بسم الله الرحمن الرحيم
الله اعلم ..
ان قصة المخلوقات والخالق لنبأ عظيم كان ممن قصها رجل حكيم شيخ كبير أوتي من الحكمة الشيء الكثير , عمَّر طويلا فصار للتجارب خلا , طاف بالارض ومشى في مناكبها فبلغ مغرب الشمس ومطلعها , شاهد غروب القمر و عاين شروقه , عرج في السماء التي حاول جاهدا ان لا يستظل بها و ان لا تكون له سقفا كاد و كاد فهل أذهب كيده ما يغيض , طار في الفضاء الواسع بلا أجنحة و امتطى صهوة الرياح , سبق الضوء و استطاع أن يصل الى نقطة الوصول قبل أن يستقر الصوت في المسامع و رد كيد صدى الصوت المرتد من الجبال الراسيات الشامخات في نحره فما عاد الصدى بمثل ما صاح به الشيخ في و جه الجبل , عالج الموج العاتي في لجج البحار وظلمات الدجى الحالكة في ليالي الشتاء البهيمة المطيرة حيث اعتلى الرعد المتعاظم بقعقعته عرش الفضاء مسبحا الله الملك الأعظم جل جلاله مستوزرا برقا بومض كاد سناه أن يذهب بالأبصار , عصفت بالشيخ عوادي الزمان و ناله من نائباته ما ناله وأخذت منه مخالب الزمان مأخذها وتقلب في أرحام صروف الدهر أحقابا أحقابا و حالا بعد أحوال مخلفا رائحة لاحتراقه بعد ان اشتعل رأسه شيبا المنحني ظهره فخط الزمان منحنى لخسارته على ظهر العجوز ومضى يَعُدُّ أيامه على انحناءة ظهره فأمسى الشيخ كليلا حسيرا عند غروب شمس عمره بعد ان تمكن أخيرا وفتى له يقوده من الوصول الى قمة جبل متكئ في الجنة على رفرف خضر و أرائك منسوجة من رضى الله رب العالمين متقابلا مع طور سيناء المنجبر بعد الدَّك بيد الرحمان اليمين و قد حليا أساور و لبسا لباسا من رضى الرحمان بهيا بعد ثياب الدنيا الخضر و عمائما بيضا توِّجا بها معتزيين بعزة الله العزيز القهار , لكن صاحبنا وبعد المحاولات الجاهدة المتكررة في عزم و إصرار للخروج من تحت السماء و ان لا تكون له سقفا إذ ضاق بذلك و لذلك درعا و أصبح صدره حرجا استطاع أخيرا أن يخرج من تحت السماء التي لطالما أحاطت به مطلة عليه و هو في حضن الارض التي لم تعد له الان موطنا . التفت الشيخ الى فتاه بعد زفرات طويلة خرجت معها أرواح سنين عمره الطويل في أجساد طير بيض محلقة في عالم آخر ثم قال له : هل تدري يابني ما قصة الإله الخالق حلق الفتى بوجهه في عالم المجهول مستشرفا ثم قال في خشوع و إجلال سبحانك فمكث شاردا غير بعيد ثم قال : علمني يا شيخ مما علمت رشدا أرسل الشيخ بصره في الأفق البعيد ثم استطرد قائلا :
كان الله رب العالمين الإله الخالق العظيم رب العرش العظيم وحيدا أزليا و لا يزال و يبقى , قديم أول بلا بداية , باق دائم آخر بلا نهاية , قريب بعيد , لا إله غيره متصف بصفات علا و سمى نفسه بأسماء حسنى , عظيم مطلقا كل العظمة لا حد لها ولا تعبير فلا يعلم مقدار عظمته الا هو سبحانه , عزيز مطلقا كل العزة فشاء سبحانه و أراد ان يبدأ عملية الخلق فخلق من عدم خلقا هل يعدمه ؟ علام الغيوب و سع كل شيء علما يعلم سبحانه ما كان و ما سيكون عالم بالموجودات و غير الموجودات فمنهم مؤمن به أصاب الحق ان الله موجود و منهم كافر و منكر وجحود ومنهم ضال زاغ عن الحق و لم يرد موارد الورود , فكان أول ما خلق الإله القلم فقال له أكتب مقادير كل شيء فكان كل شيء كما شاء الله رب العالمين و قضى و قدر و كان لكل نبأ مستقر .
ثم انتبه الكاتب ـ روحا ميتا قد مات في غابر الزمان ـ من حال دامت أحقابا و أمدا بعيدا عرض عليه خلالها الغيب و أسرار الملكوت على إثر صعق لما هالِه من النظر الى ذات الله الملك العظيم الجليل جل جلاله فشاب جامدا يحترق عبر مراحل من أحوال تعتريه ضمن حال عجيبة فلما أفاق منها قال لا اله الا انت سبحانك فلما ولت نودي من أعماقه ان قد فنيت المخلوقات فما بقي الا انت و الزمان و المكان و الله الحي الباقي الدائم الرحمان فأجال النظر و فكر مليا : فما بال الفتى و الشيخ الذي عمَّر ؟ فلما تراءى فناؤه و أدرك أن الله جل جلاله و حيدا يبقى و وحيدا كان قال : من مستفت غير الموجودات أيدوم الخلق في الجنة دوام الله مقدس الذات ؟ أم هل كانت نقطة بداية الخلق هي نقطة نهايتهم بالذات ؟ ثم الله أعلم به بعد ان خطر له عود كل شيء الى العدم و أنه على عتبات الزمان المحتظر فقال :
الله أعلم
* عج ـبتني القصه .. فنقلتها لكم.
الله اعلم ..
ان قصة المخلوقات والخالق لنبأ عظيم كان ممن قصها رجل حكيم شيخ كبير أوتي من الحكمة الشيء الكثير , عمَّر طويلا فصار للتجارب خلا , طاف بالارض ومشى في مناكبها فبلغ مغرب الشمس ومطلعها , شاهد غروب القمر و عاين شروقه , عرج في السماء التي حاول جاهدا ان لا يستظل بها و ان لا تكون له سقفا كاد و كاد فهل أذهب كيده ما يغيض , طار في الفضاء الواسع بلا أجنحة و امتطى صهوة الرياح , سبق الضوء و استطاع أن يصل الى نقطة الوصول قبل أن يستقر الصوت في المسامع و رد كيد صدى الصوت المرتد من الجبال الراسيات الشامخات في نحره فما عاد الصدى بمثل ما صاح به الشيخ في و جه الجبل , عالج الموج العاتي في لجج البحار وظلمات الدجى الحالكة في ليالي الشتاء البهيمة المطيرة حيث اعتلى الرعد المتعاظم بقعقعته عرش الفضاء مسبحا الله الملك الأعظم جل جلاله مستوزرا برقا بومض كاد سناه أن يذهب بالأبصار , عصفت بالشيخ عوادي الزمان و ناله من نائباته ما ناله وأخذت منه مخالب الزمان مأخذها وتقلب في أرحام صروف الدهر أحقابا أحقابا و حالا بعد أحوال مخلفا رائحة لاحتراقه بعد ان اشتعل رأسه شيبا المنحني ظهره فخط الزمان منحنى لخسارته على ظهر العجوز ومضى يَعُدُّ أيامه على انحناءة ظهره فأمسى الشيخ كليلا حسيرا عند غروب شمس عمره بعد ان تمكن أخيرا وفتى له يقوده من الوصول الى قمة جبل متكئ في الجنة على رفرف خضر و أرائك منسوجة من رضى الله رب العالمين متقابلا مع طور سيناء المنجبر بعد الدَّك بيد الرحمان اليمين و قد حليا أساور و لبسا لباسا من رضى الرحمان بهيا بعد ثياب الدنيا الخضر و عمائما بيضا توِّجا بها معتزيين بعزة الله العزيز القهار , لكن صاحبنا وبعد المحاولات الجاهدة المتكررة في عزم و إصرار للخروج من تحت السماء و ان لا تكون له سقفا إذ ضاق بذلك و لذلك درعا و أصبح صدره حرجا استطاع أخيرا أن يخرج من تحت السماء التي لطالما أحاطت به مطلة عليه و هو في حضن الارض التي لم تعد له الان موطنا . التفت الشيخ الى فتاه بعد زفرات طويلة خرجت معها أرواح سنين عمره الطويل في أجساد طير بيض محلقة في عالم آخر ثم قال له : هل تدري يابني ما قصة الإله الخالق حلق الفتى بوجهه في عالم المجهول مستشرفا ثم قال في خشوع و إجلال سبحانك فمكث شاردا غير بعيد ثم قال : علمني يا شيخ مما علمت رشدا أرسل الشيخ بصره في الأفق البعيد ثم استطرد قائلا :
كان الله رب العالمين الإله الخالق العظيم رب العرش العظيم وحيدا أزليا و لا يزال و يبقى , قديم أول بلا بداية , باق دائم آخر بلا نهاية , قريب بعيد , لا إله غيره متصف بصفات علا و سمى نفسه بأسماء حسنى , عظيم مطلقا كل العظمة لا حد لها ولا تعبير فلا يعلم مقدار عظمته الا هو سبحانه , عزيز مطلقا كل العزة فشاء سبحانه و أراد ان يبدأ عملية الخلق فخلق من عدم خلقا هل يعدمه ؟ علام الغيوب و سع كل شيء علما يعلم سبحانه ما كان و ما سيكون عالم بالموجودات و غير الموجودات فمنهم مؤمن به أصاب الحق ان الله موجود و منهم كافر و منكر وجحود ومنهم ضال زاغ عن الحق و لم يرد موارد الورود , فكان أول ما خلق الإله القلم فقال له أكتب مقادير كل شيء فكان كل شيء كما شاء الله رب العالمين و قضى و قدر و كان لكل نبأ مستقر .
ثم انتبه الكاتب ـ روحا ميتا قد مات في غابر الزمان ـ من حال دامت أحقابا و أمدا بعيدا عرض عليه خلالها الغيب و أسرار الملكوت على إثر صعق لما هالِه من النظر الى ذات الله الملك العظيم الجليل جل جلاله فشاب جامدا يحترق عبر مراحل من أحوال تعتريه ضمن حال عجيبة فلما أفاق منها قال لا اله الا انت سبحانك فلما ولت نودي من أعماقه ان قد فنيت المخلوقات فما بقي الا انت و الزمان و المكان و الله الحي الباقي الدائم الرحمان فأجال النظر و فكر مليا : فما بال الفتى و الشيخ الذي عمَّر ؟ فلما تراءى فناؤه و أدرك أن الله جل جلاله و حيدا يبقى و وحيدا كان قال : من مستفت غير الموجودات أيدوم الخلق في الجنة دوام الله مقدس الذات ؟ أم هل كانت نقطة بداية الخلق هي نقطة نهايتهم بالذات ؟ ثم الله أعلم به بعد ان خطر له عود كل شيء الى العدم و أنه على عتبات الزمان المحتظر فقال :
الله أعلم
* عج ـبتني القصه .. فنقلتها لكم.
تعليق