اغتيال عباس .. مؤامرة إسرائيلية جديدة ضد حماس
عباس اتهم حماس بالمسئولية عن العدوانبعد وقف إطلاق النار في غزة ، تساءل الجميع حول مخططات إسرائيل للمرحلة المقبلة وما إذا كان العدوان قد انتهى بالفعل أم أنه كان مجرد بروفة للسيناريو الأسوأ الذي لم يقع بعد ؟، ويبدو أن الإجابة جاءت سريعا ، فقد حذرت مصادر سياسية فى باريس من وجود مخطط إسرائيلي لاغتيال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بهدف اتهام حركة حماس وإشعال حرب أهلية بين الفلسطينيين على خلفية الحرب على غزة من جهة، والصراع على أموال إعادة إعمار غزة من جهة أخرى.
ووفقا لتلك المصادر فإن ما يزيد المخاوف في هذا الشأن أن حرب التراشقات بدأت بالفعل بين حماس والسلطة على خلفية النزاع على أموال الإعمار، حيث تضغط إسرائيل لتنفيذ الإعمار عبر مؤسسات دولية والسلطة الفلسطينية وعدم منح حماس الفرصة للتدخل فى إعادة الإعمار ، فإسرائيل لن تسمح لحماس تحت أى عنوان بالتصرف كطرف انتصر أو صمد.
وأضافت المصادر ذاتها في تصريحات لمجلة "الوطن العربي" التي تصدر في باريس أن مخطط إسرائيل المؤكد للفترة المقبلة يقوم على عنصرين اثنين، الأول التخطيط لاغتيال محمود عباس بعد موجة من الاتهامات بين حماس والسلطة بهدف اتهام حماس بعملية الاغتيال، والثانى إشعال حرب أهلية بين الفلسطينيين على مستويات مختلفة ، مشيرة إلى أن إسرائيل ستنفذ فعلتها ضد عباس استنادًا إلى ثلاث وقائع هى وجود اتهامات مسبقة لحماس بمحاولة قتله، بجانب شحن الأجواء بين حماس والسلطة إلى الدرجة التى يكون فيها الاغتيال نتيجة متوقعة، وأخيرا انتهاء فترة رئاسة عباس .
ويبدو أن هناك بين الدول العربية من يستشعر خطر المخطط الإسرائيلى ويحاول مرارًا تنبيه حركة حماس لخطورة المخطط وأن عليها فى هذه الأجواء تقديم بعض التنازلات لاستئناف الحوار الوطني حتى لا يتم السماح لإسرائيل بنسف الأجواء فى الضفة والقطاع وتحويل الخراب الذى حصل بعد الحرب على غزة إلى سبب لخراب أكبر ، ووفقا للمصادر ذاتها فقد نقلت شخصيات عربية رفيعة المستوى لحركة حماس رأيها بضرورة التنبه لمخططات إسرائيل وعدم الاستدراج نحو ردود فعل قد توظف إسرائيليًا من أجل مخطط أكبر قد يصل إلى حد إشعال حرب أهلية ونسف أى فرصة لعملية السلام ويصل إلى حد احتلال غزة من جديد وهو المخطط الذى يتبناه زعيم المعارضة اليمينية الإسرائيلية بنيامين نتنياهو فى حال وصل إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية .
وكان زعيم المعارضة اليمينية الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قد طالب أكثر من مرة بإسقاط حركة حماس في قطاع غزة لمنع ما أسماه العنف والإرهاب الإسلامي ، مؤكدا أن التعامل مع الحركة سيكون من الأولويات التي سيقوم بها فور تسلمه الحكم ، ولذا فإن الحرب على غزة لم تتوقف ولكنها مستمرة بأشكال أخرى منها تشديد الحصار وإغلاق المعابر ومحاولة إشعال حرب أهلية بين فتح وحماس ، ولذا فإن الأسوأ مازال ينتظر الفلسطينيين إذا لم يتحركوا سريعا لإنهاء الانقسام الداخلي.
يذكر أن الخلافات تفاقمت بين فتح وحماس خلال وبعد الحرب على غزة ، حينما منعت أجهزة السلطة في البداية مظاهرات تأييد لغزة ، فيما خرج وزراء من سلطة محمود عباس ليتهموا حركة حماس بالمسئولية عن اندلاع الحرب ، وفي المقابل اتهم مسئولون من حماس السلطة بأنها فاسدة وغير نظيفة اليد وتأتمر بأوامر إسرائيل.
وتسيطر حماس على قطاع غزة منذ شهر يونيو 2007 عندما اندلعت معارك عنيفة بين عناصر الحركة وعناصر فتح انتهت بطرد الأخيرة من القطاع ، وأصدر بعدها الرئيس الفلسطيني قرارا بإقالة حكومة اسماعيل هنية وقام بتنصيب حكومة تسيير أعمال فلسطينية برئاسة سلام فياض ، وكرر عباس في عدة مناسبات لاحقة رفضه التفاوض مع حماس إلا بعد العودة عن "إنقلابها" على حد تعبيره ، والتخلي عن السيطرة على القطاع ، فيما أكدت حماس أن عباس أصبح فاقدا للشرعية بعد انتهاء فترة رئاسته في 9 يناير 2009 واشترطت لاستئناف الحوار الفلسطيني الفلسطيني إطلاق سراح معتقليها في سجون السلطة وتشكيل حكومة وحدة وطنية على أساس التمسك بالمقاومة.
تعليق