إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصة " جدتي ومعزتي"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة " جدتي ومعزتي"

    لله درها من جدة ما اكثر الايام التي اضحكتني فيها وفي بعضها اكاد اجهش بالبكاء من الضحك , وكانت لدينا معزة صغيرة شقية , لم تكف او تكل جدتي من اطعامها وسقيها, حيث كانت تأكل حتى الشبع وقريناتها في جوع عظيم , وكانت تسقى ماءا نظيفا وقريناتها تكاد تموت من العطش , كنا حينها نتعلم الالف والباء وكانت جدتي تعلمها أصول المعيز , في بعض الاحيان كنا نغبطها , فأيما حنان بقي لجدتي إلا أعطتها , وأيما مال حصلت عليه جدتي إلا وادخرته لمعزتها , هداك الله جدتي , فليست هي إلا معزة صغيرة , لكنها لم تعرنا أي اهتمام ..


    واكثر ما كنا نحسدها عليه هو المكان الواسع , والبعد عن قريناتها الشاسع , وما يدخل إلى مكانها من ضوء ساطع , كان نظيفا مرتبا حتى كدنا نشك في أنها كانت معزة , كانت تلك المعزة ذكية تستطيع فتح الأبواب , حتى إذا ما رآها أحد بالقرب من منزله أسرع باغلاق الباب , حتى يجعلها تفتح الباب , فيعجب منها , كان الجميع يحبها إلا نحن – انا وإخوتي – ربما بسبب الغيرة التي اجتاحت قلوبنا الصغيرة ..








    ذات يوم كان باب منزلنا مغلقا , ولأنها ذكية استطاعت أن تفتح الباب, ورويدا رويدا تسللت إلى الداخل , وكانت لدينا باحة خلفية , بها القليل من العشب وبعض المزروعات والورود الخاصة بجدتي , فدخلت الباحه ولم تبق فيها ولم تذر , وأكملت دخولها الغير مشروع إلى منزلنا , لكن جل اهتمامها كان الذهاب الى المطبح المحشور بضروب واصناف الطعام , المكنوزة بعضها في الخزانة والبعض الآخر في الثلاجة , وتدخل المعزة إلى المطبخ عنوة , لكنها لم تلق شيئا , فكله قد ضمن في مكانه الخاص , وهنا بدأت المعركة , حيث بدأت بإصدار صوتها الشجي , فسمعتها جدتي على الرغم من بعد المسافة التي تبعد عنها غرفة جدتي والمطبخ , ولم تتردد بالذهاب إليها بل والاسراع في المشي , ولولا كبر سنها لطفقت تركض إليها , وفي غضون ثوان وصلت الجدة المنتظرة , لقد انتبهنا إلى أن المعزة على الرغم من حنكتها إلا أنها تخبطت في الغباء قليلا , فقد كانت تحسب أن جدتنا قد تساعدها في خطتها الشيطانية لكن هيهات هيهات , يالهول ما رأت جدتي , أين مزروعاتها وأين ورودها التي قضت أياما في زراعتها والعناية بها ؟ اغرورقت عينا جدتي بالدموع جراء هذه الخسارة الفادحة في مخزون جهدها الكبير , كانت تشير إلى مكان ورودها , قد كانت ورودها تقبع في المكان هنا , وكانت مزروعاتها تضلل المكان هناك , من فعل هذا بمزروعات جدتي ؟ الويل له اليوم الهلاك له اليوم ! وكنا خلف جدتي نرقبها حيثما ذهبت وكيف ما فعلت , وكانت الضحكات تشعشع منا بصوت خافت , حتى لا تسمع جدتي فتسخط علينا , فما أعظم غضبها ! أكملت جدتي المسير حتى ترى من ذا الذي جنى على نفسه ؟ وارتكب هذا الجرم الفاحش في نظر جدتنا ..


    ظلت جدتي تتبع الآثار متجهة الى المطبخ , وهنا حلت الواقعة , رأت ما لم يكن بالحسبيان معزتها الصغيره بالأمس باتت اليوم تاكل مزروعاتها , الويل لك من معزة ! جنت على نفسها براقش , وبدأ مسلسل الركض كانت تعدو جدتي كالطفل حتى ظننا أنها قد تصاب بكسر , وهي تعدو وجدتي خلفها , وجدتي تعدو والمعزة أمامها , وطفقن يدخلن سكك المنزل الواحدة تلو الاخرى , حتى غذا ما قربت من الوصول إلى الباب ..


    يا الهي هل سقطت جدتي ! لاااااا , لم تسقط بل أمسكت بها , ما أكبر ذنبك أيتها المعزة وما أعظم غضب جدتي العارم ..

    تشبثت جدتي بها بكلتا يديها ، وبدأت تظهر على المعزة بوادر الهزيمة ..


    خارت قوى جدتي واستطاعت في لحظة ضعف ان تفلت منها، وبدأت جدتي بصوتها المبحوح تندب حظها العاثر، وتشكو الزمان الغابر، وتهجوالصديق العابر ، وبدات تنشد مواويل من الادعيه واقتباسا منها حيث كانت تقول :





    " اذهبي يا معزتي والموت خلفك ، افرنقعي الى الهلاك "





    غلب الإعياء جدتي تسارعت خطواتنا نحوها ظنا منا أنها تعبت لكن لااااااااااا .. نهضت جدتي وجرت مرة أخرى خلفها واستطعنا مع حلول الظلام الإمساك بهذه العفريتة الصغيرة..





    أمسكتها جدتي وليتها لم تمسكها ، أدركنا حينها أن الأيام قلبت لهذه المعزة ظهر المجن ، أمرتنا بالإمساك بها فامسكنا بها طوعا ومخافة ، هرعت جدتي إلى المخزن ووافتنا بحبل شديد غليظ .. أمسكت رأس المعزة ولفت الحبل عليه وقد تجمع غل العالم كله فيها ، ربطتها في سارية مع قريناتها ، ومرة أخرى هرعت إلى المخزن لكن هذه المرة وافتنا بمقص حاد ، وجعلت تقص شعرها خصلة خصلة ..





    تحسرنا في بادئ الأمر على ذلك الشعر الجميل لكن خطيئتها اكبر من أن نتحسر عليه ، وتوالت الأيام ولم تنس جدتي ما فعلت بها تلك المعزه ..


    وخيل لنا نحن الصغار أن قريناتها بتن يضحكن جراء ما يرين من نتائج الدلال التي ظهرت على المعزة من عذاب جسدي ونفسي..





    يالسخرية القدر أين كانت ؟ وكيف أصبحت؟ بعد أن كانت جدتي مع صياح الديك تقول :


    " صباحك سكر "


    باتت تقول لها :


    " مني اين المفر "





    وحري بي أن اقر بأن جدتي فريدة عصرها ، ومثيلاتها قليلات فقلما تجد من هو طاعن في السن وروحه بها احد معاقل الشقاوة الأبدية التي ترسخت به منذ الصغر حتى


    الكبر ..





    وفي حياة الإنسان لابد له من التخبط في الاختيارات الغير الصائبة التي يتخذها كالخطأ في اختيار الصديق ، ولا ضير إن اخطأنا فالناس الذين لا يخطئون لا يتعلمون أبدا ، ومثل هذه الأخطاء كثير _ كخطأ جدتي في اختيار الصديق _ ، لكن على الدرب نفسه لابد له من الاستقراء والبحث الدائم عن الصديق أو القرين الذي يرى من خلاله


    " أن العالم دائما اجمل " ..





    " اهداء خاص الى جدتي و امي و ابي و أصدقائي الذين جعلوا حياتي دائما اجمل واجمل وبهم تزداد حياتي جمالا ..




  • #2
    لا أدري ...بس هذه القصة لطالبة بالصف الثاني عشر ...لما لم تكتب أنها اقتبست
    و اني كنتي انتي ...فالقصه في غاية الجمااال ..موفقه
    .
    .
    هــدنـة

    تعليق

    يعمل...
    X