سعيد بن تيمور: ولد عام 1910 وتلقى تعليمه في كل من الهند والعراقوعاد إلى بلاده ليرأس مجلس الوزراء في سن مبكرة عام 1929م ثم تولى السلطة عام1942م. وقد كان السلطان شديد المحافظة شديد البعد عن كل نظم الإدارة الحديثة وليسذلك عداء للرقي والنهوض واللحاق بالمدنية الحديثة بل خوفا من الأجانب.كان يؤمنأنه لو فتح الباب لدخول الحضارة الحديثة فسوف تدخل معها كل رذائل المدنية الأوروبيةسوف يدخل الخبيث مع الطيب وهذا أمر لا سبيل إلى تفاديه.وكان يؤمن أن وجودالأجانب بين مواطنيه يعني فساد هذا الشعب المؤمن ذي التقاليد الإسلامية العريقةوكان الاتجاه للحضارة الحديثة في رأيه قد يؤدي بالبلاد إلى طريق مجهول لا يعلمهإلا الله.فلتبق بلاده إذن مغلقة على نفسها ولا داعي للانفتاح ففي العزلة السلامةللبلاد والعباد.ولذا أقام سورا سياسيا حصينا حول وطنه لا أحد يخرج ولا أحد يدخللأي غرض كان. فالسعادة في رأي السلطان الحاكم هي سعادة الآخرة وما الحياة الدنياإلا متاع الغرور.لقد كانت هذه الدولة يوما ما الإمبراطورية العمانية الشامخةالتي تمتد من الخليج إلى شواطئ إفريقيا الشرقية ولأتساع رقعتها كانت لها عاصمتان،مسقط التي كانت مقر الحكم يقيم بها السلطان وتحكم الجزء الشرقي من الإمبراطوريةزنجبار التي كانت تحكم الجزء الإفريقي منها ويقيم بها أحد أبناء السلطان .فأينهذا من الدولة التي كان يحكمها السلطان تيمور؟والتي تقلصت لتشمل عمان ومسقط.وليتالأمر اقتصر على ذلك،بل نشطت الحركات التحريرية منذ الخمسينيات، حتى أن السلطانسعيد بن تيمور استعان بالقوات البريطانية في ضرب الحركة الثورية في عمان عام 1957موإن كان ذلك قد أدى إلى تزايد هذه الحركات وشدة اشتعالها. وأخيرا تفجرت ثورة ظفارالتي ظلت نيرانها مشتعلة حتى أمكن لابنه السلطان قابوس أن يخمدها في نهاية عام1975م .وكان من نتيجة هذه الصدامات أن أصبح السلطان سعيد مستهدفا، حتى كانتالمحاولة الكبرى لاغتياله عام 1966م والتي أعلن بعدها وفاة السلطان اغتيالا،ثم أتضحغير ذلك، كان السلطان سعيد يحضر عرضا عسكريا لقواته المسلحة في مكان بعيد عن العاصمة، وجرى العرض كأحسن ما يكون واستعرض السلطان بسعادة بالغة تلك القوات،وفي نهايةالعرض تقدم خمسة من الجنود لتقديم هدية للسلطان، عبارة عن بعض تلك الأسلحة التي قامبتوفيرها لقواته المسلحة اعترافا بفضله .وعندما صار هؤلاء الجنود على بعد خطواتمن السلطان،إذا بهم فجأة يمطرونه بوابل من طلقات الرصاص. واشتبك الجنود المؤيدونللسلطان وهؤلاء الذين أعدوا المؤامرة وسقط الكثيرون في قتال ضار.ولما كان من غيرالمتصور أن ينجوا السلطان فقد سارع الثوار وأعلنوا على العالم كله نبأمصرعه.ولكن المعجزة كانت قد حدثت، في لحظةإطلاق النار سارع رئيس العرض الذي كان يقف بجوار السلطان بدفعه بعيدا عن المنصة،ليسقط على وجهه ويسقط فوقه بعض المذعورين من صوت الرصاص ولم يكن يتصور احد، إلاأنه سقط نتيجة إصابته بالرصاص،ولم يتضح هذا الأمر إلا بعد وقت يسمح للسلطانبالانسحاب من الموقع.وعاد السلطان إلى حياته العادية وسياسته المعتادة أقصد تشددهالحازم.
سعيد بن تيموربن فيصل (13 أغسطس 1910 - 19 أكتوبر 1972)، سلطان مسقط وعمان (والتي أصبحت لاحقاسلطنة عمان) بين 10 فبراير 1932 و23 يوليو 1970 تاريخ عزله عن الحكم، وهو الحاكمالثالث عشر من عائلة البوسعيد. ترأس سنة 1929 مجلس الوزراء قبل أن يتولى أمورالسلطنة في 10 فبراير 1932 خلفا لأبيه تيمور بن فيصل. توخى سياسة شديدة المحافظةوالمعارضة لأي تحديث كما شهد عهده عزلة البلاد عن العالم الخارجي. شهدت فترةالخمسينات عدة مواجهات بين نظامه والإمام الأباضي غالب بن علي. سنة 1964 قام بوضعنجله قابوس تحت الإقامة الجبرية. سنة 1965 اندلعت ثورة ظفار في الغرب. سنة 1966تعرض لمحاولة اغتيال قام بها الثوار الظفاريون ولمحاولة انقلابية قادها أخوه غيرالشقيق طارق بن تيمور. أطيح به في انقلاب قاده أنصار ابنه في 23 يوليو 1970. عاشبعدها في المنفى في لندن إلى أن توفي في 19 أكتوبر 1972. دفن في مقبرةبروكوود.
تعليق