لندن ـ وكالات ـ 'القدس العربي':
اطلقت ايران امس الاحد ثلاثة صواريخ قصيرة المدى، كما ستطلق صواريخ طويلة المـــدى في اطار مناوراتها العسكرية التي تأتي بعد يومين من كشف الوكالة الـــدولية للطاقة الــــذرية عن ان طهران تبني مفاعلا ثانيا لتخصيب اليــورانيوم، فيما تتصـــاعد التهديـــدات الاسرائيليـــة بتوجـــيه ضربــة عسكرية لطهران بتعاون بعض الدول العربية التي ترى في طموحات ايران العسكرية والنووية تهديدا مباشرا لها، على حد تعبيرها.
ووسط استعراض للقوة أظهرته ايران عبر تجربة صواريخ جديدة، اعلن قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الايراني حسين سلامي ان ايران ستقوم اليوم الاثنين باطلاق صواريخ 'شهاب' البعيدة المدى في اطار مناوراتها العسكرية.
وقال الجنرال سلامي للتلفزيون الناطق باللغة الانكليزية 'برس تي في' امس الاحد 'سنقوم باطلاق صواريخ زلزال وتوندار وفاتح ـ 110 (قصير المدى). وسنطلق صواريخ شهاب-1 وشهاب-2 (متوسط المدى) والاثنين سنــطلق صواريخ شهاب البعيدة المدى'.
واضاف ان الحرس الثوري اجرى تجربة على 'منصة صواريخ متعددة لاول مرة'، الا انه لم يدل بمزيد من التفاصيل.
ووصف سلامي المناورات الصاروخية بأنها 'مؤشر' على ان 'ارادة ايران قوية للدفاع عن مبادئنا واهدافنا'.
من جانبها بدأت اسرائيل بقرع طبول الحرب والتلويح بالرد العسكري، واعتبرت ان كل الاحتمالات مطروحة على الطاولة، وان اسرائيل ستكون في حالة 'دفاع عن النفس تجاه التهديدات الايرانية'.
جاء ذلك على لسان نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللواء دان هارئيل الذي اكد إن إسرائيل تعمل بشكل يضمن عدم تمكن إيران من حيازة سلاح نووي، محذراً من أن دخول صواريخ مضادة للطيران إلى لبنان قد يؤدي إلى نشوب حرب، في اشارة الى حزب الله.
وقال هارئيل، في مقابلة أجرتها معه صحيفة 'يديعوت أحرونوت' ونشرتها امس الأحد، 'إننا نستعد لمواجهة كافة الإمكانيات، لكن كي لا يُفهم من هذا أننا نوافق على العيش تحت تهديد نووي على دولة إسرائيل، سأقول بصورة بسيطة للغاية: دولة إسرائيل تعمل لكي لا تكون لدى إيران قدرة نووية. نقطة'.
وأضاف 'نحن نأمل بأن ينجح العالم الغربي في منع الإيرانيين من الوصول إلى قدرة كهذه، وفي حال فشل ذلك، فإن لكل دولة الحق في الدفاع عن النفس'.
وحذر هارئيل من أن دخول صواريخ مضادة للطيران إلى لبنان قد يؤدي إلى نشوب حرب، وقال 'أدخل السوريون في حينه بطاريات صواريخ مضادة للطيران إلى لبنان وتمت إبادتها'.
وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قياديين في الكونغرس الأمريكي بفرض عقوبات شديدة على إيران تؤدي إلى شلّها اقتصاديا.
وذكرت الصحف الإسرائيلية امس الأحد أن نتنياهو تحدث، خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، مع عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي، بينهم رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وقال لهم إنه 'يجب العمل في جميع الجبهات لأجل تشديد الضغوط على إيران وفرض عقوبات تشلّها'.
من جانبها ذكرت صحيفة 'صنداي تايمز' البريطانية امس الاحد أن مخططين عسكريين امريكيين وإسرائيليين درسوا خيارات شن هجوم على إيران، يستهدف عشرات المواقع ذات الصلة ببرنامجها النووي، والمعروفة من قبل المسؤولين الغربيين.
وقالت الصحيفة إن الخبراء العسكريين في واشنطن وتل أبيب يدركون بأن شن ضربة جــوية مباغتة سينجح فقط في تأخير عملية تطوير إيران أسلحة نووية، ولن يضمن التخلص من تهديدها النووي حتى في حال كرروا ضرب منشآتها النووية المعروفة.
وأضافت أن إلتزام الرئيس الامريكي باراك أوباما بالضغوط الدبلوماسية في التعامل مع مشكلة إيران النووية، سيجعل السيناريو الوحيد المحتمل هـــو قيام إسرائيل بشـــن غارات جوية تتطلب استخدام المجال الجوي لدول عربية معادية، مشيرة إلى أن الأهداف المحتملة للهجمات الجوية الإسرائيلية هي مفاعلات بوشهر وآراك ونطنز، والتي تبعد حوالى1700 كيلومتر عن إسرائيل.
وذكرت 'صنداي تايمز' أن المشكلة التي يواجهها المخططون العسكريون تتمثل في عدم امتلاك أي وكالة استخبارات خارجية معلومات دقيقة عن المكان الذي تخفي فيه إيران تقنياتها المتعلقة بإنتاج الأسلحة النووية.
ونسبت إلى أنطوني كوردسمان، المخطط العسكري السابق بوزارة الدفاع الامريكية، قوله 'حتى الولايات المتحدة لا تعرف جميع الأهداف الإيرانية المحتملة، والتي يمكن أن تكون منتشرة الآن في مواقع كثيرة، تجعل من الصعب على أي ضربة إسرائيلية تدمير قدرات طهران'.
وأضاف كوردسمان 'كل من يلتقي المسؤولين الإسرائيليين البارزين بصورة منتظمة يعرف أن إسرائيل تدرس الخيارات العسكرية مع إدراك المشاكل والمخاطر المترتبة عليها'.
تعليق