نتانياهو يقترح إطلاق سراح الجاسوس «بولارد» لقاء تجميد الاستيطان- رام الله - احمد زكي العريدي : كشفت مصادر اسرائيلية أن رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو اقترح على الرئيس الامريكي باراك اوباما صفقة تقضي باطلاق امريكا سراح الجاسوس اليهودي الاسرائيلي جوناثان بولارد مقابل تجميد جزئي للاستيطان في الضفة الغربية لعدة اشهر فقط.
ونقل موقع «قضايا مركزية» عن مصادر في واشنطن هذا الاقتراح، حيث كانت محكمة امريكية أمرت في بداية التسعينيات (قبل نحو 20 عاما) بحبس الجاسوس بولارد بالسجن المؤبد لقيامه بنقل معلومات خطيرة إلى المخابرات الاسرائيلية وإلى دول أخرى على ما يبدو، حيث تأكدت امريكا ان المعلومات قد وصلت إلى روسيا وان 9 من الجواسيس الامريكان قد اعدموا نتيجة لمعلومات كان سربها بولارد. وفي كل مرة يحاول الاسرائيليون مطالبة كل رئيس امريكي منتخب اطلاق سراح بولارد دون جدوى فيما تتهرب الجالية اليهودية في امريكا من قصة بولارد لانه تسبب بخسائر كبيرة لموقع الجالية كما قامت اسرائيل باعادة الاف الاوراق التي سرقها بولارد في محاولة لاثبات حسن النية.
من ناحية أخرى شهدت العلاقات الفرنسية - الاسرائيلية خلال الاسبوعين الماضيين، توترا شديدا اثر اعتذار نتانياهو في اللحظة الأخيرة عن المشاركة في مؤتمر باريس الذي كان معدا لدفع العملية السلمية في المنطقة.
وبحسب ما نشر موقع صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية، أمس، فقد قام الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي بالاتصال الهاتفي مع رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو، وطالبه عبر هذا الاتصال بتجميد الاستيطان حتى لا تنهار العملية السلمية برمتها، حيث شهد الاتصال توترا شديدا حسب دوبلوماسين اوروبيين، ذلك ان الرئيس الفرنسي اعتبر انسحاب نتنياهو في اللحظة الأخيرة من مؤتمر باريس بمثابة صفعة شديدة لفرنسا والرئيس الفرنسي، وهذا ما دفع مكتب الرئيس الفرنسي لوضع بعض الدول الاوروبية في صورة تفصيلية لما جرى اثناء المكالمة الهاتفية مع نتنياهو.وأضاف الموقع ان الرئيس الفرنسي حاول من خلال عقد المؤتمر في باريس والذي كان مقررا انعقاده في 21 من اكتوبرالماضي، الخروج من مأزق المفاوضات المباشرة، اثر انتهاء فترة تجميد الاستيطان نهاية شهر سبتمبر الماضي، حيث اتصل على نتنياهو وكذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأخذ موافقتهما على هذا المؤتمر، والذي كان سيشترك فيه الرئيس المصري حسني مبارك وكذلك وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون، حيث بدأت فرنسا الاعداد لهذا المؤتمر والذي سيشكل مرحلة أولى يعقبه اللقاء الذي سيعقد في برشلونة على هامش مؤتمر حوض البحر الابيض المتوسط، والذي سيحضره ايضا نتانياهو وابو مازن.
وأشار الموقع ان نتنياهو ادرك في اللحظات الأخيرة ان الإدارة الامريكية وجدت في هذا المؤتمر مخرجا للأزمة التي كانت تشهدها المفاوضات، بحيث كانت تعول على هذا المؤتمر التوصل إلى نتائج بتجميد الاستيطان، وهذا ما دفع نتنياهو للاعتذار في اللحظات الأخيرة والخروج من مأزق التعرض للضغوط الفرنسية والامريكية لان المؤتمر كان يراد منه الخروج بنتائج ملزمة، ومع ذلك فإن الرئيس الفرنسي اعتبر اعتذار نتانياهو في اللحظات الأخيرة وبعد الانتهاء من كافة الاستعدادات لعقد هذا المؤتمر صفعة للجهود الفرنسية لاحياء المفاوضات التي وصلت لطريق مسدود، الأمر الذي اثار غضب الرئيس الفرنسي ساركوزي ودفعه لاجراء المكالمة الهاتفية التي اتسمت بالتوتر الشديد وفقا للدبوماسيين الاوروبين