اختيار الاهل زوجة ابنهم .. نعمة ام نقمة؟
قال رسول الله: "اذا خطب اليكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه ، الا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد عريض". فالزواج في الاسلام اساسه الرضا.. والزواج طريق لانشاء علاقات جديدة ، واتساع دائرة الترابط في المجتمع ، والاختيار المناسب هو ركن هام وشرط اساسي لنجاح اي زواج ، فهو يعتبر اسرة ونسب على مدى الايام لا ينتهي لفترة قصيرة بل يمتد لاجيال متلاحقة.. فشريك العمر يجب ان يكون فيه مؤشرات وعوامل تثبت صحة الاختيار للارتباط به والرغبة في تكوين شراكة العمر.. او يعطي الانطباع الاولي للراحة النفسية للشاب والفتاه المقبلين على الزواج ، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"تنكح المرأة لإربع لمالها وجمالها ونسبها ودينها... فاظفر بذات الدين تربت يداك ".. فعلينا ايضا ان نؤمن بالحرية والحوار المقنع التي يساعد ابناءنا في اختيار شركاء حياتهم لا بالقمع والاكراه.
ويعتبر اختيار الشباب للفتاه بنفسه هو اهم الخيارات في بناء حياته الزوجية والتخطيط للمستقبل ، حيث ان غالبا ما يتدخل الاهل في هذا القرار من منطلق الحرص على مصلحة ابنائهم ، وحتى وان بدا الامر في نظر الابناء هو تدخل في حياته المستقبلية القادمة. فهناك الزواج التقليدي يتم عن طريق الاهل او الاقارب وهناك زواج يتم عن طريق اختيار العريس لعروسه بذاته.
ومعظم الشباب الذي يعيش قصص الحب والغرام تنتهي اما بالزواج الناجح المبني على اسس سليمة حيث تعرف الفتاه طباع زوج المستقبل وهواياته وميوله وما يحب وما يكره ذلك لتفادي الخلافات في الحياة الزوجية.. واما بفشل هذا الزواج حيث انه طيلة الفترة التي تعامل فيها الحبيبان هي فترة عماء تام عن الحقائق التي لا يريد كل منهما ان يراها سواء كان من جوانب التعامل والاخلاق المخفية او من الجوانب الجمالية التي تظهر عقب الزواج.
وعلى عكس ذلك فان هناك اعتقادات من الاهل اختيارهم للعروس هو اساس الحياة الزوجية لسعادة ابنهم فهم يبحثون عن الزوجة الصالحة التي يتقارب مستواها الثقافي والاجتماعي والاقتصادي ايضا مع مستوى ابنهم العلمي والوظيفي ، وذلك من اجل التعايش السلمي بين الزوجة والاهل.. لان اي خلاف بينها وبينهم قد يؤدي في نهاية المطاف الى انهيار الحياة الزوجية .. حتى ولو لم يرغب الطرفان في ذلك لكون الاهل هم الاكبر سنا والاكثر خبرة وعلى دراية بمصلحة ابنائهم.
فالزواج عن طريق الاهل يتم باختيارهم العروس من الاقارب وتكون اما بنت الخال او الخاله او بنت العم او العمه.. الخ. فيرون في ذلك ارضاء لذاتهم ولنفسهم وطموحهم باستقرار الحياة الزوجية لابنائهم ، بالرغم من ان الزواج التقليدي لم يثبت نجاحه او فشله لانه في النهاية هو قسمة ونصيب من الله عز وجل.
اما الأمور الجانبية التي يجب أن تأخذ بالحسبان مثل أن يكون الزواج بطريقة تبادل الأخوات والمصاهرة القائم على زواج البنت من الشاب وزواج أخت الشاب من أخ الفتاة ... وهذا زواج تقليدي قديم يؤدي إلى العيش بين الأزواج مرهون بطبيعة العلاقات بين الأصهار ومدى إستقرراها وتوترها .. فبذلك يعتقد بعض الآباء ان هذا الزواج دعم للروابط الأسرية والاجتماعية.
ليس تدخل الاهل في اختيار الزوجة لابنائهم ان يكون حكم بالفشل فليس هناك قاعدة مبنية على هذا الكلام ، فقد يكون التدخل حماية من مزالق التسرع واللهاث وراء المشاعر ذات العاطفة البحته خصوصا اذا كانوا صغار السن.
قول رأيك في الموضوع من فضلك؟
تعليق