إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

|~لا يجد مأوىً له ولزوجته سوى المساجد ~|

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • |~لا يجد مأوىً له ولزوجته سوى المساجد ~|

    مـــــــــــــراحب بالجميع ..||~

    أعذرني يا وطــــن ...نعم انت تحتاج الى مظاهرات تنتشل الفساد والفقر الذي ارخى سدوله عليكــ !!
    بالأمس وانا اقلب احد المنتديات العمانيه وجدت موضوع من نفس الكاتب أحمد الهنائي !!
    يتكلم عن مآساه اسره عمانيه تسكن في منزل للأيجار وياليته منزل فهوا قابل لسقوط !!
    والادهى ان صاحب المنزل المتهالكــ يطالبهم بالخروج خوفا" من سقوطه عليهم ولـــــكن آه الى اين !!
    اليوم قصه وقضيه اخرى يسردها الكاتب ....قد تدهشكم كثيرا ...!!!
    ولـــــكن هذا الحال الكثيرين هنا في وطني ...ولكن نحب ان نغمض عيوننا دوما وندفنها في الرمال !!
    حتـــــى لا تعكر صفو الكثيرين !!!!!


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	00.JPG 
مشاهدات:	1 
الحجم:	74.3 كيلوبايت 
الهوية:	10785274
    الرؤية- أحمد الهنائي

    أمضى اثنى عشر عاماً في خدمة جهاز الشرطة وحين أصيب أحيل للتقاعد
    يشفق عليه الغريب ويتجاهله القريب.. واقعة ليست من قصص الخيال
    تلقى العماني سلمان البلوشي اتصالاً هاتفياً من جمعية الشارقة الخيرية للقدوم إلى مقر الجمعية الرئيسي بمنطقة الذيد بدولة الإمارات ليقدموا له كل ما يحتاجه من معونةٍ ومساعدة، بعدما علموا بحالته المالية المتردية ومشاكله الصحية التي أجبرته على ترك العمل، لكن سلمان كان جوابه عميقاً وبليغاً ومعبراً، وبكل حبٍ وامتنانٍ لهذا الوطن الغالي صدح عاليا: "أنا عماني، حكومتي أولى بي، وهي لم تقصر معي أبداً". بتلك الكلمات البسيطة اختزل سلمان بن سعيد بن خميس البلوشي عبارات الولاء والانتماء والغيرة على سمعة الوطن، ولكن ما هي قصة سلمان؟ وما الذي حدا ببعض الجمعيات الخيرية الخليجية إلى مدِّ يدِ العون له؟ إنها قصةٌ ليست من قصص الخيال، ولا مادةً صحفية لاستلطاف المشاعر وإراقة الدموع، إنها قصة مواطنٍ خدم الوطن اثنى عشر عاماً في قسم التحقيقات بشرطة عمان السلطانية، وهو اليوم يأوي إلى المساجد ليلاً هو وزوجته، ليس للعبادة وقيام الليل، إنما ضاقت بهم الأرض بما رحبت، وأضحى الكون الوسيع أضيق من خرم الإبرة عليهما، فأصبحا لا يجدان مسكناً يأويهما، ويلم شتاتهما، وليس لهما مطرحٌ يرقدان عليه سوى أرضية المساجد، التي يطردان منها في كل مرةٍ بحجة أنها ليست للنوم إنما للصلاة. ولا تزال المعاناة مستمرة...



    واقعة روي
    يبلغ سلمان من العمر خمسةً وأربعين عاماً، انخرط في سلك الشرطة في عام 1984م في قسم الهجرة والجوازات، ثم في قسم المطار وبعدها بقسم ولاية صحار وأخيراً عمل بمركز شرطة روي، وفي المركز الأخير تم تكليفه بمهمة عمل للقبض على أحد المتهمين في منطقة "روي"، وأثناء القيام بتلك المهمة ومداهمة منزل المتهم، حدثت بعض المقاومة منه، فقام بضرب الشرطي "سلمان" بأحد "الكراسي" الموجودة بالمنزل على رأسه ضربةً قوية، فسقط على الأرض مغشياً عليه، ونقل إلى المستشفى ونوّمَ هنالك عشرة أيام من شدة الألم والآثار التي خلفتها تلكم الضربة العنيفة.
    أحيل سلمان بعدها إلى مستشفى ابن سيناء نتيجة الحالات النفسية والدماغية، وتم علاجه ومنحه الدواء "أقراص" يواظب على شربها، كما أن عليه أن يواظب كذلك في الحضور المستمر للعلاج، وهنا يصف سلمان المشهد اللاحق بقوله: "بسبب كثرة ذهابي إلى المستشفى، بدأ المسؤولون في التذمر من كثرة غيابي، وعليه خشيت أن يتم طردي من العمل لترددي المستمر على المستشفى، فكنت أفوّت كثيراً من مواعيد مراجعاتي، ولكن ما خشيت منه حدث فعلاً، فقد تم تشكيل لجنةٍ لمحاسبتي حول الغياب الكثير والإهمال في العمل، وجاءت النتيجة بأنه تمت محاكمتي بالفصل من عملي مع التحفظ على حقوق التقاعد في عام 1994م".


    راتب التقاعد
    بعد أن تعرض سلمان للضرب أثناء تأديته عمله، وبعد خدمةٍ بلغت اثني عشر عاماً كان جزاؤه الطرد من عمله، وجرمه أنه كان يذهب إلى المستشفى كثيرا حتى يتابع حالته الصحية التي لا يزال أثرها باقياً إلى اليوم بالرغم من مرور ثمانية عشر عاماً عليها. كان يمني النفس، أن يبقى على رأس عمله وتخفيف مهامه والتعامل مع حالته الصحية بجدية، وإن استدعى العمل إلى إحالته للتقاعد، أن يبقى راتبه كما هو نظير وضعه الصحي المتأزم، كي يتمكن من تلبية متطلبات الحياة والإنفاق على نفسه وعائلته، لكنه خرج من عمله بخفي حنين، وتم حرمانه كذلك من راتب التقاعد.
    استمر خلال أربعة أعوام يطالب بحقوقه، لكنه لم ينل شيئاً منها. وحينما تم تعيين الشيخ هلال بن خالد المعولي مفتشاً عاماً للشرطة والجمارك، ذهبت زوجة سلمان إلى منزله، تطالب عونه ومساعدته؛ إذ يقول سلمان: "ذهبت زوجتي إلى منزل الشيخ هلال بن خالد المعولي ساعة تعيينه في منصب المفتش العام للشرطة والجمارك، فأحسن استقبالها وقام بواجب الضيافة لها، وقدم لنا مساعدةً ماليةً رمزية، ثم استلم من زوجتي رسالتي التي أطالب فيها بإعادة حقوقي". واصل سلمان سرد قصته ونتائج تلكم المقابلة بالقول: "وجد الشيخ هلال موضوعي (مركوناً) ومهملاً، فسعى إلى مساعدتي، وهذا ما حدا بالأخوة في القيادة العامة إلى الاتصال بي وطلب حضوري الشخصي، فذهبت ووجدت بأن حقي أعيد لي بصرف راتبي التقاعدي والذي بلغ مائة (100) ريال من يوم محاكمتي".
    شعر سلمان بالسعادة بمنحه راتباً بلغت نسبته 31.25% من إجمالي راتبه، لكن تلك السعادة لم تدم طويلاً، حينما وجد نفسه أمام واقعٍ معيشيٍ حرج، فلديه زوجةً وستةٌ من الأبناء، وأجرة بيتٍ يفوق راتبه، فكيف له أن يعول هؤلاء جميعاً؟ وأنّى له أن يعيش بهذا المبلغ البسيط في ظل غلاء المعيشة؟!. فما كان منه إلا أن يضحي بأبنائه، ويرسلهم إلى أمه كي يعيشوا معها، وينسوا أن لديهم أباً مطالبٌ بتوفير احتياجاتهم، فهو لا يستطيع ذلك، و"ما باليد حيلة".


    لقمة العيش
    رحل الأولاد، وبقيت الزوجة وزوجها يبحثان عن مصدر دخلٍ لهما، تارةً يذهبان إلى دائرة العمل، يعرضان أنفسهما كمندوبين لتخليص المعاملات، وتارةً يلجآن إلى إدارة الهجرة والجوازات لإنهاء بعض المعاملات عن الآخرين مقابل مبلغٍ زهيد يمكنهما من توفير مأكل لهما، وبعدما وفرا مبلغاً بسيطاً، قاما بشراء أدوات "تقطيع الخضراوات" واتجها إلى سوق الموالح للخضراوات والفواكه لبيعها للباعة والمتجولين، لكن المسؤولين في البلدية منعوهما من مزاولة التجارة من دون تصريحٍ بممارسة النشاط واستئجار محل. لكن الزوجين لا يمتلكان أي مبلغٍ يساعدهم على فتح سجلٍ تجاري أو استئجار محل، فذهبا إلى سوق الجمعة، وكانت النتيجة نفسها، ثم اتجها إلى الحدائق العامة لبيع بعض الألعاب للأطفال فتم طردهما كذلك، ليشتريا بعدها عطوراً من دبي لبيعها في الأسواق التقليدية كسوق السيب، لكن البلدية أيضاً قامت بمنعهما، مما اضطرهما لبيع بضاعتهما بالجملة وبخسارة.
    حينما لم يجدا وسيلةً لكسب الرزق، تمنع عليهم المقدرة على استئجار منزل، وبعد أقل من سنةٍ من طرد سلمان من وظيفته، بدأت رحلة الشتات، والبحث عن مكانٍ يخلدا فيه للنوم، فلم يجدا غير السيارة ملاذاً، واكتفى سلمان بالقول: "تخيل أن تنام أنت وزوجتك في السيارة، أليس المشهد مريعاً؟!. نعم لم نجد مكاناً للنوم سوى هذا، ذلك أن الإيجارات تراكمت عليَّ، وأصبحتُ من مرتادي المحاكم لكثرة شكاوى المؤجرين، حتى أن قضاة السيب أصبحوا يعرفون قضيتي من مجرد رؤية وجهي بالمحكمة!".
    زاد المرض بسلمان بعد تلك المعاناة، فاضطر للاقتراض من البنك للعلاج، لكنما العلاج يحتاج إلى مراجعةٍ دائمة، وهو لا يستطيع توفير مبالغ المراجعة والدواء، إضافة إلى أن البنك يخصم الراتب كله.
    أصبح سلمان يتطفل على الأهل والأصدقاء لكي يستضيفوه هو وزوجته، وعانى الزوجان من هذا الوضع كثيراً، وكم هو صعبٌ أن تجد نفسك شريداً لا دار تؤويك، ولن تطيق التطفل على الآخرين طويلاً، وهذا ما جعل سلمان وزوجته ينتقلان من مسجدٍ لآخر بحثاً عن مكانٍ يسترهما ليلاً، ويخلدان من خلاله للنوم، وإن كان الأخير يتمنع عليهما كثيراً، فمن حمل كل هذه المعاناة، لن يغمض له جفن. في الصباح تذهب الزوجة إلى محلات التجميل، تعرض خدماتها، وترضى بأقل الأسعار وأزهدها، فالغاية توفير لقمة العيش لا أكثر، في حين أن سلمان يحاول هو الآخر أن يجد مكاناً يعمل فيه، فحالته الصحية لا تساعده على ذلك إذ بلغت حالة العجز (90%) والتقرير الطبي يشير إلى أنه غير صالح للعمل، وعليه الخلود إلى الراحة التامة، كما أوصت إدارة المستشفى بأن لا يقود "سلمان" السيارة بسبب الحالة المرضية التي يعاني منها.



    معونة الهيئة
    يحكي سلمان معاناته بألمٍ شديد فيقول: "توجهت إلى وزارة التنمية الاجتماعية، وطلبت مقابلة الوزيرة السابقة الدكتورة شريفة اليحيائية، وفي كل مرة يأخذون اسمي ورقم هاتفي زاعمين أنهم سيتصلون بي، فتمر الأيام والشهور، ولا يأتيني أي اتصال!.
    توجهت إلى الهيئة العمانية للأعمال الخيرية، وتقابلت مع رئيس مجلس إدارتها وزير الشؤون القانونية سابقا محمد بن ناصر العلوي، فأخبرته بحالي وشرحت له وضعي، وكان مما قلتُ له: "أنا إنسان فقير ومريض وعندي نسبة عجز عالية جدا، والله تعالى يقول (الأقربون أولى بالمعروف) وأنتم تأخذون المساعدات وترسلونها إلى الخارج، فنحن أولى بها". فأجابني: "ما يخصك، هذه سياسة دولة"، وقال لي أيضاً: (اذهب إلى الجمعية العمانية للأعمال الخيرية وبوصي عليك)".
    وبعد رحلةٍ من المراجعات مع الهيئة، طلبوا منه المستندات المهمة وقاموا بإجراء بحثٍ ميداني عنه، كما وقع المدير الإداري أسفل البحث في الصفحة الأولى: "هذه الحالة تستحق المساعدة، وصاحبها تعبان نفسيا"، وأخبره أن الخير قادم بإذن الله. وبعد ثلاثة شهور جاءه الخير فعلا، إذ اتصل به موظفو التنمية الاجتماعية، طالبين منه الحضور، لاستلام المبلغ الذي تكفلت به الهيئة لمساعدته، فذهب مسروراً، لكنه سرعان ما انكسرت نفسه، حينما وجد المبلغ مقتصراً على مائة (100) ريال لا أكثر!.

    ما زاد من معاناة سلمان، أن زوجته استمرت تعمل كثيراً بمحلات التجميل، وأصيبت لاحقا بانزلاق غضروفي في الرقبة "الديسك"، فكانت تتألم أمامه ولكنه لم يستطع فعل شيءٍ سوى التفرج عليها، حتى بادر أصدقاؤه بمساعدته، وتمكن من معالجتها بالعيادات المختصة، فتحسنت حالتها، لكنها تعيش الآن على أقراص الدواء والعلاج الكهربائي، تبلغ قيمة الشريط اثنى عشر (12) ريالاً لكل أسبوع، وهو مبلغٌ يتعسر عليهم توفيره في ظل أوضاعهم الراهنة، وإذا لم تتناوله تشعر بتعبٍ شديد، كذلك فإن مستشفى "نجمة أطلس" يأخذ خمسة ريالات لكل جلسة علاج كهربائية.



    دار المسنين
    يسرد سلمان قصته مع وزارة التنمية فيقول: "في احد الأيام ذهبت إلى وزارة التنمية، ووجدت الوزيرة (د. شريفة اليحيائية) تتفقد سير العمل، فعرضتُ عليها مشكلتي، فقالت: (بإذن الله سأحلُّ لك مشكلتك، فقط اذهب إلى مدير عام الرعاية الاجتماعية)، وحينما ذهبت إليه لم أتمكن من مقابلته، إما بحجة أنه مشغول، أو أنه غير موجود بالوزارة، وحينما تمكنت من مقابلته، أخبرته بأن معالي الوزيرة طلبت مني أن أتابع الموضوع معك، فأجاب: "ما حد قالي شيء". مع العلم أن معالي الوزيرة قالت لي وبالحرف الواحد: "لن يمر عليك شهر 7 (2009) إلا ومشكلتك قد حللتها"، وقد أخبرتها أنني أعيش بالشارع، وقالت لها زوجتي "أنا مبتهدلة" فقالت: "ما راح تتبهدلي وبحلك مشكلتك".
    انتظرنا الرد كثيراً فلم يأتِ أي جواب وقد مرَّ على مقابلتنا للوزيرة أكثر من أربعة أشهر. خلال تلك الفترة نتنقل من مسجدٍ لآخر للسكن به، كان آخرها مسجد الزواوي، وقد طردنا الحارس منه قائلاً: "الضيافة ثلاثة أيام فقط". خرجنا من المسجد وذهبنا إلى منزل الدكتورة شريفة بشاطئ القرم، فجلسنا ننتظرها على الرصيف إلى أن جاءت، وحينما رأتنا قالت لنا: "نعم إيش جايبنكم الحلة؟" فأجبتها: "أنني لستُ متسولاً، وإنما أتيت لمقابلتكِ في المنزل علّكِ ترحمينني أكثر". فطلبت مني أن أزورها بالغد في الوزارة. وفي الصباح الباكر ذهبت إلى الوزارة، فأحالوني إلى مدير عام الرعاية مجدداً، فكنتُ أحدثه وهو ممسكٌ بأوراقه منشغلٌ عني، فأخبرني أن السيارة جاهزة، لكي تقلني أنا وزوجتي إلى دار المسنين بالرستاق بأمرٍ من معالي الدكتورة!".
    لم يلقَ هذا الأمر قبولاً لدى سلمان، وقد أبدى امتعاضه من الأمر وهو يخاطب مدير عام الرعاية الاجتماعية: "لا أستطيع أن أذهب إلى دار المسنين، وقد زرت هذه الدار حينما كان مقرها في "روي" ولم أستطع أن أجلس بها أكثر من يومٍ واحد، فأنا لدي عائلة، ويوجد بالدار عمالٌ يتحركون بحرية، كما أننا لسنا مسنين حتى نذهب إلى هذه الدار المخصصة للمسنين، وليست الدولة عاجزة عن مساعدتي، فصاحب الجلالة -أطال الله في عمره- جعل المواطن عزيزاً في بلاده ينعم بالعيش الكريم، وسأذهب إلى بيت البركة لمقابلة مولانا –حفظه الله- وسأخبره بجوابكم لي. وبعد هذا الحوار الساخن تحدث مدير عام الرعاية الاجتماعية مع معالي الوزيرة مجدداً، ليطلب مني بعدها البحث عن بيتٍ في مسقط لاستئجاره، وأن الوزارة ستساعدني بجزءٍ من الأجرة وستدفع لي ثلاثمائة (300) ريال لتأثيث المنزل، وثلاثين ريالاً لمصاريف البحث عن منزل".
    استأجر سلمان منزلاً متواضعاً بالمعبيلة الجنوبية المنطقة الثامنة، وهي لا تزال مقفرةً من الخدمات يومها، وهو منزلٌ مشترك، حيث يسكن في الجهة اليسرى مجموعة من العمال، وفي الجهة الجنوبية مجموعة من الشباب "عزاب" وهو وزوجته وأولاده بالوسط!. والحالة تغني عن أي تعبير. بعد مضي سنة واحدة توقفت وزارة التنمية الاجتماعية عن دفع مساهمة الإيجار، وأخبروه أن مساعدة الوزارة له لمدة سنةٍ واحدةٍ لا أكثر!. خاطب الوزارة بطلب تجديد المساعدة والنظر من جديدٍ في موضوعه، لكن لا جواب.
    طلب مقابلة معالي وزير التنمية الاجتماعية الجديد، وتم وعده بمقابلته خلال أسبوع، فمضى شهران على ذلك ولم يلتقِ به. ذهب إلى مكتب وكيل الوزارة، فقابله ورحب به، وبعد عرض مشكلته عليه، اتصل مباشرةً بمدير التنمية بالسيب لإجراء بحث عن حالته، وقام الأخير بإعداد بحث وتقرير شامل عن حالته وأرفقه إلى سعادة الوكيل.
    هكذا تسير حياة سلمان، يؤخر وجبة الغداء كثيراً، كي لا يتعشى بعدها، فهو لا يملك قوت يومه، ولا يجد ما يطعم به زوجته، فالراتب التقاعدي يذهب لقرض البنك، وما يتبقى منه يذهب إلى المحكمة لسداد الإيجارات المتأخرة المحكوم عليه بسدادها، ليس له مصدر دخلٍ سوى ما يجنيه من العمل مع الوافدين في ورش إصلاح السيارات "كراج" أو أي مكانٍ تجاريٍ آخر يديره أجنبي كي يحصل على أربعة ريالات في اليوم.
    جاء رد وزارة التنمية الاجتماعية عليه، أنهم قاموا بعرض موضوعه على التنمية الاجتماعية فرع السيب، وأخبروه أن موضوعه رفع إلى الهيئة العمانية للأعمال الخيرية وسيقدمون له المساعدة، وحينما تابع موضوعه بالهيئة أخبروه أن اسمه غير مدرجٍ أبداً لديهم، فعاد إلى التنمية الاجتماعية مجدداً، فحولوه مرةً أخرى للهيئة، ولا يزال سلمان يقضي يومه بين الهيئة العمانية للأعمال الخيرية وبين التنمية الاجتماعية.

    اعترافات
    في نهاية حوارنا مع سلمان، أضاف بعض الإضافات التي يراها من الأهمية بمكان قائلاً: أقدم كل فروض الولاء والطاعة والعرفان لوالدنا جلالة السلطان قابوس –حفظه الله ورعاه- فلو كان يعلم بحالتي لأغاثني، وقد حاولت أن أسعى لإيصال رسالتي إلى مقامه السامي من خلال مجسمٍ مصوّر لجلالته مكونٌ من ست زوايا، أردت المشاركة به في احتفالات البلاد في العيد الوطني الخامس والثلاثين المجيد، وقد ذهبت إلى اللجنة العليا للاحتفالات بالعيد الوطني، وطلبت منهم منحي مساحةً بسيطة أعرض من خلالها المجسم في الحفل الذي يشمله جلالته برعايته الكريمة، فأعجبوا بالمجسم كثيراً، ومنحوني مكاناً أضعه فيه، وقد كان يخضع يومياً للتفتيش، لأفاجأ بعدها بطلب أحد موظفي اللجنة العليا للاحتفالات وبصحبته أحد ضباط الشرطة وأفراد من الشرطة بخلع المجسم حالاً، وتم استدعائي للتحقيق، علماً بأنني كتبتُ على المجسم عبارة: "دمت يا سلطاننا أبد الدهر عظيماً"، وحينما سألت عن السبب في ذلك، أخبروني أن المرافق الخاص طلب منا ذلك، فقاموا برمي المجسم في الشارع، ولكونها تحمل صورة صاحب الجلالة –أبقاه الله- أخذت المجسم معي ولا أزلت أحتفظ به ذكرى خالدة".
    يواصل سلمان سرد كلمته الختامية للحوار: "أطلب من حكومتي الرشيدة توفير مسكنٍ لي يضمني أنا وعائلتي، حتى وإن كان "كرفانة" فخير الحكومة كثير. ومما سأظل أذكره بأسى، موقف البنوك معي، فحينما تقدمت بطلب قرضٍ للعلاج، أخذوا مني مبلغا لتأمين القرض، والقانون ينص على أنه من يمتلك إصابة عجزٍ أكثر من 80% يقوم التأمين بدفع قيمة القرض المؤمن عليه، توجهت إلى البنك المركزي بهذا الخصوص، كما كانت زوجتي تراجعهم باستمرار، وقد طلبوا مني مستنداتٍ رسمية تؤكد نسبة العجز، وقد وفرتها لهم، ولم يفعلوا لي أي شيء حول هذا الخصوص، ناهيكم عن أني كنت أطلب تأجيل القرض أيام الأعياد ورمضان والمدارس، وقوبلت كل طلبتي بالرفض.
    ولعلي أختم حواري بتعليقٍ بسيط حول مطالبةٍ طلبتها من إدارة عملي السابق، حيث تقدمت برسالةٍ إلى مساعد المفتش العام للشرطة والجمارك اللواء سالم بن مسلم قطن، أطلب فيها مساعدةً للعلاج، على أن يخصم من راتبي التقاعدي، فأحالني إلى الرعاية الاجتماعية بالشرطة للتواصل معي ومساعدتي، لكن الرعاية بعدما أخذت مني البحث، وخلال مراجعتي لهم قالوا لي: "أنت مفصولٌ من الجهاز وعليه لست مستحقاً للمساعدة"، وتناسوا أنني عملت فترةً طويلة في خدمة هذا الجهاز الحيوي وأنني تعرضت للإصابة أثناء تقديمي لواجبي الوظيفي، فتقدمت برسالةٍ أخرى إلى مساعد المفتش وأنا على يقين بما هو معروفٌ عنه من حسن السيرة ومساعدة الفقراء، لكن الموظفين أخذوا يحيلونني من شخص لآخر وكأنني كرةٌ في وسط ملعب. وأخيراً، فإني أتحمل مسؤولية جميع ما ذكر في هذا الحوار، ولدي جميع الأدلة والثبوتات، وثقتي كبيرة بوجود شرفاء في هذا الوطن لا يسرهم الحال الذي وصلتُ إليه، والله المستعان".

    المصدر ||~

    تحيـــــــــــــــــــــاتي ..||~
    مــا خابت قلوب اودعت الباري أمانيها sigpic

    التطبيق الرسمي لشبكة عاشق عمان على الهواتف الذكية


  • #2
    بصراحه شي يقهر وهالمضاهرات ماغيرت شي م واقعنا المؤسف ونحن دوله غنيه
    عزتي ف السماء برق ومزون
    ما وصلها قبل هذل بشر
    وكان تسأل انا منهو اكون
    بدويه ولا اهاب من الخطر

    تعليق


    • #3
      شي يثير الشفقه ||~

      لعله يكون سبب مقنع ..للكثيرين سبب هذه المظاهرات ||~

      شكرا خيتو ||~
      مــا خابت قلوب اودعت الباري أمانيها sigpic

      التطبيق الرسمي لشبكة عاشق عمان على الهواتف الذكية

      تعليق

      يعمل...
      X