أول ناطحات سحاب عربية
أول ناطحات سحاب عربية بُنيت من الطين منذ مئات السنين ..!!
هي موجودة في حضرموت والتي من أجلها جاء المعماريون من مختلف أنحاء العالم يوم 1/3/2000، وعقدوا مؤتمرهم في رحاب جامعة حضرموت، ووجهوا نداءهم للعالم من أجل الحفاظ على المدن الطينية ..
وسعتهم مدن سيئون وتريم وشبام ..بعماراتها التي تتجاوز العشرة طوابق وبقصورها التي ظلت محتفظة ببهائها وجمالها عبر مئات السنين .. وكلها مبنية من "الطين" .!!
وعندما سؤلا المعماريين.. لماذا الطين ؟
فقالوا : قبل الإجابة لابد أن نعرف ما هو هذا الطين .. وأحالوا الجواب إلى المهندس صالح عبدالله الذي قال: إن الطين أساساً ناتج عن تحلل الصخور النارية، وهو لذلك مركَّب من دقائق صغيرة متبلورة من سيلكا الألومونيوم، ومن خواصِّه الطبيعية اللزوجة عند إضافة الماء إليه، أما لون الطين فيعتمد على المركبات المعدنية التي فيه؛ ولذا نراه يتدرج من الأبيض الفاتح إلى البني الغامق، ويبلغ وزن الطين ما بين 1400 إلى 1800 جرام في المتر المربع حسب درجة التماسك .
ويتابع المهندس صالح تعريفه بخواص الطين فيقول: إنه من أفضل المواد العازلة للحرارة ويتكون النقي منه أو ما يطلق عليه الصلصال من حوالي 46.5 % من سيلكا الألومونيوم ( ثاني أكسيد السيلكون )، و39.5 % من ثلاثي أكسيد الألومونيوم، بالإضافة إلى حوالي 14 % من الماء، فهو تشكيل معقد من السيلكون والألومونيوم والهيدروجين
الخواص التي تميز العمارة الطينية عن الأسمنتية
عند سؤال المعماري سالم خميس عن الخواص التي تميز العمارة الطينية عن الأسمنتية
قال: عرف الإنسان مميزات الطين، فحافظ على استعماله ليس في اليمن فقط ولكن في العديد من دول العالم، إذ أثبتت الإحصائيات أن أكثر من مليار من البشر يستعملون العمارة الطينية؛ لأن الجدران الطينية تعتبر عازلاً جيداً للحرارة والبرودة، فلا تسمح بسرعة انتقالها من غرفة إلى غرفة، كما أن هناك سهولة في التعامل مع الطين أثناء البناء فيسهل تشكيله وزخرفته بما يتناسب مع قيمنا الإسلامية في المعمار .
أما الدكتور سالم محمد مبارك فيلفت نظرنا إلى بُعْدٍ نفسي للبيوت الطينية فيقول: إن البحوث التي عُرضت في المؤتمر الدولي المذكور أثبتت أن الطين له تأثير نفسي إيجابي على الإنسان ربما لأنه نشأ من الطين وسوف يعود إليه تارة أخرى .
قبل وبعد الإسلام :
وراح الباحث جعفر السقاف يُحَدِّث الحضور عن العمارة الطينية في شبه الجزيرة العربية قبل وبعد الإسلام، فذكر أن الفن المعماري الطيني بوادي حضرموت على سبيل المثال مرَّ بمراحل متعددة وأطوار مختلفة قبل وبعد الإسلام، حيث رأينا في آثار العمارات الطينية التي بنيت قبل الإسلام أنها كانت تتزين بنقوش تمثل صور الحيوانات المختلفة مثل الوعل والبقر والغزلان والجمال، وأحياناً كانت المعارك تُوَثَّق بالنقش على الجدران الطينية، وحتى مطاردات الإنسان للأسود وعبادته للأصنام كانت تنقش على تلك الجدران، أما بعد مجيء الإنسان وتهذيبه للفطرة الإنسانية، فقد تميز الطابع المعماري الطيني بمؤثرات إسلامية ظهرت واضحة جلية في المنائر والقباب والأربطة، واتخذت أشكالاً هندسية من المثلثات والمربعات والسداسيات، والأشكال المخروطية والمستديرة وكثرت أشكال الهلال الذي يعتبر رمزاً للعمارة الإسلامية .
هذا عن التطور في الشكل والزخرفة المعمارية، أما عن تطور المواد المستخدمة في الخلطة الطينية فقال: إنها كذلك تطورت من حجر يُنحَت مع الكلس المستعمل لربط الحجارة والتشييد والتزيين إلى طين يُحرق بعد مزجه بالتبن المأخوذ من بقايا الشعير والبُرّ .
وقبل أن أتركك عزيزي القارئ أرجوك إذا نظرت بجوارك الآن ورأيت عيناك تصطدم بجدار إسمنتي فأعد قراءة الموضوع
المصدر : صنعاء القديمة
تعليق