصديق هو من صدقك. وقد عرّف أبو هلال العسكري الصداقة في كتابه (الفروق في اللغة) بأنها اتفاق الضمائر على المودة.
هكذا عرّف اللغويون العرب الصداقة في كتبهم، أما علماء النفس فقد أعطوا تعريفات أخرى لفن الصداقة، فعرفها أحد علماء النفس على أنها علاقة بين شخصين أو أكثر تتسم بالجاذبية المتبادلة المصحوبة بمشاعر وجدانية، ويضيف البعض الآخر بأنها علاقة اجتماعية وثيقة ودائمة تقوم على تماثل الاتجاهات بصفة خاصة وتحمل دلالات بالغة الأهمية تمس توافق الفرد واستقرار الجماعة.
إذن نفهم مما تقدم أن الصداقة فن وصناعة إلا أن لها أرضية لابد من تهيئتها، وهي الالتزام بالأخلاق الفاضلة، أي صداقة قائمة على الخلق الإنساني الرفيع؛ لذلك فإننا نرفض كل ما يسميه البعض (صداقة) إذا كانت تعني مجرد اتصال اجتماعي ، وتبادل خدمات ومنافع ، ولاشك أن هذا ليس من الصداقة الحقة في شيء، وإن كان في الصداقة تعاون وعطاء متبادل، ولكن الصداقة بحد ذاتها هدف مقدس، لا وسيلة تجارية رخيصة. وبما أن الصداقة فن فهذا يعني أن نستعمل الذوق والفكر والقلب والضمير معاً في إقامة الصداقات وإيجاد الأصدقاء.
إن الصداقة ليست مسألة عادية بل هي من القضايا الملحة في حياة الإنسان، على أنها قضية خطيرة أيضاً؛ لأن تأثير الصديق على صديقه ليس تأثيراً فجائياً ملموساً ليتعرف من خلاله بسهولة على موقع الخطأ والصواب، بل هو تأثير تدريجي، يومي، وغير ظاهر. ومن هنا فإن بعض الذين ينحرفون بسبب الصداقات، لا يشعرون بالانحراف إلا بعد فوات الأوان، وإذا أخذنا بعين الاعتبار قابلية الإنسان للتأثير والتأثر بالأجواء التي يعيشها وخاصة تأثره بالأصدقاء، وإن هذا التأثير ليس مرئياً ولا فجائياً، عرفنا حينئذٍ خطورة الصداقة في حياة الإنسان، والمجتمع، وضرورة الاهتمام بها من قبل الأفراد والجماعات.
إن الصداقة قضية اختيار، ولا يجوز أن تترك اختيار أصدقائك للصدفة، إذ إن الصدفة قد تكون جيدة في بعض الأحيان ولكنها لا تكون كذلك في أكثر الأحيان، ولهذا فإن على الإنسان أن يبادر إلى اختيار أصدقائه، حسب المعايير الصحيحة قبل أن تؤدي به الصدفة إلى صداقات وفق معايير خاطئة.
وفي هذا الصدد يشير علماء النفس إلى بعض الأمور والمعايير التي لابد وأن يأخذها الشخص بنظر الاعتبار عند بدء الصداقة، مثل التقارب العمري في معظم الحالات بين الأصدقاء، وتوافر قدر من التماثل بينهم فيما يتعلق بسمات الشخصية والقدرات العقلية والاهتمامات والقيم والظروف الاجتماعية مع مراعاة الدوام النسبي والاستقرار في الصداقة.
وبما أن الصديق له الأثر الكبير على حياة الفرد والمجتمع، فلابد أن نختار من تكون تأثيراته محمودة، فالواجب أن لا نبحث عن الصديق فحسب، بل عن الصفات التي يتمتع بها، ومن أهم الصفات التي أكد الإسلام على ضرورة توفرها في الأصدقاء العلم والحكمة والعقل والزهد والخير والفضيلة والوفاء والخلق الكريم والإخلاص والأمانة والصدق.. إلخ. ويضيف علماء النفس إلى هذه الصفات السامية أيضاً، الثقة بالنفس وكل ما يوحي بالقوة والاستقلال والميل إلى الحياة الاجتماعية، مع خفة الظل والانبساط والاعتناء بكل ما هو محبب، هذا بالإضافة إلى صفة التدين وهو كل ما يشير إلى الإيمان بالله وأداء الفرائض الدينية؛ وبذلك فإن الصفات التي أكد عليها الإسلام الحنيف، تتفق في معظمها مع الصفات التي أكد عليها علماء النفس. ومن هذا نستخلص، أن الصداقة في كل الأحوال لابد أن تكون قائمة على الخلق الإنساني الرفيع.
لذا على الفرد أن يكون حذرا ً في اختيار أصدقائه؛
يقول رسول الله(صلى الله عليه وسلم): (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل)
كما فقد حذر القرآن الكريم من السقوط في شرك (قرناء السوء) قائلاً: (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض شيطاناً فهو له قرين) (الزخرف: 36).
إلا أن البعض قد يتخوف من هذا الأمر بشكل كبير ، فيؤثر الوحدة في الحياة على الصداقة مع الناس ، وبعض الناس على العكس من ذلك، إذ يتخذ من عملية الصداقة بحد ذاتها هواية ، فيكثر من الأصدقاء دون أي حساب، وكلا الطريقين خاطئ، فليس من الصواب أن يتخذ الإنسان أصدقاءً بلا حساب، كما ليس من الصحيح أيضاً أن يعيش الإنسان في عزلة عن الناس؛ لأن العزلة حالة مخالفة لفطرة الإنسان الاجتماعي بالطبع، وليس من مبادئ الإسلام أن يعتزل الإنسان نظراءه في الخلق، بل عليه أن يصادق الطيبين منهم، وإذا لم يوجد إلا الناس السيئون، فلا بد أن يكون معهم كإنسان من دون أن يكون معهم في مواقفهم الخاطئة.
فلا وجه لاعتزال الناس، والابتعاد عن الصداقات؛ فقد أكدت الدراسات النفسية اقتران افتقاد القدر المناسب من الأصدقاء بالعديد من مظاهر اختلال الصحة النفسية والجسمية، مثل الاكتئاب والقلق والملل وانخفاض تقدم الذات والتوتر والخجل الشديد والعجز عن التصرف المناسب عندما تستدعي الظروف إلى التفاعل مع الآخرين، بالإضافة إلى ضعف مقاومة الأمراض الجسمية والتأخر في الشفاء.
إن الإسلام يدعو إلى التآلف مع الناس وكسبهم، ومداراتهم، لأن الجانب الاجتماعي في الإنسان هو الجانب الأهم الذي من أجله خلقه الله تعالى . ويكفي لإثبات ضرورة الصداقة، أن الله العظيم قد اتخذ لنفسه خليلاً، وهو النبي إبراهيم عليه الصلاة والسلام حيث يقول الله تعالى: ( واتخذ الله إبراهيم خليلا )، ومن الملاحظ أن خطابات القرآن الكريم تأتي في صورة الجمع لا المفرد ، وفي ذلك إيماء إلى المسلم بالحياة الجماعية والابتعاد عن العزلة. إلا أن الإسلام يضع الأساس الصحيح للصداقة وهو الحب في الله؛ يقول الصحابي علي رضي الله عنه : (خير الأخوان من كانت مودته في الله).
غير أن بعض الناس يقول متسائلاً: بماذا ينفعني الأصدقاء؟ هل سأحصل منهم على الملايين؟ والجواب هو: من قال بأن الملايين هي منتهى ما يحتاجه الإنسان؟ فالأصدقاء بالإضافة إلى ما يوفرونه من لذات الحياة ومعانيها فهم سلالم المجد للإنسان أحياناً، وإن الحياة الحقيقية هي أن يعيش الإنسان مع جماعة ويشاركهم أتراحهم وأفراحهم؛ فإن أكبر عقوبة يواجهها الإنسان هي عقوبة السجن الانفرادي ، فالأصدقاء ينفعوننا في الدنيا حيث يقضون حوائجنا، ويساعدوننا في أزماتنا ومشاكلنا، أما في الآخرة فهم يشفعون لنا، فلو أن رجلاً كان في الدنيا صديقاً لأربعين مؤمناً، أليست شهادة هؤلاء على صلاحه تنفعه يوم القيامة، أو على الأقل تخفف عنه العذاب؟!.
فالصداقة بالإضافة إلى أنها تنفع في الدنيا، فهي قضية دينية مرتبطة بالدين، ولربما يعاقب الإنسان على تركها يوم القيامة؛ فهي حاجة روحية للإنسان جعلها الإسلام بمنزلة عبادة يثاب عليها مع كل صديق بدرجته في الجنة .
وبالإضافة إلى كل ما تقدم فإن للصداقة أهمية كبيرة من الناحية النفسية للإنسان، مثل الشعور بالحب والمشاركة الوجدانية، والإفصاح عن الذات وعن بعض المشاكل والهموم، وتلقي المساعدة في الشدة، والاكتساب والتنمية، وإعداد الشخص لمواجهة المجتمع ، هذا بالإضافة إلى المرح والترفيه وإدخال السعادة والبهجة على الصديق، والمشاركة في الميول والهوايات.
وبعد كل ما تقدم، لا يبقى هناك مجال للشك، حول أهمية وضرورة الصداقة في حياة كل فرد في المجتمع، والتي أكد عليها الإسلام واعتبرها قضية مقدسة؛ فلا توجد بعد العبادات والإيمان، أفضل من اكتساب أخ مؤمن وصديق صالح، كما يقول الحديث الشريف: (لا يقدم المؤمن على الله بعمل يوم القيامة - بعد الفرائض - أحب إلى الله من أن يسع الناس بخلقه).
فالصداقة تغذي الأخلاق، وتستثمر المبادئ. والأصدقاء كنوز، يجب البحث عنهم، وتحمل التعب من أجل اكتشافهم، حتى لا يختلط علينا الحجر والجوهر، فننتقي الأحجار ظناً منا أنها الجواهر
منققول من مجلات و جرائد .. و مواقع و منتديات
لتعم الفائدة في منتدى عاشق عمان ...
مع خالص حبي / قدساوية صفرة .,...
و شكرا ...
[/align]
تعليق