شرع الله تعالى الزواج لأهداف ومقاصد سامية أهمها المحافظة على النوع البشري من الانقراض وللمحافظة على الأنساب وقد حث الإسلام على الزواج ورغب فيه وأمر بتسهيل أموره وأمر بعدم المبالغة في المهور والتي تقف عائقا في وجه الكثيرين من الشباب في وقتنا الحالي في ظل الظروف المادية الصعبة وتدني الرواتب عند الكثير من شباب اليوم.
وفي وقتنا الحالي نلاحظ ونسمع عن تلك الزيجات التي صرفت عليها الألوف المؤلفة بداية من المهور وانتهاءً بمصاريف الزواج الأخرى كالهدايا والعزومات وما شابه ذلك من مصاريف تثقل كاهل الزوج المسكين الذي قد يتكبد المشاق ويسلك الطرق البديلة لتوفير تلك النفقات كاللجوء للقروض من البنك، والذي سيظل يدفع السنوات الطوال لتسديد ذلك المبلغ مع فوائده التي تقصم الظهر.
قد يقول البعض أن رفع المهر هو حفظ لكرامة المرأة وهو مقياس لسمعتها، والبعض الأخر يرفض هذا المبدأ لان المرأة ليست سلعة تباع وتشترى والمهر الكثير ليس إلا عائقاً في وجه الشباب، وهو يعارض أيضاء المبدأ الإسلامي من حيث الترغيب بتيسير وتسهل المهور، ويكفينا هنا حديث رسول الله الذي أوضحه لنا بأن خير النساء بركة أيسرهن مهرا.
ولا يغيب عن الكل السلبيات التي باتت ظاهرة لنا نتيجة ارتفاع المهور فارتفاع معدل العنوسة أحد أهم هذا المشكلات، والتي باتت في كثير من المجتمعات ظاهرةً وصلت إلى حد الخطر. وهناك العديد المشكلات الاجتماعية الأخرى وإن كان بعضها غير واضح بصورة مباشرة كانتشار الفساد الخلقي بين الأفراد واللجوء إلى الطرق المشبوهة لسد تلك الرغبات والذي نسأل الله أن يجنبنا مثل تلك المشكلات.
وفي حقيقة الأمر أن مجتمعنا في وقتنا الحالي قد بدأ بإدراك سلبيات هذه الظاهرة، وقد ظهرت بعض الحلول التي ساعدت الشباب على تجنب مثل تلك المصاريف والتي أبرزها الزواج الجماعي، ولكن يبقى هذا الحل بسيطا ومؤقتا ما لم يتكاتف الجميع وتنبهوا لخطر المهور المبالغ فيها، ومن المقترحات التي يراها البعض أنها ذات جدوى هي عمل صناديق الزواج والتي نتمنى أن ترى النور في القريب العاجل.
وختاما نسأل الله العلي القدير أن تختفي كل المشكلات الاجتماعية في مجتمعنا وأن يبقى أفراده يدا واحدة دائما وأبدا أمام كل عقبة من عقبات هذه الحياة، وألتمس منكم العذر أخواني وأخواتي الأعضاء على طول طرحي والذي أتمنى أن يأخذ حقه في النقاش الجاد وتحياتي للجميع.
أخوكم
عاشق عمان
تعليق