[align=center]نعلم جميعا المثل القائل (المجالس مدارس ) ويدل المثل على الفؤائد المكتسبة من حضور مجالس العلم أو الذكر أو الجماعة , وهنا أريد التحدث عن مجلس الجماعة ,أو بالأصح مجالسنا .
في مجلس الجماعة نستمع الى القصص والحكايات والتجارب وفيها الغث والسمين والمتردية والنطيحة وما أكل السبع و لاتخلو من الملح وبعض الأرانب , والقليل منها قد تكون ذو فائدة وهدف ومغزي ,والكثير منها مثل فقاعة الصابون , أو رائحة العطر الرخيص .

أعود هنا الى الفائدة المكتسبة من حضور مجلس الجماعة , والمجلس يتكون من متحدث ومستمع وكلاهما مكمل لبعض , فلا حديث الأ بحسن أستماع ,ولا حسن أستماع الأ بحديث يشد أنتباه السماع ,ومن فؤائد أدب الأستماع يعطي المتحدث الصفة الرسمية لحديثه ,ويشعر بالراحة النفسية عند القاءه ,فلا يستعجل في أمر يستحق التفصيل ,ولا يختصر في أمر يستحق التوضيح ,ومن هنا تظهر لنا قيمة المثل السابق
(المجالس مدارس )

وبنظري أن هذا المثل لا ينطبق على مجالسنا ,وهنا أبتكر مثل جديد لمجالسنا هو (المجالس معارك )....
كل شخص يتحدث في جهه ,و أحقية المتحدث بالحديث تشبه أفضلية السير لمن داخل الدوار بمدينة جدة ,أقطع سالفته ولا حرج ,أما أذا حدث أختلاف في الرأي فحدث ولا حرج,تعلو الأصوت ,وتطاير العقل ,وترتفع الأيدي ,ويكثر من كلمة أذكروا الله ياجماعة وصلوا على النبي ,وهي كلمة حق ولكن في أغلب الاحيان يراد بها باطل .
ومن يعتقد أنه خير من يدير المجلس أو تحين له الفرصة لكبر صوته أو عمره ,فيبدأ حديثه بمعركة النهر البارد بلبنان ,ويحلل قضية المسجد الاحمر في أسلام أباد ,ومشكلة حماس وفتح ,ويتهم ايران بحيازة السلاح النووي لاغراض غير سلمية ,ويسخر من المستثمرين بالسوق السعودي للاسهم ثم يعرج على حلقة الاغنام ويشتكي من غلاء الاسعار ,بل ويقترح حل لمشكلة المياة بمدينة جدة ,كل هذا وأكثر معلومات يمتلكها شخص تمر السنة والسنتين وهو ما طلع من حدود منطقة مكة المكرمة .

فهنيئا لنا بهؤلاء المتحدثين والمنظرين ,وتعساً لمجالسنا بمخالفين أدابها وفضائلها , وعزاؤنا للمستمعين لعدم حصولهم على الفائدة المرجوه من حضور تلك المجالس .

أخي تذكر أن الله خلق لك لسان واحد وأذنين والحكمة من ذلك لتسمع أكثر مما تتكلم .

ودمتم بخير ,,,[/align]