بِسْم ِ اللهِ الرّحمَنِ الرّحِيمْ
نِـــدَاءٌ إِلَىْ الشّعْب ِ العِرَاقِيِّ العَزِيزِ، بِكُلّ قَوْمِيَّاتِهِ وَمَذَاهِبِهِ السِيَاسِيَّةِ وَالعِرْقِيَّةِ وَالدِينِيَّة ْ، وَأَحْزَابِهِ التّقَدُمِيَّة ْ.
{ وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105) } صَدَقَ اللّهُ العَظِيمْ . "" سُورَة ُ التّوبة ْ "" .
الحَمْدُ للهِ القَهَّارِ ، مُكَوِّرِ اللّيلِ والنّهَارِ ، وَمُحَدّدِ الآَجَالِ وَالأعْمَارِ ، وَجَامِع ِ النّاسِ لِيَوم ٍ تَشْخَصُ فِيْهِ الأبْصَارُ ، أعَزَّ أوْلِيَاءَهُ فِيْ الدُنيَا وَالآخِرَةِ ، وَألْبَسَهُمْ ثَوْبَ الوَقَارِ ، وأَذَلَّ أعْدَاءَهُ فِيْ الدّارَيْنِ وَضَرَبَ عَلَيْهِمُ الذِلَّـة َ وَالعَارْ .
فَإِنّ بَيْنَنَا وَبيْنَ اللهِ عَهْدَا ً فَلا نَنْقُضَهُ أَلَا وَهُوَ الاستِسْلام لَه ُ وَحْدَهُ ، وَمُخََالَفَة النّفْسِ الأَمَّارَةِ بِالسُّوْءِ ، وَمُخَالفَة الأهْوَاءِ المُتَلاطِمَةِ ، وَمِنْهَا الأهْوَاءُ السّيَاسِيَّة ُ والتّعَصُّبُ للْحِزْبِ وَالقَبِيلَةِ ، مَعَ الحِفَاظِ عَلَى حُبِّ الوَطَنِ ( فَحُبُّ الوَطَنِ مِنَ الإيمَانْ ) .
{ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71). صدَقَ اللّهُ العَظِيمْ } "سُورَة ُ التّوبَة ْ" صَدَقَ اللّهُ العَظِيمْ .
إِنَّ اللّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُقَدِّرُ الفِتَنَ والبَلاءَ تَقْدِيرَا ، يَبْتَلِيْ العِبَادَ تَارَة ً بِالسَّراءِ ، وَتَارَة ً بِالضَّرَّاءِ ، ليُمَحِصَ اللهُ الذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الضَلَالَ ، وَلِيُحِقَّ الحَقَّ وَيُبْطِلَ البَاطِلْ .
قَالَ اللّه ُ تَعَالَى :
{ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) } صَدَقَ اللّهُ العَظِيمْ
وَفِيْ الحَدِيثِ المُتَّفَق ِ عَلَيْه ِ عَنْ أَبِيْ بَكْرَة َ رَضِيَ اللّه ُ عَنْه ُ أنَّ رَسُولَ اللّه ِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْه ِ وَسَلَّم َ قَالَ : "" إِذَا التَقَى المُسْلِمَان ِ بِسَيْفَيْهِما ، فَقَتَلَ أحَدُهُمَا صَاحِبَه ُ ، فَالقَاتِلُ وَالمَقْتُولُ فِيْ النَّارِ ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللّهِ ، هَذَا القَاتِلُ فَمَا بَالُ المَقْتُول ِ ؟ قَالَ : إنَّه ُ كَانَ حَرِيْصَا ً عَلَى قَتْل ِ صَاحِبِهِ "" .
إِنَّ فِتْنَة َ العِبَادِ وَابتِلاءَهُمْ هِيَ مِنَ السُنَن ِ الإِلَهِيَّة ِ القَائِمَةِ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ ، يُقَدِّرُهَا اللّهُ عَلَى عِبَادِهِ ؛ لِيَرْفَعَ بِهَا مَنْزِلَة َ المُؤْمِنينَ الصّابِرينْ .
وَقَدْ عَاشَ العِرَاقُ مِحَنَا ً عَظِيمَة ً وَحُرُوبا ً ضَرُوسَا ً مُنْذُ آَلَافِ السّنِين فِيْ عُهُودِ الآشُورِيّينَ وَالبَابِليّينَ وِفيْ عُصُورِ مَا قَبلَ الإسْلامِ وبَعْدِهِ ، لَكِنَّه ُ ظلَّ شَامِخَا ً أبَدَ الدّهْرِ يَنتَصِبُ صَامِدَا ً كُلَّمَا تَعثَّرَ وَذَلِكَ مَا نَأمَلُهُ فِيْكُمْ أيَّهَا الشّعْبُ الصّامِدُ الغَيُورْ .
إِخْوَتَنا الأعِزَّاءْ ..
أشِقَّاءَنَا ، أبْنَاءَ العِرَاق ِ الغَيَارَى ..
فِيْ بَغْدَادَ ، فِيْ البَصْرَةِ وَالفَاوِ .. فِيْ النَّاصِرِيَّةِ والعَمَارةِ والسَّمَاوةْ ، فِيْ النّجَفِ الأَشْرَِفِ وَكَرْبَلَاءَ ، فِيْ سَامِرَّاءِ وَصَلاحِ الدّين ِ والأنْبَارْ ، فِيْ كَرْكُوكَ والسُلَيْمَانِيَّة ِ وَدَهُوكَ وأرْبِيلَ وَزَاخُو ..
لَقَدْ كَانَ العِرَاقُ وَمَا يَزَالُ قَوِيَّا ً بِأبْنَاءِ العِرَاقِ البَرَرة ْ ..
وَنحْنُ بِبَالغ ِ القَلَق ِ نُرَاقِبُ مَا يَجْرِيْ فِيْ هَذَا البلَد ِ الطّيِبِ المِعْطَاءِ فِيْ الوَقْتِ الحَاضِرِ ، وَنُرَاقِبُ بِعَيْن ٍ يَمْلَؤُهَا الحُزْنُ والدُّمُوع ْ ..
نَرَى جُرْحَ العِرَاق ِ النَّازِفَ المُوجِعَ ، فَيعتَصِرُ فِيْ قُلُوبِنا الأَلَمُ والحَسْرَة ْ ، وَإنَّنَا نَرَى أنفُسَنَا مَكْتُوفيْ الأيْدِيْ ، عَاجِزينَ حِيَالَ مَا تَسْرِيْ فِيهِ مِنَ الفِتْنَةِ فِيْ العِرَاقِ العَزيزْ .. وَلَا نَمْلِكُ إِلَّا مَدَّ أيْدِينَا للتَّضَرُّع ِ إِلَى اللّهِ سُبْحَانَه ُ وَتَعَالَى بِالدُّعَاءِ فِيْ رَفْع ِ الغُمَّة ِ عَنْ هَذِهِ الأُمَّة ْ ..
وَإنَّنَا نُهِيبُ بِكُمْ أيَّهَا الشّعْبُ طيّبُ الأعْرَاق ِ ... باللُحْمَة ِ الوَطَنِيَّة ِ وَالعَزْمِ عَلَى نَبْذ ِ الفُرْقَة ِ الطّائِفِيَّة ِ والعِرْقِيَّة ِ ضّيِقَة ِ الأفُق ِ ، والتّطَلُّع ِ إِلَى انفِرَاج ِ الأزْمَة ِ ، وَالخُرُوج ِ إِلَى النّفَق ِ المُفْضِيْ إِلَى التّشَتُت ِ وَالوَهنْ ..
وَنَتَطَلَّعُ إِلَى رَدِّ كَيْدِ المُتَربّصِينَ إِلَى نُحُورِهِمْ مِنْ أَعْدَاءِ وِحْدَةِ العِرَاقِ وَذَلِكَ بِالوِحْدَة ِ الوَطَنِيَّة ِ ، وَإعْلَاءِ مَكَانَة ِ الأَوْلَوِيَّاتِ والثَّوَابِتِ السّامِيَةِ فِيْ الحِفَاظِ عَلَى وِحْدَة ِ الوَطَنِ مِنْ خِلَالِ تَقبُّلِ تنَوُّع ِ الثّقَافَاتِ وَقَبُول ِ الآخَر ِ ، والتّسَامُح ِ مِنْ خِلَالِ دِينِنَا الحَنِيف ِ والخُلُقِ السّامِيْ ، وَمبْدَأِ حِفْظ ِ حُقُوق ِ المُواطَنَة ِ وَكَرَامَة ِ الإنْسَانْ.
وَالكُلُّ يَرَى بِأنَّ خُرُوجَ العِرَاق ِ مِنْ أَزْمَتِهِ لَا يَكُونُ إلّا بِالوَحْدَةِ وَالتّلَاحُمِ الوَطَنِيِّ ، وَمِنْعَتِهِ فِيْ انْصِهَــارِ طَوَائِفِهِ وَأقَلِيَّاتِهِ وَمَذَاهِبِهِ فِيْ بَوْتَقَة ٍ كَبِيرَة ْ ( العِرَاقُ الوَاحِدُ القَوِيّ ) .. كَمَا كَانَ العِرَاقُ العَزِيزُ يَشْمَخُ بِتَنَوُّع ِ أطْيَافِه ِ الدِينِيَّة ِ وَالمَذْهَبِيَّة ِ وَالسِيَاسِيَّة ِ وَالعِرْقِيَّة ِ عَلَى مَرِّ العُصُورْ .
وَنَسْأَلُ اللّهَ القَدِيرَ أنْ يُوَحِدَ كَلِمَة َ العِرَاقِيِينَ الأعِزَّاءَ عَلَى التَّلَاحُمِ وَالإخَاءِ .. وَأنْ يَنْصُرَكُمْ عَلَى مَنْ يُرِيدُ الضّعْفَ والفُرْقَة َ والتَشَتُّت ْ..
وَنَتَمَنَّى للعِـرَاق ِ الجَرِيح ِ الخَيْرَ والتَّقَدُّمَ وَالازْدِهَـــارْ ..
( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيز ْ )
وَاللّهُ المُوَفِقْ ..
( لَجْنَة ُ مُسَانَدَة ِ الشّعْبِ العِرَاقِيِّ فِيْ مِحْنَتِهِ فِيْ مُنتَديَاتِ عَاشِق ِ عُمانَ الثَقـَافِيَّة ْ ).
المُوَقّعُـوْنَ:
إِدَارَةُ وَأَعْضَاءُ وَزُوَّارُ شَبَكَةِ وَمُنتَدَيَـاتِ عَاشِق ِ عُمَانْ
8 / ذِيْ الحِجَّـةْ / 1426هـ
8 يَنـَايِـرْ / كَانُونَ الثّانيْ 2006م
نِـــدَاءٌ إِلَىْ الشّعْب ِ العِرَاقِيِّ العَزِيزِ، بِكُلّ قَوْمِيَّاتِهِ وَمَذَاهِبِهِ السِيَاسِيَّةِ وَالعِرْقِيَّةِ وَالدِينِيَّة ْ، وَأَحْزَابِهِ التّقَدُمِيَّة ْ.
{ وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105) } صَدَقَ اللّهُ العَظِيمْ . "" سُورَة ُ التّوبة ْ "" .
الحَمْدُ للهِ القَهَّارِ ، مُكَوِّرِ اللّيلِ والنّهَارِ ، وَمُحَدّدِ الآَجَالِ وَالأعْمَارِ ، وَجَامِع ِ النّاسِ لِيَوم ٍ تَشْخَصُ فِيْهِ الأبْصَارُ ، أعَزَّ أوْلِيَاءَهُ فِيْ الدُنيَا وَالآخِرَةِ ، وَألْبَسَهُمْ ثَوْبَ الوَقَارِ ، وأَذَلَّ أعْدَاءَهُ فِيْ الدّارَيْنِ وَضَرَبَ عَلَيْهِمُ الذِلَّـة َ وَالعَارْ .
فَإِنّ بَيْنَنَا وَبيْنَ اللهِ عَهْدَا ً فَلا نَنْقُضَهُ أَلَا وَهُوَ الاستِسْلام لَه ُ وَحْدَهُ ، وَمُخََالَفَة النّفْسِ الأَمَّارَةِ بِالسُّوْءِ ، وَمُخَالفَة الأهْوَاءِ المُتَلاطِمَةِ ، وَمِنْهَا الأهْوَاءُ السّيَاسِيَّة ُ والتّعَصُّبُ للْحِزْبِ وَالقَبِيلَةِ ، مَعَ الحِفَاظِ عَلَى حُبِّ الوَطَنِ ( فَحُبُّ الوَطَنِ مِنَ الإيمَانْ ) .
{ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71). صدَقَ اللّهُ العَظِيمْ } "سُورَة ُ التّوبَة ْ" صَدَقَ اللّهُ العَظِيمْ .
إِنَّ اللّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُقَدِّرُ الفِتَنَ والبَلاءَ تَقْدِيرَا ، يَبْتَلِيْ العِبَادَ تَارَة ً بِالسَّراءِ ، وَتَارَة ً بِالضَّرَّاءِ ، ليُمَحِصَ اللهُ الذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الضَلَالَ ، وَلِيُحِقَّ الحَقَّ وَيُبْطِلَ البَاطِلْ .
قَالَ اللّه ُ تَعَالَى :
{ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) } صَدَقَ اللّهُ العَظِيمْ
وَفِيْ الحَدِيثِ المُتَّفَق ِ عَلَيْه ِ عَنْ أَبِيْ بَكْرَة َ رَضِيَ اللّه ُ عَنْه ُ أنَّ رَسُولَ اللّه ِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْه ِ وَسَلَّم َ قَالَ : "" إِذَا التَقَى المُسْلِمَان ِ بِسَيْفَيْهِما ، فَقَتَلَ أحَدُهُمَا صَاحِبَه ُ ، فَالقَاتِلُ وَالمَقْتُولُ فِيْ النَّارِ ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللّهِ ، هَذَا القَاتِلُ فَمَا بَالُ المَقْتُول ِ ؟ قَالَ : إنَّه ُ كَانَ حَرِيْصَا ً عَلَى قَتْل ِ صَاحِبِهِ "" .
إِنَّ فِتْنَة َ العِبَادِ وَابتِلاءَهُمْ هِيَ مِنَ السُنَن ِ الإِلَهِيَّة ِ القَائِمَةِ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ ، يُقَدِّرُهَا اللّهُ عَلَى عِبَادِهِ ؛ لِيَرْفَعَ بِهَا مَنْزِلَة َ المُؤْمِنينَ الصّابِرينْ .
وَقَدْ عَاشَ العِرَاقُ مِحَنَا ً عَظِيمَة ً وَحُرُوبا ً ضَرُوسَا ً مُنْذُ آَلَافِ السّنِين فِيْ عُهُودِ الآشُورِيّينَ وَالبَابِليّينَ وِفيْ عُصُورِ مَا قَبلَ الإسْلامِ وبَعْدِهِ ، لَكِنَّه ُ ظلَّ شَامِخَا ً أبَدَ الدّهْرِ يَنتَصِبُ صَامِدَا ً كُلَّمَا تَعثَّرَ وَذَلِكَ مَا نَأمَلُهُ فِيْكُمْ أيَّهَا الشّعْبُ الصّامِدُ الغَيُورْ .
إِخْوَتَنا الأعِزَّاءْ ..
أشِقَّاءَنَا ، أبْنَاءَ العِرَاق ِ الغَيَارَى ..
فِيْ بَغْدَادَ ، فِيْ البَصْرَةِ وَالفَاوِ .. فِيْ النَّاصِرِيَّةِ والعَمَارةِ والسَّمَاوةْ ، فِيْ النّجَفِ الأَشْرَِفِ وَكَرْبَلَاءَ ، فِيْ سَامِرَّاءِ وَصَلاحِ الدّين ِ والأنْبَارْ ، فِيْ كَرْكُوكَ والسُلَيْمَانِيَّة ِ وَدَهُوكَ وأرْبِيلَ وَزَاخُو ..
لَقَدْ كَانَ العِرَاقُ وَمَا يَزَالُ قَوِيَّا ً بِأبْنَاءِ العِرَاقِ البَرَرة ْ ..
وَنحْنُ بِبَالغ ِ القَلَق ِ نُرَاقِبُ مَا يَجْرِيْ فِيْ هَذَا البلَد ِ الطّيِبِ المِعْطَاءِ فِيْ الوَقْتِ الحَاضِرِ ، وَنُرَاقِبُ بِعَيْن ٍ يَمْلَؤُهَا الحُزْنُ والدُّمُوع ْ ..
نَرَى جُرْحَ العِرَاق ِ النَّازِفَ المُوجِعَ ، فَيعتَصِرُ فِيْ قُلُوبِنا الأَلَمُ والحَسْرَة ْ ، وَإنَّنَا نَرَى أنفُسَنَا مَكْتُوفيْ الأيْدِيْ ، عَاجِزينَ حِيَالَ مَا تَسْرِيْ فِيهِ مِنَ الفِتْنَةِ فِيْ العِرَاقِ العَزيزْ .. وَلَا نَمْلِكُ إِلَّا مَدَّ أيْدِينَا للتَّضَرُّع ِ إِلَى اللّهِ سُبْحَانَه ُ وَتَعَالَى بِالدُّعَاءِ فِيْ رَفْع ِ الغُمَّة ِ عَنْ هَذِهِ الأُمَّة ْ ..
وَإنَّنَا نُهِيبُ بِكُمْ أيَّهَا الشّعْبُ طيّبُ الأعْرَاق ِ ... باللُحْمَة ِ الوَطَنِيَّة ِ وَالعَزْمِ عَلَى نَبْذ ِ الفُرْقَة ِ الطّائِفِيَّة ِ والعِرْقِيَّة ِ ضّيِقَة ِ الأفُق ِ ، والتّطَلُّع ِ إِلَى انفِرَاج ِ الأزْمَة ِ ، وَالخُرُوج ِ إِلَى النّفَق ِ المُفْضِيْ إِلَى التّشَتُت ِ وَالوَهنْ ..
وَنَتَطَلَّعُ إِلَى رَدِّ كَيْدِ المُتَربّصِينَ إِلَى نُحُورِهِمْ مِنْ أَعْدَاءِ وِحْدَةِ العِرَاقِ وَذَلِكَ بِالوِحْدَة ِ الوَطَنِيَّة ِ ، وَإعْلَاءِ مَكَانَة ِ الأَوْلَوِيَّاتِ والثَّوَابِتِ السّامِيَةِ فِيْ الحِفَاظِ عَلَى وِحْدَة ِ الوَطَنِ مِنْ خِلَالِ تَقبُّلِ تنَوُّع ِ الثّقَافَاتِ وَقَبُول ِ الآخَر ِ ، والتّسَامُح ِ مِنْ خِلَالِ دِينِنَا الحَنِيف ِ والخُلُقِ السّامِيْ ، وَمبْدَأِ حِفْظ ِ حُقُوق ِ المُواطَنَة ِ وَكَرَامَة ِ الإنْسَانْ.
وَالكُلُّ يَرَى بِأنَّ خُرُوجَ العِرَاق ِ مِنْ أَزْمَتِهِ لَا يَكُونُ إلّا بِالوَحْدَةِ وَالتّلَاحُمِ الوَطَنِيِّ ، وَمِنْعَتِهِ فِيْ انْصِهَــارِ طَوَائِفِهِ وَأقَلِيَّاتِهِ وَمَذَاهِبِهِ فِيْ بَوْتَقَة ٍ كَبِيرَة ْ ( العِرَاقُ الوَاحِدُ القَوِيّ ) .. كَمَا كَانَ العِرَاقُ العَزِيزُ يَشْمَخُ بِتَنَوُّع ِ أطْيَافِه ِ الدِينِيَّة ِ وَالمَذْهَبِيَّة ِ وَالسِيَاسِيَّة ِ وَالعِرْقِيَّة ِ عَلَى مَرِّ العُصُورْ .
وَنَسْأَلُ اللّهَ القَدِيرَ أنْ يُوَحِدَ كَلِمَة َ العِرَاقِيِينَ الأعِزَّاءَ عَلَى التَّلَاحُمِ وَالإخَاءِ .. وَأنْ يَنْصُرَكُمْ عَلَى مَنْ يُرِيدُ الضّعْفَ والفُرْقَة َ والتَشَتُّت ْ..
وَنَتَمَنَّى للعِـرَاق ِ الجَرِيح ِ الخَيْرَ والتَّقَدُّمَ وَالازْدِهَـــارْ ..
( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيز ْ )
وَاللّهُ المُوَفِقْ ..
( لَجْنَة ُ مُسَانَدَة ِ الشّعْبِ العِرَاقِيِّ فِيْ مِحْنَتِهِ فِيْ مُنتَديَاتِ عَاشِق ِ عُمانَ الثَقـَافِيَّة ْ ).
المُوَقّعُـوْنَ:
إِدَارَةُ وَأَعْضَاءُ وَزُوَّارُ شَبَكَةِ وَمُنتَدَيَـاتِ عَاشِق ِ عُمَانْ
8 / ذِيْ الحِجَّـةْ / 1426هـ
8 يَنـَايِـرْ / كَانُونَ الثّانيْ 2006م
تعليق