مع إسدال الستار على فعاليات أسبوع المرور الخليجي لهذا العام يكون قد مضى ربع قرن من الزمان على أول أسبوع مروري خليجي.. تعددت الشعارات والرسائل وظل الهدف واحدا هو حماية الأرواح والممتلكات والحفاظ على مقومات دول المجلس البشرية والمادية.
فعاليات هذا العام تمحورت حول شعار «لا تتصل حتى تصل» الذي اتفقت عليه دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ليكون عنوانا لفعالياتها المتنوعة التي انطلقت الشهر قبل الماضي في كل دول المجلس في تجسيد حي للشراكة والتعاون والتضامن لمواجهة التحديات الحقيقية للحرب الخفية التي تدور رحاها في شوارع مدننا ويروح ضحيتها ما يزيد عن 8 آلاف شخص سنويا فضلا عن أعداد مضاعفة من المصابين وذوي الإعاقات الدائمة وفوق كل ذلك خسائر مادية تصل إلى مليارات الدولارات كل عام.
«حزام الأمان» كان أول شعار أطلق في عام 1984 في أول أسبوع مرور خليجي وتلته شعارات أخرى كان آخرها وليس بالأخير «لا تتصل حتى تصل» والذي كان محل إشادة الجميع نظرا للمخاطر التي يتسبب فيها استخدام الهاتف الجوال أثناء القيادة.
وعلى الرغم من الجهود التوعوية التي تبذلها دول المجلس مجتمعة ومنفردة للحد من حوادث السير والتقليل قدر الإمكان من أعداد الضحايا.. وعلى الرغم كذلك من الانخفاض النسبي في أعداد الضحايا مقارنة بالزيادة الكبيرة في أعداد المركبات في بعض الدول مثل قطر نتيجة التشدد في قوانين المرور وتكثيف برامج التوعية. إلا أن أرقام ضحايا حوادث السير لا تزال مخيفة والإحصاءات مرعبة هذا فضلا عن بيانات كارثية حول خسائر مادية جسيمة مآسيها مدمرة اقتصاديا واجتماعيا.
أرقام مفزعة
ويكشف لنا أسبوع المرور الخليجي الخامس والعشرين أرقاما مفزعة حول ضحايا حرب المركبات.. فخلال ندوة «كلنا مسؤولون» التي انتظمت على هامش أسبوع المرور الخليجي بالدوحة حذر الخبير البحريني الدكتور هاشم مدني، من جامعة البحرين، من الارتفاع المطرد لوفيات حوادث السير في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وتشير التقديرات التي أوردها الخبير البحريني إلى أن أعداد ضحايا حوادث السير في دول مجلس التعاون سترتفع إلى أكثر من 12 ألفا و500 شخص في عام 2017 في حال استمرار المعدلات على وتيرتها الحالية. وأظهرت البيانات أن عدد وفيات حوادث السير في دول المجلس خلال العام الماضي وصل إلى نحو 9 آلاف و300 وفاة قياسا بـ 8990 في عام 2007.
وفي الندوة ذاتها لفت العميد محمد المالكي الخبير بإدارة المرور والدوريات إلى أن الإحصائيات بقطر تشير إلى أن ضحايا الحوادث أكثرهم من الشباب.. وقال إن متوسط الوفيات خلال العقود الثلاثة الماضية تتراوح ما بين 40 إلى 35 شخصا لكل مائة ألف نسمة. وأضاف أن %30 من الوفيات تتراوح أعمارهم بين 16 إلى 30 عاما. وعزا أسباب ذلك إلى السرعة المفرطة والتغيير في الأجزاء الجوهرية للسيارات، ومن ذلك الإطارات المقلدة أو غير الصالحة للشارع العام. هذه الأرقام تؤكد أهمية استمرار حملات التوعية وابتكار الأساليب والوسائل الحديثة في إيصال الرسالة التوعوية مع وإشراك كافة الجهات والمنظمات الحكومية والأهلية في هذا الميدان ليكون الشعار «كلنا مسؤولون».
وفي هذا الإطار يؤكد مسؤولو المرور بدول مجلس التعاون على أن الأسابيع المرورية الخليجية تبقى من أهم وسائل وأساليب التوعية المرورية باعتبارها محطة جماهيرية تفاعلية توعوية هامة تذكر السائقين والمشاة ومستخدمي الطريق بمآسي القيادة غير الآمنة للمركبات والتحذير من مخاطر تجاهل أنظمة وقواعد وقوانين السير وسوء استخدام الطريق، كما تشكل فرصة لدول مجلس التعاون للبحث في أنجع الوسائل والسبل للحد من المشكلات المرورية وإيقاف نزيف الأرواح وضياع الممتلكات.
ويؤكد العميد محمد سعد الخرجي مدير إدارة المرور والدوريات لـ «قنا» أن أسبوع المرور الخليجي يعد مثالا للشراكة والتعاون بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي هي في تواصل دائم وتنسيق مستمر للبحث عن الوسائل الناجعة للسلامة والأمن على الطرق وتقليل حوادث السير والحد من الوفيات من خلال تبادل الخبرات والبرامج التوعوية المشتركة والتشديد في القوانين المرورية. وأشار إلى تشابه في الإطار العام لقوانين المرور بدول المجلس حيث اتجهت الدول الست نحو التشدد في قوانينها للحد من حوادث السير وبالتالي تخفيض أعداد الضحايا قدر الإمكان. وشدد في الوقت ذاته على ضرورة التنسيق وتبادل الخبرات خارج فعاليات أسبوع المرور.
وفي سياق حديثه عن قانون المرور الجديد في قطر جدد مدير إدارة المرور والدوريات التأكيد على أن هذا القانون الذي بدا تطبيقه في أكتوبر من عام 2007 قد ساهم في الحد من الحوادث والمخالفات. وقال: إذا قارنا أرقام الوفيات في عام 2008 بالزيادة الكبيرة في أعداد المركبات وزيادة حجم السكان فإننا ندرك أن هناك انخفاضا في نسبة ضحايا حوادث السير. وحول الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري أكد أن المعدل العام للوفيات منخفض للأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي قياسا بالعام السابق رغم الزيادة في عدد الوفيات خلال يناير المنصرم.
وشهد أسبوع المرور الخليجي الخامس والعشرون الذي دشن فعالياته سعادة اللواء الركن سعد بن جاسم الخليفي مدير عام الأمن العام العديد من الفعاليات والأنشطة التوعوية والبرامج المباشرة والإعلامية والتي استهدفت مختلف الشرائح والفئات العمرية من مستخدمي الطريق سائقين وركابا ومشاة.
وتضمنت الفعاليات التي أقيمت في الساحة الغربية للقيادة العامة بمنطقة الرميلة إقبالا جماهيريا غير مسبوق ومن مختلف شرائح المجتمع الرجال والنساء والأطفال الذين حرصوا على التوافد كل يوم إلى منطقة الفعاليات وزيارة المعرض المصاحب الذي ضم 46 جناحا لعدد من الوزارات والجهات الحكومية والخاصة إضافة إلى عدد من منظمات المجتمع المدني وشركات السيارات فضلا عن الإدارات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية وقوة الأمن الداخلي «لخويا».
وأمام هذا الإقبال اللافت اضطرت إدارة المرور والدوريات إلى تمديد الفعاليات حتى أمس بعد أن كان الختام مقررا الأربعاء الماضي. وحرصت إدارة المرور على تنويع الفعاليات التي انطلقت السبت الماضي لضمان إيصال رسالتها التوعوية بشأن قواعد وأنظمة السلامة المرورية إلى المجتمع بمختلف شرائحه وفئاته.
وتضمنت فعاليات أسبوع المرور هذا العام محاضرات توعوية بأهمية القيادة الآمنة والسلامة المرورية إلى جانب الزيارات الميدانية للوفود المرورية الخليجية لبعض الجهات في الدولة وتوزيع المنشورات والمطويات الإرشادية فضلا عن العروض المتنوعة والألعاب الخاصة بالأطفال التي شهدتها منطقة الفعاليات بالرميلة.
وعكست الفعاليات المصاحبة مدى التطور الهائل الذي شهدته وزارة الداخلية بمختلف إداراتها وخاصة الأمنية منها، ومن تلك الفعاليات عرض جناح الأثر للشرطة العسكرية وإدارة الأدلة والمعلومات الجنائية، إلى جانب عرض سيارات المرور والدوريات القديمة والجديدة. وكان للسيارات الكلاسيكية حضورها على أرض المعرض وكذا السيارات والآليات التابعة لوزارة الداخلية وقوة الأمن الداخلي «لخويا».. كما لم تنس إدارة المرور أن تذكر الجمهور بمخاطر الحوادث المرورية من خلال عرضها للسيارات التي تعرضت لحوادث أليمة.
وتم على هامش الاحتفال هذا العام إزاحة الستار عن شخصية «ناصح» وهي شخصية كاريكاتورية توعوية ترتدي الزي التراثي لرجل المرور صممها قسم الدراسات والتوعية المرورية بإدارة المرور والدوريات. وتهدف إدارة المرور والدوريات من شخصية «ناصح» إلى توجيه مختلف الرسائل التوعوية المرورية بطريقة محببة وسهلة عبر هذه الشخصية التي ستجذب أنظار كافة شرائح المجتمع. ويؤكد العميد محمد سعد الخرجي مدير إدارة المرور والدوريات أن الحضور الجماهيري الكبير إلى أرض الفعاليات ومنذ اليوم الأول شكل مفاجأة كبيرة لم يتوقعها أحد. وقال العميد الخرجي لـ «قنا» إن العدد وصل في اليوم الأول إلى أكثر من 3 آلاف شخص من مختلف فئات وشرائح المجتمع ليستمر التوافد في بقية أيام الأسبوع وبأعداد هائلة حيث كان المتوسط ما بين 2000 إلى 2500 زائر للمعرض المصاحب. وشدد على أن هذا الإقبال على الفعاليات من الجمهور خير دليل على نجاح التنظيم مما يضمن في الوقت ذاته وصول الرسالة التوعوية إلى كافة شرائح المجتمع. ونبه العميد الخرجي إلى أن الوعي والالتزام بأنظمة المرور يبقى نابعا أولا من الفرد ذاته وتساهم الأسرة والمدرسة والمجتمع بكل فئاته ومنظماته بتنمية هذا الوعي من خلال البرامج والأنشطة المختلفة. ومن هذا المنطلق حرصت إدارة المرور والدوريات خلال الفعاليات على التذكير بمسؤولية الجميع تجاه نشر الثقافة والوعي المروري في المجتمع وذلك من خلال إشراك العدد الكبير من المنظمات والمؤسسات الأهلية في المعرض المصاحب لأسبوع المرور الخليجي فضلا عن الشركات الخاصة وعدد من الأجهزة الحكومية والإدارات الأمنية بوزارة الداخلية. ويشير العميد الخرجي إلى أن هناك إقبالا منقطع النظير على المشاركة في المعرض من قبل كافة الجهات والمؤسسات الخاصة والحكومية.
وبشأن تفعيل دور المدرسة أعرب العميد محمد سعد الخرجي عن استعداد إدارة المرور للتعاون مع المدارس والمؤسسات التعليمية بالدولة لنشر الثقافة المرورية في أوساط الطلاب والطالبات سواء من خلال البرامج والأنشطة أو من خلال المناهج التعليمية ذاتها. وعن التحضيرات لأسبوع المرور الخليجي القادم يؤكد مدير إدارة المرور والدوريات أن الاستعدادات ستبدأ بوقت مبكر نظرا للإقبال الكبير من قبل المؤسسات والجهات على المشاركة في الفعاليات.. وقال إن الأعوام القادمة ستشهد مشاركة لمعظم الشركات الكبيرة في الدولة وسيتم التركيز على النوع أيضا عن اختيار الجهات المشاركة.
وتبقى الإشارة إلى أن النجاح الكبير الذي حققه أسبوع المرور الخليجي الـ 25 جاء ثمرة للمتابعة المستمرة من قبل سعادة الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني وزير الدولة للشؤون الداخلية الذي حرص على تفقد موقع الفعاليات، ونوه خلال زيارته للمعرض المصاحب بالمشاركة الكبيرة للمؤسسات والجهات الحكومية وغير الحكومية في فعاليات العام الحالي.
فعاليات هذا العام تمحورت حول شعار «لا تتصل حتى تصل» الذي اتفقت عليه دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ليكون عنوانا لفعالياتها المتنوعة التي انطلقت الشهر قبل الماضي في كل دول المجلس في تجسيد حي للشراكة والتعاون والتضامن لمواجهة التحديات الحقيقية للحرب الخفية التي تدور رحاها في شوارع مدننا ويروح ضحيتها ما يزيد عن 8 آلاف شخص سنويا فضلا عن أعداد مضاعفة من المصابين وذوي الإعاقات الدائمة وفوق كل ذلك خسائر مادية تصل إلى مليارات الدولارات كل عام.
«حزام الأمان» كان أول شعار أطلق في عام 1984 في أول أسبوع مرور خليجي وتلته شعارات أخرى كان آخرها وليس بالأخير «لا تتصل حتى تصل» والذي كان محل إشادة الجميع نظرا للمخاطر التي يتسبب فيها استخدام الهاتف الجوال أثناء القيادة.
وعلى الرغم من الجهود التوعوية التي تبذلها دول المجلس مجتمعة ومنفردة للحد من حوادث السير والتقليل قدر الإمكان من أعداد الضحايا.. وعلى الرغم كذلك من الانخفاض النسبي في أعداد الضحايا مقارنة بالزيادة الكبيرة في أعداد المركبات في بعض الدول مثل قطر نتيجة التشدد في قوانين المرور وتكثيف برامج التوعية. إلا أن أرقام ضحايا حوادث السير لا تزال مخيفة والإحصاءات مرعبة هذا فضلا عن بيانات كارثية حول خسائر مادية جسيمة مآسيها مدمرة اقتصاديا واجتماعيا.
أرقام مفزعة
ويكشف لنا أسبوع المرور الخليجي الخامس والعشرين أرقاما مفزعة حول ضحايا حرب المركبات.. فخلال ندوة «كلنا مسؤولون» التي انتظمت على هامش أسبوع المرور الخليجي بالدوحة حذر الخبير البحريني الدكتور هاشم مدني، من جامعة البحرين، من الارتفاع المطرد لوفيات حوادث السير في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وتشير التقديرات التي أوردها الخبير البحريني إلى أن أعداد ضحايا حوادث السير في دول مجلس التعاون سترتفع إلى أكثر من 12 ألفا و500 شخص في عام 2017 في حال استمرار المعدلات على وتيرتها الحالية. وأظهرت البيانات أن عدد وفيات حوادث السير في دول المجلس خلال العام الماضي وصل إلى نحو 9 آلاف و300 وفاة قياسا بـ 8990 في عام 2007.
وفي الندوة ذاتها لفت العميد محمد المالكي الخبير بإدارة المرور والدوريات إلى أن الإحصائيات بقطر تشير إلى أن ضحايا الحوادث أكثرهم من الشباب.. وقال إن متوسط الوفيات خلال العقود الثلاثة الماضية تتراوح ما بين 40 إلى 35 شخصا لكل مائة ألف نسمة. وأضاف أن %30 من الوفيات تتراوح أعمارهم بين 16 إلى 30 عاما. وعزا أسباب ذلك إلى السرعة المفرطة والتغيير في الأجزاء الجوهرية للسيارات، ومن ذلك الإطارات المقلدة أو غير الصالحة للشارع العام. هذه الأرقام تؤكد أهمية استمرار حملات التوعية وابتكار الأساليب والوسائل الحديثة في إيصال الرسالة التوعوية مع وإشراك كافة الجهات والمنظمات الحكومية والأهلية في هذا الميدان ليكون الشعار «كلنا مسؤولون».
وفي هذا الإطار يؤكد مسؤولو المرور بدول مجلس التعاون على أن الأسابيع المرورية الخليجية تبقى من أهم وسائل وأساليب التوعية المرورية باعتبارها محطة جماهيرية تفاعلية توعوية هامة تذكر السائقين والمشاة ومستخدمي الطريق بمآسي القيادة غير الآمنة للمركبات والتحذير من مخاطر تجاهل أنظمة وقواعد وقوانين السير وسوء استخدام الطريق، كما تشكل فرصة لدول مجلس التعاون للبحث في أنجع الوسائل والسبل للحد من المشكلات المرورية وإيقاف نزيف الأرواح وضياع الممتلكات.
ويؤكد العميد محمد سعد الخرجي مدير إدارة المرور والدوريات لـ «قنا» أن أسبوع المرور الخليجي يعد مثالا للشراكة والتعاون بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي هي في تواصل دائم وتنسيق مستمر للبحث عن الوسائل الناجعة للسلامة والأمن على الطرق وتقليل حوادث السير والحد من الوفيات من خلال تبادل الخبرات والبرامج التوعوية المشتركة والتشديد في القوانين المرورية. وأشار إلى تشابه في الإطار العام لقوانين المرور بدول المجلس حيث اتجهت الدول الست نحو التشدد في قوانينها للحد من حوادث السير وبالتالي تخفيض أعداد الضحايا قدر الإمكان. وشدد في الوقت ذاته على ضرورة التنسيق وتبادل الخبرات خارج فعاليات أسبوع المرور.
وفي سياق حديثه عن قانون المرور الجديد في قطر جدد مدير إدارة المرور والدوريات التأكيد على أن هذا القانون الذي بدا تطبيقه في أكتوبر من عام 2007 قد ساهم في الحد من الحوادث والمخالفات. وقال: إذا قارنا أرقام الوفيات في عام 2008 بالزيادة الكبيرة في أعداد المركبات وزيادة حجم السكان فإننا ندرك أن هناك انخفاضا في نسبة ضحايا حوادث السير. وحول الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري أكد أن المعدل العام للوفيات منخفض للأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي قياسا بالعام السابق رغم الزيادة في عدد الوفيات خلال يناير المنصرم.
وشهد أسبوع المرور الخليجي الخامس والعشرون الذي دشن فعالياته سعادة اللواء الركن سعد بن جاسم الخليفي مدير عام الأمن العام العديد من الفعاليات والأنشطة التوعوية والبرامج المباشرة والإعلامية والتي استهدفت مختلف الشرائح والفئات العمرية من مستخدمي الطريق سائقين وركابا ومشاة.
وتضمنت الفعاليات التي أقيمت في الساحة الغربية للقيادة العامة بمنطقة الرميلة إقبالا جماهيريا غير مسبوق ومن مختلف شرائح المجتمع الرجال والنساء والأطفال الذين حرصوا على التوافد كل يوم إلى منطقة الفعاليات وزيارة المعرض المصاحب الذي ضم 46 جناحا لعدد من الوزارات والجهات الحكومية والخاصة إضافة إلى عدد من منظمات المجتمع المدني وشركات السيارات فضلا عن الإدارات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية وقوة الأمن الداخلي «لخويا».
وأمام هذا الإقبال اللافت اضطرت إدارة المرور والدوريات إلى تمديد الفعاليات حتى أمس بعد أن كان الختام مقررا الأربعاء الماضي. وحرصت إدارة المرور على تنويع الفعاليات التي انطلقت السبت الماضي لضمان إيصال رسالتها التوعوية بشأن قواعد وأنظمة السلامة المرورية إلى المجتمع بمختلف شرائحه وفئاته.
وتضمنت فعاليات أسبوع المرور هذا العام محاضرات توعوية بأهمية القيادة الآمنة والسلامة المرورية إلى جانب الزيارات الميدانية للوفود المرورية الخليجية لبعض الجهات في الدولة وتوزيع المنشورات والمطويات الإرشادية فضلا عن العروض المتنوعة والألعاب الخاصة بالأطفال التي شهدتها منطقة الفعاليات بالرميلة.
وعكست الفعاليات المصاحبة مدى التطور الهائل الذي شهدته وزارة الداخلية بمختلف إداراتها وخاصة الأمنية منها، ومن تلك الفعاليات عرض جناح الأثر للشرطة العسكرية وإدارة الأدلة والمعلومات الجنائية، إلى جانب عرض سيارات المرور والدوريات القديمة والجديدة. وكان للسيارات الكلاسيكية حضورها على أرض المعرض وكذا السيارات والآليات التابعة لوزارة الداخلية وقوة الأمن الداخلي «لخويا».. كما لم تنس إدارة المرور أن تذكر الجمهور بمخاطر الحوادث المرورية من خلال عرضها للسيارات التي تعرضت لحوادث أليمة.
وتم على هامش الاحتفال هذا العام إزاحة الستار عن شخصية «ناصح» وهي شخصية كاريكاتورية توعوية ترتدي الزي التراثي لرجل المرور صممها قسم الدراسات والتوعية المرورية بإدارة المرور والدوريات. وتهدف إدارة المرور والدوريات من شخصية «ناصح» إلى توجيه مختلف الرسائل التوعوية المرورية بطريقة محببة وسهلة عبر هذه الشخصية التي ستجذب أنظار كافة شرائح المجتمع. ويؤكد العميد محمد سعد الخرجي مدير إدارة المرور والدوريات أن الحضور الجماهيري الكبير إلى أرض الفعاليات ومنذ اليوم الأول شكل مفاجأة كبيرة لم يتوقعها أحد. وقال العميد الخرجي لـ «قنا» إن العدد وصل في اليوم الأول إلى أكثر من 3 آلاف شخص من مختلف فئات وشرائح المجتمع ليستمر التوافد في بقية أيام الأسبوع وبأعداد هائلة حيث كان المتوسط ما بين 2000 إلى 2500 زائر للمعرض المصاحب. وشدد على أن هذا الإقبال على الفعاليات من الجمهور خير دليل على نجاح التنظيم مما يضمن في الوقت ذاته وصول الرسالة التوعوية إلى كافة شرائح المجتمع. ونبه العميد الخرجي إلى أن الوعي والالتزام بأنظمة المرور يبقى نابعا أولا من الفرد ذاته وتساهم الأسرة والمدرسة والمجتمع بكل فئاته ومنظماته بتنمية هذا الوعي من خلال البرامج والأنشطة المختلفة. ومن هذا المنطلق حرصت إدارة المرور والدوريات خلال الفعاليات على التذكير بمسؤولية الجميع تجاه نشر الثقافة والوعي المروري في المجتمع وذلك من خلال إشراك العدد الكبير من المنظمات والمؤسسات الأهلية في المعرض المصاحب لأسبوع المرور الخليجي فضلا عن الشركات الخاصة وعدد من الأجهزة الحكومية والإدارات الأمنية بوزارة الداخلية. ويشير العميد الخرجي إلى أن هناك إقبالا منقطع النظير على المشاركة في المعرض من قبل كافة الجهات والمؤسسات الخاصة والحكومية.
وبشأن تفعيل دور المدرسة أعرب العميد محمد سعد الخرجي عن استعداد إدارة المرور للتعاون مع المدارس والمؤسسات التعليمية بالدولة لنشر الثقافة المرورية في أوساط الطلاب والطالبات سواء من خلال البرامج والأنشطة أو من خلال المناهج التعليمية ذاتها. وعن التحضيرات لأسبوع المرور الخليجي القادم يؤكد مدير إدارة المرور والدوريات أن الاستعدادات ستبدأ بوقت مبكر نظرا للإقبال الكبير من قبل المؤسسات والجهات على المشاركة في الفعاليات.. وقال إن الأعوام القادمة ستشهد مشاركة لمعظم الشركات الكبيرة في الدولة وسيتم التركيز على النوع أيضا عن اختيار الجهات المشاركة.
وتبقى الإشارة إلى أن النجاح الكبير الذي حققه أسبوع المرور الخليجي الـ 25 جاء ثمرة للمتابعة المستمرة من قبل سعادة الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني وزير الدولة للشؤون الداخلية الذي حرص على تفقد موقع الفعاليات، ونوه خلال زيارته للمعرض المصاحب بالمشاركة الكبيرة للمؤسسات والجهات الحكومية وغير الحكومية في فعاليات العام الحالي.
تعليق