يحرص كثير من الآباء والأمهات على تسجيل أبنائهم وبناتهم في «رياض الأطفال» ليهيئوهم نفسيًا وذهنيًا وفكريًا قبل أن يلتحقوا بقطار المراحل التعليمية، ويريدون أن يتعلم أبناؤهم وبناتهم مبادئ القراءة والكتابة في هذه المرحلة التمهيدية، التي تمهد لهم سبل التعليم، وتذلل لهم المصاعب التي قد تعترضهم إبان مرحلتهم العمرية التي يعيشون فيها.
أطفال صغار تتفتح عيونهم صباح كل يوم على تلك «الرياض» التي تحتضنهم وتمنحهم الرعاية والعطاء، وتسقيهم رشفات من نمير العلوم والآداب، فلعل تلك الرشفات أن تقوي الغرس فينمو وينمو، ثم يثمر ويثمر ويجني الناس منه ويدعون لمن تعهده بالري والرعاية، تمامًا كتلك الأزهار التي تتفتح صباحًا في الرياض، وتنشر عبقها، فيستنشقه الرائح والغادي، ويدعون لمن سقاها ورعاها.
إن رعاية هؤلاء الأطفال وتعليمهم أمانة عظمى، وتكمن عظمة هذه الأمانة في صغر سنهم، وضعف إداركهم وسهولة تقويمهم، وسرعة امتثالهم.
لا أجد ما يبرر تعليم هؤلاء الأطفال في المرحلة التمهيدية الأرقام أو الحروف الإنجليزية نطقًا أو كتابة، فهم بحاجة إلى تعلم حروف لغتهم وأرقامها التي قد لا يستطيعون نطقها نطقًا صحيحًا. إن هذا الأمر ينكره كل غيور على لغتنا العربية، وكل مشفق على هؤلاء الأطفال وثقافتهم.
لا أعرف سر هذه الانهزامية التي يعيشها كثير ممن ينعتون أنفسهم بـ«التربويين»، عندما يجيزون تدريس اللغة الإنجليزية لأطفال لا يعرفون كتابة لغتهم الأم وقراءتها، فتتسابق «رياض الأطفال» والمدارس الأهلية في مضمار هدم القاعدة اللغوية عند أطفال اليوم وأجيال الغد بتدريسهم مبادئ اللغة الإنجليزية، قبل مرحلة النضج اللغوي، إنهم يسعون (من حيث لا يشعرون) إلى تعجيم جيل المستقبل.
إننا نعاني من الضعف اللغوي لدى طلاب المراحل التعليمية العليا، مع أن لغتهم الأم لم تزاحمها أي لغة إبان تعليمهم التمهيدي والابتدائي، فماذا سنقول عن الجيل «العربليزي» القادم؟!
أثبتت الدراسات أن للغة أثرًا كبيرًا في تفكير الطفل وإدراكه، فلا بد من السعي إلى تنمية لغته عنده، وتعزيزها في نفسه، وغرس محبتها لديه، حتى يتمكن من الحديث بها، ويتخذها جسرًا بينه وبين مجتمعه المحيط به، فيقوى ذلك الجسر بقوة بناء لغته في نفسه، ويزداد رسوخًا وثباتًا مع مرور الأيام.
[align=left]الموضوع لفهد علي العبودي _مجلة المعرفة
وشكرا[/align]
أطفال صغار تتفتح عيونهم صباح كل يوم على تلك «الرياض» التي تحتضنهم وتمنحهم الرعاية والعطاء، وتسقيهم رشفات من نمير العلوم والآداب، فلعل تلك الرشفات أن تقوي الغرس فينمو وينمو، ثم يثمر ويثمر ويجني الناس منه ويدعون لمن تعهده بالري والرعاية، تمامًا كتلك الأزهار التي تتفتح صباحًا في الرياض، وتنشر عبقها، فيستنشقه الرائح والغادي، ويدعون لمن سقاها ورعاها.
إن رعاية هؤلاء الأطفال وتعليمهم أمانة عظمى، وتكمن عظمة هذه الأمانة في صغر سنهم، وضعف إداركهم وسهولة تقويمهم، وسرعة امتثالهم.
لا أجد ما يبرر تعليم هؤلاء الأطفال في المرحلة التمهيدية الأرقام أو الحروف الإنجليزية نطقًا أو كتابة، فهم بحاجة إلى تعلم حروف لغتهم وأرقامها التي قد لا يستطيعون نطقها نطقًا صحيحًا. إن هذا الأمر ينكره كل غيور على لغتنا العربية، وكل مشفق على هؤلاء الأطفال وثقافتهم.
لا أعرف سر هذه الانهزامية التي يعيشها كثير ممن ينعتون أنفسهم بـ«التربويين»، عندما يجيزون تدريس اللغة الإنجليزية لأطفال لا يعرفون كتابة لغتهم الأم وقراءتها، فتتسابق «رياض الأطفال» والمدارس الأهلية في مضمار هدم القاعدة اللغوية عند أطفال اليوم وأجيال الغد بتدريسهم مبادئ اللغة الإنجليزية، قبل مرحلة النضج اللغوي، إنهم يسعون (من حيث لا يشعرون) إلى تعجيم جيل المستقبل.
إننا نعاني من الضعف اللغوي لدى طلاب المراحل التعليمية العليا، مع أن لغتهم الأم لم تزاحمها أي لغة إبان تعليمهم التمهيدي والابتدائي، فماذا سنقول عن الجيل «العربليزي» القادم؟!
أثبتت الدراسات أن للغة أثرًا كبيرًا في تفكير الطفل وإدراكه، فلا بد من السعي إلى تنمية لغته عنده، وتعزيزها في نفسه، وغرس محبتها لديه، حتى يتمكن من الحديث بها، ويتخذها جسرًا بينه وبين مجتمعه المحيط به، فيقوى ذلك الجسر بقوة بناء لغته في نفسه، ويزداد رسوخًا وثباتًا مع مرور الأيام.
[align=left]الموضوع لفهد علي العبودي _مجلة المعرفة
وشكرا[/align]
تعليق