إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصة قريتها وحبيت عرضه عليكم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة قريتها وحبيت عرضه عليكم

    وبكل ما أتاه ربي من قوة : اتركوني أنا مو مجنون أنتو المجانين .. اتركوني !!
    تكاد تتمزق أحباله الصوتية من صراخه .. عروقه تتقطع ..
    عندما اقتربت منه شعرت بأن قلبه قد تفجر .. وروحه تريد ان تخرج من جسده !
    يسقط على الأرض ، ثم يحاول النهوض لكن الصدمة كانت أقوى من جعله يقف .
    يرفع رأسه المتسخ بإزفلت الشارع ، وجلس على ركبتيه ، ينظر إلى يديه الملطخة بدماء أخيه
    ثم يفتحها وكأنه يريد أن يضم أمه .. يرفعها قليلا ، ويجمع أنفاسه التي لا تكاد تصل إلى رئته .
    - يا شباب أخوي مات !! يا شباب متى تصحون؟!
    ثم يسقط ويمرغ وجهه بالشارع ويضرب بكفيه ليتحرك الشارع
    يرفع صوته ( متى تصحون؟!) ويكرر بصوت ليس بأعلى من السابق ( متى تصحون؟!! )
    يكرر .. حتى خنقه البكاء ، وكتم أنفاسه واخرس فمه ..
    ((في الواقع كنت أقف أنظر إليه وأنا اشعر بالحزن .. عندما نظرت إليه تذكرت نفسي
    وتذكرت أخي الذي مات قبل فترة بسبب حادث مزقه لم يكن مخطئ بل كان يقف عند الإشارة ينتظر
    الضوء الأخضر لكي ينطلق .. يضيء الضوء وينطلق أخي .. ويتفاجأ بمتهور قطع الإشارة
    يسير بسرعة جنونية وينتهي مسار ذلك الأحمق في سيارة أخي .. لكي يطير هو والسيارة !!))
    بكيت .. الناس يتفرجون كالجدران .. بل كالصخور ..
    بعضهم فخورا لأنه شاهد المشهد كله .. والبعض الآخر السعادة تغمره لأن كميرته لم تفوت شيئاً
    أحقاً هم أناس أم أنهم حيوانات؟!! مجانين والله مجانين !!
    مرت عشر دقائق والإسعاف لم يأتي ! وفجأة صرخ رجل وقال:
    يا ناس في واحد حي (كان يقصد الرجل الذي كان يصرخ عندما حاول الناس أن ينقذوه)
    لم يكمل كلامه .. حتى اجتمعت الناس حول الشاب .. ليس لكي يساعدوه !
    لا بل لكي ينظروا كيف يموت ! كيف يتألم !! منظر رائع بالنسبة لهم ..
    لا يحدث إلا في أفلام هوليوود الشهيرة !
    يئن ويئن .. ( تذكرت أخي وذهبت إليه) عندما اقتربت رأيت رجل دافئ الملامح نحيل الجسم
    رفعته من على الأرض وقلت له: قل لا إله إلا الله ..
    فصرخ كالطفل الرضيع: أقولك أخوي مات !!
    والله اشتد بكائي من كلمته فضممته إلى صدري .. لكنه أبى ان يكون كالطفل اللقيط والناس تتابع الفلم .
    لكني أصريت عليه وضممته لصدري لكنه صرخ مرة أخرى: أرجوك اتركني .. هذولا مجانين !!
    علمت أنه في حالة انهيار وصدمة .. بل والله في حالة يرثى لها ..
    وضعت يدي على صدره .. كان موضع قلبه حارا ونبضات قلبه السريعة تصرخ
    بصوت يهز السماء ويهد الجبال !! نظر إلي وقال: أنت ما تسمع ؟!
    أجبته وأنا متعجب ويدي لم تفارق صدره : ايش أسمع؟!
    فرفع يده بصعوبة وقال: أنا أخوي مات !!
    صعقت من كلامه وأخذت أهدئه وأقرأ عليه القران .. وألقنه كلمت التوحيد ..
    وأخيراً وصلت الإسعاف// وكأن صوت سيارة الإسعاف يرن في أذنه يذكره بساعة المنبه التي توقظ أخاه ..
    ارتجف فجأة .. يحاول الوقوف .. وقدماه تصفق .. ويداه تتأرجح ..
    سيسقط !! يتماسك ! يمسك بي .. يقف ..
    ثم نطق وهز المكان وحرك الجدران .. وكسر رؤوس هؤلاء الرجال .. وانهمرت دموعهم كالفيضان !
    نطق:
    يمه خالد مات .!! ليش مات؟! اخوي ليش مااااااات؟!! خالد ما عاقل .. خالد مات؟!
    ثم التفت على الناس ونظر لهم بنظرة خرقت أجسادهم الجامدة ..
    كنت سأوقفه .. لكن لماذا؟! دعوه يتكلم ..
    ويكمل: لعيون الكلب (يقصد المتهور الذي صدم أخاه) يموت أخوي؟!!
    ليش؟! وش ذنب خالد؟! وبأي حق ينقتل خالد؟! ( كدت أسقط من البكاء بسببه)
    وين عقولكم؟!.. أنتوا مجانين؟! وين عقولكم؟! ثم أخذ يهرول كالمجنون نحو الشباب ..
    امسك شاب من أعلى قميصه فتعجبت وتعجب الناس وظنوا أنه جن وسيقتله .. حاولوا تهدئته ..
    لكنه ضيق على الشاب وشدة بقوة نحو صدره وصرخ في وجهه:
    هذا اللي تبونه؟!! هذا اللي عاجبكم؟! اختلط كلامه بالبكاء ثم خرجت زفرة صفعت كل الرجال:
    وين الشطارة؟! وين القوة والشجاعة؟! وين الرجولة؟! ......في التفحيط !!!!
    الشطارة إنك تذبح رجال يال... !! الشجاعة إنك كل يوم تشوف واحد يموت؟!! الرجولة إنك تصور الحادث
    وتركب السيارة ولا كأن صاير شي ؟!! يا مجانين يا حمير !! متى تصحون؟!! بدا صوته يختفي من الصراخ ..
    انقطع الصوت .. وثقل جسمه .. ترنح قليلا .. ثم سقط على ركبتيه وهو يردد بصوت لا يكاد يسمع:
    أخوي مات !! يا شباب متى تصحون ؟!! متى تصحوووووون؟!
    بعد هذا المنظر يبكي الرجال وتسقط كل كميرا كان يمسك بها إنسان مجنون !!
    ويبقى أخ خالد سيد ذلك المكان !
    وسحقا لكل مفحط وكل مخيس يتابع المفحطين !!

    أغميَ على الشاب .. وانتهى المشهد بدا الناس يتحركون للمغادرة .. فلم يعد هناك شيء مهم ..
    اتجهت لسيارتي وأنا أبكي .. وفي طريقي .. رأيت ثلاث شباب يتحدثون ///
    الأول : والله مسكين الولد ..
    الثاني وبكل شجاعة وفخر: يا حبيبي هذا ولا شي في حوادث شفتها أقوى من كذا !!
    ويكمل الثالث: بس في مفحطين يعرفون وين يفحطون مو مثل هالمجانين !!
    ( أيعقل أن يكون هناك مفحط غير مجنون يا مجنون)
    يقاطعه الأول: بسرعة يا شباب خلونا نمشي تأخرنا .
    يسرعون نحو السيارة .. كانت جيب ذات لون رصاصي لوحته مميزة ( ××× 444 )
    يركبون .. وتنطلق السيارة كالصاروخ !!
    والله حيوانات !! مو صاحين توهم شايفين الحادث ويمشون بهالسرعة
    ركبت السيارة وأنا أبكي بشدة .. لم أعرف كيف أسير .. هدئت لسرعة تصل العشرين ..
    لم أكن أرى الطريق .. كنت أرى أخ خالد أمامي .. أرى دموعه الجارية تسيل على خده تاركتاً
    آثراً شوه وجهه .. أرى يديه الملطخة بدماء أخيه البريئة .. أرى جلسته التي مثلت دور المظلوم
    أسمع زفراته وصراخه ...... أتذكر عندما أمسك البكاء بعنقه وضغط عليه حتى خنقه !! ثم يأبى !!
    ويقف وكأنه الفارس الذي ملئ ظهره بطعنات السيوف ثم يأبى أن ينهزم
    ويتحدى الألم ويرفع علمه شامخا ويصرخ: النصر لي .. النصر لي ..
    أتذكر كلماته التي ضربتني ضربتني حتى انهزمت وبكيت !! يا شباب أخوي مات!! يا شباب متى تصحون؟!
    مشيت تقريبا ساعة كاملة وأنا أكلم نفسي .. وفجأة وأنا أهذي كالمجنون .. قاطعني صوت هاتفي
    فيصل يتصل بك .. ترددت في الرد عليه .. لأني كنت أبكي .. تجاهلته .. لكنه أعاد الاتصال ..تجاهلته ..
    لكنه أعاد الاتصال مرة أخرى . أظن أنه يريدني في شيء مهم .. هدئت قليلا ثم أجبته ..
    عبد العزيز: الو فيصل ايش تبي؟ ليه داق؟ ( بدون سلام حتى) !
    فيصل: ايش فيك معصب؟
    عبد العزيز: سلامتك .. اخلص ايش تبي؟!
    فيصل: أنت وين؟!
    عبد العزيز: أنا في الشارع ال...
    فيصل: والله؟ بسرعة تعال في شارع ال... قريب منك بسرعة لا يفوتك !
    عبد العزيز: ليش ايش صاير؟
    فيصل:في حادث جامد ! ما بقى احد حي أربع شباب ماتوا ! صورت كل شي .. قسم بالله إني شفت الحادث
    يصير قدام عيوني .. جيب رصاصي كشخة حتى اللوحة بطلة ياشيخ كلها أربعات انقلب مرتين !!
    وصدم بكامري كان فيه واحد ( انصدمت لدرجة أني لم أقاطعه) ومات !!
    تعال بسرعة ما بعد يجي الإسعاف بسرعة .. الو عبد العزيز .. عبد العزييييييييييز ..الووو ..
    ايش فيك عبد العزيز؟ .......
    عبد العزيز: حتى أنت مجنون؟
    فيصل: ايش قاعد تقول إنت .. عبد العزيز فيك شي؟
    ولا إراديا صرخت :يا فيصل كانوا معاي !! يا شباب متى تصحون؟!
    فيصل: عبد العزيز؟!!!!!!
    عبد العزيز: متى تصحون؟
    ثم شهق شهقة اهتز لها زجاج السيارة واقفل المكالمة .. يردد وهو يبكي هذولا أوادم؟ هذولا صاحين؟
    أخوي مات بسبب ناس أمثالهم !! وخالي مات بسببهم وأخ خالد مات بسببهم .. وكل يوم الناس تموت؟!
    إلى متى .؟!! انكمشت نفسه .. وانكوى قلبه .. وأخيراً ضيقت الدنيا عليه ..
    يبكي ويبكي .. ويهلك من البكاء .. يسقط رأسه على مقود السيارة ..
    ويصرخ البوري معه(إلى متى؟!) ليقف جميع من في الشارع .. تروح السيارة يمنة ويسره .!!
    ستصدم السيارة .. وعبد العزيز لا يتحرك .. والبوري يصرخ ..
    السيارات تفتح له الطريق .. والناس تصرخ : يا أهبل وقف يا مجنون وقف .. وقف !!
    وعبد العزيز لا يتحرك .. والبوري يصرخ .. يصرخ يصرخ ويختلط صوته مع صراخ الناس !!
    تصتدم السيارة بعامود الإنارة ..تقف السيارة .. ويتحرك الناس !!
    شابان يفتحان باب السيارة ويقول الأول: ايش سوا بنفسه هالمجنون؟!
    يحاول الآخر أن يرفع جسده لكنه وبكل ما أتاه ربي من قوة يصرخ: أتركوني أنا مو مجنون انتو المجانين اتركوني!
    يحاولون تهدئته لكنه يصرخ .. وهذه المرة ليبكي العالم كله ( يا مجانين !! يا شباب متى تصحون؟)



    إلى متى ونحن نظن أن التفحيط والسرعة ظاهرة بطولية؟!
    إلى متى ونحن نرى أمثال خالد وأخاه؟!
    وإلى كم عدد تريدون أن يصل عدد الضحايا؟!!
    وإلى متى والشباب يموت ؟!! والاطفال يتيتمون؟!
    وكم عزاء نريد ان نقيم ؟! وكم أم تتعذب؟
    وإلى متى سنظل مجانين؟!
    تاجر محترم

  • #2
    شكرا اخوي
    حتما هذي هي نهاية المتهورين سواء في السياقة او في امور الحياة الأخرى
    الابتسامة لغة لا تحتاج إلى ترجمة ،هي أجمل شيء في الوجود
    وسلاح للحياة والعقل ، بل هي مفتاح ٌ للقلوب
    لكن أثرها يخترق القلوب ، ويسلِبُ العقول
    ويذهب الأحزان ، ويصفي النفوس
    ويكسر الحواجز مع بني الإنسان

    تعليق


    • #3
      ف عمان ..
      مليوني شخص .. والحوادث تاكلهم ..
      مليوني شخص وكل يوم أسمع عن زوجة تترمل.. أم تثكل ..
      أطفال يتيتمه.. أخوات يبكن على خوانهن ..
      وكله بسبب الحوادث ..
      مليوني شخص .. نادرا تمر ف شارع وماتحصل واحد منهم مو مسوي حادث ..
      مليوني شخص ..وتسمع الأمهات يدعين لأبنائهم ف روحاتهم وجياتهم خوف من الحوادث

      مو بس ف عمان .. ف الخليج .. ف العالم كله ..
      تسمع عن حوادث خطيرة .. موت .. اصابات .. تشوهات ..
      كله بسبب الحوادث..

      الأرقام في تزايد .. والنسب في تزايد ..
      حتى صارت الحوادث طاعون العصر .. الذي ينافس الحروب في عدد الوفيات ..

      حفظنا الله واياكم ..

      مشكور أخوي طارح الموضوع ..

      جمعه مباركة
      سبــحــــان الله
      والحـمــــــد لله
      ولا الـــه الا الله
      والله اكبـــــــــر

      تعليق

      يعمل...
      X