بسم الله الرحمن الرحيم
؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
؛
فن معالجة الأخطاء
الفن / هو الحرفية العالية , أو الإتقان .
( ما أجمل أن يتقن الإنسان معالجة الأخطاء حتى يخرج بأفضل النتائج )
المعالجة / هي تحويل شيء ما من صورته الطبيعية أو المتعارف عليها إلى صورة أفضل .
الخطأ / الخطأ ضد الصواب, و هو أمر مخالف لما يجب أن يكون .
هذه نصائح مهمة نستطيع من خلال تطبيقها معالجة الأخطاء بأفضل ما يمكن أن يكون, و نحصل على أعلى قدر ممكن من النتائج المرجوة من معالجة الخطأ .
1/ تجنب الجدال:
تجنب الجدال العقيم و الذي لا فائدة منه ، ولذلك فإن النصوص الشرعية لم تذكر الجدال إلا بالتي هي أحسن .
قال تعالى : { ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } [النحل:125]
قال أمام المفسرين ابن كثير رحمه الله :
أي: ( من احتاج منهم إلى مناظرة وجدال، فليكن بالوجه الحسن برفق ولين وحسن خطاب )ا.هــ
يُروى عن مالك بن أنس أنه قيل له: ( يا أبا عبد الله الرجل يكون عالماً بالسنة أيجادل عنها )؟؟
قال: ( لا، ولكن يخبر بالسنة فإن قبلت وإلا سكت )
فإن طالب الحق إذا سمع الحق قبله، و إن كان صاحب عناد وهوى لم يقنعه أقدر الناس على الجدال، وربما أن تصحيح الخطأ بلا جدال قد يكون سبب في أن يتأمل ويرجع المخطئ.
و لذاك نجد قوم نوح تذمروا من كثرة الجدال و تجرؤ على الجبار
{ قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ } [ هود:32]
يقول عبد الله بن حسن ـ رحمه الله :
( المراء يفسد الصداقة القديمة، ويحل العقدة الوثيقة، وأقل ما فيه أن تكون المغالبة والمغالبة، أمتن أسباب القطيعة )
و المخطئ - الجاهل - قد يربط الخطأ بكرامته، فيدافع عنه كأنه يدافع عن كرامته .
( وإذا تركنا للمخطئ مخرجاً سَهُلَ عليه الرجوع, والطريق للعودة فلا نغلق عليه الأبواب )
قال معاذ بن جبل: ( إذا كان لك أخ في الله فلا تماره )
و يقول فولتير: ( النزاع الطويل يعني أن كلا الطرفين على خطأ )
2/ أزل الغشاوة عن عين المخطئ :
المخطئ لابد أن يشعر أنه مخطئ أولاً, حتى يكون لديه حافز للبحث عن الصواب, لذا لابد أن نزيل الغشاوة عن عينه ليبصر الخطأ.
أتى شاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ائذن لي بالزنا
فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا : مه مه
فقال : ادنه فدنا منه قريبا. قال : فجلس. قال : أتحبه لأمك؟؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك
قال : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم. قال: أفتحبه لابنتك؟؟ قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك
قال : ولا الناس يحبونه لبناتهم. قال: أفتحبه لأختك؟؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك
قال : ولا الناس يحبونه لأخواتهم .....
فوضع يده عليه وقال : اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه, فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء ) قال الألباني إسناده صحيح
و رُوي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب
فقال لي: ( يا عدي اطرح هذا الوثن من عنقك ) , فطرحته ثم انتهيت إليه
وهو يقرأ: ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ) حتى فرغ منها,
قلت له: إنّا لسنا نعبدهم,
فقال: ( أليس يُحرمون ما أحلّ الله فتحرمونه ويحلّون ما حرّم الله فتستحلونه) ؟؟؟
قال قلت: بلى . قال: ( فتلك عبادتهم ) [ تفسير البغوي ]
3/ استخدم العبارات اللينة في إصلاح الخطأ:
والسر في تأثير هذه العبارات الجميلة، أنها تُشعر بتقدير واحترام وجهة نظر الآخرين،
ومن ثم يبادلونك هم هذا الشعور بإنصافك فيعترفون بالخطأ ويصلحونه.
فالإنسان عبارة عن جسد، وروح وهو ملئ بالعواطف الجياشة، وله كرامة وكبرياء،
فلا يحب أن تهان كرامته، أو يجرح شعوره، حتى ولو كان أعقل الناس.
قال تعالى : { فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى } [طه:44]
قال أمام المفسرين ابن كثير رحمه الله :
( الآية فيها عبرة عظيمة، وهو أن فرعون في غاية العتو والاستكبار، وموسى صفوة الله من خلقه إذ ذاك،
ومع هذا أمر ألا يخاطب فرعون إلا بالملاطفة واللين، و أن دعوتهما له تكون بكلام رقيق لين قريب سهل، ليكون أوقع في النفوس وأبلغ وأنجع ) ا.هــ
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار تحرم على كل قريب هين لين سهل) رواه الترمذي وحسنه
(( تذكر أن الكلمة القاسية في العتاب لها كلمة طيبة مرادفة تؤدي معناها و تقوم مقامها ))
4/ اللوم لا يأتي بخير:
تذكَّرْ أن اللوم لا يأتي بنتائج إيجابية غالباً، فحاول أن تتجنبه .
قال أنس بن مالك رضي الله عنه:
( خدمته – الرسول صلى الله عليه و سلم- في السفر والحضر ، ما قال لي لشيء صنعته لم صنعت هذا هكذا ، ولا لشيء لم أصنعه لم تصنع هذا هكذا) صحيح البخاري .
اللوم يحطم كبرياء النفس البشرية و يزرع البغضاء و الأحقاد في النفوس .
يقول ديل كارينجي /
( كم خسر العالم كثيراً من العباقرة وتحطمت نفسياتهم؛ بسبب اللوم المباشر الموجه إليهم من المربين )
5/ ضع نفسك موضع المخطئ ثم ابحث عن الحل:
عندما نعرف كيف يفكر الآخرون، ومن أي قاعدة ينطلقون، فنحن بذلك قد عثرنا على نصف الحل لعلاج الخطأ.
حاول أن تضع نفسك موضع المخطئ، وفكر من وجهة نظره هو، وفكر في الخيارات الممكنة التي يمكن أن يتقبلها، فاختر له ما يناسبه.
يُروى أن رجل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله فأعطاه درهما وأمره أن يشتري به فأساً
و يحتطب ويأتيه بعد فترة فلما جاءه أخبره أنه وفر قدرا من المال لحاجته وتصدق بالبعض الآخر .
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده ، لأن يأخذ أحدكم حبله ، فيحتطب على ظهره ، خير له من أن يأتي رجلا فيسأله ، أعطاه أو منعه ) صحيح البخاري
و هذا درس عملي من معلم البشرية صلى الله عليه و سلم فهو أعطاه حل و لم ينكر عليه أو يوبخه على هذا السلوك الخاطئ بل أعطاه الحل المناسب.
6/ ما كان الرفق في شيء إلا زانه:
قال صلى الله عليه و سلم :
( إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه ) رواه مسلم
قال صلى الله عليه و سلم :
( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه . ولا ينزع من شيء إلا شانه ) رواه مسلم
وتذكَّر قصة الأعرابي الذي بال في المسجد، وكيف عالجها النبي صلى الله عليه وسلم بالرفق و لين.
قال أبو هريرة رضي الله عنه :
( بال أعرابيٌ في المسجد ، فثار إليه الناس ليقعوا به ،
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( دعوه ، و أهريقوا على بوله ذنوبا من ماء ، أو سجلا من ماء ؛ فإنما بعثتم ميسرين ، ولم تبعثوا معسرين ) رواه البخاري
7/ دع الآخرين يتوصلون لفكرتك:
عندما يخطئ إنسان، فقد يكون من المناسب في تصحيح الخطأ أن تجعله يكتشف الخطأ بنفسه،
ثم تجعله يكتشف الحل بنفسه فإن هذا أدعى للقبول.
لان الإنسان عندما يكتشف الخطأ ثم يكتشف الحل والصواب فلا شك أنه يكون أكثر حماساً؛ لأنه يحس أن الفكرة فكرته.
8/عندما تنتقد اذكر جوانب الصواب:
حتى يتقبل الآخرون نقدك المهذب، وتصحيحك للخطأ، أشعرهم بالإنصاف بأن تذكر خلال نقدك جوانب الصواب عندهم، و امدح على قليل الصواب يكثر من الممدوح الصواب.
قال صلى الله عليه وسلم:
( نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل )
قالت حفصة : ( فكان بعدُ لا ينام إلا قليلاً ) رواه البخاري
عن عمر ابن الخطاب قال :
أن رجلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان قد جلده في الشراب ،
فأتي به يوما فأمر به فجلد ،
فقال رجل من القوم : اللهم العنه ، ما أكثر ما يؤتى به ؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تلعنوه ، فو الله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله ) صحيح البخاري
9/ لا تفتش عن الأخطاء الخفية:
حاول أن تصحح الأخطاء الظاهرة ولا تفتش عن الأخطاء الخفية لتصلحها؛ لأنك بذلك تفسد القلوب، وقد نهى الشارع الحكيم عن تتبع العورات.
قال صلى الله عليه وسلم:
( إنك إن اتبعت عورات المسلمين أفسدتهم أو كدت تفسدهم ) قال العراقي إسناده صحيح
قال صلى الله عليه وسلم:
( لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله ) قال المنذري إسناده صحيح أو حسن
قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : ( تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل ).
وهو تكلف الغفلة مع العلم والإدراك لما يتغافل عنه تكرماً وترفعاً عن سفاسف الأمور .
قال الحسن البصري رحمه الله : ( ما زال التغافل من فعل الكرام ).
و الحكمة تقول : ( من تـتـبع خفيَّات العيوب، حُرِم مودات القـلوب )
ليس الغبي بسيد في قومه #### ولكن سيد قومه المتغابي
10/ استفسر عن الخطأ مع إحسان الظن والتثبت:
عندما يبلغك خطأ عن إنسان فتثبت منه، واستفسر عنه مع إحسان الظن به، فأنت بهذا تشعره بالاحترام والتقدير كما يشعر في الوقت نفسه بالخجل وأن هذا الخطأ لا يليق بمثله .
كأن تقول له: زعموا أنك فعلت كذا، ولا أظنه يصدر من مثلك .
كما قال عمر رضي الله عنه: ( يا أبا إسحاق زعموا أنك لا تمشي تصلي ).
دخل أحد الصحابة المسجد وجلس قبل أن يصلي تحية المسجد و لم يأمره الرسول صلى الله عليه و سلم أن يصلي ركعتين حتى سأله : هل صلى أم لا؟
مع أن ظاهر الحال أنه رجلٌ دخل وجلس ولم يصل،
و كأن الرسول عليه الصلاة والسلام خاف أن يكون قد صلى وهو لم يشعر به،
فقال : ( أصليت)؟ قال: لا ، قال ( قم فصل ركعتين )
و ناظر داود الظاهري أحدهم، فرد عليه ذلك الجاهل، و قال: إذا كنت تقول كذا وكذا؛ فقد كفرت و الحمد لله ،
قال له داود: لا حول ولا قوة إلا بالله !! كيف تفرح لكفر أخيك المسلم ؟؟
؛
منقول
؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
؛
فن معالجة الأخطاء
الفن / هو الحرفية العالية , أو الإتقان .
( ما أجمل أن يتقن الإنسان معالجة الأخطاء حتى يخرج بأفضل النتائج )
المعالجة / هي تحويل شيء ما من صورته الطبيعية أو المتعارف عليها إلى صورة أفضل .
الخطأ / الخطأ ضد الصواب, و هو أمر مخالف لما يجب أن يكون .
هذه نصائح مهمة نستطيع من خلال تطبيقها معالجة الأخطاء بأفضل ما يمكن أن يكون, و نحصل على أعلى قدر ممكن من النتائج المرجوة من معالجة الخطأ .
1/ تجنب الجدال:
تجنب الجدال العقيم و الذي لا فائدة منه ، ولذلك فإن النصوص الشرعية لم تذكر الجدال إلا بالتي هي أحسن .
قال تعالى : { ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } [النحل:125]
قال أمام المفسرين ابن كثير رحمه الله :
أي: ( من احتاج منهم إلى مناظرة وجدال، فليكن بالوجه الحسن برفق ولين وحسن خطاب )ا.هــ
يُروى عن مالك بن أنس أنه قيل له: ( يا أبا عبد الله الرجل يكون عالماً بالسنة أيجادل عنها )؟؟
قال: ( لا، ولكن يخبر بالسنة فإن قبلت وإلا سكت )
فإن طالب الحق إذا سمع الحق قبله، و إن كان صاحب عناد وهوى لم يقنعه أقدر الناس على الجدال، وربما أن تصحيح الخطأ بلا جدال قد يكون سبب في أن يتأمل ويرجع المخطئ.
و لذاك نجد قوم نوح تذمروا من كثرة الجدال و تجرؤ على الجبار
{ قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ } [ هود:32]
يقول عبد الله بن حسن ـ رحمه الله :
( المراء يفسد الصداقة القديمة، ويحل العقدة الوثيقة، وأقل ما فيه أن تكون المغالبة والمغالبة، أمتن أسباب القطيعة )
و المخطئ - الجاهل - قد يربط الخطأ بكرامته، فيدافع عنه كأنه يدافع عن كرامته .
( وإذا تركنا للمخطئ مخرجاً سَهُلَ عليه الرجوع, والطريق للعودة فلا نغلق عليه الأبواب )
قال معاذ بن جبل: ( إذا كان لك أخ في الله فلا تماره )
و يقول فولتير: ( النزاع الطويل يعني أن كلا الطرفين على خطأ )
2/ أزل الغشاوة عن عين المخطئ :
المخطئ لابد أن يشعر أنه مخطئ أولاً, حتى يكون لديه حافز للبحث عن الصواب, لذا لابد أن نزيل الغشاوة عن عينه ليبصر الخطأ.
أتى شاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ائذن لي بالزنا
فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا : مه مه
فقال : ادنه فدنا منه قريبا. قال : فجلس. قال : أتحبه لأمك؟؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك
قال : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم. قال: أفتحبه لابنتك؟؟ قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك
قال : ولا الناس يحبونه لبناتهم. قال: أفتحبه لأختك؟؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك
قال : ولا الناس يحبونه لأخواتهم .....
فوضع يده عليه وقال : اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه, فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء ) قال الألباني إسناده صحيح
و رُوي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب
فقال لي: ( يا عدي اطرح هذا الوثن من عنقك ) , فطرحته ثم انتهيت إليه
وهو يقرأ: ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ) حتى فرغ منها,
قلت له: إنّا لسنا نعبدهم,
فقال: ( أليس يُحرمون ما أحلّ الله فتحرمونه ويحلّون ما حرّم الله فتستحلونه) ؟؟؟
قال قلت: بلى . قال: ( فتلك عبادتهم ) [ تفسير البغوي ]
3/ استخدم العبارات اللينة في إصلاح الخطأ:
والسر في تأثير هذه العبارات الجميلة، أنها تُشعر بتقدير واحترام وجهة نظر الآخرين،
ومن ثم يبادلونك هم هذا الشعور بإنصافك فيعترفون بالخطأ ويصلحونه.
فالإنسان عبارة عن جسد، وروح وهو ملئ بالعواطف الجياشة، وله كرامة وكبرياء،
فلا يحب أن تهان كرامته، أو يجرح شعوره، حتى ولو كان أعقل الناس.
قال تعالى : { فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى } [طه:44]
قال أمام المفسرين ابن كثير رحمه الله :
( الآية فيها عبرة عظيمة، وهو أن فرعون في غاية العتو والاستكبار، وموسى صفوة الله من خلقه إذ ذاك،
ومع هذا أمر ألا يخاطب فرعون إلا بالملاطفة واللين، و أن دعوتهما له تكون بكلام رقيق لين قريب سهل، ليكون أوقع في النفوس وأبلغ وأنجع ) ا.هــ
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار تحرم على كل قريب هين لين سهل) رواه الترمذي وحسنه
(( تذكر أن الكلمة القاسية في العتاب لها كلمة طيبة مرادفة تؤدي معناها و تقوم مقامها ))
4/ اللوم لا يأتي بخير:
تذكَّرْ أن اللوم لا يأتي بنتائج إيجابية غالباً، فحاول أن تتجنبه .
قال أنس بن مالك رضي الله عنه:
( خدمته – الرسول صلى الله عليه و سلم- في السفر والحضر ، ما قال لي لشيء صنعته لم صنعت هذا هكذا ، ولا لشيء لم أصنعه لم تصنع هذا هكذا) صحيح البخاري .
اللوم يحطم كبرياء النفس البشرية و يزرع البغضاء و الأحقاد في النفوس .
يقول ديل كارينجي /
( كم خسر العالم كثيراً من العباقرة وتحطمت نفسياتهم؛ بسبب اللوم المباشر الموجه إليهم من المربين )
5/ ضع نفسك موضع المخطئ ثم ابحث عن الحل:
عندما نعرف كيف يفكر الآخرون، ومن أي قاعدة ينطلقون، فنحن بذلك قد عثرنا على نصف الحل لعلاج الخطأ.
حاول أن تضع نفسك موضع المخطئ، وفكر من وجهة نظره هو، وفكر في الخيارات الممكنة التي يمكن أن يتقبلها، فاختر له ما يناسبه.
يُروى أن رجل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله فأعطاه درهما وأمره أن يشتري به فأساً
و يحتطب ويأتيه بعد فترة فلما جاءه أخبره أنه وفر قدرا من المال لحاجته وتصدق بالبعض الآخر .
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده ، لأن يأخذ أحدكم حبله ، فيحتطب على ظهره ، خير له من أن يأتي رجلا فيسأله ، أعطاه أو منعه ) صحيح البخاري
و هذا درس عملي من معلم البشرية صلى الله عليه و سلم فهو أعطاه حل و لم ينكر عليه أو يوبخه على هذا السلوك الخاطئ بل أعطاه الحل المناسب.
6/ ما كان الرفق في شيء إلا زانه:
قال صلى الله عليه و سلم :
( إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه ) رواه مسلم
قال صلى الله عليه و سلم :
( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه . ولا ينزع من شيء إلا شانه ) رواه مسلم
وتذكَّر قصة الأعرابي الذي بال في المسجد، وكيف عالجها النبي صلى الله عليه وسلم بالرفق و لين.
قال أبو هريرة رضي الله عنه :
( بال أعرابيٌ في المسجد ، فثار إليه الناس ليقعوا به ،
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( دعوه ، و أهريقوا على بوله ذنوبا من ماء ، أو سجلا من ماء ؛ فإنما بعثتم ميسرين ، ولم تبعثوا معسرين ) رواه البخاري
7/ دع الآخرين يتوصلون لفكرتك:
عندما يخطئ إنسان، فقد يكون من المناسب في تصحيح الخطأ أن تجعله يكتشف الخطأ بنفسه،
ثم تجعله يكتشف الحل بنفسه فإن هذا أدعى للقبول.
لان الإنسان عندما يكتشف الخطأ ثم يكتشف الحل والصواب فلا شك أنه يكون أكثر حماساً؛ لأنه يحس أن الفكرة فكرته.
8/عندما تنتقد اذكر جوانب الصواب:
حتى يتقبل الآخرون نقدك المهذب، وتصحيحك للخطأ، أشعرهم بالإنصاف بأن تذكر خلال نقدك جوانب الصواب عندهم، و امدح على قليل الصواب يكثر من الممدوح الصواب.
قال صلى الله عليه وسلم:
( نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل )
قالت حفصة : ( فكان بعدُ لا ينام إلا قليلاً ) رواه البخاري
عن عمر ابن الخطاب قال :
أن رجلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان قد جلده في الشراب ،
فأتي به يوما فأمر به فجلد ،
فقال رجل من القوم : اللهم العنه ، ما أكثر ما يؤتى به ؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تلعنوه ، فو الله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله ) صحيح البخاري
9/ لا تفتش عن الأخطاء الخفية:
حاول أن تصحح الأخطاء الظاهرة ولا تفتش عن الأخطاء الخفية لتصلحها؛ لأنك بذلك تفسد القلوب، وقد نهى الشارع الحكيم عن تتبع العورات.
قال صلى الله عليه وسلم:
( إنك إن اتبعت عورات المسلمين أفسدتهم أو كدت تفسدهم ) قال العراقي إسناده صحيح
قال صلى الله عليه وسلم:
( لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله ) قال المنذري إسناده صحيح أو حسن
قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : ( تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل ).
وهو تكلف الغفلة مع العلم والإدراك لما يتغافل عنه تكرماً وترفعاً عن سفاسف الأمور .
قال الحسن البصري رحمه الله : ( ما زال التغافل من فعل الكرام ).
و الحكمة تقول : ( من تـتـبع خفيَّات العيوب، حُرِم مودات القـلوب )
ليس الغبي بسيد في قومه #### ولكن سيد قومه المتغابي
10/ استفسر عن الخطأ مع إحسان الظن والتثبت:
عندما يبلغك خطأ عن إنسان فتثبت منه، واستفسر عنه مع إحسان الظن به، فأنت بهذا تشعره بالاحترام والتقدير كما يشعر في الوقت نفسه بالخجل وأن هذا الخطأ لا يليق بمثله .
كأن تقول له: زعموا أنك فعلت كذا، ولا أظنه يصدر من مثلك .
كما قال عمر رضي الله عنه: ( يا أبا إسحاق زعموا أنك لا تمشي تصلي ).
دخل أحد الصحابة المسجد وجلس قبل أن يصلي تحية المسجد و لم يأمره الرسول صلى الله عليه و سلم أن يصلي ركعتين حتى سأله : هل صلى أم لا؟
مع أن ظاهر الحال أنه رجلٌ دخل وجلس ولم يصل،
و كأن الرسول عليه الصلاة والسلام خاف أن يكون قد صلى وهو لم يشعر به،
فقال : ( أصليت)؟ قال: لا ، قال ( قم فصل ركعتين )
و ناظر داود الظاهري أحدهم، فرد عليه ذلك الجاهل، و قال: إذا كنت تقول كذا وكذا؛ فقد كفرت و الحمد لله ،
قال له داود: لا حول ولا قوة إلا بالله !! كيف تفرح لكفر أخيك المسلم ؟؟
؛
منقول
تعليق