يعد جامع السلطان قابوس الأكبر شاهدا على الاهتمام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم يحفظه الله ويرعاه ببناء بيوت الله كما يعد مركزا مهما للدراسات الإسلامية ومنبعا لتعلم العلوم الاسلاميةومركزا لتخريج الدعاة والمفكرين والناشرين لدين الحق ومنبرا للتواصلالانسانىوالحضارى القائم على سماحة الإسلام وروحانيته الداعية للخير والمحبة والسلام.
ويقف جامع السلطان قابوس الأكبر شاهدا حيا يحكى قصة العمانيين الخالدة ودورهم الرائد في الحضارة الإسلامية منذ بواكير عهدها والتي ما فتأت تنعكس في الكثير من المظاهر العمرانية التي استقت روحها من دين الإسلام والذي اهتم أيما اهتمام بالعلم والفنون والإبداع الانسانى.
وجامع السلطان قابوس الأكبر الذي جاء تشييده بأوامر سامية من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم يحفظه الله ويرعاه وعلى نفقته الخاصة وبإشراف من لدن جلالته يعتبر الأكبر بين المساجد في السلطنة. . استنبطت تصاميمه من الحضارات الأكثر حضورا وتأثيرا وفعالية في بلاد الشرق فظهر ذلك جليا في دقة تلك التصاميم وروعتها المتناهية وقدرتها العجيبة على استلهام روح الجمال والإبداع.
يقول صالح بن سليم بن صالح الربخى مدير إدارة الجوامع والمساجد بمركز السلطان قابوس للثقافة الإسلامية بديوان البلاط السلطاني إن جامع السلطان قابوس الأكبر جاء بعد سنوات متصلة من التخطيط ليكون معلما دينيا بارزا وتحفة معمارية وصرحا حضاريا يتبوأ مكانة مرموقة في نفوس المسلمين جميعا وفى سلطنة عمان التي تشهد في عصر النهضة المباركة أروع الانجازات الحضارية اللافتة مما جعلها نموذجا فريدا للرقى والرفعة والتقدم والازدهار.
وأضاف الربخى في تصريح لوكالة الإنباء العمانية إن فكرة إقامة جامع السلطان قابوس الأكبر جاءت لكي يستوعب الجامع اكبر عدد من المصلين ويكون معلما دينيا وحضاريا وثقافيا واجتماعيا حيث صدرت الأوامر السامية بإنشاء أكبر جامع في السلطنة في عام 1992 لتبدأ مرحلة التصميم مشيرا إلى إن الهدف من ذلك يتمثل ليس فقط في توفير مكان للصلاة والتعبد بل ليكون مركزا للتفاعل مع روح الإسلام دينا وعلما وحضارة.
وأوضح انه وبناء على توجيهات جلالته أوكلت مهمة إقامة مسابقة معمارية إلى ديوان البلاط السلطاني بمسقط وتمت دعوة مستشارين عرب وعالميين للمشاركة في تقديم المخططات المعمارية لتصميم مشروع جامع السلطان قابوس الأكبر وكان ذلك في عام 1993 حيث رثى الاختيار على مقترح المهندس المعماري محمد صالح مكية بالاشتراك مع (كواد ديزاين) ومركزهم لندن ومسقط مشيرا إلى إن هذا المخطط جمع بين أصالة العمارة الإسلامية ومقاييسها وبين العمارة الحديثة ومتطلبات البناء والتصميم العصرية والمستقبلية.
وأشار الربخى إلى إن التنفيذ الفعلي لجامع السلطان قابوس الأكبر بدأ عام 1995 واستغرق بناؤه ست سنوات وأربعة أشهر وأربعة أيام متواصلة، وقال إن افتتاح الجامع جاء تحت الرعاية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم يحفظه الله ويرعاه في شهر مايو من عام 2001 بحضور كبار المسئولين العمانيين ووفود إسلامية وعلماء الإسلام من مختلف أنحاء العالم، وقال صالح بن سليم الربخى إن التصميم المعماري لجامع السلطان قابوس الأكبر يمثل مجموعة الحضارات الإسلامية من خلال دمجها في تصميم الجامع بداية من حضارة الأندلس وشمال إفريقيا إلى شبه الجزيرة العربية والشرق.
وأوضح إن الشكل المعماري للجامع مبنى على وجود خمس مآذن ترمز إلى أركان الإسلام الخمسة حيث تبرز المئذنة الرئيسية وترمز إلى الركن الأول من أركان الإسلام وقبة المصلى بارتفاع كل منهما كعنصرين أساسيين ضمن بيئة الجامع وتتخلل الجدران البيضاء المهيبة مجموعة من الأقواس والقوات المفتوحة مع دعامات تستهل واجهة المصلى الرئيسي.
وأشار إلى إن هذه الدعامات لها وظيفة إنشائية فضلا عن أنها ملقف للهواء على غرار عناصر الأبراج المناخية التقليدية والسائدة في العمارة المحلية كما إن للقبة غشاء مخرما متشابكا منمقة خطوطه بشعرية ذهبية وتنجلي من خلال شفافية هيكل القبة الخارجية القبة الثانية المكسوة بقشرة من أحجار الفسيفساء الذهبية بأكملها.
وقال إن جدران المصلى الرئيسي تتوج بشرفات يتأصل طرازها في عمارة القلاع العمانية خاصة ومسننات الشرفات في العمارة الإسلامية عموما فيما يتميز جدار القبلة بكوة المحراب البارزة في نتوئها عند الواجهة كما هو التقليد في وضوح التعبير عن حائط القبلة في تصميم المساجد العمانية مما يضفى البعد الثلاثي لفضاء المحراب على حركة الواجهة ويعتلى المحراب من الخارج نصف قبة مماثلة في تكوينها لتشكيل القبة المركزية.
وقد روعي في زخرفة الأروقة (الشمالي والجنوبي) تقسيمها إلى ردهات تحتوى كل ردهة على زخرفة من الزخارف التي تنتمي لحضارات إسلامية مختلفة منها الزخرفة العمانية والعثمانية والمملوكية والمغربية والمصرية الفرعونية والبيزنطية وزخرفة بلاد الحجاز وزخرفة الفن الاسلامى المغولي وزخرفة أسيا الوسطى والزخرفة الإسلامية المعاصرة والتي تضفى على المكان جماله وبهاءه بنقوشها الجميلة ومن هنا يأتي حوار الحضارات في مكان واحد.
ويتوسط الرواقين المصلى الرئيسي ويتسع لأكثر من ستة ألاف وخمسمائة مصلٍ وقد زخرف هذا المصلى بقطع الفسيفساء والرخام الأبيض والرخام الرمادي الغامق حيث وصل عدد قطع الفسيفساء المستخدمة في تزيين المصلى الرئيسي ما يقارب من ثمانية ملايين قطعة مشيرا إلى انه ومع إمكانية احتواء الصحن الخارجي لثمانية ألاف مصلٍ بالإضافة إلى الصحن الداخلي والأروقة فان السعة الإجمالية للجامع تصل إلى إمكانية احتواء (20) إلف مصل ومصلية.
ومضى صالح بن سليم بن صالح الربخى مدير إدارة الجوامع والمساجد بمركز السلطان قابوس للثقافة الإسلامية بديوان البلاط السلطاني يقول: يتوسط جدار القبلة محراب يعد روعة في الجمال بنقوشه الجميلة ويعتبر اعلي محراب في السلطنة إذ يبلغ ارتفاعه 14 مترا وبعرض يقارب التسعة أمتار. . وقد فرشت قاعة المصلى الرئيسي بسجادة أعجمية مصنوعة باليد من الصوف الخالص استغرق تصنيعها أربع سنوات وقد حيكت في إيران في منطقة مشهد بواسطة ستمائة شخص واستغرقت الحياكة وحدها 27 شهرا. . وقد دخلت السجادة موسوعة جيني للأرقام القياسية باعتبارها اكبر سجادة في العالم حيث تبلغ مساحتها (4263) مترا مربعا.
ويوجد على المصلى الرئيسي قبة مركزية بارتفاع 50 مترا مزينة بالفسيفساء تتدلى منها ثريا تعتبر الأضخم حتى ألان إذ ترتفع 14 مترا وبقطر 8 أمتار وتزن 8 أطنان ويوجد بتا 1122 شمعة.
وعن المرافق الموجودة بجامع السلطان قابوس الأكبر أوضح انه يوجد بالجامع مصلى للنساء مزخرف بالأحجار المصقولة والمنقوشة والمحفورة يدويا يتسع لأكثر من ثمانمائة مصلية وقاعة للمحاضرات والفعاليات الثقافية المختلفة سعتها (300) شخص تقع إلى الغرب من الرواق ومكتبة تضم (20) إلف مجلد مرجعي في شتى العلوم والثقافة الإسلامية والإنسانية التي تقع في الشق الشرقي من الرواق وهى مجهزة بأحدث التقنيات السمعية والبصرية وشبكة المعلومات العالمية (الانترنت) مهيأة لاستقبال الدارسين والباحثين بينما تم تصميم أماكن الوضوء في الوسط حول باحات وقاعات خاصة لها على طول خلفية الرواق المحاذية للصحن الخارجي. . كما انبثق عن تطوير مشروع الجامع بفعالياته الثقافية ومهامه الدينية والروحية معهد للعلوم الإسلامية الذي تم إنشاؤه بمبنى مستقل بمرافقه التعليمية الخاصة جنوب مجمع الجامع.
وأشار إلى إن جامع السلطان قابوس الأكبر يتميز بتفرده إذ لا يوجد هناك نموذج هندسي أخر مشابه له ولذلك فهو صرح فريد من نوعه ويتميز بأنه مقسى بالحجارة المحفورة يدويا من الخارج مما يضفى عليه طابع الديمومة والرسوخ ومن ينظر إليه يحسبه وكأنه مبنى شامخا من مئات السنين وقد روعي في المواد المستخدمة في البناء إن تكون مواد طبيعية حتى يظل هذا الصرح خالدا لآلاف السنين.
كما أشار الربخى إلى انه تمت كتابة الآيات القرآنية على أركان الجامع المختلفة وهى تزيد على 1564 مترا طوليا موضحا إن معظم الخطوط خطها خطاط عماني وقد أضفت تلك الآيات القرآنية المكتوبة بخط الثلث أجواء روحانية وجمالية خاصة لهذا الصرح الاسلامى الأكبر في السلطنة.
وفيما يتعلق بموقع جامع السلطان قابوس الأكبر قال صالح بن سليم الربخى إن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم يحفظه الله قد اختار موقع الجامع إذ تحده من الجهة الشمالية العذبة والغبرة الشمالية ذات الكثافة السكانية العالية ومن الجهة الشرقية الخرير والغبرة الجنوبية ومن الجهة الجنوبية بوشر ومنطقة غلا والناصب وبذلك يكتسب الموقع أهميته لكونه على مقربة من الطريق الرابط بين الصيب وقلب مسقط بحيث يسهل الوصول إليه من ضواحي المدينة الممتدة ومركزها. . كما إن الموقع على اتصال مباشر بالطرق السريعة التي تربط مسقط بمدن ومناطق وولايات السلطنة.
وأضاف إن موقع الجامع يحتل مسافة إلف متر على طول شارع السلطان قابوس وبعمق 885 مترا من الشمال إلى الجنوب. . وقد تم البناء على مساحة إجمالية بما فيها الشوارع والتشجير قدرها (416) إلف متر مربع كما إن تشييد الجامع تم على أرضية متسعة ومرتفعة عن سطح الموقع بمقدار (8ر1) متر وذلك للإبقاء على المبدأ العماني السائد في رفع عمارة المساجد التقليدية القائمة في إحياء وقرى المدن القديمة عن مستوى العمارة السكنية والعامة وكذلك عن مستوى ارض الولايات.
وأشار إلى إن مساحة أرضية الجامع تغطى ما يقرب من (40) إلف متر مربع ويقع المدخل الرئيسي للجامع عبر طريق الممر الجنوبي الخاص بالموقع حيث تبرز الواجهة الجنوبية للمجمع بتجردها الحجري المعبر دون أن توحي أو تلوح بفضاء الداخل وتقاسيم الأمكنة وتؤدى ثلاثة معابر من منطقة الوصول إلى أرضية المجمع عبر ثلاثة مداخل يلي كل منها صحنه الخاص والمرتبط بدوره بسلسلة عقود الرواق الجنوبي.
وأكد صالح بن سليم الربخى مدير إدارة الجوامع والمساجد بمركز السلطان قابوس للثقافة الإسلامية بديوان البلاط السلطاني في ختام تصريحه لوكالة الإنباء العمانية إن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم يحفظه الله ويرعاه كان يتابع المشروع منذ بدايته وحتى إتمامه وكان يحفظه الله يقوم بزيارات متواصلة للمشروع يسدى من خلالها النصح والإرشاد والتوجيه في كل مراحل العمل للفريق المسئول في ديوان البلاط السلطاني والتي ارتكزت على إخراج مشروع يكون معلما روحيا وصرحا معماريا ثمينا متواصلا مع حقب التراث الاسلامى العريق
ويقف جامع السلطان قابوس الأكبر شاهدا حيا يحكى قصة العمانيين الخالدة ودورهم الرائد في الحضارة الإسلامية منذ بواكير عهدها والتي ما فتأت تنعكس في الكثير من المظاهر العمرانية التي استقت روحها من دين الإسلام والذي اهتم أيما اهتمام بالعلم والفنون والإبداع الانسانى.
وجامع السلطان قابوس الأكبر الذي جاء تشييده بأوامر سامية من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم يحفظه الله ويرعاه وعلى نفقته الخاصة وبإشراف من لدن جلالته يعتبر الأكبر بين المساجد في السلطنة. . استنبطت تصاميمه من الحضارات الأكثر حضورا وتأثيرا وفعالية في بلاد الشرق فظهر ذلك جليا في دقة تلك التصاميم وروعتها المتناهية وقدرتها العجيبة على استلهام روح الجمال والإبداع.
يقول صالح بن سليم بن صالح الربخى مدير إدارة الجوامع والمساجد بمركز السلطان قابوس للثقافة الإسلامية بديوان البلاط السلطاني إن جامع السلطان قابوس الأكبر جاء بعد سنوات متصلة من التخطيط ليكون معلما دينيا بارزا وتحفة معمارية وصرحا حضاريا يتبوأ مكانة مرموقة في نفوس المسلمين جميعا وفى سلطنة عمان التي تشهد في عصر النهضة المباركة أروع الانجازات الحضارية اللافتة مما جعلها نموذجا فريدا للرقى والرفعة والتقدم والازدهار.
وأضاف الربخى في تصريح لوكالة الإنباء العمانية إن فكرة إقامة جامع السلطان قابوس الأكبر جاءت لكي يستوعب الجامع اكبر عدد من المصلين ويكون معلما دينيا وحضاريا وثقافيا واجتماعيا حيث صدرت الأوامر السامية بإنشاء أكبر جامع في السلطنة في عام 1992 لتبدأ مرحلة التصميم مشيرا إلى إن الهدف من ذلك يتمثل ليس فقط في توفير مكان للصلاة والتعبد بل ليكون مركزا للتفاعل مع روح الإسلام دينا وعلما وحضارة.
وأوضح انه وبناء على توجيهات جلالته أوكلت مهمة إقامة مسابقة معمارية إلى ديوان البلاط السلطاني بمسقط وتمت دعوة مستشارين عرب وعالميين للمشاركة في تقديم المخططات المعمارية لتصميم مشروع جامع السلطان قابوس الأكبر وكان ذلك في عام 1993 حيث رثى الاختيار على مقترح المهندس المعماري محمد صالح مكية بالاشتراك مع (كواد ديزاين) ومركزهم لندن ومسقط مشيرا إلى إن هذا المخطط جمع بين أصالة العمارة الإسلامية ومقاييسها وبين العمارة الحديثة ومتطلبات البناء والتصميم العصرية والمستقبلية.
وأشار الربخى إلى إن التنفيذ الفعلي لجامع السلطان قابوس الأكبر بدأ عام 1995 واستغرق بناؤه ست سنوات وأربعة أشهر وأربعة أيام متواصلة، وقال إن افتتاح الجامع جاء تحت الرعاية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم يحفظه الله ويرعاه في شهر مايو من عام 2001 بحضور كبار المسئولين العمانيين ووفود إسلامية وعلماء الإسلام من مختلف أنحاء العالم، وقال صالح بن سليم الربخى إن التصميم المعماري لجامع السلطان قابوس الأكبر يمثل مجموعة الحضارات الإسلامية من خلال دمجها في تصميم الجامع بداية من حضارة الأندلس وشمال إفريقيا إلى شبه الجزيرة العربية والشرق.
وأوضح إن الشكل المعماري للجامع مبنى على وجود خمس مآذن ترمز إلى أركان الإسلام الخمسة حيث تبرز المئذنة الرئيسية وترمز إلى الركن الأول من أركان الإسلام وقبة المصلى بارتفاع كل منهما كعنصرين أساسيين ضمن بيئة الجامع وتتخلل الجدران البيضاء المهيبة مجموعة من الأقواس والقوات المفتوحة مع دعامات تستهل واجهة المصلى الرئيسي.
وأشار إلى إن هذه الدعامات لها وظيفة إنشائية فضلا عن أنها ملقف للهواء على غرار عناصر الأبراج المناخية التقليدية والسائدة في العمارة المحلية كما إن للقبة غشاء مخرما متشابكا منمقة خطوطه بشعرية ذهبية وتنجلي من خلال شفافية هيكل القبة الخارجية القبة الثانية المكسوة بقشرة من أحجار الفسيفساء الذهبية بأكملها.
وقال إن جدران المصلى الرئيسي تتوج بشرفات يتأصل طرازها في عمارة القلاع العمانية خاصة ومسننات الشرفات في العمارة الإسلامية عموما فيما يتميز جدار القبلة بكوة المحراب البارزة في نتوئها عند الواجهة كما هو التقليد في وضوح التعبير عن حائط القبلة في تصميم المساجد العمانية مما يضفى البعد الثلاثي لفضاء المحراب على حركة الواجهة ويعتلى المحراب من الخارج نصف قبة مماثلة في تكوينها لتشكيل القبة المركزية.
وقد روعي في زخرفة الأروقة (الشمالي والجنوبي) تقسيمها إلى ردهات تحتوى كل ردهة على زخرفة من الزخارف التي تنتمي لحضارات إسلامية مختلفة منها الزخرفة العمانية والعثمانية والمملوكية والمغربية والمصرية الفرعونية والبيزنطية وزخرفة بلاد الحجاز وزخرفة الفن الاسلامى المغولي وزخرفة أسيا الوسطى والزخرفة الإسلامية المعاصرة والتي تضفى على المكان جماله وبهاءه بنقوشها الجميلة ومن هنا يأتي حوار الحضارات في مكان واحد.
ويتوسط الرواقين المصلى الرئيسي ويتسع لأكثر من ستة ألاف وخمسمائة مصلٍ وقد زخرف هذا المصلى بقطع الفسيفساء والرخام الأبيض والرخام الرمادي الغامق حيث وصل عدد قطع الفسيفساء المستخدمة في تزيين المصلى الرئيسي ما يقارب من ثمانية ملايين قطعة مشيرا إلى انه ومع إمكانية احتواء الصحن الخارجي لثمانية ألاف مصلٍ بالإضافة إلى الصحن الداخلي والأروقة فان السعة الإجمالية للجامع تصل إلى إمكانية احتواء (20) إلف مصل ومصلية.
ومضى صالح بن سليم بن صالح الربخى مدير إدارة الجوامع والمساجد بمركز السلطان قابوس للثقافة الإسلامية بديوان البلاط السلطاني يقول: يتوسط جدار القبلة محراب يعد روعة في الجمال بنقوشه الجميلة ويعتبر اعلي محراب في السلطنة إذ يبلغ ارتفاعه 14 مترا وبعرض يقارب التسعة أمتار. . وقد فرشت قاعة المصلى الرئيسي بسجادة أعجمية مصنوعة باليد من الصوف الخالص استغرق تصنيعها أربع سنوات وقد حيكت في إيران في منطقة مشهد بواسطة ستمائة شخص واستغرقت الحياكة وحدها 27 شهرا. . وقد دخلت السجادة موسوعة جيني للأرقام القياسية باعتبارها اكبر سجادة في العالم حيث تبلغ مساحتها (4263) مترا مربعا.
ويوجد على المصلى الرئيسي قبة مركزية بارتفاع 50 مترا مزينة بالفسيفساء تتدلى منها ثريا تعتبر الأضخم حتى ألان إذ ترتفع 14 مترا وبقطر 8 أمتار وتزن 8 أطنان ويوجد بتا 1122 شمعة.
وعن المرافق الموجودة بجامع السلطان قابوس الأكبر أوضح انه يوجد بالجامع مصلى للنساء مزخرف بالأحجار المصقولة والمنقوشة والمحفورة يدويا يتسع لأكثر من ثمانمائة مصلية وقاعة للمحاضرات والفعاليات الثقافية المختلفة سعتها (300) شخص تقع إلى الغرب من الرواق ومكتبة تضم (20) إلف مجلد مرجعي في شتى العلوم والثقافة الإسلامية والإنسانية التي تقع في الشق الشرقي من الرواق وهى مجهزة بأحدث التقنيات السمعية والبصرية وشبكة المعلومات العالمية (الانترنت) مهيأة لاستقبال الدارسين والباحثين بينما تم تصميم أماكن الوضوء في الوسط حول باحات وقاعات خاصة لها على طول خلفية الرواق المحاذية للصحن الخارجي. . كما انبثق عن تطوير مشروع الجامع بفعالياته الثقافية ومهامه الدينية والروحية معهد للعلوم الإسلامية الذي تم إنشاؤه بمبنى مستقل بمرافقه التعليمية الخاصة جنوب مجمع الجامع.
وأشار إلى إن جامع السلطان قابوس الأكبر يتميز بتفرده إذ لا يوجد هناك نموذج هندسي أخر مشابه له ولذلك فهو صرح فريد من نوعه ويتميز بأنه مقسى بالحجارة المحفورة يدويا من الخارج مما يضفى عليه طابع الديمومة والرسوخ ومن ينظر إليه يحسبه وكأنه مبنى شامخا من مئات السنين وقد روعي في المواد المستخدمة في البناء إن تكون مواد طبيعية حتى يظل هذا الصرح خالدا لآلاف السنين.
كما أشار الربخى إلى انه تمت كتابة الآيات القرآنية على أركان الجامع المختلفة وهى تزيد على 1564 مترا طوليا موضحا إن معظم الخطوط خطها خطاط عماني وقد أضفت تلك الآيات القرآنية المكتوبة بخط الثلث أجواء روحانية وجمالية خاصة لهذا الصرح الاسلامى الأكبر في السلطنة.
وفيما يتعلق بموقع جامع السلطان قابوس الأكبر قال صالح بن سليم الربخى إن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم يحفظه الله قد اختار موقع الجامع إذ تحده من الجهة الشمالية العذبة والغبرة الشمالية ذات الكثافة السكانية العالية ومن الجهة الشرقية الخرير والغبرة الجنوبية ومن الجهة الجنوبية بوشر ومنطقة غلا والناصب وبذلك يكتسب الموقع أهميته لكونه على مقربة من الطريق الرابط بين الصيب وقلب مسقط بحيث يسهل الوصول إليه من ضواحي المدينة الممتدة ومركزها. . كما إن الموقع على اتصال مباشر بالطرق السريعة التي تربط مسقط بمدن ومناطق وولايات السلطنة.
وأضاف إن موقع الجامع يحتل مسافة إلف متر على طول شارع السلطان قابوس وبعمق 885 مترا من الشمال إلى الجنوب. . وقد تم البناء على مساحة إجمالية بما فيها الشوارع والتشجير قدرها (416) إلف متر مربع كما إن تشييد الجامع تم على أرضية متسعة ومرتفعة عن سطح الموقع بمقدار (8ر1) متر وذلك للإبقاء على المبدأ العماني السائد في رفع عمارة المساجد التقليدية القائمة في إحياء وقرى المدن القديمة عن مستوى العمارة السكنية والعامة وكذلك عن مستوى ارض الولايات.
وأشار إلى إن مساحة أرضية الجامع تغطى ما يقرب من (40) إلف متر مربع ويقع المدخل الرئيسي للجامع عبر طريق الممر الجنوبي الخاص بالموقع حيث تبرز الواجهة الجنوبية للمجمع بتجردها الحجري المعبر دون أن توحي أو تلوح بفضاء الداخل وتقاسيم الأمكنة وتؤدى ثلاثة معابر من منطقة الوصول إلى أرضية المجمع عبر ثلاثة مداخل يلي كل منها صحنه الخاص والمرتبط بدوره بسلسلة عقود الرواق الجنوبي.
وأكد صالح بن سليم الربخى مدير إدارة الجوامع والمساجد بمركز السلطان قابوس للثقافة الإسلامية بديوان البلاط السلطاني في ختام تصريحه لوكالة الإنباء العمانية إن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم يحفظه الله ويرعاه كان يتابع المشروع منذ بدايته وحتى إتمامه وكان يحفظه الله يقوم بزيارات متواصلة للمشروع يسدى من خلالها النصح والإرشاد والتوجيه في كل مراحل العمل للفريق المسئول في ديوان البلاط السلطاني والتي ارتكزت على إخراج مشروع يكون معلما روحيا وصرحا معماريا ثمينا متواصلا مع حقب التراث الاسلامى العريق