--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم يا أحباب قلبي
---------------------------------
جبت لكم موضوع رائع وخطير ومهم ولابد لأى مسلم أن يقرأه ويعرف خباياه
-----------------
هل سمعت عن معركة يطلق عليها معركة أرمجدون ؟!، إنها المعركة التي تشكل الآن السياسات الخارجية للولايات المتحدة تحت تأثير المسيحيين المحافظين الذين أصبحوا يسيطرون على الإدارة الأمريكية.
هناك عشرات الملايين من المسيحيين المتعصبين الأصوليين الأغنياء الذين تحركهم نبوءة الإنجيل، ويعملون من أجل تحقيقها، وتملأ قلوبهم الرغبة في الثأر وفي الحصول على القوة من أجل إشعال هذه المعركة. ويطلق على هؤلاء في الولايات المتحدة الأرمجدونيون.
إنهم يريدون الموت في هذه المعركة لأن ذلك هو جواز المرور للجنة، فهم لا يحتاجون إلى الأعمال الصالحة مثل بقية البشر لدخول الجنة، ولن يقفوا للحساب يوم القيامة كما يتصورون، فهم سيدخلون الجنة مباشرة عند موتهم في هذه المعركة.
الذين يريدون نهاية العالم في هذه المعركة أصبح لهم نفوذ واسع في الولايات المتحدة الأمريكية، وتأثير كبير على سياستها الخارجية.
جزء من خطة الرب
ينتشر الأرمجدونيون في الحزب الجمهوري، وفي الكونجرس، حيث قال روي بلونت وهو أحد قيادات هذه الحركة : إن عملهم هو جزء من خطة الرب.
وفي مؤتمر الحزب الجمهوري تبارى المتحدثون من هذه الحركة في حث الإدارة الأمريكية على الهجوم على إيران باعتبار أن ذلك يشكل النهاية المقدسة للعالم، وبداية المعركة الكبرى أرمجدون.
ومن المؤكد أن الإدارة الأمريكية تستشير هؤلاء الأرمجدونيين بشكل دائم خاصة عندما يتعلق الأمر بسياستها في الشرق الأوسط.
هذه الحركة تدعم إسرائيل بشكل مطلق، وتدفع دائما الإدارة الأمريكية والكونجرس لتأييد إسرائيل والعمل لتحقيق مصالحها، كما تقوم بالكثير من الحملات لجمع التبرعات لإسرائيل خاصة لبناء المستوطنات في الضفة الغربية ذلك أن قيام إسرائيل هو جزء من خطة الرب لإشعال تلك المعركة.
من أهم رموز هذه الحركة جيري فالويل وبات روبرتسون حيث يقومان بالترويج لهذه النبوءة، ويقودان المنصرين التوراتيين التلفزيونيين للتبشير بقرب وقوع هذه المعركة التي سينزل في نهايتها المسيح ليحكم العالم، ولكن بعد أن يفني كل الذين ينكرون المسيح من الملحدين والعلمانيين والمسيحيين غير الإنجيليين والمسلمين واليهود.
عالم الخطيئة والشر
استطاع المنصرون التوراتيون إقامة ما يعرف بحزام التوراة الذي أصبح يضم مجموعة ولايات الجنوب والوسط الأمريكي، كما يضم قطاعات واسعة من المسيحيين المتشددين والذين يؤمنون يقرب نزول المسيح المخلص في نهاية هذه المعركة، ويعتبر بعض الكتاب الأمريكيين أن تلك أكبر وأهم حركة تنصير في تاريخ المسيحية.
يعتمد خطاب المنصرين التوراتيين الذي يستخدمونه لإقناع الأمريكيين بأن العالم تملؤه الشرور والخطايا، وهو ما سيعجل بظهور جيش الشر، ولن يصبح هناك حل لإنقاذ البشرية والخلاص من الشرور سوى عودة المسيح المخلص لانتزاع المسيحيين المؤمنين من هذا العالم، لذلك فإنه يجب على المسيحيين السعي لإشعال هذه المعركة الكبرى ارمجدون لإجبار يد الله على تحقيق هذه النبوءة.
ويرى الأرمجدونيون أن تحقيق النبوءة رهن بقيام دولة إسرائيلية، وتجميع كل يهود العالم بها، لذلك لابد أن يقدم المسيحيون كل الـتأييد المادي، والمعنوي لإسرائيل، فذلك هو الشرط الذي لابد أن يتحقق ليعود المسيح.
51 % من الشعب الأمريكي
ولقد استغل اليهود في أمريكا هذه النبوءة وساهموا في نشرها بشكل واسع، واستخدموها لجمع التبرعات لإسرائيل، وتنشيط حركة السياحة لها، وتنظيم مظاهرات التأييد لإسرائيل، وإجبار الإدارة الأمريكية على تحقيق المصالح الإسرائيلية.
ونتيجة الحملات المتواصلة على مدى زمني طويل انتشرت هذه النبوءة حتى إن استطلاعا أجرته مجلة تايم الأمريكية أكد أن 51% من الشعب الأمريكي يؤمن بهذه النبوءة، ومن هؤلاء عدد كبير من النخبة الحاكمة في الولايات المتحدة منهم وزراء وأعضاء في الكونجرس وحكام ولايات، وتؤكد جريس هالسل أن جورج بوش الأب وجيمي كارتر ورونالد ريجان من المؤمنين بهذه النبوءة، وسوف نخصص مقالا قادما لإثبات أن جورج بوش الابن يتصرف طبقا لهذه النبوءة من واقع دراسة خطاباته.
وتؤكد جريس هالسل أن هناك اقتصاديات ضخمة تقوم على هذه النبوءة التي تدر مليارات الدولارات سنويا على نجوم التنصير التوراتي الذين يملكون عشرات المحطات التلفزيونية والإذاعية في أمريكا وفي كل أنحاء العالم.
العرب أعداء الله
يعتبر بات روبرتسون من أهم قيادات هذه الحركة، ويطلق عليه الرجل الأخطر في أمريكا، حيث أسس شبكة البث الإذاعي والتلفزيوني المسيحية، وشبكة المحطات العائلية، وتعتبر هذه الشبكات هي لسان التحالف المسيحي.
وتشمل هذه الشبكة ثلاث محطات تلفزيون عامة ومحطة تلفزيون بالاشتراك ومحطة تلفزيون الشرق الأوسط، وتصل برامج روبرتسون عبر هذه الشبكة إلى 16 مليون عائلة أمريكية أي حوالي 19 % من الأمريكيين.
وتقوم فلسفة روبرتسون على أن إسرائيل هي أمة الله الفضلى وهو يروج لهذه النظرية من خلال البرنامج الذي يقدمه على هذه الشبكة، ويذاع ثلاث مرات يوميا على أكثر من 130 محطة تلفزيونية عامة.
كما أن روبرتسون يمتلك ويدير جامعة تجمع بين الدراسات اللاهوتية والعلوم الدنيوية وأهما الإعلام وإدارة الأعمال والحقوق والتربية، ويروج لنظرية من خلال هذه الجامعة.
ويؤكد روبرتسون في برامجه الإعلامية والتعليمية أن العرب والمسلمين هم أعداء الله لأنهم يعترضون إرادة الرب بقيام إسرائيل، وأنهم يؤخرون بذلك العودة الثانية للمسيح.
يقول محمد السماك إن هذا الإيمان قد شكل القرار الأمريكي بضرورة إضعاف العرب، وضرورة تعزيز الترسانة العسكرية لإسرائيل، وأنه السبب الرئيسي في الاستجابة الأمريكية لجميع المطالب الإسرائيلية، والدعم المالي والسياسي والعسكري لإسرائيل.
كما أن هذا الإيمان هو السبب الرئيسي في الحملات الإعلامية التي يتعرض لها الإسلام كدين، والتي يتعرض لها العرب خاصة والمسلمون عامة.
حتى تتجنب أمريكا اللعنة
أما النجم الثاني في هذه المعركة فهو جيري فالويل الذي يقود المؤسسات الإعلامية التي تنشر الصهيونية المسيحية في الولايات المتحدة، وهو يرأس منظمة الإنجيلية المعنوية الأخلاقية، وتقوم فلسفته على أن الوقوف ضد إسرائيل معارضة لله، وأن الله يبارك من يبارك إسرائيل ويلعن من يلعنها، واستنادا على ذلك فإن على الولايات المتحدة وعلى الشعب الأمريكي إذا كان حريصا على تجنب لعنة الله، وإذا كان حريصا على أم ينعم ببركة الله أن يسارع إلى مساندة إسرائيل ودعمها وتأييدها.
يقدم فالويل برنامجا تلفزيونيا أسبوعيا عنوانه ساعة من الإنجيل القديم، كما يقدم برنامجا آخر بعنوان جيري فالويل على الهواء، وتقوم أكثر من ألف محطة إذاعية في الولايات المتحدة بإذاعة هذه البرامج.
ولقد استغل فالويل أحداث الحادي عشر من سبتمبر للترويج لنظريته، وربط الدفاع عن إسرائيل باعتبارها شعب الله المختار بالهجوم على المسلمين.
وحركة المنصرين التوراتيين لا تقتصر على روبرتسون وفالويل، ولكنها تضم الكثير من المبشرين الذين يوفرون البرامج الدينية التي تبث أكثر من 1500 محطة تلفزيونية دينية و 1400 محطة إذاعة دينية.
كما أنه يوجد 90 ألف مذيع من القساوسة الإنجيليين الذين ينتمون لحركة المسيحية الصهيونية، والتي تعد المسرح لمعركة ارمجدون.
تقول جريس هالسل إن هناك 1200 حركة دينية متطرفة ترتبط بالمسيحية الصهيونية وتتبني نبوءة أرمجدون، وأن معظم المحاولات التي جرت لحرق المسجد الأقصى خطط لها مسيحيون توراتيون من المؤمنين بمعركة أرمجدون، وأن الكثير منهم شاركوا كمتطوعين في الحروب التي شنتها إسرائيل ومن أهمها الحرب ضد لبنان، كما شاركوا في المذابح التي قامت بها إسرائيل في لبنان.
السيطرة على أوروبا الشرقية
هناك ملاحظة أخرى خطيرة هي أن حركة اليمين المسيحي الصهيوني التي تؤمن بنبوءة أرمجدون زاد نفوذها وانتشارها عقب انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث اكتشف المخططون الإستراتيجيون أن أمريكا يمكن أن تستغل المشاعر الدينية المسيحية للسيطرة على دول أوروبا الشرقية، حيث إن الأرضية الثقافية المشتركة هي المسيحية، وبالتالي فإن إثارة المشاعر الدينية المسيحية لشعوب أوروبا الشرقية وروسيا وجورجيا وأوكرانيا وغيرها من الدول تمهد الطريق لزيادة النفوذ الأمريكي في هذه المناطق والسيطرة عليها، ولذلك اندفعت هذه الحركة المسيحية والصهيونية لإنشاء الكثير من المحطات الإذاعية الموجهة لهذه الدول لإثارة المشاعر المسيحية فيها.
ولذلك ساهمت هذه الحركة في تقوية الصرب ومساعدتهم لارتكاب أكبر مذبحة في التاريخ الحديث ضد المسلمين في البوسنة.... وقد استخدم الغرب بمساعدة المسيحيين الصهيونيين الأمريكيين كل وسائل القوة والعنف بهدف إبادة المسلمين وإخراجهم من أوروبا... وهذا يحمل الكثير من الدلالات التي يمكن أن تشير إلى المستقبل، وكيف يمكن أن يتصرف هؤلاء في مواجهة المسلمين كما استغلت هذه الحركة ظاهرة تنامي المشاعر الدينية في أمريكا وأوروبا خلال التسعينيات لزيادة نفوذها والترويج لمقولاتها حول نهاية العالم في معركة ارمجدون، وضرورة دعم إسرائيل وتأييدها بشكل كامل.
يقول باسل أتلي أن حركة المسيحيين الصهيونيين قد تمكنت من السيطرة على التحالف العسكري الصناعي الأمريكي الذي أصبح يدير الولايات المتحدة، لكن السؤال الذي يجب أن نجيب عنه بصراحة هو: هل يمكن في هذا المناخ الثقافي الذي تشكله حركة المسيحيين المحافظين أن يذهب الفلسطينيون إلى مؤتمر أنا بوليس، وماذا يمكن أن يحققوه في هذا المؤتمر، وهل يمكن أن يتحقق سلام في الشرق الأوسط ؟!!.
------------
المصدر: المختصر .أ.د.سليمان صالح
السلام عليكم يا أحباب قلبي
---------------------------------
جبت لكم موضوع رائع وخطير ومهم ولابد لأى مسلم أن يقرأه ويعرف خباياه
-----------------
هل سمعت عن معركة يطلق عليها معركة أرمجدون ؟!، إنها المعركة التي تشكل الآن السياسات الخارجية للولايات المتحدة تحت تأثير المسيحيين المحافظين الذين أصبحوا يسيطرون على الإدارة الأمريكية.
هناك عشرات الملايين من المسيحيين المتعصبين الأصوليين الأغنياء الذين تحركهم نبوءة الإنجيل، ويعملون من أجل تحقيقها، وتملأ قلوبهم الرغبة في الثأر وفي الحصول على القوة من أجل إشعال هذه المعركة. ويطلق على هؤلاء في الولايات المتحدة الأرمجدونيون.
إنهم يريدون الموت في هذه المعركة لأن ذلك هو جواز المرور للجنة، فهم لا يحتاجون إلى الأعمال الصالحة مثل بقية البشر لدخول الجنة، ولن يقفوا للحساب يوم القيامة كما يتصورون، فهم سيدخلون الجنة مباشرة عند موتهم في هذه المعركة.
الذين يريدون نهاية العالم في هذه المعركة أصبح لهم نفوذ واسع في الولايات المتحدة الأمريكية، وتأثير كبير على سياستها الخارجية.
جزء من خطة الرب
ينتشر الأرمجدونيون في الحزب الجمهوري، وفي الكونجرس، حيث قال روي بلونت وهو أحد قيادات هذه الحركة : إن عملهم هو جزء من خطة الرب.
وفي مؤتمر الحزب الجمهوري تبارى المتحدثون من هذه الحركة في حث الإدارة الأمريكية على الهجوم على إيران باعتبار أن ذلك يشكل النهاية المقدسة للعالم، وبداية المعركة الكبرى أرمجدون.
ومن المؤكد أن الإدارة الأمريكية تستشير هؤلاء الأرمجدونيين بشكل دائم خاصة عندما يتعلق الأمر بسياستها في الشرق الأوسط.
هذه الحركة تدعم إسرائيل بشكل مطلق، وتدفع دائما الإدارة الأمريكية والكونجرس لتأييد إسرائيل والعمل لتحقيق مصالحها، كما تقوم بالكثير من الحملات لجمع التبرعات لإسرائيل خاصة لبناء المستوطنات في الضفة الغربية ذلك أن قيام إسرائيل هو جزء من خطة الرب لإشعال تلك المعركة.
من أهم رموز هذه الحركة جيري فالويل وبات روبرتسون حيث يقومان بالترويج لهذه النبوءة، ويقودان المنصرين التوراتيين التلفزيونيين للتبشير بقرب وقوع هذه المعركة التي سينزل في نهايتها المسيح ليحكم العالم، ولكن بعد أن يفني كل الذين ينكرون المسيح من الملحدين والعلمانيين والمسيحيين غير الإنجيليين والمسلمين واليهود.
عالم الخطيئة والشر
استطاع المنصرون التوراتيون إقامة ما يعرف بحزام التوراة الذي أصبح يضم مجموعة ولايات الجنوب والوسط الأمريكي، كما يضم قطاعات واسعة من المسيحيين المتشددين والذين يؤمنون يقرب نزول المسيح المخلص في نهاية هذه المعركة، ويعتبر بعض الكتاب الأمريكيين أن تلك أكبر وأهم حركة تنصير في تاريخ المسيحية.
يعتمد خطاب المنصرين التوراتيين الذي يستخدمونه لإقناع الأمريكيين بأن العالم تملؤه الشرور والخطايا، وهو ما سيعجل بظهور جيش الشر، ولن يصبح هناك حل لإنقاذ البشرية والخلاص من الشرور سوى عودة المسيح المخلص لانتزاع المسيحيين المؤمنين من هذا العالم، لذلك فإنه يجب على المسيحيين السعي لإشعال هذه المعركة الكبرى ارمجدون لإجبار يد الله على تحقيق هذه النبوءة.
ويرى الأرمجدونيون أن تحقيق النبوءة رهن بقيام دولة إسرائيلية، وتجميع كل يهود العالم بها، لذلك لابد أن يقدم المسيحيون كل الـتأييد المادي، والمعنوي لإسرائيل، فذلك هو الشرط الذي لابد أن يتحقق ليعود المسيح.
51 % من الشعب الأمريكي
ولقد استغل اليهود في أمريكا هذه النبوءة وساهموا في نشرها بشكل واسع، واستخدموها لجمع التبرعات لإسرائيل، وتنشيط حركة السياحة لها، وتنظيم مظاهرات التأييد لإسرائيل، وإجبار الإدارة الأمريكية على تحقيق المصالح الإسرائيلية.
ونتيجة الحملات المتواصلة على مدى زمني طويل انتشرت هذه النبوءة حتى إن استطلاعا أجرته مجلة تايم الأمريكية أكد أن 51% من الشعب الأمريكي يؤمن بهذه النبوءة، ومن هؤلاء عدد كبير من النخبة الحاكمة في الولايات المتحدة منهم وزراء وأعضاء في الكونجرس وحكام ولايات، وتؤكد جريس هالسل أن جورج بوش الأب وجيمي كارتر ورونالد ريجان من المؤمنين بهذه النبوءة، وسوف نخصص مقالا قادما لإثبات أن جورج بوش الابن يتصرف طبقا لهذه النبوءة من واقع دراسة خطاباته.
وتؤكد جريس هالسل أن هناك اقتصاديات ضخمة تقوم على هذه النبوءة التي تدر مليارات الدولارات سنويا على نجوم التنصير التوراتي الذين يملكون عشرات المحطات التلفزيونية والإذاعية في أمريكا وفي كل أنحاء العالم.
العرب أعداء الله
يعتبر بات روبرتسون من أهم قيادات هذه الحركة، ويطلق عليه الرجل الأخطر في أمريكا، حيث أسس شبكة البث الإذاعي والتلفزيوني المسيحية، وشبكة المحطات العائلية، وتعتبر هذه الشبكات هي لسان التحالف المسيحي.
وتشمل هذه الشبكة ثلاث محطات تلفزيون عامة ومحطة تلفزيون بالاشتراك ومحطة تلفزيون الشرق الأوسط، وتصل برامج روبرتسون عبر هذه الشبكة إلى 16 مليون عائلة أمريكية أي حوالي 19 % من الأمريكيين.
وتقوم فلسفة روبرتسون على أن إسرائيل هي أمة الله الفضلى وهو يروج لهذه النظرية من خلال البرنامج الذي يقدمه على هذه الشبكة، ويذاع ثلاث مرات يوميا على أكثر من 130 محطة تلفزيونية عامة.
كما أن روبرتسون يمتلك ويدير جامعة تجمع بين الدراسات اللاهوتية والعلوم الدنيوية وأهما الإعلام وإدارة الأعمال والحقوق والتربية، ويروج لنظرية من خلال هذه الجامعة.
ويؤكد روبرتسون في برامجه الإعلامية والتعليمية أن العرب والمسلمين هم أعداء الله لأنهم يعترضون إرادة الرب بقيام إسرائيل، وأنهم يؤخرون بذلك العودة الثانية للمسيح.
يقول محمد السماك إن هذا الإيمان قد شكل القرار الأمريكي بضرورة إضعاف العرب، وضرورة تعزيز الترسانة العسكرية لإسرائيل، وأنه السبب الرئيسي في الاستجابة الأمريكية لجميع المطالب الإسرائيلية، والدعم المالي والسياسي والعسكري لإسرائيل.
كما أن هذا الإيمان هو السبب الرئيسي في الحملات الإعلامية التي يتعرض لها الإسلام كدين، والتي يتعرض لها العرب خاصة والمسلمون عامة.
حتى تتجنب أمريكا اللعنة
أما النجم الثاني في هذه المعركة فهو جيري فالويل الذي يقود المؤسسات الإعلامية التي تنشر الصهيونية المسيحية في الولايات المتحدة، وهو يرأس منظمة الإنجيلية المعنوية الأخلاقية، وتقوم فلسفته على أن الوقوف ضد إسرائيل معارضة لله، وأن الله يبارك من يبارك إسرائيل ويلعن من يلعنها، واستنادا على ذلك فإن على الولايات المتحدة وعلى الشعب الأمريكي إذا كان حريصا على تجنب لعنة الله، وإذا كان حريصا على أم ينعم ببركة الله أن يسارع إلى مساندة إسرائيل ودعمها وتأييدها.
يقدم فالويل برنامجا تلفزيونيا أسبوعيا عنوانه ساعة من الإنجيل القديم، كما يقدم برنامجا آخر بعنوان جيري فالويل على الهواء، وتقوم أكثر من ألف محطة إذاعية في الولايات المتحدة بإذاعة هذه البرامج.
ولقد استغل فالويل أحداث الحادي عشر من سبتمبر للترويج لنظريته، وربط الدفاع عن إسرائيل باعتبارها شعب الله المختار بالهجوم على المسلمين.
وحركة المنصرين التوراتيين لا تقتصر على روبرتسون وفالويل، ولكنها تضم الكثير من المبشرين الذين يوفرون البرامج الدينية التي تبث أكثر من 1500 محطة تلفزيونية دينية و 1400 محطة إذاعة دينية.
كما أنه يوجد 90 ألف مذيع من القساوسة الإنجيليين الذين ينتمون لحركة المسيحية الصهيونية، والتي تعد المسرح لمعركة ارمجدون.
تقول جريس هالسل إن هناك 1200 حركة دينية متطرفة ترتبط بالمسيحية الصهيونية وتتبني نبوءة أرمجدون، وأن معظم المحاولات التي جرت لحرق المسجد الأقصى خطط لها مسيحيون توراتيون من المؤمنين بمعركة أرمجدون، وأن الكثير منهم شاركوا كمتطوعين في الحروب التي شنتها إسرائيل ومن أهمها الحرب ضد لبنان، كما شاركوا في المذابح التي قامت بها إسرائيل في لبنان.
السيطرة على أوروبا الشرقية
هناك ملاحظة أخرى خطيرة هي أن حركة اليمين المسيحي الصهيوني التي تؤمن بنبوءة أرمجدون زاد نفوذها وانتشارها عقب انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث اكتشف المخططون الإستراتيجيون أن أمريكا يمكن أن تستغل المشاعر الدينية المسيحية للسيطرة على دول أوروبا الشرقية، حيث إن الأرضية الثقافية المشتركة هي المسيحية، وبالتالي فإن إثارة المشاعر الدينية المسيحية لشعوب أوروبا الشرقية وروسيا وجورجيا وأوكرانيا وغيرها من الدول تمهد الطريق لزيادة النفوذ الأمريكي في هذه المناطق والسيطرة عليها، ولذلك اندفعت هذه الحركة المسيحية والصهيونية لإنشاء الكثير من المحطات الإذاعية الموجهة لهذه الدول لإثارة المشاعر المسيحية فيها.
ولذلك ساهمت هذه الحركة في تقوية الصرب ومساعدتهم لارتكاب أكبر مذبحة في التاريخ الحديث ضد المسلمين في البوسنة.... وقد استخدم الغرب بمساعدة المسيحيين الصهيونيين الأمريكيين كل وسائل القوة والعنف بهدف إبادة المسلمين وإخراجهم من أوروبا... وهذا يحمل الكثير من الدلالات التي يمكن أن تشير إلى المستقبل، وكيف يمكن أن يتصرف هؤلاء في مواجهة المسلمين كما استغلت هذه الحركة ظاهرة تنامي المشاعر الدينية في أمريكا وأوروبا خلال التسعينيات لزيادة نفوذها والترويج لمقولاتها حول نهاية العالم في معركة ارمجدون، وضرورة دعم إسرائيل وتأييدها بشكل كامل.
يقول باسل أتلي أن حركة المسيحيين الصهيونيين قد تمكنت من السيطرة على التحالف العسكري الصناعي الأمريكي الذي أصبح يدير الولايات المتحدة، لكن السؤال الذي يجب أن نجيب عنه بصراحة هو: هل يمكن في هذا المناخ الثقافي الذي تشكله حركة المسيحيين المحافظين أن يذهب الفلسطينيون إلى مؤتمر أنا بوليس، وماذا يمكن أن يحققوه في هذا المؤتمر، وهل يمكن أن يتحقق سلام في الشرق الأوسط ؟!!.
------------
المصدر: المختصر .أ.د.سليمان صالح
تعليق