منــزل شاب ... صممته ريشة شابة
عندما يكون مهندس المنزل في ريعان الشباب ومتأثراً بالأسلوب الهندسيّ الغربيّ، لا بدّ أن يصمّم شقة رافلة بنفحة من الإبتكارات الاستثنائية.
هنا في هذا المسكن في إحدى المناطق البيروتية العريقة، بثّت المهندسة الشابة مارينا خليل الحياة ورسمت خيوطاً فريدة على مساحة 450 متراً مربعاً.
ونزولاً عند رغبة المالكة، صمّمت الشقة على نحو يجعلها فسيحة مترامية من دون أن يشغلها الأثاث الكثير.
وإن وُضع، فبنعومة لا متناهية من الطراز العصريّ، وكلّه من الماركات العالميّة المستوردة.
تقول المهندسة إنّ ما يبرز جمالية الأثاث أكثر هو الأرض من الرخام الرماديّ، الذي «على خلاف ما يعتقد البعض، يعطي إشراقة، وخصوصاً أنّه شديد اللمعان ويضفي على الأثاث قيمة حقيقية».
وهنا إختير من الحجم الكبير ليعطي الشقة مساحة إضافية.
ومن أجل رونق أكثر لقاعات الإستقبال، ألبست المهندسة الجدران الخشبية بالأبيض اللماّع.
وتجلّت قمّة الجمال في لون أثاث أحد الصالونات، وهو عبارة عن مقاعد متّصلة بشكل نصف دائري من اللون البنفسجيّ الزاهي المائل إلى الزهريّ، وقد إنسجم مع الأرض الرمادية.
وإلى جانب المقعد الكبير، كرسيّ ضخم وثير من اللون الأبيض، وفي الوسط طاولة سوداء شبه دائرية.
وبين هذا الصالون والآخر المقابل أمام الواجهات الزجاجية التي احتلّت قسماً كبيراً من قاعات الإستقبال، فصلت قطعة مستطيلة من الخشب مقطّعة إلى ألوان عدة، إلى جانب قطع من الكروم، انغرست فيها مزهرية حملت وروداً بيضاً.
الصالون المقابل من الطراز العصري عبارة عن قطعة واحدة متصلة الأجزاء باللون الرمادي الذي انسجم مع لون الأرض من الرمادي الزاهي.
وإلى جانب هذا الصالون طاولة بيضاء لمّاعة مستديرة ارتفعت حولها مقاعد ذات قاعدة رفيعة ومستطيلة كما قاعدة الطاولة، ووضعت عليها أرائك سود.
وفي آخر الجلسات غرفة الطعام التي اتّسمت بالعصرية أيضاً، من الخشب الداكن والمقاعد السود، تطعّمت بالكروم من خلال قطعة لافتة بتصميمها، استراحت في الجدار وامتدّت نزولاً لتضمّ الدروسوار.
وبالوصول إلى الإضاءة، فقد توزّعت بطريقة مدروسة ودقيقة لتخدم الفكرة الهندسية التي أرادتها المهندسة لهذه الشقة، ألا وهي الجوّ الهادئ والبسيط.
لذا لم تنبعث الإنارة من الجصّ في السقف إلا حيث تقتضي الحاجة.
وفي جوّ الرفاهية، لا بدّ أن تكون التكنولوجيا وكلّ الإبتكارات الحديثة حاضرة في التفاصيل لتسهيل حياة قاطني هذه الشقة، من أصغر الأمور وصولاً إلى آخر صيحات التكنولوجيا المتعلّقة بعالم الموسيقى.
وهنا ساهم إطلاع المهندسة ومتابعتها الدؤوبة وحسّها الشبابي في متابعة أدقّ التفاصيل.
الأبواب الخشب البنيّة، وخصوصاً باب المدخل الرئيسي، طغت ألوانها وزخرفتها العصرية، بما أنّ الأبيض هو الطاغي إلى جانب المساحات الهادئة بألوانها وتصاميمها، وهو ما أبرز الأبواب التي شكلّت عنصراً هندسياً بارزاً وسط الهدوء المخيّم.
صحيحٌ أنّ المطبخ واحد، إلا أنّ كلّ ما في داخله مزدوج، من الفرن والغاز وصولاً إلى البرّاد.
وكما هو واضحٌ فإنّ ولائم هذا المنزل والاحتفالات فيه كثيرة.
الأواني كلّها من الستاينلس الذي شكلّ اللون الطاغي وسط نقاوة الأبيض الذي دخل المطبخ أيضاً بكلّ تفاصيله، مقترناً بالطلاء اللمّاع الذي أضاف نضارة إلى النقاوة.
وكسراً للرتابة، لوّنت المهندسة أحد الجدارن بالبنفسجي الذي كان له دور مزدوج في إدخال الحياة والعنصر الشبابي إلى الهندسة وكسر رتابة اللون الأبيض.
وانسجاماً مع البنفسجي والأبيض، أدخل الرمادي إلى الرخام الذي شكّل وجه الطاولة في الوسط كما في الأرض.
ولكي يبقى الأبيض مسيطراً، طغى البلاستيك الشفّاف على المقاعد العالية حول الطاولة، والتي ارتفعت على الكروم المسيطر بدوره على أكسسوار الخزائن المستطيلة.
النقاوة وفرادة التصميم لم تغيبا عن جناح غرف النوم الذي ضمّ ثلاث غرف، لكلّ واحدة حمّامها.
البياض الناصع مخيّم في هذا الجناح من الأبواب إلى الجدران، وتخلّلت أحد الجدران في الممرّ الذي يقود إلى غرف النوم، كتابات رومنسية بأحرف سود وأشكال مائلة، زيّنت أيضا أحد جدران غرفة النوم.
هذه الغرفة خزائنها من الخشب الأبيض اللمّاع وسقفها من الجصّ الأبيض الناصع، دخل إليها اللون في الباركيه البني وإطار السرير.
الغرفة الثانية تلوّنت بالفستقي إلى جانب الأبيض في السرير والمكتب.
واللافت هو تصميم الجصّ في السقف، حيث انبعثت الإنارة من مستطيلات عدة في السقف. حمّام هذه الغرفة من الأبيض والفستقي أيضاً.
وبالوصول الى الغرفة الثالثة، فقد زيّنتها كلّ الألوان الزاهية في المكعبات الخشبية البيضاء، قابلتها في السقف مكعبات من الإنارة الموجّهة.
هكذا، ومن خلال ترك المساحات هادئة من دون أن يشغلها الأثاث الكثير، وبخيوط عصرية بسيطة، حافظت المهندسة على نضارة المكان وكبر مساحته، كما أرادت المالكة.
صور من المنـــــزل
منقول
تعليق