استراتيجية (الوطن أولا)..من القمة إلى القاعدة
بعد أن مرت السلطنة بهذه العاصفة من الأحداث كنا ولا زلنا نتعلم من مجرياتها الكثير سواء ما أصاب منها أو ما أخطأ. وقبل هذه الأحداث لم يكن يتوقع احد في بلدنا الهادئ الجميل المتعود على سلاسة الأحداث أن تتابع فيه الأحداث سريعا هكذا من البدايات إلى النتائج إلى الخواتيم.
فقد تعلمنا أن الفساد لا يمكن أن يستمر دون أن ينتج على المدى الطويل معارضات قولية وفعلية خطيرة، وتعلمنا أن نكون عند المسؤولية والا سقطت من أيدينا كثير من الأوراق المصيرية وأهمها السلام والاستقرار الذي طالما نعمنا به طوال الأربعين سنة الماضية. وتعلمنا أن الأوجه ليست كما كانت تبدو وأن المصالح الشخصية إذا تركت أولوية بحتة قد تقود الى منحنيات خطيرة ومدمرة سواء على مستوى الحكومة او على مستوى الشعب. وتكشفت كثير من المعادن الأصيلة وبرزت كثير من الوجوه القبيحة، فلم نعد نتأثر بخطبة رنانة عن حقوقنا من شخصية هي أبعد ما تكون عن الحقوق الوطنية. وانتبهنا إلى أن الوطن بحاجة إلى إعادة صياغة لثقافة الحريات وثقافة الرقابة سواء الشعبية او الحكومية. وأدركنا فعلا أن الساكت عن الحق شيطان اخرس وأن بعض المتكلمين عن الحق شياطين صادحة.وأدركنا فوق كل هذا مدى أهمية الأمن والاستقرار وان هذه النعمة لا تقاس بثمن أبدا .وخلال تلك العاصفة التي مرت بسلام ولله الحمد والمنة أقدم صاحب الجلالة السلطان على خطوات تغيرية غير مسبوقة لم تكن في حسبان جميع المواطنين والتي كان لها الأثر الأكبر على القاعدة الشعبية العريضة في هذا الوطن، وأدرك الجميع دون استثناء أن (الوطن أولا) كانت ولا تزال وستظل أولوية قصوى عند جلالته حفظه الله، والسؤال الذي يتبادر إلى عقلي منذ تلك القرارات المصيرية ماذا قدمنا نحن بداية من مجلس الوزراء إلى الموظف البسيط؟! ماذا قدم الجميع بعد هذه الخطوات الاستثنائية التي قام بها جلالته؟!الاجابة للاسف والى الساعة لا شيء!!، كل هذه الضغوطات والأحمال والمسؤوليات رمينا بها على كاهل قائد البلاد ولم نفعل شيئا يذكر سوى التنفيذ البطيء أو الوقوف متفرجين في ساحة لا تخلو مطلقا من الوزير الى رجل الشارع البسيط. الجميع ينتظر قرارات أخرى ومهام جسيمة لكننا لم نكلف أنفسنا أبدا أن نحمل معه شيء من هذه المسؤولية لم نكلف أنفسنا أبدا في تغيير شيء بسيط نستطيعه، الكل ينظر تجاه القصر ولا ينظر ماذا في يديه يستطيع أن يقدمه للتغير والتطوير إلى الأفضل في هذا الوطن.هذه فعلا مصيبة ويجب أن نعالجها فورا كما عالج جلالة السلطان القضايا الرئيسية فورا.تم تعيين وزراء جدد وتثبيت وزراء قدامى فماذا قدموا من تغييرات، ماذا وجد الموظفون في الوزارات من تغييرات حتى يتشجع الموظف البسيط ليغير ويطور، للأسف لا شيء ملموس، الكل مازال ينظر للقصر! يا معالي الوزير الموقر أنت محل ثقة الرجل الذي قام بالتغيير والتطوير السريع فأين تطويرك وتغييرك في وزارتك؟! الوزارات كما هي قبل الأحداث وبعد الأحداث، هل ينتظر معاليه أوامر سامية ليغير ويطور في وزارته؟! ، الوجوه هي الوجوه المعاملات هي المعاملات الفعل والروتين كما هو، وكأن الوزراء يعتقدون أن هذه الوزارات أمانة بكل هياكلها وتفرعاتها وقوانينها لا يجوز أن تتحرك قيد أنملة حتى يسلمها للوزير الذي يخلفه؟!مدراء العموم أيضا بالمثل ينظرون من خلال فتحة قفل باب الوزارة الى القصر!، ماذا تنتظر هل تنتظر من الوزير ووكيله أن يطور ويحسن حتى تتطور انت وتحسن؟!. لا تتخذ وزيرك يا أخي قدوة خذ جلالة السلطان قدوة في التغيير وابدأ العمل، لا تنتظر قرارا من وزيرك الذي ينتظر بدوره أمرا ساميا لتجد مديرا كفؤا لإدارة دائرة مهمة وتحسينها وتطويرها!، حاول أن تغير القانون الداخلي في المديرية لمساعدتك في قراراتك التي ترى أنها تخدم المواطن والوطن، ارفع توصياتك وتابعها حتى تتحقق.الموظفون أيضا وخاصة في الجهات الخدمية، أخي أنت رأيت التغييرات وربما كنت احد المعتصمين المطالبين بإنهاء الفساد فأقل القليل في واجبك اليومي ان تحاول التسهيل على المواطن أن لا تأخر معاملاته لأجل تقديم مصلحة شخصية او عملية، حاول ان تشعر المواطن بأهميته من خلال حديثك معه كأقل القليل، حاول أن تكون صالحا و فاعلا وأن تنشر ذلك بين زملائك، أقلها أنت الذي في الواجهة مع المواطن البسيط، فعند شعور هذا المواطن ان معاملتك وعملك تغير وتحسن فإن هذا يعطيه تفاؤلا وأمانا و يشعره أن الأمور تتحسن ليعطي هو نفسه التشجيع ليحسن في عمله ان كان موظفا او رجل اعمال وهذا الشعور بالتفاؤل سيصل إلى أسرته وأبنائه.يجب أن تكون استراتجية ( الوطن أولا) استراتيجية الجميع او لنقل إستراتيجية المسئول مهما صغرت، لنحمل شيئا مع هذا الرجل الذي أهدانا جل عمره وهو يخدم هذا الوطن، حان الأوان أن نأخذ إستراتيجية (الوطن أولا) في صدورنا،الكلام هنا يطول كما يطول الانتظار من الجميع بداية من معالي الوزير الموقر الى الفاضل الموظف وهم ينظرون إلى القصر!.
محمد قراطاس
المصدر
بعد أن مرت السلطنة بهذه العاصفة من الأحداث كنا ولا زلنا نتعلم من مجرياتها الكثير سواء ما أصاب منها أو ما أخطأ. وقبل هذه الأحداث لم يكن يتوقع احد في بلدنا الهادئ الجميل المتعود على سلاسة الأحداث أن تتابع فيه الأحداث سريعا هكذا من البدايات إلى النتائج إلى الخواتيم.
فقد تعلمنا أن الفساد لا يمكن أن يستمر دون أن ينتج على المدى الطويل معارضات قولية وفعلية خطيرة، وتعلمنا أن نكون عند المسؤولية والا سقطت من أيدينا كثير من الأوراق المصيرية وأهمها السلام والاستقرار الذي طالما نعمنا به طوال الأربعين سنة الماضية. وتعلمنا أن الأوجه ليست كما كانت تبدو وأن المصالح الشخصية إذا تركت أولوية بحتة قد تقود الى منحنيات خطيرة ومدمرة سواء على مستوى الحكومة او على مستوى الشعب. وتكشفت كثير من المعادن الأصيلة وبرزت كثير من الوجوه القبيحة، فلم نعد نتأثر بخطبة رنانة عن حقوقنا من شخصية هي أبعد ما تكون عن الحقوق الوطنية. وانتبهنا إلى أن الوطن بحاجة إلى إعادة صياغة لثقافة الحريات وثقافة الرقابة سواء الشعبية او الحكومية. وأدركنا فعلا أن الساكت عن الحق شيطان اخرس وأن بعض المتكلمين عن الحق شياطين صادحة.وأدركنا فوق كل هذا مدى أهمية الأمن والاستقرار وان هذه النعمة لا تقاس بثمن أبدا .وخلال تلك العاصفة التي مرت بسلام ولله الحمد والمنة أقدم صاحب الجلالة السلطان على خطوات تغيرية غير مسبوقة لم تكن في حسبان جميع المواطنين والتي كان لها الأثر الأكبر على القاعدة الشعبية العريضة في هذا الوطن، وأدرك الجميع دون استثناء أن (الوطن أولا) كانت ولا تزال وستظل أولوية قصوى عند جلالته حفظه الله، والسؤال الذي يتبادر إلى عقلي منذ تلك القرارات المصيرية ماذا قدمنا نحن بداية من مجلس الوزراء إلى الموظف البسيط؟! ماذا قدم الجميع بعد هذه الخطوات الاستثنائية التي قام بها جلالته؟!الاجابة للاسف والى الساعة لا شيء!!، كل هذه الضغوطات والأحمال والمسؤوليات رمينا بها على كاهل قائد البلاد ولم نفعل شيئا يذكر سوى التنفيذ البطيء أو الوقوف متفرجين في ساحة لا تخلو مطلقا من الوزير الى رجل الشارع البسيط. الجميع ينتظر قرارات أخرى ومهام جسيمة لكننا لم نكلف أنفسنا أبدا أن نحمل معه شيء من هذه المسؤولية لم نكلف أنفسنا أبدا في تغيير شيء بسيط نستطيعه، الكل ينظر تجاه القصر ولا ينظر ماذا في يديه يستطيع أن يقدمه للتغير والتطوير إلى الأفضل في هذا الوطن.هذه فعلا مصيبة ويجب أن نعالجها فورا كما عالج جلالة السلطان القضايا الرئيسية فورا.تم تعيين وزراء جدد وتثبيت وزراء قدامى فماذا قدموا من تغييرات، ماذا وجد الموظفون في الوزارات من تغييرات حتى يتشجع الموظف البسيط ليغير ويطور، للأسف لا شيء ملموس، الكل مازال ينظر للقصر! يا معالي الوزير الموقر أنت محل ثقة الرجل الذي قام بالتغيير والتطوير السريع فأين تطويرك وتغييرك في وزارتك؟! الوزارات كما هي قبل الأحداث وبعد الأحداث، هل ينتظر معاليه أوامر سامية ليغير ويطور في وزارته؟! ، الوجوه هي الوجوه المعاملات هي المعاملات الفعل والروتين كما هو، وكأن الوزراء يعتقدون أن هذه الوزارات أمانة بكل هياكلها وتفرعاتها وقوانينها لا يجوز أن تتحرك قيد أنملة حتى يسلمها للوزير الذي يخلفه؟!مدراء العموم أيضا بالمثل ينظرون من خلال فتحة قفل باب الوزارة الى القصر!، ماذا تنتظر هل تنتظر من الوزير ووكيله أن يطور ويحسن حتى تتطور انت وتحسن؟!. لا تتخذ وزيرك يا أخي قدوة خذ جلالة السلطان قدوة في التغيير وابدأ العمل، لا تنتظر قرارا من وزيرك الذي ينتظر بدوره أمرا ساميا لتجد مديرا كفؤا لإدارة دائرة مهمة وتحسينها وتطويرها!، حاول أن تغير القانون الداخلي في المديرية لمساعدتك في قراراتك التي ترى أنها تخدم المواطن والوطن، ارفع توصياتك وتابعها حتى تتحقق.الموظفون أيضا وخاصة في الجهات الخدمية، أخي أنت رأيت التغييرات وربما كنت احد المعتصمين المطالبين بإنهاء الفساد فأقل القليل في واجبك اليومي ان تحاول التسهيل على المواطن أن لا تأخر معاملاته لأجل تقديم مصلحة شخصية او عملية، حاول ان تشعر المواطن بأهميته من خلال حديثك معه كأقل القليل، حاول أن تكون صالحا و فاعلا وأن تنشر ذلك بين زملائك، أقلها أنت الذي في الواجهة مع المواطن البسيط، فعند شعور هذا المواطن ان معاملتك وعملك تغير وتحسن فإن هذا يعطيه تفاؤلا وأمانا و يشعره أن الأمور تتحسن ليعطي هو نفسه التشجيع ليحسن في عمله ان كان موظفا او رجل اعمال وهذا الشعور بالتفاؤل سيصل إلى أسرته وأبنائه.يجب أن تكون استراتجية ( الوطن أولا) استراتيجية الجميع او لنقل إستراتيجية المسئول مهما صغرت، لنحمل شيئا مع هذا الرجل الذي أهدانا جل عمره وهو يخدم هذا الوطن، حان الأوان أن نأخذ إستراتيجية (الوطن أولا) في صدورنا،الكلام هنا يطول كما يطول الانتظار من الجميع بداية من معالي الوزير الموقر الى الفاضل الموظف وهم ينظرون إلى القصر!.
محمد قراطاس
المصدر
تعليق