منح مهرجان مسقط هذا العام، فرصة لبعض الفرق المسرحية لعرض أعمالها على مسرح المدينة، فبعد دراسة لأكثر من ثلاثة عشر عرضاً، تم اختيار عرضين لفرقتين مميزتين، العرض الأول (درب المجانين) لفرقة مزون، والآخر (غلاء وبلاء) لفرقة أوبار، وهذا يعدُّ اعترافاً من القائمين على مهرجان مسقط بالمواهب العمانية القادرة على الإبداع والإمتاع، وكان الأفضل أن تمنح فرصةً أكبر، أقلّها أربعة عروض كحدٍ أدنى، فهناك الكثير من الفرق المسرحية المنتشرة في السلطنة يحدوها الأمل أن تشارك في مهرجانٍ دولي كحجم مهرجان مسقط.
في درب المجانين، حضرت الكوميديا بكل قوة، بينما غاب سوء التنظيم وعدم الإهتمام بالمواهب العمانية، فالإضاءة والصوت كانا غائبين عن المسرح حتى موعد عرض المسرحية، هذا ما حدا بمخرج العمل أن يوجه رسالةً قوية من خلال مذياع الصوت مطالباً بالإهتمام بنا (كعمانيين) وأن يكون لنا احترامنا وتقديرنا، حالنا كحال الفرق المستقطبة من دول الخليج والدول العربية الأخرى، التي يتم تهيئة المكان لها من قبل أسبوعٍ كامل، وتجد ألف فني ومسؤول يزاحمون المكان لأجل تقديم الخدمات.
نعم، لماذا يبقى المبدع المحلي مهمشاً، ولماذا نتجاهله في كل محفل، أليس جديراً بنا جميعاً أن نأخذ بأيديهم، ونقدم لهم الدعم الكامل؟ فهم أبناء هذا الوطن، تطورهم ونجاحهم، يعود علينا جميعاً بالمنفعة، غريبٌ أن يبقى المرء غريبٌ في وطنه، ويأتي الغريب فيكون المبجل والرمز، ليت الحكم ينِّمُ عن كفاءةٍ أو خبرة، فالمقياس في بعض الأحيان (الإسم والشهرة) فقط، وللأسف الشديد تجد الكثير من البلدان المتقدمة في المسرح عاجزة عن إمتاع جماهيرها، كونها لا تملك الهدف والرسالة والتكامل، فيعلنون إفلاسهم، إلا أننا نحرصُ على استقطابهم، ندفع لهم ونعتني بهم، نعاملهم كملوكِ المسرح، علّنا نعيدهم للحياة من جديد، أما شبابنا فليس لهم حاجةٌ في الحياة، يكفيهم رمق الصمود والتحدي الذي يعيشونه.
درب المجانين أبرزت العديد من الأسماء الرائعة، كنجم الجرادي الحائز على جوائز دولية، كجائزة أفضل ممثل في مهرجان أصيلة الدولي بالمغرب لسنتين متتاليتين، يكّرم ويعترف به في الخارج، ليجد التناسي والتغاضي في أرضه وبين أحبته، والمخرج المميز يوسف البلوشي صاحب جائزة أفضل مخرج في مهرجان أصيلة الدولي عن عرض (القرد صديقي) هذه الفرقة نفسها حصلت على خمس جوائز دولية في مهرجانٍ واحد، وهم بحاجة إلى قطرات دمٍ تعينها على التغلب على فقر الدم، هذا الفقر الذي لن يزول بثلاثة آلاف قدمها المهرجان، وأنفقتها الفرقة على تكاليف عرضها.
فرقة أوبار المسرحية، هي الأخرى قدمت من محافظة ظفار، جاءت تحمل الأماني والآمال، نحو تقديم عرضٍ يليق بالجمهور الغفير، إلا أن الجمهور كان مشغولاً بالإستعراضات الأخرى في حديقة القرم، فلم يحضر للمسرحية إلا الأحبة والأصدقاء، وثلة بسيطة من العاشقين للمسرح، شارك في المسرحية المطرب الشعبي الكويتي بلال الشامي، إضافة إلى الممثلة الكويتية (ياسة) العرض كان جميلاً ورائعاً، يحمل أهدافاً نبيلة، ويناقش قضايا اجتماعية كثيرة، ومع إنعدام الجمهور وبقاء التذاكر في دفاترها، فإن الفرقة تشعر بأنها خسرت مادياً الكثير من هذه المشاركة، فالثلاثة آلاف لا تكفي أجوراً للفنانين الذين تم إستقطبهم من بلدانهم.
وسيظل المسرح العماني يعاني ويكابد، زُرع الصبر في طريق أهله، فلم يتوانوا في سقيه والعناية به، وسيظل المنظّرون في محاضراتهم يهتفون: لدينا مسارحٌ وصالات، وممثلين وممثلات، جيبوبهم ملآى، وأحلامهم تجد طريقاً سريعاً للواقع، نملك حركة مسرحية صاخبة، بل نحن أهل حضارة قد نتغلب بها على حضارة اليونان والرومان، والحال يقول؛ أنهم كالشعراء يقولون ما لا يفعلون) وربما وهو الأرجح (يقولون ما لا يعلمون) فهم لا يدركون بحق معاناة الفرق المسرحية، التي تمد يدها طالبة العون والنجاة، علَّ يداً كريمةً تنتشلها وتهب لها الحياة.
في درب المجانين، حضرت الكوميديا بكل قوة، بينما غاب سوء التنظيم وعدم الإهتمام بالمواهب العمانية، فالإضاءة والصوت كانا غائبين عن المسرح حتى موعد عرض المسرحية، هذا ما حدا بمخرج العمل أن يوجه رسالةً قوية من خلال مذياع الصوت مطالباً بالإهتمام بنا (كعمانيين) وأن يكون لنا احترامنا وتقديرنا، حالنا كحال الفرق المستقطبة من دول الخليج والدول العربية الأخرى، التي يتم تهيئة المكان لها من قبل أسبوعٍ كامل، وتجد ألف فني ومسؤول يزاحمون المكان لأجل تقديم الخدمات.
نعم، لماذا يبقى المبدع المحلي مهمشاً، ولماذا نتجاهله في كل محفل، أليس جديراً بنا جميعاً أن نأخذ بأيديهم، ونقدم لهم الدعم الكامل؟ فهم أبناء هذا الوطن، تطورهم ونجاحهم، يعود علينا جميعاً بالمنفعة، غريبٌ أن يبقى المرء غريبٌ في وطنه، ويأتي الغريب فيكون المبجل والرمز، ليت الحكم ينِّمُ عن كفاءةٍ أو خبرة، فالمقياس في بعض الأحيان (الإسم والشهرة) فقط، وللأسف الشديد تجد الكثير من البلدان المتقدمة في المسرح عاجزة عن إمتاع جماهيرها، كونها لا تملك الهدف والرسالة والتكامل، فيعلنون إفلاسهم، إلا أننا نحرصُ على استقطابهم، ندفع لهم ونعتني بهم، نعاملهم كملوكِ المسرح، علّنا نعيدهم للحياة من جديد، أما شبابنا فليس لهم حاجةٌ في الحياة، يكفيهم رمق الصمود والتحدي الذي يعيشونه.
درب المجانين أبرزت العديد من الأسماء الرائعة، كنجم الجرادي الحائز على جوائز دولية، كجائزة أفضل ممثل في مهرجان أصيلة الدولي بالمغرب لسنتين متتاليتين، يكّرم ويعترف به في الخارج، ليجد التناسي والتغاضي في أرضه وبين أحبته، والمخرج المميز يوسف البلوشي صاحب جائزة أفضل مخرج في مهرجان أصيلة الدولي عن عرض (القرد صديقي) هذه الفرقة نفسها حصلت على خمس جوائز دولية في مهرجانٍ واحد، وهم بحاجة إلى قطرات دمٍ تعينها على التغلب على فقر الدم، هذا الفقر الذي لن يزول بثلاثة آلاف قدمها المهرجان، وأنفقتها الفرقة على تكاليف عرضها.
فرقة أوبار المسرحية، هي الأخرى قدمت من محافظة ظفار، جاءت تحمل الأماني والآمال، نحو تقديم عرضٍ يليق بالجمهور الغفير، إلا أن الجمهور كان مشغولاً بالإستعراضات الأخرى في حديقة القرم، فلم يحضر للمسرحية إلا الأحبة والأصدقاء، وثلة بسيطة من العاشقين للمسرح، شارك في المسرحية المطرب الشعبي الكويتي بلال الشامي، إضافة إلى الممثلة الكويتية (ياسة) العرض كان جميلاً ورائعاً، يحمل أهدافاً نبيلة، ويناقش قضايا اجتماعية كثيرة، ومع إنعدام الجمهور وبقاء التذاكر في دفاترها، فإن الفرقة تشعر بأنها خسرت مادياً الكثير من هذه المشاركة، فالثلاثة آلاف لا تكفي أجوراً للفنانين الذين تم إستقطبهم من بلدانهم.
وسيظل المسرح العماني يعاني ويكابد، زُرع الصبر في طريق أهله، فلم يتوانوا في سقيه والعناية به، وسيظل المنظّرون في محاضراتهم يهتفون: لدينا مسارحٌ وصالات، وممثلين وممثلات، جيبوبهم ملآى، وأحلامهم تجد طريقاً سريعاً للواقع، نملك حركة مسرحية صاخبة، بل نحن أهل حضارة قد نتغلب بها على حضارة اليونان والرومان، والحال يقول؛ أنهم كالشعراء يقولون ما لا يفعلون) وربما وهو الأرجح (يقولون ما لا يعلمون) فهم لا يدركون بحق معاناة الفرق المسرحية، التي تمد يدها طالبة العون والنجاة، علَّ يداً كريمةً تنتشلها وتهب لها الحياة.
تعليق