شعرت بلهيب الألم في صدري... يحتاج إلى منفذ ومخرج... أردت الصراخ...لكن لم اقو على ذلك.. ولكن حتى لو استطعت..هل مِن آذان صاغية؟؟...
في تلك اللحظات رغبت بصفع بعض الفاسدين عدة صفعات بيدي... ولكن لم أتعود على العنف
وأشكاله.. فتذكرت صديقاً عله يطفئ لهيب الضيق، ويخفف حدة الغضب، فاتجهت إلى حاسوبي،
لأشكو له ضيقي وآلامي، فبدأت كلماتي وأفكاري تنساب وتتدفق كأمواج البحر الهائجة والصاخبة،
غير متفائل البتة، لكثرة الغضب والاشمئزاز. كفى...زجرتها!!! هدئي من روعك أيتها الأفكار!!
فأنا صنعت من تراب الهدوء والرزانة واكتسبت مهارات الجلد والصبر والاتزان!!
ولكن لِم كل هذا الغضب والتمرد؟؟ نعم... إنها سوء المعاملة والاستهتار والإهمال...
وللحديث تتمة...
فعذرا مسبقا إن كنت متشائما بعض الشيء، فالكتابة هي آهاتي وصرخاتي، ندائي ودعواتي، علها تكسر جدار الصمت وتوقظ ضمائر بالغت في الفساد وانتهاك الحقوق.
قبل فترة من الزمن شاهدت برنامجا تلفزيونيا على إحدى القنوات، وقد استوقفني حديث المذيع عن طريقة تعامل الحيوانات مع بعضها البعض،
وما جذب انتباهي تلك المعلومات التي أدلى بها أن الذئاب لا تهاجم أو تتجنب مهاجمة الذئاب المصابة أو المعاقة جسديا، وأن الشمبانزي لا يهاجم شمبانزيا آخر معاقا من نفس المجموعة.
وحادثة أخرى كنت قد قرأتها في احد المواقع الالكترونية، وتتحدث عن رجل ياباني وجد سحلية عالقة
بالخشب أثناء ترميم بيته، وقد أيقن أن المسمار المغروز في رجلها يعود إلى عشرة سنوات مضت،
وقد تساءل كيف بقيت السحلية على قيد الحياة وهي لا تستطيع الحركة والتنقل؟؟ فأخذ يراقب السحلية العالقة !! وفجأة ظهرت سحلية أخرى حاملة الطعام في فمها ...نعم ..
منذ عشر سنوات وهذا الحال مستمر...سحلية عالقة ولا تقوى على الحراك وأخرى تحضر لها الغذاء لتستمر بالعيش...
إنها مشاهد تثير الرعشة والقشعريرة لدى كل إنسان، نعم إن الحيوان يرتقي إلى مستوى حضاري في تعامله مع معاقيه ومرضاه، ونحن البشر للأسف ما زال البعض يتعامل معنا، نحن المعاقين،
كأننا عبء ثقيل عليه وعلى المجتمع، فقط لأننا معاقون!!
وينظرون إلينا نظرة احتقار وتعال، فقط لأننا معاقون!!
وعنصرية بغيضة ومقصودة، فقط لأننا معاقون!!
لا يصافحوننا ولا يجلسون معنا، فقط لأننا معاقون!!
نحن ندعوهم لزيارة بيوتنا، ليروا أساليب حياتنا وآلامنا ومعاناتنا، ادخلوا بيتا فيه طفل معاق بعدة
إعاقات بعد أن توقفت وسائل النقل عن نقله للمؤسسة التعليمية التي يتلقى فيها علاجات هامة،
هل يعلمون ما الضرر الجسماني على الطفل؟ هل يعلمون ما معاناة الأسرة بأكملها؟ وبعض الأسر لديها أكثر من معاق في البيت فتصوروا إخواني حال الأسر بمواقف كهذه!!!
نراهم يجلسون في مناصب عليا، يتفننون بانتهاك حقوقنا وإحباط تطلعاتنا، ويكرسون جل اهتمامهم في انتقاء الحجج الرخيصة.
هل فعلا نسوا أننا من امة واحدة؟ وأفراد مجتمع إسلامي!! نسوا حديث صلى الله عليه وسلم " ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء."
استيقظوا من سباتكم واصحوا من سكرتكم وكفوا عن ظلمكم وتعاليكم!! كفوا عن نصرة الباطل على الحق!! أين إنسانيتكم؟ أم إن صفات الإنسانية انتقلت من عالمكم !!!
يبدو أننا نعيش في زمن اختفاء الإنسانية وانقراضها، زمن الجشع والطمع والفساد، زمن حب الذات لدرجة الأنانية، هل سينعدم الخير بين البشر!! هل سيصبح خير الكلاب أكثر من خير لابسي الثياب!!!
إخواني وأخواتي
نحن لسنا من الباحثين عن الشفقة والعطف، ولسنا من المتوسلين إليهم، بل نريد ما يحق لنا فقط، حسب القوانين والتشريعات المحلية.
يريدون جعلنا أسرى للإعاقة والعزلة والاكتئاب...
إنهم لا يعون أننا أصحاب الإرادة الصلبة.
.وموسوعات المعرفة والثقافة ذكرت انجازاتنا وما زالت.
رغما عنهم سنمارس دورنا الاجتماعي بقدراتنا والوسائل المتواضعة التي لدينا. وسلب حقوقنا لن يكون سهلا عليهم،
ولن نبقى صامتين وسنرفع صوتنا ونوحد قوتنا وننطلق ونبادر ونعمل ونناضل بجد وبدون كلل أو ملل لنصل إلى ما نصبو إليه من أهداف تتيح لنا حياة كريمة ومستقبل أفضل.
والله الموفق.
اعجبنى ونقلته لكم
مع فائق احترامى.
تعليق