إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اه منك ا خروف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اه منك ا خروف

    في زاوية قصيّة .. وبعيدا عن أعين الإعلام ... كان الجزار يحد سكينه ويجهز كلاليبه ...

    منتظرا وصول أول خروف عربي من الحظيرة المجاورة للمسلخ

    في تلك اللحظة كانت الخراف في الحظيرة تعيش وتاكل وتشرب وكأنها قد جاءت الى تلك الحظيرة بضمان الخلود .

    دخل الجزار فجأة الى وسط الحظيرة فأدركت " الخرفان " بحسها الفطري أن الموت قادم لامحالة .

    وقع الاختيار على احد الخراف ..وأمسك الجزار بقرنيه يسحبه الى خارج الحظيرة ....

    ولكن ذلك الكبش كان فتيا في السن ذو بنية قوية وجسما ممتلئا وقرنين قويين ...وقد شعر برهبة الحدث..

    وجبن الموقف ..وهو يقاد الى الموت ... فنسي

    الوصية رقم واحد من دستور القطيع ... وهي بالمناسبة الوصية الوحيدة في ذلك الدستور ...

    وكان قد سمع تلك الوصية قبل ساعات من كبار الخرفان في الحظيرة .....

    وكانت الوصية تقول :- حينما يقع عليك اختيار الجزار فلا تقاوم فهذا لن ينفعك بل سيغضب منك

    الجزار ويعرض حياتك وحياة افراد القطيع للخطر .

    قال هذا الكبش في نفسه : هذه وصية باطلة ودستور غبي لاينطلي حتى على قطيع الخنازير ...فكيف بنا نحن الخراف ونحن أشرف وأطهر .. .... فاذا كانت مقاومتي لن تنفعني في هذا الموقف ... فلا أعتقد انها ستضرني ....

    اما قولهم ان مقاومتي ستغضب الجزار وقد يقتل جميع الخرفان ...فهذا من الغباء ....فماجاء بنا هذا الجزار الى هذه الحظيرة الا وقد أعد عدته ورسم خطته ليذبحنا واحدا بعد الاخر .....فمقاومتي قد تفيد ولكنها بلا شك لن تضر ....

    انتفض ذلك الكبش انتفاظة الاسد الهصور ...وفاجئ الجزار ....واستطاع ان يهرب من بين يديه ليدخل في وسط القطيع حيث نجح في الافلات من الموت الذي كان ينتظره .

    لم يكترث الجزار بما حدث كثيرا ... فالحظيرة مكتظة بالخراف ولاداعي لتضييع الوقت في ملاحقة ذلك الكبش الهارب....

    أمسك الجزار بخروف اخر وجره من رجليه وخرج به ....
    كان الخروف الاخير مسالما مستسلما ولم يبد اية مقاومة ..........الا صوتا خافتا يودع فيه بقية القطيع
    نال ذلك الخروف اعجاب جميع الخرفان في الزريبة ... وكانت جميعها تثني عليه بصوت مرتفع وتهتف باسمه ... ولم تتوقف عن الهتاف حتى قاطعها صوت الجزار الجهوري وهو
    يقول ...... بسم الله والله أكبر

    خيم الصمت على الجميع ......وخاصة بعد ان وصلت رائحة الموت الى الحظيرة . ولكنهم سرعان ماعادوا الى اكلهم وشربهم مستسلمين لمصيرهم الذي يرفضون أي فكرة لمقاومة ذلك المصير بل قد يتعرض أي خروف يدعو الى مقاومة الجزار الى الموت نطحا قبل أن يقتل ذبحا.

    وهكذا بقيت الخراف في الحظيرة تنتظر الموت واحدا بعد الاخر ... وفي كل مرة ياتي الجزار ليأخذ احدهم لاتنسى بقية الخراف بان توصيه على الموت على دستور القطيع لا ثم لا للمقاومه

    وكان الجزار وتوفيرا للوقت والجهد .... اذا وجد خروفا هادئا مطيعا ...فانه يأخذ معه خروفا اخر .

    وكل مازاد عدد الخراف المستسلمة ... زاد طمع الجزار في أخذ عددا اكبر في المرة الواحدة ... حتى وصل به الحال أن يمسك خروفا واحدا بيده وينادي خروفين اخرين او ثلاثة او اكثر لتسير خلف هذا الخروف الى المسلخ.....

    وهو يقول : يالها من خراف مسالمة ... لم احترم خرافا من قبل قدر ما احترم هذه الخراف ...
    انها فعلا خراف تستحق الاحترام.

    كان الجزار من قبل يتجنب أن يذبح خروفا امام الخراف الاخرى حتى لايثير غضبها وخوفا من أن
    تقوم تلك الخراف بالقفز من فوق سياج الزريبة والهرب بعيدا... ولكنه حينما رأى استسلامها المطلق ..

    أدرك أنه كان يكلف نفسه فوق طاقته ..وان خرافه تلك تملك من القناعة بمصيرها المحتوم مايمنعها من المطالبة بمزيد من الحقوق ...

    فصار يجمع الخراف بجانب بعضها ... ويقوم بحد السكين مرة واحدة فقط ... ثم يقوم بسدحها وذبحها...

    والاحياء منها تشاهد من سبقت اليهم سكين الجزار .. ولكن .. كانت الوصية من دستور القطيع تقف حائلا امام أي احد يحاول المقاومة او الهروب ...." لا تقاوم ..." ....

    في مساء ذلك اليوم وبعد أن تعب الجزار وذهب لاخذ قسط من الراحة ليكمل في الصباح مابدأه ذلك اليوم ...

    كان الكبش الشاب قد فكر في طريقة للخروج من حظيرة الموت واخراج بقية القطيع معه

    كانت الخراف تنظر الى الخروف الشاب وهو ينطح سياج الزريبة الخشبي مندهشة من جرأته وتهوره .

    لم يكن ذلك الحاجز الخشبي قويا ... فقد كان الجزار يعلم أن خرافه أجبن من أن تحاول الهرب .

    وجد الخروف الشاب نفسه خارج الحظيرة .... لم يكد يصدق عينيه ...

    صاح في رفاقه داخل الحظيرة للخروج والهرب معه قبل أن يطلع الصباح

    ولكن كانت المفاجأة أنه لم يخرج أحد من القطيع .... بل كانوا جميعا يشتمون ذلك الكبش ويلعنونه و يرتعدون خوفا من أن يكتشف الجزار ماحدث...

    وقف ذلك الكبش الشجاع ينظر الى القطيع .. في انتظار قرارهم الاخير

    تحدث افراد القطيع مع بعضهم في شأن ما اقترحه عليهم ذلك الكبش من الخروج معه والنجاة بانفسهم من سكين الجزار ......

    وجاء القرار النهائي بالاجماع مخيبا ومفاجئا للكبش الشجاع .....

    في صباح اليوم التالي ....جاء الجزار الى الحظيرة ليكمل عمله .. فكانت المفاجأة مذهلة

    سياج الحظيرة مكسور ....... ولكن القطيع موجود داخل الزريبة و لم يهرب منه أحد ............

    ثم كانت المفاجأة الثانية حينما رأى في وسط الحظيرة خروفا ميتا ... وكان جسده مثخنا بالجراح وكأنه تعرض للنطح و الطعن...

    نظر اليه ليعرف حقيقة ماحدث ............ صاح الجزار ... ياالله ... انه ذلك الكبش القوي الذي هرب مني يوم أمس .

    نظرت الخراف الى الجزار بعيون الامل ونظرات الاعتزاز والفخر بما فعلته مع

    ذلك الخروف " الارهابي " الذي حاول أن يفسد علاقة الجزار بالقطيع ويعرض حياتهم للخطر .

    كانت سعادة الجزار أكبر من أن توصف ... حتى أنه صار يحدث القطيع بكلمات الاعجاب والثناء

    ايها القطيع .. كم افتخر بكم وكم يزيد احترامي لكم في كل مرة اتعامل معكم ...

    ايها الخراف الجميلة ....لدي خبر سعيد سيسركم جميعا ......وذلك تقديرا مني لتعاونكم منقطع النظير .....

    أنا وبداية من هذا الصباح ..... لن أقدم على سحب أي واحد منكم الى المسلخ بالقوة ..... كما كنت أفعل من قبل ... فقد اكتشفت انني كنت قاسيا عليكم وان ذلك يجرح كرامتكم .....

    كل ما عليكم أن تفعلونه يا خرافي الاعزاء أن تنظروا الى تلك السكين المعلقة على باب المسلخ ....فاذا لم تروها معلقة فهذا يعني أنني أنتظركم داخل المسلخ .
    فليأت واحد بعد الاخر ..... وتجنبوا التزاحم على ابواب المسلخ ....

    وفي الختام لا انسى أن اشيد بدستوركم العظيم ...... لا للمقاومة ...

    وهذا ماجنته ايديكم ايتها الخراف الغبية
    في الختام ... مجرد سؤال بسيط :
    هل الخرفان عضو في جامعة الخرفان العربية؟؟؟؟؟
    http://img377.imageshack.us/img377/212/762316561lt8.jpg

  • #2
    هههههه
    هيش اقول غير، شر البلية ما يضحك،،

    مشكوره فلسطينيه على الموضوع،،
    .. وخـيرُ جلـ( كتـابُ )ـيسٍ فالـزمانِ ..
    ~~~~~~
    { ابـتـسمـ ... ترا العـمر لحـظه }

    ~~~~~~
    ~~(جـيوفـيزيـائي)~~

    تعليق


    • #3

      قصة تعبر عن الواقع العربي المعاصر، وتفتت الأمة العربية والإسلامية من قبل على ايدى المستعمرين وما آلت إليه الأمور حالياً من تمكن أعداء العروبة والإسلام من إحتلال بلدان المسلمين والعرب بلداً أثر آخر، فها هي أفغانستان والعراق وسبقتهما فلسطين بلدان ما زالت قيد الإحتلال وتنظر هذه البلدان من يقوم بتخليصها من أيدي المحتلين.

      ليت العرب والمسلمين يعوون درس هذه القصة جيداً، قبل أن يصير حالنا جميعاً كحال الخرفان في القطيع.

      قصة معبرة، بوركت أختي فلسطينية القلب على إختيارها للطرح هنا.

      دمت بخير.
      ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك


      زورونا في سلسلة ( إقرأ معي )

      الكتاب الأول

      تعليق


      • #4
        ههههههههههه
        والله هذا حال الواقع العربي

        تعليق


        • #5
          فلسطينية القلب / اصبتي بالتوصيف...

          شكرا لك
          وطنـي لو شُغِلْتُ بالخلدِ عنه
          نازَعَتني إليه في الخُلدِ نفسي

          تعليق


          • #6

            جزاكم الله خيرآ
            وبالتأكيد تعلمون النهاية
            مــات الخروف ولكنه لم يمت خروفآ بل مات ليثآ
            أمــا اللذين رضووا بأن يعيشوا ويموتوا خرافآ فهنيئآ لهم وللجزار ...........................................
            http://img377.imageshack.us/img377/212/762316561lt8.jpg

            تعليق

            يعمل...
            X