إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصيدة تميم البرغوثي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصيدة تميم البرغوثي

    قصيدة تميم البرغوثي الرائعة




    ذه القصيدة لشاعر فلسطيني، كان ذاهب للصلاة في القدس إلا أن سياسة عزل القدس و مقدساتها أبت و ألا أن تمنعه من الوصول لهناك و الصلاة و الامر الغريب أن جنود و شرطة الاحتلال الاسرائلي أعادوه من حيث أتى دونما أن يسألوه من أنت أو ما دينك ... فهم أعادوه لانه فلسطيني ... ليس لانه مسلما او مسيحيا او ارمينيا ... لانه فلسطيني فقط ... و هذا يحدث كل يوم مع من يريد الدخول او الخروج الى القدس سواء أكان شيخا او أمرأة ... شابا أو طفلا ... عاملا او معلما ... صائما او مفطرا ... يوم الجمعة أو يوم السبت ... لا فرق ... القدس فقط أصبحت مجرد كلمات (مسموح الصلاة أيام الجمعة فقط) كما لاحظنا بتصاريح رمضان الاخيرة او حتى بتصاريح (أعياد رأس السنة) ... فهم أي الاسرائليون أصبحوا يحددوا لنا متى نصلي و أين ... و لم يبق إلا أن يقولوا لنا كيف نصلي و العياذ بالله ... فأنا أستغرب كيف يأدي اليهود شعائرهم هناك و يهدمون و يحفرون و يسرقون و يعربدون و يستعلون على المواطنين العزل و أهلها المرابطين على إختلاف مذاهبهم و دياناتهم ... و لا ضابط او محاسب لهم ... لا بل لا مستنكر او رادع لاعمالهم و تصرفاتهم ... لكن ...القدس هي القدس، مهما حاولوا و تسلطوا ... ستظل عربية اسلامية فلسطينية و ستظل تقبل كل من اتاها ... فالقدس مهد الرسالات و أرض الديانات و لا و لن يغير أحد شيئا من إسمها أو تاريخها ... فهي عتية صعبة قوية على التحريف و التزوير و التهويد ... و لا أريد أن أطيل عليكم ... أسمحوا لي أن أقدم لكم جزء بسيط صغير من الشعر العربي الاصيل الذي قيل فيها مؤخرا على لسان شاعر فلسطيني يحمل شعره نكهة درويش و كلماته ككلمات أحمد مطر... و معاني هذا الشاعر تذكرنا بقصائد فدوى طوقان و حافظ ابراهيم... أما ما بها من حب للوطن و أهله فهو و كأنه أحمد شوقي ... و هو مأسور لهذا الحب كما و كأنه أبو فراس الحمداني ... أما لحنها فهو قريب من ألحان سميح القاسم ... و هي .. أي القدس موسوعة العالم و سلامه و أمنه و هي هذا العام عاصمة للثقافة العربية ... فهل هذا سينقذها؟ فهل من مغيث؟ فهل من مترجم لاهاتها و عذابها؟


    في القدس
    مَرَرْنا عَلــى دارِ الحبيب فرَدَّنا عَنِ الدارِ قانونُ الأعادي وسورُها
    فَقُلْتُ لنفســي رُبما هِيَ نِعْمَةٌ فماذا تَرَى في القدسِ حينَ تَزُورُها
    تَرَى كُلَّ ما لا تستطيعُ احتِمالَهُ إذا ما بَدَتْ من جَانِبِ الدَّرْبِ دورُها
    وما كلُّ نفسٍ حينَ تَلْقَى حَبِيبَها تُـسَرُّ ولا كُلُّ الغـِيابِ يُضِيرُها
    فإن سـرَّها قبلَ الفِراقِ لِقاؤُه فليسَ بمأمـونٍ عليها سـرُورُها
    متى تُبْصِرِ القدسَ العتيقةَ مَرَّةً فسوفَ تراها العَيْنُ حَيْثُ تُدِيرُها

    بائعُ خضرةٍ من جورجيا برمٌ بزوجته، يفكرُ في قضاءِ إجازةٍ أو في طلاءِ البيتْ
    في القدس، توراةٌ وكهلٌ جاءَ من مَنْهاتِنَ العُليا يُفَقَّهُ فتيةَ البُولُونِ في أحكامها
    في القدسِ شرطيٌ من الأحباشِ يُغْلِقُ شَارِعاً في السوقِ..
    رشَّاشٌ على مستوطنٍ لم يبلغِ العشرينَ،
    قُبَّعة تُحَيِّي حائطَ المبكَى
    وسياحٌ من الإفرنجِ شُقْرٌ لا يَرَوْنَ القدسَ إطلاقاً
    تَراهُم يأخذونَ لبعضهم صُوَرَاً مَعَ امْرَأَةٍ تبيعُ الفِجْلَ في الساحاتِ طُولَ اليَومْ

    في القدسِ دَبَّ الجندُ مُنْتَعِلِينَ فوقَ الغَيمْ
    في القدسِ صَلَّينا على الأَسْفَلْتْ
    في القدسِ مَن في القدسِ إلا أنْتْ!
    وَتَلَفَّتَ التاريخُ لي مُتَبَسِّماً
    أَظَنَنْتَ حقاً أنَّ عينَك سوفَ تخطئهم،! وتبصرُ غيرَهم
    ها هُم أمامَكَ، مَتْنُ نصٍّ أنتَ حاشيةٌ عليهِ وَهَامشٌ
    أَحَسبتَ أنَّ زيارةً سَتُزيحُ عن وجهِ المدينةِ، يا بُنَيَّ، حجابَ واقِعِها السميكَ
    لكي ترى فيها هَواكْ
    في القدسِ كلًّ فتى سواكْ
    وهي الغزالةُ في المدى، حَكَمَ الزمانُ بِبَيْنِها
    ما زِلتَ تَرْكُضُ إثْرَهَا مُذْ وَدَّعَتْكَ بِعَيْنِها
    رفقاً بِنَفسكَ ساعةً إني أراكَ وَهَنْتْ
    في القدسِ من في القدسِ إلا أَنْتْ


    يا كاتبَ التاريخِ مَهْلاً، فالمدينةُ دهرُها دهرانِ
    دهر أجنبي مطمئنٌ لا يغيرُ خطوَه وكأنَّه يمشي خلالَ النومْ
    وهناك دهرٌ، كامنٌ متلثمٌ يمشي بلا صوتٍ حِذار القومْ
    والقدس تعرف نفسها..
    إسأل هناك الخلق يدْلُلْكَ الجميعُ
    فكلُّ شيء في المدينة
    ذو لسانٍ، حين تَسأَلُهُ، يُبينْ
    في القدس يزدادُ الهلالُ تقوساً مثلَ الجنينْ
    حَدْباً على أشباهه فوقَ القبابِ
    تَطَوَّرَتْ ما بَيْنَهم عَبْرَ السنينَ عِلاقةُ الأَبِ بالبَنينْ

    في القدس أبنيةٌ حجارتُها اقتباساتٌ من الإنجيلِ والقرآنْ
    في القدس تعريفُ الجمالِ مُثَمَّنُ الأضلاعِ أزرقُ،
    فَوْقَهُ، يا دامَ عِزُّكَ، قُبَّةٌ ذَهَبِيَّةٌ،
    تبدو برأيي، مثل مرآة محدبة ترى وجه السماء مُلَخَّصَاً فيها
    تُدَلِّلُها وَتُدْنِيها
    تُوَزِّعُها كَأَكْياسِ المعُونَةِ في الحِصَارِ لمستَحِقِّيها
    إذا ما أُمَّةٌ من بعدِ خُطْبَةِ جُمْعَةٍ مَدَّتْ بِأَيْدِيها
    وفي القدس السماءُ تَفَرَّقَتْ في الناسِ تحمينا ونحميها
    ونحملُها على أكتافِنا حَمْلاً إذا جَارَت على أقمارِها الأزمانْ

    في القدس أعمدةُ الرُّخامِ الداكناتُ
    كأنَّ تعريقَ الرُّخامِ دخانْ
    ونوافذٌ تعلو المساجدَ والكنائس،
    أَمْسَكَتْ بيدِ الصُّباحِ تُرِيهِ كيفَ النقشُ بالألوانِ،
    وَهْوَ يقول: “لا بل هكذا”،
    فَتَقُولُ: “لا بل هكذا”،
    حتى إذا طال الخلافُ تقاسما
    فالصبحُ حُرٌّ خارجَ العَتَبَاتِ لَكِنْ
    إن أرادَ دخولَها
    فَعَلَيهِ أن يَرْضَى بحُكْمِ نوافذِ الرَّحمنْ


    في القدس مدرسةٌ لمملوكٍ أتى مما وراءَ النهرِ،
    باعوهُ بسوقِ نِخَاسَةٍ في أصفهانَ لتاجرٍ من أهلِ بغدادٍ
    أتى حلباً فخافَ أميرُها من زُرْقَةٍ في عَيْنِهِ اليُسْرَى،
    فأعطاهُ لقافلةٍ أتت مصراً
    فأصبحَ بعدَ بضعِ سنينَ غَلاَّبَ المغولِ وصاحبَ السلطانْ

    في القدس رائحةٌ تُلَخِّصُ بابلاً والهندَ في دكانِ عطارٍ بخانِ الزيتْ
    واللهِ رائحةٌ لها لغةٌ سَتَفْهَمُها إذا أصْغَيتْ
    وتقولُ لي إذ يطلقونَ قنابل الغاز المسيِّلِ للدموعِ عَلَيَّ: “لا تحفل بهم”
    وتفوحُ من بعدِ انحسارِ الغازِ، وَهْيَ تقولُ لي: “أرأيتْ!”

    في القدس يرتاحُ التناقضُ، والعجائبُ ليسَ ينكرُها العِبادُ،
    كأنها قِطَعُ القِمَاشِ يُقَلِّبُونَ قَدِيمها وَجَدِيدَها،
    والمعجزاتُ هناكَ تُلْمَسُ باليَدَيْنْ
    في القدس لو صافحتَ شيخاً أو لامستَ بنايةً
    لَوَجَدْتَ منقوشاً على كَفَّيكَ نَصَّ قصيدَةٍ
    يا بْنَ الكرامِ أو اثْنَتَيْنْ

    في القدس، رغمَ تتابعِ النَّكَباتِ، ريحُ براءةٍ في الجوِّ، ريحُ طُفُولَةٍ،
    فَتَرى الحمامَ يَطِيرُ يُعلِنُ دَوْلَةً في الريحِ بَيْنَ رَصَاصَتَيْنْ

    في القدس تنتظمُ القبورُ، كأنهنَّ سطورُ تاريخِ المدينةِ والكتابُ ترابُها
    الكل مرُّوا من هُنا
    فالقدسُ تقبلُ من أتاها كافراً أو مؤمنا
    أُمرر بها واقرأ شواهدَها بكلِّ لغاتِ أهلِ الأرضِ
    فيها الزنجُ والإفرنجُ والقِفْجَاقُ والصِّقْلابُ والبُشْنَاقُ
    والتتارُ والأتراكُ، أهلُ الله والهلاك، والفقراءُ والملاك، والفجارُ والنساكُ،
    فيها كلُّ من وطئَ الثَّرى
    كانوا الهوامشَ في الكتابِ فأصبحوا نَصَّ المدينةِ قبلنا
    يا كاتب التاريخِ ماذا جَدَّ فاستثنيتنا
    يا شيخُ فلتُعِدِ الكتابةَ والقراءةَ مرةً أخرى، أراك لَحَنْتْ

    العين تُغْمِضُ، ثمَّ تنظُرُ، سائقُ السيارةِ الصفراءِ، مالَ بنا شَمالاً نائياً عن بابها
    والقدس صارت خلفنا
    والعينُ تبصرُها بمرآةِ اليمينِ،
    تَغَيَّرَتْ ألوانُها في الشمسِ، مِنْ قبلِ الغيابْ
    إذ فاجَأَتْني بسمةٌ لم أدْرِ كيفَ تَسَلَّلَتْ للوَجْهِ
    قالت لي وقد أَمْعَنْتُ ما أَمْعنْتْ
    يا أيها الباكي وراءَ السورِ، أحمقُ أَنْتْ؟
    أَجُنِنْتْ؟
    لا تبكِ عينُكَ أيها المنسيُّ من متنِ الكتابْ
    لا تبكِ عينُكَ أيها العَرَبِيُّ واعلمْ أنَّهُ
    في القدسِ من في القدسِ لكنْ
    لا أَرَى في القدسِ إلا أَنْت.
    الحمد لله رب العالمين
    مدونhttp://www.southmoon86.blogspot.comتي

  • #2


    إختيار موفق أخي بدر الجنوب، وشكراً على الطرح.


    الشاعر تميم البرغوثي شاعر مبدع يفجر مشاعر الإحساس بالذل والمهانة من جراء الإحتلال الإسرائيلي لفسلطين العربية.

    قصيدة ترسم مقاطع من المشاهد عن القدس العربية كيف كان وكيف صارت وكيف ستصبح.

    دمت بخير.
    ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك


    زورونا في سلسلة ( إقرأ معي )

    الكتاب الأول

    تعليق


    • #3
      مهلآ مهلآ فحتمآ إنا عائدون

      بارك الله فيك أخي


      إني أشعر بألم كل صفعة توجه إلى مظلوم في هذه الدنيا ، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني

      آرنستو تشي جيفارا

      تعليق


      • #4


        يسلموووووووو ع الكلمات وهذا الرابط للي حاب يمسعها بصوت تميم

        إلقاء جميل جدا أتمنى أن تشاهدوه


        http://www.youtube.com/watch?v=tZTSLDVeH5M

        الله أعز الإسلام والمسلمين ودمر اللهم أعداء الدين
        اللهم اجعل تدبيرهم تدميرهم وخذهم أخذ عزيزِ مقتدر
        اللهم واقذف في قلوبهم الرعب وزلزل الأرض من
        تحت أقدام وافعل بهم كما فعلت بثمود وعاد وبأشياعهم
        اللهم خلص قبلتك الأولى ومسرى نبيك محمد صلى
        الله عليه وسلم من أيدي الصهاينة الأنجاس الأرجاس
        الغاصبين المعتدين.. اللهم إنهم علوا علوا َ كبيرا
        في أرضك وأذلوا عبادك وأهانوا دينك ونبيك
        وتجرأوا على ذاتك فانتقم منهم يا عزيز

        اللهم أمين يااااارب


        تعليق


        • #5
          قصيدة رائعة لشاعر مناضل ..
          اللهم انصر الإسلام والمسلمين ..

          تعليق


          • #6
            قصيدة جميلة جدا
            طالما سمعتها بالإلقاء الجميل للشاعر الكبير تميم البرغوثي
            وهناك قصائد أخرى جميلة للشاعر مثل نفسي الفداء لكل منتصر حزين
            أمد كفي إلى ماء ليطفئني *** فيشعل الماء جوفي ويحترق

            ابو المؤيد

            تعليق


            • #7
              قصيدة نفسي الفداء لكل منتصر حزين

              نفسي الفداء لكل منتصر حزين
              قتل الذين يحبهم،
              إذ كان يحمي الآخرين

              يحمي بشبرٍ تحت أخمصه اتزان العقل
              معنى العدل في الدنيا على إطلاقه
              يحمي البرايا أجمعين
              حتى مماليك البلاد القاعدين

              والحرب واعظة تنادينا
              لقد سلم المقاتل
              والذين بدورهم قتلوا
              نعم هذا قضاء الله لكن
              ربما سلموا إذا كان الجميع مقاتلين

              نفسي فداء للرجال ملثمين
              إذ يطلقون سلاحهم مثل الدعاء يطير من أدنى لأعلى
              مثل تاريخ هنا يملي فيتلى
              حاصرونا كيفما شئتم
              فإن الخبز والتاريخ يصنع هاهنا تحت الحصار

              نفسي فداء للشموس تسير في الأنفاق تحت الأرض من دار لدار
              حيث الصباح غدا يهرب من يد ليد
              بديلاً عن صباح خربته طائرات الظالمين

              نفسي فداء للسماء قنابل الفسفور تملؤها كشعر الغول
              ألف جديلة بيضاء نحو الأرض تسعى
              والسماء تريد أن تنقض كالمبنى القديم
              فنرفع الأيدي لنعدل ميلها،
              وتكاد أن تنهار لولا ما توفر من أكف الطيبين
              يا أهل غزة ما عليكم بعدها
              والله لولاكم لما بقيت سماء ما تظل العالمين

              نفسي الفداء لعرق زيتون من البلد الأمين
              أضحى يقلص ظله، كالشيخ يجمع ثوبه لو صادفته بِرْكَةٌ في الدرب
              حتى لا يمر مجند من تحته
              ويقول إن كسرته دبابتهم في زحفها نحو المدينة:
              "لا يهم، على الأقل فإنهم لن يستظلوا بي
              وتلك نبوءة
              قد كان يفهمها الغزاة من القرون السابقين
              هذي بلاد الشام
              كيف تقوم فيها دولة ربت عدواتها مع الزيتون يا حمقى
              ولكن عذركم معكم فأنتم بعدُ ما زلتم غزاة محدثين
              قسماً بشيبي لن يطول يقاؤكم
              فالظل يأنف أن تمروا تحته
              والأرض تأنف أن تمروا فوقها
              والله سماكم قديماً في بلادي عابرين"

              نفسي فداء للرجال المسعفين
              المنحنين على الركام ولم يكونوا منحنين
              الراكضين إلى المنازل باحثين عن الأنين
              حيث الأنين علامة الأحياء يصبح نادراً
              حيث الحياة تصير حقاً لا مجازاً خاتماً في التُرْبِ
              تظهرُ، يرهفون السمعَ رغمَ القصفِ،
              تخفى مرةً أخرى وتظهرُ،
              يرفعون الردمَ، لا أحدٌ هنا،
              تبدو يدٌ أو ما يشابهها هناكَ،
              ويخرجون الجسمَ رغم تشابه الألوانِ
              بين الرمل والإنسانِ
              كالذكرى من النسيانِ
              كالمعنى من الهذيانِ
              تطلع أمةٌ وكأنما هي فكرة منسيةٌ
              يا دهر فلتتذكر الموتى،
              هنالك سبعة في الطابق الثاني
              ثمانية بباب الدار،
              أربعة من الأطفال ماتت أمهم وبقوا
              لأيام بلا ماء ولا مأوى
              ولا صوت، ولا جدوى
              فقل للموت، يا هذا استعد فإنهم
              والله لن يأتوك أطفالاً، ولكن
              كالشيوخ تجارباً ومرارة
              حضر دفاعك فالقضاة
              مضرجين بحكمهم
              قدموا عليك مسائلين
              وهناك وجه بينهم يأتي عليه هالة رملية،
              طفل يصيح بموته قم وانفض الأنقاض عني
              ولتعني، أن أقول لقاتلي الغضبان مني
              إنني قد مت حقاً، لا مجازاً، غير أني
              لم يزل لي منبر فوق الأكف وخطبة لا تنتهي
              يا دولة قامت على أجسادنا لا تطمئني
              واعلمي ما تفعلين
              ولتقرئي يوم القيامة واضحاً في أوجه المستشهدين

              نفسي الفداء لأسرةٍ جمع الجنود رجالها ونساءها في غرفة،
              قالوا لهم، أنتم هنا في مأمن من شرنا
              ومضوا،
              ليأمر ضابط منهم بقصف البيت عن بعدٍ
              ويأمر بعدها جرافتين بأن يسوَى ما تبقَّى بالتراب،
              لعل طفلاً لم يمت في الضرية الأولى
              ويأمر بعد ذلك أن تسير مجنزرات الجيش في بطء على جثث الجميع
              يريد أن يتأكد الجندي أن القوم موتى
              ربما قاموا، يحدث نفسه في الليل
              يرجع مرة أخرى لنفس البيت، يقصفه،
              ويقنع نفسه، ماتوا، بكل طريقة ماتوا،
              ويسأل نفسه، لكن ألم أقتلهمو من قبل،
              من ستين عاماً، نفس هذا القتل،
              نفس مراحل التنفيذ،
              لست أظنهم ماتوا،
              ويطلب طلعة أخرى
              من الطيران تنصره على الموتى
              ويرفع شارة للنصر مبتسماً إلى العدسات
              منسحباً، سعيداً أن طفلاً من أولئك لم يقم من تحت أنقاض المباني
              كي يكدره
              ويسأل نفسه في الليل، ما زال احتمالاً قائماً أن يرجعوا
              فيضيء ليلته بانواع القنابل،
              سائلا قطع الظلام عن الركام وأهله
              ماذا ترين وتسمعين
              فتجيبه
              لم ألق إلا قاتلاً قلقاً، وقتلى هادئين

              نفسي فداء للصغار الساهرين
              عطشاًَ وجوعاً من حصار الأقربين الآكلين الشاربين
              المالكين النيل والوادي وما والاهما ملك اليمين
              الشائبين الصابغين رؤوسهم فمعمرين
              من أين يأتيكم شعور أنكم سَتُعَمّرُون إلى الأبدْ
              ثقة لعمري لم أجدها في أحدْ
              عيشوا كما شئتم ليوم أو لغدْ
              لكنني صدقاً أقول لكم
              فقط من أجل منظركم، وهيبتكم
              إذا سرتم غدا في شاشة التلفاز
              سيروا صاغرين

              نفسي فداء للصغار النائمين
              بممر مستشفى على برد البلاط بلا سرير، خمسةً أو ستةً متجاورين
              في صوف بطانية فيها الدماء مكفنين
              قل للعدو، أراك أحمق ما تزالْ،
              فالآن فاوضهم على ما شئت
              واطلب منهمو وقف القتالْ
              يا قائد النفر الغزاة إلى الجديلة
              أو إلى العين الكحيلة
              من سنين
              أدري بأنك لا تخاف الطفل حياً
              إنما أدعوك صدقاً، أن تخاف من الصغار الميتين


              تميم البرغوثي
              20 كانون الثاني، يناير2009

              نقلتها لكم من احد المواقع الالكترونية
              أمد كفي إلى ماء ليطفئني *** فيشعل الماء جوفي ويحترق

              ابو المؤيد

              تعليق


              • #8
                قصيدة نفسي الفداء لكل منتصر حزين

                نفسي الفداء لكل منتصر حزين
                قتل الذين يحبهم،
                إذ كان يحمي الآخرين

                يحمي بشبرٍ تحت أخمصه اتزان العقل
                معنى العدل في الدنيا على إطلاقه
                يحمي البرايا أجمعين
                حتى مماليك البلاد القاعدين

                والحرب واعظة تنادينا
                لقد سلم المقاتل
                والذين بدورهم قتلوا
                نعم هذا قضاء الله لكن
                ربما سلموا إذا كان الجميع مقاتلين

                نفسي فداء للرجال ملثمين
                إذ يطلقون سلاحهم مثل الدعاء يطير من أدنى لأعلى
                مثل تاريخ هنا يملي فيتلى
                حاصرونا كيفما شئتم
                فإن الخبز والتاريخ يصنع هاهنا تحت الحصار

                نفسي فداء للشموس تسير في الأنفاق تحت الأرض من دار لدار
                حيث الصباح غدا يهرب من يد ليد
                بديلاً عن صباح خربته طائرات الظالمين

                نفسي فداء للسماء قنابل الفسفور تملؤها كشعر الغول
                ألف جديلة بيضاء نحو الأرض تسعى
                والسماء تريد أن تنقض كالمبنى القديم
                فنرفع الأيدي لنعدل ميلها،
                وتكاد أن تنهار لولا ما توفر من أكف الطيبين
                يا أهل غزة ما عليكم بعدها
                والله لولاكم لما بقيت سماء ما تظل العالمين

                نفسي الفداء لعرق زيتون من البلد الأمين
                أضحى يقلص ظله، كالشيخ يجمع ثوبه لو صادفته بِرْكَةٌ في الدرب
                حتى لا يمر مجند من تحته
                ويقول إن كسرته دبابتهم في زحفها نحو المدينة:
                "لا يهم، على الأقل فإنهم لن يستظلوا بي
                وتلك نبوءة
                قد كان يفهمها الغزاة من القرون السابقين
                هذي بلاد الشام
                كيف تقوم فيها دولة ربت عدواتها مع الزيتون يا حمقى
                ولكن عذركم معكم فأنتم بعدُ ما زلتم غزاة محدثين
                قسماً بشيبي لن يطول يقاؤكم
                فالظل يأنف أن تمروا تحته
                والأرض تأنف أن تمروا فوقها
                والله سماكم قديماً في بلادي عابرين"

                نفسي فداء للرجال المسعفين
                المنحنين على الركام ولم يكونوا منحنين
                الراكضين إلى المنازل باحثين عن الأنين
                حيث الأنين علامة الأحياء يصبح نادراً
                حيث الحياة تصير حقاً لا مجازاً خاتماً في التُرْبِ
                تظهرُ، يرهفون السمعَ رغمَ القصفِ،
                تخفى مرةً أخرى وتظهرُ،
                يرفعون الردمَ، لا أحدٌ هنا،
                تبدو يدٌ أو ما يشابهها هناكَ،
                ويخرجون الجسمَ رغم تشابه الألوانِ
                بين الرمل والإنسانِ
                كالذكرى من النسيانِ
                كالمعنى من الهذيانِ
                تطلع أمةٌ وكأنما هي فكرة منسيةٌ
                يا دهر فلتتذكر الموتى،
                هنالك سبعة في الطابق الثاني
                ثمانية بباب الدار،
                أربعة من الأطفال ماتت أمهم وبقوا
                لأيام بلا ماء ولا مأوى
                ولا صوت، ولا جدوى
                فقل للموت، يا هذا استعد فإنهم
                والله لن يأتوك أطفالاً، ولكن
                كالشيوخ تجارباً ومرارة
                حضر دفاعك فالقضاة
                مضرجين بحكمهم
                قدموا عليك مسائلين
                وهناك وجه بينهم يأتي عليه هالة رملية،
                طفل يصيح بموته قم وانفض الأنقاض عني
                ولتعني، أن أقول لقاتلي الغضبان مني
                إنني قد مت حقاً، لا مجازاً، غير أني
                لم يزل لي منبر فوق الأكف وخطبة لا تنتهي
                يا دولة قامت على أجسادنا لا تطمئني
                واعلمي ما تفعلين
                ولتقرئي يوم القيامة واضحاً في أوجه المستشهدين

                نفسي الفداء لأسرةٍ جمع الجنود رجالها ونساءها في غرفة،
                قالوا لهم، أنتم هنا في مأمن من شرنا
                ومضوا،
                ليأمر ضابط منهم بقصف البيت عن بعدٍ
                ويأمر بعدها جرافتين بأن يسوَى ما تبقَّى بالتراب،
                لعل طفلاً لم يمت في الضرية الأولى
                ويأمر بعد ذلك أن تسير مجنزرات الجيش في بطء على جثث الجميع
                يريد أن يتأكد الجندي أن القوم موتى
                ربما قاموا، يحدث نفسه في الليل
                يرجع مرة أخرى لنفس البيت، يقصفه،
                ويقنع نفسه، ماتوا، بكل طريقة ماتوا،
                ويسأل نفسه، لكن ألم أقتلهمو من قبل،
                من ستين عاماً، نفس هذا القتل،
                نفس مراحل التنفيذ،
                لست أظنهم ماتوا،
                ويطلب طلعة أخرى
                من الطيران تنصره على الموتى
                ويرفع شارة للنصر مبتسماً إلى العدسات
                منسحباً، سعيداً أن طفلاً من أولئك لم يقم من تحت أنقاض المباني
                كي يكدره
                ويسأل نفسه في الليل، ما زال احتمالاً قائماً أن يرجعوا
                فيضيء ليلته بانواع القنابل،
                سائلا قطع الظلام عن الركام وأهله
                ماذا ترين وتسمعين
                فتجيبه
                لم ألق إلا قاتلاً قلقاً، وقتلى هادئين

                نفسي فداء للصغار الساهرين
                عطشاًَ وجوعاً من حصار الأقربين الآكلين الشاربين
                المالكين النيل والوادي وما والاهما ملك اليمين
                الشائبين الصابغين رؤوسهم فمعمرين
                من أين يأتيكم شعور أنكم سَتُعَمّرُون إلى الأبدْ
                ثقة لعمري لم أجدها في أحدْ
                عيشوا كما شئتم ليوم أو لغدْ
                لكنني صدقاً أقول لكم
                فقط من أجل منظركم، وهيبتكم
                إذا سرتم غدا في شاشة التلفاز
                سيروا صاغرين

                نفسي فداء للصغار النائمين
                بممر مستشفى على برد البلاط بلا سرير، خمسةً أو ستةً متجاورين
                في صوف بطانية فيها الدماء مكفنين
                قل للعدو، أراك أحمق ما تزالْ،
                فالآن فاوضهم على ما شئت
                واطلب منهمو وقف القتالْ
                يا قائد النفر الغزاة إلى الجديلة
                أو إلى العين الكحيلة
                من سنين
                أدري بأنك لا تخاف الطفل حياً
                إنما أدعوك صدقاً، أن تخاف من الصغار الميتين


                تميم البرغوثي
                20 كانون الثاني، يناير2009

                نقلتها لكم من احد المواقع الالكترونية
                أمد كفي إلى ماء ليطفئني *** فيشعل الماء جوفي ويحترق

                ابو المؤيد

                تعليق


                • #9
                  شكرا على الطرح الرائع
                  آماهـ صبـرآ... آمـآهـ كوني بلسمي
                  كثر الأنين وانــآ السبب..!!!
                  فلتعذري أمــاهـ إندفـآعي للحياة .. كـوني الحنــآن فـقد اتيتكـ يا حنــآني
                  كــــــــــلي امــــــــــل..!!!
                  " أن تسعديني بالفضائل والمحـآسن والأدب"
                  امـــآآهـ عــذرآآ إن أتيــت مــ ـع الألــ ــم...

                  بــــ k ـ N ـ A ـــــــــسمة فجـــــــر

                  ( مشكلتي !! حجـــ من وراء ـــاب )
                  هنــا

                  تعليق


                  • #10
                    الشاعر تميم البرغوثي شاعر رائع .. والأروع ما قال ....

                    شكرا أخي على الطرح الأكثر من رائع..
                    سبحان الله وبحمده ... سبحان الله العظيم

                    تعليق


                    • #11
                      قصيدة رائعه ومعبرة

                      ما ننحرم من جديدك الجميل
                      لو كانت عين الفنان كعين سائر الناس ما كان هناك فن ،،

                      تعليق

                      يعمل...
                      X