(إسرائيل )في ذكرى نكبتنا دولة راسخة أم إلى زوال؟
الكاتب علاء الريماوي
حيث أفادت وثائق الإحصاء لديهم أن عدد المستوطنين أصبح الآن قرابة الستة مليون مع أقلية عربية تعدادها 1.548.000 ومن ثم حديث في الاقتصاد إذ بلغت معدلات النمو 4.8 في المائة لتتصدر كثيراً من دول أوروبا بثلاثة أضعاف .
يترافق ذلك مع استمرار إسرائيل في قرصنتها على الأرض العربية داخل الخط الأخضر لتصادر ما يزيد عن 90% من أراضي المواطنين العرب و لتبني عليها 14 مدينة ضخمة ، مضافا إلى ذلك سيطرة على القدس بنسب لا تقل عن 80% من الأحياء العربية القديمة مع تركيز على مسار في المدينة يُفرض فيه وجه ديني تلمودي من خلال الكنس التي يراد لها طمس الهوية الإسلامية للقدس ، مع التذكير بالسيطرة على أراضي الضفة الغربية بنسبة 85% في المئة .
أما في الجانب العسكري فتحدثت بعض التقارير عن 400 رأس نووي مضافاً إليها أجيال متطورة من دبابات المركافا ، مع سلاح جو يتفوق في قدرته على الدول العربية مجتمعة .
و في النفوذ والسياسة ظلت إسرائيل الحليف الأوحد للغرب في المنطق مع سيطرة على المؤسسات النافذة كالإعلام وصناديق المال الكبرى التي في غالبها تؤثر إسرائيل على مجريات الأمور فيها .
هذا المختصر السريع أردت منه التدليل على أن العدو الذي تجابهه الأمة ليس سهلاً بل نذكر بنصره على الدول الرسمية في حربين كبيرتين .
هذه ليست الصورة النهائية التي أردت الوصول إليها لعرش إسرائيل على الأرض بل هناك كثير يمكن الحديث عنه من ضعف تتحدث به إسرائيل خلسة وفي جلساتها المغلقة ويتفلت قليلة على ألسنة الساسة الذين يحسنون صناعة الهيبة لدولتهم التي أراها رغم قوتها مأزومة .
هذا الحديث ليس تهور عابث بل نسوقه لندلل عليه من خلال نقاط عدة يصلح كل منها أن يكون مجال بحث مستقل .
- ضعف منظومة الردع الإسرائيلية : من المؤكد أن إسرائيل تتفوق عسكرياً في ترسانتها على الدول العربية لكن ما فقدته من قدرة على تحقيق انتصار في تموز لبنان وغزة أسس لمنظومة جديدة في الحرب بين الدولة ومجموعات شبه نظامية تستطيع امتصاص القوة الإسرائيلية دون قدرتها على التقدم من غير خسائر ، مما أفقد إسرائيل قدرة الحسم والاستسلام لعدوها والذي تعودته في حروبها مع العرب بل نرى اليوم حماسة للمواجهة من قبل هذه المجموعات إن فرض عليها الحرب .
- إنحسار القدرة على اتخاذ قرار بالحرب : هذا ما نشاهده اليوم من موقف أمريكا من إيران التي تطلب من إسرائيل عدم التهور بل التهدئة مع سوريا وحل الأزمة الفلسطينية سلمياً لان ذلك سيتكلفه الحلفاء الذين يعيشون أزمة العراق وأفغانستان وأخواتها .
- سقوط رداء الضحية عن إسرائيل : اليوم يلاحظ أن إسرائيل تعيش حالة من الاستنكار الدولي لكثير من جرائمها والتي أخذت تحرج الحلفاء ومحاورهم كما هو الحاصل في حصار غزة ، يضاف إلى ذلك كثير التقرير الدولية التي أخذت تصف إسرائيل على أنها مجرمة حرب وأنها تقوم بإبادة للفلسطينين مما أفقدها تكثير التعاطف المهم لوجودها .
- تحول في قدرات الخصم وإرادة القتال : لا شك أن المقاومة في الوطن العربي أصبحت تقدم نموذج فعلي يكبد الأعداء ومشروعهم خسائر فادحة ، هذا الحديث كشفه تصريح الجنرال الأمريكي باتريوس حين قال أن إسرائيل بتصرفاتها تحرق جنودنا في المنطقة ، مما يدلل على أن مقاومة الوطن العربي وفي الجبهات كلها تحدث تحولا ضد المشروع الصهيوني في المنطقة
- التوجه نحو امتلاك القوة النووية : وهذا ما نشاهده من خلال إيران وبعض الدول والذي سيجعل إسرائيل تفقد ورقة الرعب إن نجح المشروع الذي بدأ .
- التراجع في ملف العلاقات الدولية وخاصة مع كثير من دول المنطقة التي بدأت تتحرج العلاقة مع إسرائيل مثل تركيا قطر موريتانيا الإمارات والسلام البارد مع الأردن ومصر والانتكاسة في العلاقات الأمريكية والأوروبية وإن لم تؤسس لظاهرة تحول إستراتيجي .
هذا الحديث لا نقصد به نعي إسرائيل اليوم بل هو حديث استنهاض للأمة أن نصرها على الغاصب مسألة وقت أن أحسنت العمل
تعليق