الأمطار تنكب حضرموت والمهرة بكوارث وغرق سفينة والجثث طافية
الجمعة, 24-أكتوبر-2008
نبأ نيوز- متابعات: سامي عبد الدائم -
ضربت السواحل الشرقية لليمن عاصفة بحرية مصحوبة بالإمطار
الغزيرة, وتعرضت محافظتي حضرموت والمهرة لسيول الأمطار الغزيرة،
التي تسببت بأضرار بالغة، وأغرقت سفينة، وتم إنقاذ سفينتين أخريتين، فيما
توجه الرئيس علي عبد الله صالح إلى حضرموت ليقود أعمال الإغاثة بنفسه، في
الوقت الذي تقوم فرق الجيش بأعمال الانقاذ، فيما الجثث عوم فوق السيول،
في أسوء الكوارث الطبيعية التي تواجهها اليمن.
وتسببت السيول المتدفقة في المحافظة إلى قطع الطرقات ومنع الحركة
عليها حيث تم قطع طريق بويش- المكلا وفوه- المكلا وبروم- المكلا في
منطقة الساحل، وكذا قطع الطرقات بين شحير- الشحر وشحير- الريان
و سيئون- تريم ووادي العين وقهوة بن عيفان ووادي عمد ووادي
دوعن في منطقة وادي حضرموت.
كما أعلن محافظ حضرموت سالم الخنبشي محافظة حضرموت
منطقة منكوبة إجمالا ساحلها وواديها نتيجة الأمطار والسيول التي
شهدتها المحافظة خلال الـ 30 ساعة الماضية بشكل متواصل.. وقال
المحافظ:" إن هناك عددا من المدن والمديريات محاصرة بكميات هائلة
من المياه، خاصة أسفل أودية العين وعمد ودوعن ومنطقة ساه بوادي حضرموت".
وتوقع محافظ المحافظة في تصريح لوكالة (سبأ) أن تمتد الأضرار نتيجة
لهطول الأمطار على مدى الـ 30 ساعة الماضية إلى مناطق ومدن
أخرى مثل سيئون وتريم والقطن وشبام.
مشيرا إلى تشكيل فرق ميدانية في مدينة المكلا والمدن المتضررة
الأخرى لإعادة الحياة إلى طبيعتها، بعد أن قطعت عنها الإمدادات بكافة
الخدمات من مياه وكهرباء واتصالات، وكذا إحداث أضرار جسيمة
بالطرقات الرئيسة والداخلية.
ولفت الخنبشي إلى أنه تم تلقي بلاغات ميدانية عن وجود عدد من
الجثث تطفو فوق مياه السيول، وأن فرق الإنقاذ تحاول انتشالها.
وعلى الصعيد ذاته، قال المقدم صالح الراعي رئيس أركان كتيبة
خفر السواحل أن باخرة محملة بالزيوت قادمة من أبو ظبي متوجهة
إلى الصومال غرقت قبالة سواحل نشطون نتيجة للأمطار الغزيرة
والعواصف والأمواج الشديدة الناتجة عن المنخفض الجوي
المتواجد في المنطقة.
وأشار الراعي لـ26"سبتمبر نت" انه تم إنقاذ طاقم السفينة
المكون من 17 بحارا ولم يصب أحدا منهم بأي أذى وذلك بمساعدة
قيادة معسكر الغيظة الذي قدموا جهودا كبيرة ومضنية من اجل إنقاذ
السفينة وذلك من خلال سحبها إلى الشاطئ الذي تبعد منه بحوالي
خمسة أميال وعمق كبير جدا ألا إن عملية الإنقاذ تعثرت نتيجة
لان السفينة كانت قد بدأت تغرق وتمتلئ بالمياه الأمر الذي أدى
إلى غرقها في رأس نشطون
ونوه الراعي إلى انه تم إنقاذ سفينتين والسماح لهن بالدخول
إلى الشواطئ اليمنية في ميناء نشطون لإنقاذهما من الغرق
الناتج عن سواء الأحوال الجوية والأمواج والعواصف البحرية
الشديدة ، كما تم تفتيش السفينتين قبل دخولهما الى الميناء من
قبل قيادة معسكر الغيظة ،وكانت السفينتين قد أفرغت حمولتهما
في الصومال متوجهتان الى أبو ظبي
من جانبه، توقع المركز الوطني للأرصاد في اليمن استمرار تثار
المناطق الشرقية لليمن بالعاصفة البحرية خلال الساعة القادمة,
كما كان قد حذر في وقت سابق الصيادين ومرتادي البحر من
سوء الأحوال الجوية والاضطراب الشديد في حالة البحر.
مشيراً إلى أن حالة البحر ستكون مضطربة إلى شديدة الاضطراب
وارتفاع الموج من (3-5) أمتا .
وتوقع المركز أن تتمركز العاصفة الاستوائية على خط عرض
(10.100) شمالاً وخط طول (53.00) شرقاً على بعد أكثر من
(200) كيلو متر تقريباً من جنوب أرخبيل سقطرى .
هذا وقد وصل الرئيس على عبد الله صالح رئيس الجمهورية
الجمعة، إلى المكلا للأشراف المباشر ومتابعة جهود الإيواء
والإنقاذ والإغاثة للمواطنين المتضررين نتيجة هطول الأمطار
الغزيرة وتدفق السيول على محافظتي حضرموت والمهرة
وعدد من المناطق الجمهورية.
كما وجه الرئيس صالح بتشكيل لجنة طوارئ لتقديم الإيواء والإغاثة
العاجلة للمواطنين المتضررين من جراء هطول الأمطار
الغزيرة، وتدفق السيول في كل من محافظتي حضرموت
والمهرة. وأوكل رئاستها لنائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع
والأمن الدكتور رشاد العليمي وعضوية الأخوة:
ـ وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد
ـ وزير الداخلية اللواء مطهر رشاد المصري
ـ وزير الإعلام حسن اللوزي
ـ وزير النقل المهندس خالد الوزير
ـ وزير الأشغال العامة والطرق المهندس عمر الكرشمي
ـ وزير الزراعة والري الدكتور منصور الحوشبي
ـ الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام أحمد عبيد بن دغر
ووجه أيضاً الحكومة بسرعة إرسال الخيام والمواد الغذائية
والطبية للمتضررين من السيول.
وتقوم وحدات القوات المسلحة بعمليات الإنقاذ وتقديم المساعدات
عبر الطائرات المروحية للمواطنين المتضررين من السيول .
وتشير المعلومات الأولية إلى أن ارتفاع المياه الناتج عن تدفق
السيول في مناطق حضرموت وصل إلى مترين ونصف
وبعض المناطق إلى 3 أمتار .
تجدر الاشارة هنا الى أن اليمن لم يسبق وان شهد أمطارا بهذه الغزارة
التي تستمر لعدة أيام أو أن تسقط أمطارا في فصل الشتاء وتشمل
معظم محافظات اليمن بما في ذلك المناطق الساحلية وبغزارة
شديدة رغم أن تلك المناطق لها فترات طويلة لا يهطل الأمطار في
موسمها المعتاد في اليمن.
وفي العادة تسقط الأمطار في اليمن في موسمين الأول خلال
فصل الربيع ( مارس - أبريل)، والثاني في الصيف ( يوليو - أغسطس )
وهو موسم أكثر مطراً من فصل الربيع وتتباين كمية الأمطار
الساقطة على اليمن تبايناً مكانياً واسعاً فأعلى كمية تساقط
سنوي تكون في المرتفعات الجنوبية الغربية كما في مناطق إب - تعز
والضالع ويريم حيث تتراوح كمية الأمطار الساقطة هنا ما
بين 600 -1500 مم سنوياً وتقل كمية الأمطار الساقطة في
السهل الساحلي الغربي كما هو في الحديدة والمخا بالرغم من
تعرضها للرياح الموسمية الجنوبية الغربية القادمة من المحيط
الهندي العابرة البحرالأحمر نتيجة لعدم وجود عامل رفع لهذه الرياح
الرطبة إلا أن متوسط المطر السنوي يزداد مع الارتفاع من 50
مم على الساحل إلى نحو1000مم على سفوح الجبال المواجهة
إلى البحر الأحمر.
ولا يختلف الأمر في السواحل الجنوبية والشرقية للبلاد عن
السواحل الغربية من حيث كمية الأمطار والتي تبلغ نحو 50 مم
سنوياً كما في عدن والفيوش والكود والريان ويرجع سبب ذلك إلى
عدة عوامل أهمها: إن اتجاه حركة الرياح الرطبة تسير بمحاذاة الساحل
دون التوغل إلى الداخل, لذا فإن تأثيرها يكون قليلا جداً وبالتالي
فإن الأمطار الساقطة ليست ذات أهمية اقتصادية تُذكر.
ويعد هطول الأمطار في اليمن في الشتاء من التغيرات المناخية
غير المسبوقة في اليمن .. ما يستدعي إخضاعها للدراسة من قبل
الأكاديميين المختصين والجهات المعنية بالبيئة وتغيرات المناخ.
خبر منقول للأطلاع على أوضاع البلد الجار { اليمن } بعد السيول الجارفة التي اجتاحته خلال الأيام الماضية .
//
عبد الله
تعليق