أنا يا أخيتي أعيش عالم الغموض والخيال بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ولربما لاحظتي أنتي هذا من خلال حديثي معك.أنا أعيش بعيدة عن الواقع كل البعد ولعل هذا يعود لما كنت عليه أيام طفولتي.فكنت إذا رغبت في الهروب من العالم المظلم والقاسي الذي كنت أعيشه" ذلك العالم الذي صفعني بتوجيه اول درس لي في مدرسة الحياة وياله من درس. درس يعلمك كيف يكون قُتل الإنسان دون ان تُزهق روحه ؟؟؟ " هربت إلى خيالي الواسع.فقد كان خيالي نعم الصديق ونعم الملجأ.كنت أتخيل أشياء بعيدة عن الواقع كل البعد ومن تلك الخيالات المضحكة التي كنت اعيشها هي كنت أتخيل باني قائدة لمركب أو كوكبة فضائية حتى أنني كنت ألقب نفسي بالكوكبية.كنت احلم باني في هذا الكوكب أعيش حياة الرفاهية،كل ما أتمناه يتحقق.وكنت أتخيل باني بهذا الكوكب املك قوة تمكنني من الانتقام من أعدائي والأخذ بثأري.والسيطرة على العالم.كان عالم جميل جدا وكنت أسبح بخيالي كل يوم في هذا الكوكب،كانت لي يوميات جميلة فيه اشبه بالحياة التي نحن عليها ولكن الاختلاف هو انها كانت حياة يسودها النقاء والصفاء والحنان الذي حرمت منه.لقد كان يفرحني جدا ويخفف عني خوفي وحزني.حتى وأنا في هذا العمر في بعض الأحيان الجأ إليه. ولذلك كله لم اكن استغرب عندما كان الغالي يقول لي "يا بنت كوني واقعية"افكر فيها كثير وأتذكر ماضيي المؤلم.واقول في نفسي او ليتك تعلم ما في داخلي ولكننك لا تفقه شيئا أبدا.
إذا أردتي ان تعلمي وتتعرفي على شخصية ما انظري إلى واقع ذلك الشخص إلى ملفه أوراقه حياته التي عاشها وستدركين سر الغموض.خبايا نفس الإنسان غامضة جدا يصعب تفسيرها وهذا ما صعب على كثير من علماء النفس في التعرف عليه طبيعة وخبايا نفس الإنسان.لذلك كثير ما كنت في بعض الأحيان لا استغرب غرابة وغموض الغالي واقول في نفسي لماذا اطلق عليه لقب الغريب وأنا بنفسي احمل عجائب وغرائب الدنيا.وتوقعت بان كل إنسان يحمل في نفسه نوع من الغموض والغرابة ولكنه يختلف من شخص لأخر.