شكرا للجزيرة
سعد الله احمد سالم
غير صحيح ما يردده بعض هؤلاء الذين كرهوا حركة فتح وقيادتها التاريخية التي احرجتهم وكشفت عارهم باطلاق الثورة الفلسطينية بأن تصريحات فاروق القدومي بشأن التأمر لاغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات قد عززت الانقسام في الحركة . سعد الله احمد سالم
وواقع الامر يشير الى ان القدومي قد وقف وحيدا في معركة لم يكن موفقا بها على الاطلاق فيما لم نجد أي من ابناء حركة فتح ليعلن تأييده لمزاعم هذا الزعيم والذي اتهم الرئيس عباس بالتأمر على عرفات فيما جاء الاتهام مقرونا بوصف الرئيس بالاخ وهو الامر الذي يبعث حقا على السخرية.
واي كان الامر فأن تبنى قناة الجزيرة اضافة الى نظيرتها الاقصى لتصريحات القدومي وتكرراها بشكل مكثف وممجوج على مدى ايام قد ادى في واقع الامر الى توحد ابناء حركة فتح خلف قيادتهم التي يعد الرئيس عباس الاول فيها .
ومن المعروف ان حركة حماس وقناة الجزيرة قد فتشا بالميكروسكوب في قطاع غزة والضفة الغربية والخارج عن أي واحد يزعم انه من حركة فتح ليعلن تأييده لما قاله القدومي والذي جاء بعد خمس سنوات من حصوله على وثيقة مزعومة .
والغريب في هذه الوثيقة ان ما جاء فيها لم يتحقق على الارض فيما ترك الاحتلال حركة حماس تسيطر على قطاع غزة وهو يتعايش الان معها بسلام منذ شهور طويلة بعد ان فرضت بالقوة التهدئة التي اجبرت الفصائل الفلسطينية المقاومة على الالتزام بها بالقوة .
وجاء هذا التوحد نتيجة قناعة مطلقة بأن قناة الجزيرة اختارت عن سابق اصرار وترصد وبكراهية واضحة ومفضوحة ومنذ وقت طويل الوقوف الى جانب حركة حماس بشكل اصبح رخيصا رغم ان الاخيرة فرضت صراعا داميا على حركة فتح سقط نتيجته المئات وربما الالاف من انصار فتح بين شهيد وجريح ومعاق دون ان يرتجف رمش لقناة لجزيرة او القائمين عليها .
كما ان الفتحاويين يتفقون في الرأى تماما ان الجزيرة المحمية بطائرات الحرب الامريكية الرابضة في مطاري السيلية والعديد بقطر تقوم في الواقع بتنفيذ مخطط حقير بسياستها الاعلامية من خلال استمرار التحريض الرخيص على القيادة الفلسطينية عموما وعلى قيادة حركة فتح خصوصا .
وقناة الجزيرة بمن فيها من جهابذة مثل احمد منصور وفطاحل اعلاميين لا يستطيعون الحديث في قناتهم هذه عن التعاون الذي يبديه الاخوان المسلمون في العراق مع قوات الاحتلال الامريكية بالتعاون مع ايران الثورة والمقاومة .
والجزيرة لا تستطيع ان تسأل قادة الاخوان سواء في مصر او في العراق والحزب الاسلامي العراقي عن سبب تعاونهم مع الامريكيين لاسقاط نظام الرئيس المغدور صدام حسين .
وهذه الجزيرة لا تسطيع ولا تجرؤ ان تسأل قيادة الاخوان المسلمين العالمية عن سبب سكوتها عن الاحتلال الامريكي للعراق وافغانستان ولماذا لم تدعو الى الجهاد ضد هذا الاحتلال كما فعلت في اواخر السبعينات عندما احتلت القوات السوفياتية افغانستان .
وقطر التي انطلقت منها طائرات الاحتلال الامريكية لتضرب في العراق وتقتل الالاف من ابناءه تعرف ان تلك الطائرات جاءت الى الشرق الاوسط بارادة امريكية تهدف في النهاية الى حماية اسرائيل وامنها .
والعائلة الحاكمة في قطر تعرف ان العالم يعرف انها محكومة بامير اختار قبل سنوات ان ينقلب على والده قبل ان يتهمه بالخرف ويبعده من البلاد في حادثة تشير الى ان هذا الامر لا يتقى الله حتى في والديه .
وامير قطر هذا المفضوح بلقاءاته مع الاسرائيليين وتأمره معهم خاف بل طلب من الصحفيين ان لا يغطوا لقاءاته مع وزيرة الخارجية الاسرائيلية السابقة تسيبي ليبني في حادثة بثتها فضائيات كثيرة في العالم .
اما حركة حماس في غزة والتي تمعن في الاساءة الى الاسلام باستمرار جرائمها المختلفة تحت غطاء الزعم بالتمسك به فوجدت في اتهامات القدومي – كما اعتقدت – فرصة لاستمرار الهجوم على حركة فتح .
وحماس هذه والتي تشكل ذراع حركة الاخوان المسلمين التي منحتها الادارة المدنية الاسرائيلية في سنوات السبعين تراخيصا كثيرا لاقامة المساجد والمعاهد والجامعات والمؤسسات لتواجه منظمة التحرير الفلسطينية اعتقدت ان القدومي منحها الفرصة لابعاد التهم عن نفسها .
حماس هذه تعرف ان الكثيرين في فلسطين يعرفون ويعلمون انه وكما تردد وقيل مؤخرا بأنه حتى لو ان تسونامي جديد قد حدث في غزة فأنها ستتهم حركة فتح بالوقوف وراءه .
على أي حال فشكرا للقدومي وللجزيرة فقد بعثا في ابناء فتح التي تعتز ولا زالت بانها مفجرة الثورة ضد الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين الرغبة والاصرار على التمسك ببرنامجهم الوطني المقاوم .. في مواجهة كل الاعداء والانظمة العميلة للامريكيين حتى وان كانوا محميين بطائرات وقوات تتمركز في قاعدتي السيلية والعديد بقطر .
تعليق