إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

( النظام السياسي العربي ..إما أن يتغير أو يُغيَر )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ( النظام السياسي العربي ..إما أن يتغير أو يُغيَر )

    النظام السياسي العربي ما يزال وسيبقى سخرية البشرية ومضرب المثل في التخلف والعدائية لشعوبه .. ولولا أن التطور يفرض نفسه في بعض جوانب الحياة وبشكل آلي لا علاقة لهذا النظام به لبقيت هذه الشعوب خارج نطاق الزمن بشكل تام ولو كان الأمر بيد النظام السياسي العربي لأبقاها كذلك , لكنها سنة التطور وإن بدت في العالم العربي بطيئة , ثفيلة الخطى , تكاد تكتم الأنفاس بفضل وطأة هذا النظام وثقل ظله .
    هذه الشعوب لم تعد تطيق استمرارية هذا النظام , لم تعد تحتمل التعايش معه وهي ترى كيف أن شعوب العالم تعبر أمامها وتسبقها بمسافات تزداد اتساعاً بمرور الوقت وهي واقفة تنظر ببلاهة فاغرة الأفواه , تتثائب , وربما كانت دائماً مشدوهة أمام ما يحصل في العالم من تغييرات حضارية متسارعة وبشكل لا تصدقه هذه العقول التي أصابها الصدأ لقلة الاستعمال .
    نقف غارقين في التاريخ ( المجيد ) نمنن العلم بفضلنا ولم نعد ندري أين هو هذا الفضل حقيقة ً .. كنا أول من أبدع في الطب .. هارون الرشيد أهدى الساعة الدقاقة لشارلمان , أنشأنا في الأندلس الجامعات والمعاهد , تقدمنا للعالم بالرسالات السماوية . والحرف والكتابة . حسناً وماذا بعد . ؟
    لماذا انقطعت هذه السلسلة الحضارية ..؟ من الذي قطعها ..؟ ولماذا ماتزال مقطوعة .
    من يسمعنا نتحدث بهذا التاريخ يعتقد أن العالم قد ارتكب جريمة الخيانة بحقنا فسرق هذه الإنجازات منا وتابع مسيرته دون إذن منا وبالتالي فإن عليه أن يعتذر .
    نحن المؤمنون الوحيدون في هذا الكون ويالتالي يتوجب على السماء أن تدركنا وتغيثنا وتهبط علينا بالتطور المطلوب وتجود علينا بالمن والسلوى وإنه عليها بمجرد أن نرفع أيدينا بالدعاء واجب أن تبيد أعدائنا وتمكننا من بسط سيطرتنا على الأرض ومافيها دون أن نحرك ساكنا ً . ألا يكفي الدعاء ..!! لاأدري .. وهل نتقن غيره ..؟!! .
    أما النظام السياسي الذي يتحكم بكل شيء في حياتنا , فهو ينظر ويسخر من قلة حيلة هذه القطعان وسخف عقولها , وعندما تتوقف للحظة عن الدعاء يرسل رعاته وكلابه تنبحها لتذكرها بعملها الوحيد . وهكذا يدور الجميع في حلقة مفرغة .
    عندما ظهرت بعض القوى من هذه القطعان لابسة ثوب الإنسانية ووقفت تدافع عن نفسها وعن البقية وجابهت أعتى القوى المعادية أحست تلك القطعان بالفارق وبدأت ترتفع الأصوات طالبة دعم المقاومة والبدء بالتغيير علها تلحق بركب الإنسانية التي سبقتها بمسافات هائلة , أصيب النظام السياسي العربي بالارتباك على الرغم من أنه لم يبدل سلوكه المعادي لها لا بل أنه لم يملك أكثر من القباحة بمواجهتها وتحركه عكس طموحاتها قاصداً وأد هذه المقاومة في مهدها وإجهاض أي أمل لهذه الشعوب بالتغيير والتطور ودخل في مواجهة حقيقية مع القوى الطامحة للتغيير .
    طفت الخلافات بين بؤر هذا النظام , حاولوا إغراق هذه الشعوب بخلافات مذهبية وطائفية لكي تذبح بعضها البعض وتكفيهم عناء المواجهة معها , ويبدو أن درس العراق كان مؤثراً فلم تصل إلى الحد الذي لارجعة منه . كل المحاولات لاجهاض المقاومة فشلت حتى الآن رغم الشراسة التي تميز بها العدو الذي أحبط ومعه النظام العربي .
    عادوا إلى المصالحة حسب عادتهم .. يقولون أنها حفاظا ً منهم على وحدة الصف العربي .. هذا جيد وهذه الشعوب لاتمانع لابل أنها تؤيد وترحب , لكن هذه المرة ليست كسابقاتها لنفاجأ بعد مدة ببروز خلافات من نوع جديد تقضي على آمال وطموحات هذه الشعوب .. لانريدها استراحة محارب .. هذه الشعوب تريد حقها في الحياة , تريد ضمانة مستقبل أجيالها , هذه الشعوب قادرة على المقاومة والتصدي لأي عدو مهما بلغت قوته وشراسته وقد أثبتت ذلك بالتجربة وعلى أرض الواقع . وهي الآن لا تريد الدخول في جدل فارغ لايغني ولا يسمن . تريد أوطانا ً .. وطنا ً .. عزيزا ً , كريما ً , محترما ً . الأولوية فيه للإنسان بغض النظر عن لونه وجنسه وعرقه وانتمائه ومعتقده .. والكل مواطنين تحت سقف الوطن متساوين في الحقوق والواجبات . بعيدا ً عن أي شكل من أشكال الفرض والقهر والقسر . فهل هذا أمر صعب . ؟
    من يريد وطناً حراً عليه أن يوفر الحرية للمواطن فالحرية تحميها الحرية والمزيد من الحرية وليس التضييق والمزيد من التضييق . . وطالما أنه ليست هناك جواجز لغة فلتسقط كافة الحواجز .
    ولما كان الحكام يخافون على مواقعهم ولن يتركوها بأي شكل من الأشكال رافضين أي شكل من أشكال الوحدة ولو على الطريقة الأوربية إذا ً فليبدأوا ومن خلال الجامعة العربية بنوع من التنسيق (الكونفيدرالي ).. ليبقى كل نظام على حاله وشكله وحتى في سياسته الداخلية والخارجية وأسلوب الحكم فيه . هذا إذا كانوا صادقين في توجههم إلى المصالحة وليفعلوا عملية التنسيق في ( الدفاع والاقتصاد والتعليم والثقافة ) وليبدأوا فوراً بإنشاء هيئة مشتركة تتولى هذه الأمور بديلا ً عن الجامعة العربية أو لتتحول الجامعة العربية إلى هيئة تنسيق تعطى كامل الصلاحيات في هذه المجالات .
    وتلغى التأشيرات المسبقة واللاحقة بين الدول العربية ويصبح من حق العربي أن يركب سيارته ويتوجه إلى أي دولة يريدها دون موانع .. ألا ترون أوربا ومع اختلاف لغاتها وأصول شعوبها فقد اتحدت وصار لها مجلس موحد يتولى كافة شؤونها وعملة واحدة وسياسة واحدة وأنتم تملكون مزايا أفضل بكثير .
    هكذا تكون المصالحات وإلا فإنها لعبة من ألاعيبكم التي تبغون من خلالها الالتفاف على طموحات هذه الشعوب والتخلص من الضغوط وبوادر اليقظة التي باتت تؤرقكم .
    وقبل كل شيء .. المطلوب منكم هو :
    الاعتراف بالمقاومة والتعهد بدعمها بكل الإمكانيات والوسائل .
    سحب المبادرة العربية وسحب الاعتراف بهذا الكيان الإرهابي العنصري البغيض .
    بغير ذلك فإن الشعوب تراقب وقد وصل الحال بها إلى حد اليأس من كل شيء ومنكم بالتحديد إن لم تبادروا إلى اللحاق بها على نفس الطريق الذي اختارته .. ويحكم لقد وصلت التدخلات الأوربية والأمريكية ومعها الصهيونية إلى غرف نومكم فمتى تتحركون .
    الأمر ليس صعبا ً وعليكم البدء .
    (نرجوكم لاتتركوا الحمار يقضم الوردة)

  • #2
    وانا اتفق معك فيما قلت

    تعليق

    يعمل...
    X