تدافع العديد من رسائل الجوال بين الناس مع أول أيام أبريل وكلها تشير إلى أخبار ومناسبات مختلفة غير صحيحة، ما حدا بالبعض إلى تصديق مثل هذه الأخبار، وأكثر هذه الأخبار إثارة الذي كان عبر وسائل الإعلام الصهيونية التي سربت خبرا ملفقا عن دعوة من مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ لرجال دين إسرائيليين، وقد نفاها مفتي عام المملكة ووصف ما نسب إليه بأنه عار من الصحة. وفي السياق ذاته كان هناك تسريب لأخبار مختلفة في مجالات أخرى كالرياضة، يضاف إلى ذلك ما كان ينشر من تلفيق عبر رسائل الجوال لمثل هذه الأخبار بين مجموعات مختلفة من الأصدقاء كل يهدف إلى التأثير في صديقه, وتكررت مثل هذه الأخبار ودلل البعض على أنها تم تداولها على أنها كذبة أبريل مع بــداية أول أيام شـهر أبريل, فيـا ترى ما الذي يدفع الناس إلى مثل هذه الكذبة وتواتر الأخبار حولها ؟ ولماذا أصبح هناك من يستمتع بها؟ بل إنها أخرجت المستهدفين فيها عن طورهم. وهناك أكاذيب انتشرت في كل بلد من بلدان العالم ومازالت شعوبها تتذكرها وتكررها حتى الآن مع حلول أول أبريل .واختلف الباحثون على أول من اعتنى بهذه الكذبة التي لا تتوافق مع شريعتنا السمحة.
يقول: عبد الإله الأحمري "مدرس" إن هناك فعلا من يستمتع بهذه الجريمة التي قد تتسبب في بعض الأحيان في كارثة لدى الجهة التي تستقبل الخبر, وقد يكون في بعضها حدوث طلاق للأزواج وغير ذلك من الأمور المفتعلة, وأتمنى أن يبتعد عنها الشباب لما لها من عواقب غير سليمة, ويأخذ عبد الله سالم "مواطن" بأطراف الحديث ويقول إنني أستنكر مثل هذا الفعل الذي تكون له عواقب وخيمة, ويسبب القلق لمستقبليه, وهذا ما نتمنى أن يختفي لمخالفته النواحي الشرعية.
الوجهة الشرعية
من جانبه, أكد الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء, أن حكم "كذبة أبريل" هو حكم الكذب الذي لا يجوز مطلقاً في كل الأوقات, ولا يجوز تقليد الكفار والتشبه بهم في هذا وغيره لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم".
ومن جهته, أوضح الدكتور فهد العصيمي الأستاذ في كلية المعلمين في الرياض, أن الكذب بهذه الصورة، محرم من عدة جوانب: منها نهي الله سبحانه وتعالى عن الكذب في الكتاب والسنة, وكذلك أن إشاعة هذه الكذبة قد يكون فيه ترويع للمستقبلين، وهناك نهي عن ترويع المسلم لأخيه وكذلك منها أن هذا الفعل تشبه بمن لا خلاق لهم من الكفار وإشاعة تقليد باطل، قد يسهم في الإضرار بالناس، وكما هو معلوم أن الكذب حرام في كل يوم، وتزداد حرمته في ذلك اليوم خاصة، لما ذكرنا من اعتبارات، فلا يليق بمسلم المساعدة على ترويج هذا الزور.
ويرى الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام ,أن الإسلام اتخذ الموقف الحازم من الشائعات وأصحابها لِما لنشرها وبثها بين أفراد المجتمع من آثار سلبية، في تماسك المجتمع المسلم، وتلاحم أبنائه، وسلامة لُحْمته، والحفاظ على بيضته، بل لقد عدّ الإسلام ذلك سلوكا مرذولاً، منافيا للأخلاق النبيلة، والسجايا الكريمة، والمُثل العليا، التي جاءت بها وحثت عليها شريعتنا الغراء من الاجتماع والمحبة والمودّة والإخاء، والتعاون والتراحم والتعاطف والصفاء، وهل الشائعة إلا نسف لتلك القيم؟! ومعول هدم لهذه المُثُل؟!
كما حذر الإسلام من الغيبة والوقيعة في الأعراض، والكذب والبهتان والنميمة والقالة بين الناس، وهل الشائعة إلا نوع من الكذب كما هو حال كذبة أبريل؟ لذا أمر المسلم بحفظ اللسان، وأبان خطورة الكلمة، وحرّم القذف والإفك، وتوعّد محبّي رواج الشائعات بالعذاب الأليم: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَـاحِشَةُ في الَّذِينَ آمنوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ[النور:19].
وحـث على التثبت والتبيّن في نقل الأخبـار، يقـول سبحانـه: يأَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقُ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُواْ أَن تصيبوا قَوْمَا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُواْ عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَـادِمِينَ[الحجرات:6]، قرأ حمـزة والكسـائي: فتثبَّتوا.
وأخبر سبحانه أن الإنسان مسؤول أمام الله ـ عز وجل ـ ومحاسب على كل صغير وجليل: مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ[ق:18]، وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مسئولا[الإسراء:36].
والشائعات مبنيّة على سوء ظن بالمسلمين، والله ـ عز وجل ـ يقول: يأَيُّهَا الَّذِينَ امنوا اجتنبوا كَثِيراً مّنَ الظَّنّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنّ إِثْمٌ[الحجرات:12]، وقد أخرج الشيخان في صحيحيهما أن رسول الله قال: ((إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث))، كما نهى الإسلام أتباعه أن يطلقوا الكلام على عواهنه، ويُلغوا عقولهم عند كل شائعة، وتفكيرَهم عند كل ذائعة، أو ينساقوا وراء كل ناعق، ويُصدّقوا قول كل دَعيٍّ مارق، أخرج الإمام مسلم في صحيحه أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ((كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع))، وفي رواية: ((كفى بالمرء إثماً)).
وسدًّا للباب أمام الوشاة المغرضين، ونقلة الشائعات المتربّصين، ومنعاً لرواج الشائعة والبلاغات المجهولة الكيدية المغرضة، والأخبار الملفقة المكذوبة على البرآء الغافلين، يقول فيما رواه البخاري في الأدب المفرد عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها: ((ألا أخبركم بشراركم؟!)) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((المشاءون بالنميمة، المفسدون بين الأحبة، الباغون للبُرآء العنت)).
وشكرا
يقول: عبد الإله الأحمري "مدرس" إن هناك فعلا من يستمتع بهذه الجريمة التي قد تتسبب في بعض الأحيان في كارثة لدى الجهة التي تستقبل الخبر, وقد يكون في بعضها حدوث طلاق للأزواج وغير ذلك من الأمور المفتعلة, وأتمنى أن يبتعد عنها الشباب لما لها من عواقب غير سليمة, ويأخذ عبد الله سالم "مواطن" بأطراف الحديث ويقول إنني أستنكر مثل هذا الفعل الذي تكون له عواقب وخيمة, ويسبب القلق لمستقبليه, وهذا ما نتمنى أن يختفي لمخالفته النواحي الشرعية.
الوجهة الشرعية
من جانبه, أكد الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء, أن حكم "كذبة أبريل" هو حكم الكذب الذي لا يجوز مطلقاً في كل الأوقات, ولا يجوز تقليد الكفار والتشبه بهم في هذا وغيره لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم".
ومن جهته, أوضح الدكتور فهد العصيمي الأستاذ في كلية المعلمين في الرياض, أن الكذب بهذه الصورة، محرم من عدة جوانب: منها نهي الله سبحانه وتعالى عن الكذب في الكتاب والسنة, وكذلك أن إشاعة هذه الكذبة قد يكون فيه ترويع للمستقبلين، وهناك نهي عن ترويع المسلم لأخيه وكذلك منها أن هذا الفعل تشبه بمن لا خلاق لهم من الكفار وإشاعة تقليد باطل، قد يسهم في الإضرار بالناس، وكما هو معلوم أن الكذب حرام في كل يوم، وتزداد حرمته في ذلك اليوم خاصة، لما ذكرنا من اعتبارات، فلا يليق بمسلم المساعدة على ترويج هذا الزور.
ويرى الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام ,أن الإسلام اتخذ الموقف الحازم من الشائعات وأصحابها لِما لنشرها وبثها بين أفراد المجتمع من آثار سلبية، في تماسك المجتمع المسلم، وتلاحم أبنائه، وسلامة لُحْمته، والحفاظ على بيضته، بل لقد عدّ الإسلام ذلك سلوكا مرذولاً، منافيا للأخلاق النبيلة، والسجايا الكريمة، والمُثل العليا، التي جاءت بها وحثت عليها شريعتنا الغراء من الاجتماع والمحبة والمودّة والإخاء، والتعاون والتراحم والتعاطف والصفاء، وهل الشائعة إلا نسف لتلك القيم؟! ومعول هدم لهذه المُثُل؟!
كما حذر الإسلام من الغيبة والوقيعة في الأعراض، والكذب والبهتان والنميمة والقالة بين الناس، وهل الشائعة إلا نوع من الكذب كما هو حال كذبة أبريل؟ لذا أمر المسلم بحفظ اللسان، وأبان خطورة الكلمة، وحرّم القذف والإفك، وتوعّد محبّي رواج الشائعات بالعذاب الأليم: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَـاحِشَةُ في الَّذِينَ آمنوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ[النور:19].
وحـث على التثبت والتبيّن في نقل الأخبـار، يقـول سبحانـه: يأَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقُ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُواْ أَن تصيبوا قَوْمَا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُواْ عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَـادِمِينَ[الحجرات:6]، قرأ حمـزة والكسـائي: فتثبَّتوا.
وأخبر سبحانه أن الإنسان مسؤول أمام الله ـ عز وجل ـ ومحاسب على كل صغير وجليل: مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ[ق:18]، وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مسئولا[الإسراء:36].
والشائعات مبنيّة على سوء ظن بالمسلمين، والله ـ عز وجل ـ يقول: يأَيُّهَا الَّذِينَ امنوا اجتنبوا كَثِيراً مّنَ الظَّنّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنّ إِثْمٌ[الحجرات:12]، وقد أخرج الشيخان في صحيحيهما أن رسول الله قال: ((إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث))، كما نهى الإسلام أتباعه أن يطلقوا الكلام على عواهنه، ويُلغوا عقولهم عند كل شائعة، وتفكيرَهم عند كل ذائعة، أو ينساقوا وراء كل ناعق، ويُصدّقوا قول كل دَعيٍّ مارق، أخرج الإمام مسلم في صحيحه أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ((كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع))، وفي رواية: ((كفى بالمرء إثماً)).
وسدًّا للباب أمام الوشاة المغرضين، ونقلة الشائعات المتربّصين، ومنعاً لرواج الشائعة والبلاغات المجهولة الكيدية المغرضة، والأخبار الملفقة المكذوبة على البرآء الغافلين، يقول فيما رواه البخاري في الأدب المفرد عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها: ((ألا أخبركم بشراركم؟!)) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((المشاءون بالنميمة، المفسدون بين الأحبة، الباغون للبُرآء العنت)).
وشكرا
تعليق