إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"لمّا بَكَى وَطَني...بَكيْتْ"(قصيدة عن الاوضاع في السلطنة )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "لمّا بَكَى وَطَني...بَكيْتْ"(قصيدة عن الاوضاع في السلطنة )

    "لمّا بَكَى وَطَني...بَكيْتْ"
    لمّا بَكى وَطنيبكيتْ
    عزّت عليّ دموعُه،بادَرتُهعَطفِي وقلتْ :
    لا تبكِ ياوطنًا أحب..
    فلعلَّ بعدَظلامِهم جاءؤك قومًا من زمانِ الشّمس
    ولعلَّ بعدالصِّبيةِ العاصِين أقوامًا بكلِّ البِرِّ ينصاعونَ في أمرِكْ..
    يُفقّهونَ من أبكىالبُكَاءْ...أنَّ ديارنا انتَــبَذتْ عصورَ الأمس..
    أقوامٌ بكلِّالبرِّ يمتثلون في حُبِّكْ..
    يَقْتطفونَ مِنْماضيكَ ما زرعوه أبطالاً قِدام..
    أقوامٌ تَمثَّلفي نواصِيهم نهارٌ راح يحملُ ألويةَ البياضِ
    يُزاحِمُ مَنْ نَفثَالظَّلامَ بغيِّهِ ويقولْ:
    لاتبكِ ياوطنيْ..ورُبَّحُزْنِكَ يمحوهُ القيامْ
    ورُبَّ نَخْلِكَقَبَّلتِ الكرامةَ في زمنِ الصِّيامْ..
    كَفاكَ نزفُعثمانٍ لأمتهِ التي مَرَدَ الضّلالُ بها
    فـلستَ تشفي من غليلِكَ ما أردتْ
    لَعمري أنّ القومَ فيكَ يأتمرونَأجمعُهم على أحزانِهم
    سابَقُوكَ الحُزنَ إليه يستمعونْ،وقَبليشاءُ فيكَ الضّيمْ
    وطّني بكيتْ..لمّا بكيتْ
    أجليتَ عنكَ غشاوةً كشفت سُليمانَالعظيمِ زَمانُهُ..زمنُ الشّموس
    لمّا أتَاهمْموعدًا لم يَألفوهْ
    الصُّبحُموعدُهم قريبْ..
    الصّبحُ آتْ..آتٍليُرديهِا القَتَامةَ دهْرَها
    كمثلِ يطّرحُالقويُّ غزَاله
    إنْ ما تقاعستِالفِرار!
    عادتْ به أسيافُهلديار أعرابِ النُّكوص..
    فكيفَ لاتعدوالسُّيوفُ بعدوِها لديارِنا؟
    والأرضُ هذهبالثُّوارِ عتيقة..
    عهدي بها منذُالزَّمانِ اليعربيّ..
    إذ بزّأعداءَالجزيرةْ..
    والدَّارُأينعتِ انتصارْ..
    لادهرَ حدَّك يابلادُ من القيامْ..
    لادهرَ ألبَسكِاعتداءاتُ اللَّجامْ..
    الصبحُ آتْ..
    آتٍ بهِ ذاكالذي قد كانَ يتّخذُ الأماني مَطِيّهُ
    يمضي عليهاسائرًا لكأنَّما قد سارَنحوسرابِ أمّته التي عَجُبَت بها أندادُها يومَ الحصارْ...
    قائلاً: وغدًانهَارُكِ يا ديارْ..
    وغدًاتُقبِّلُكِ الجباهُ وتنحني في ما ابتغيتِ كُلَّها الأقدارْ..
    *****
    ورأيتُ جدّيحازِنًا من أمسه..نُحِتَ الأسى في حرفهِ إذ قال:
    إنَّنا جيلٌعَبَرْ..من فوقه أقوامُ قد حملوا السِّياطْ..
    مثلُهم مثلَالبَشر...لكنهم ليسوا كذلك في نواميسِ الطَّبيعة!
    مِثلُ الدُّخانِيسيرُ في أنفاسِنالا خانِقـًا،لكنّه قدْ يبتلينا في البصائرِوالمُقَل..
    فنكونُ لا حولاًلنا لاقوّةً غيراليدينِ رشيدنُا نحوَالصُّور!
    بعدها..حتّىالأكفَّ تخاذلتْ عن قُودِنَا..
    فظللنا لا فجرًانرى عندَ السّحر...
    إلاّ لسانًاحالمًا..استهلّكَ القولَ الجميل:
    وغدًا يُمشِّقُثوبَهُ الليلُ الطويلْ..
    وغدًا نهارُكِيا ديارْ!
    ****
    آهٍ لكم..قدأوسعت جدّي الحكايا حسرةً..
    تجسّدتْ بالدمعتحكي قصّةً عن هَبّة الأمم الاُخَر
    وتقول من خلفِالخجلْ:
    جيل منيعُالعزمِ أنتمْ..
    -لاجيلنا نحنُالأُوَل-..
    إن فرّ في طرقاتِجوًّ عُبِّئَت فيه السّحائبُ
    أسلحةْ..شرعُهاشرُع البشرْ..
    لمْ تثنهِتِلْكَ المهالكُ عن عزيمْ..
    ذَوُوْ الشكيمةِجيلِكُم..إن شاء سارْ
    بين صاعقتينِ فيكرِّ وفر!
    -بُنَيَّ لاتعبأ بِنا..إنَّنا جيلٌ تلكّأ عزمُهُ
    مذ كان في الأمسالقريبِ ينام كهلٌ خائفٌ فوق الحصير..
    لا يقبلُ العيشالكريم...
    لا آبِهًاللحقِّ حقه لو أتاهُ مغاضبًا يأويه..
    جيلٌ تعوّد أنيقول:
    الزُّهدُ طبعيإذْ تعوّدَ قاسمًا لي حصتي أن آكُلَ الحبَّ الحصيد
    ودونَهُ فيعُرفِهِ تبذير
    ويشتكي منّيالشعيرْ..
    إنّ تبدَتنزعتيْ تستمرىءُ الطَّبَقَ المذَهّبْ..
    أوتشتهي حتىالثريدْ..
    أوكنتُ قد فارقتُهُبعدَ المغيبِ إلى حساءٍ ذي ودَاعَة!
    جيلٌ تعوّد أنيقول:
    عادتيْ.. أنأنامَ وأستفيقَ يُظلَّني غضبُ العراءِ مع المَطر..
    اختياري أنأكونَ كحاشيةْ
    هامشيًّا فيبلاد الفارهينْ..
    أنّ أظلّ العبدللخبزالنَّحيلْ..
    عابرًا فيالدَّار داري لوتحيّن ليْ المبيتْ..
    اختياري أنأكونْ..مِلْكَ يَمنَ الآخرين..
    لو رافقتني فيالجحيمِ حمامةٌ مِرسَالُها حريَّتي نحو النَّعيم!
    -"والله بلكَذَبَ الفقير..
    كِذْبَ المروءةِفي بلادِ المتّقينْ..
    هذا الفقيدُلدارهِ ما اختارذا العيشِ الحقيرْ
    الدّارُهذهِحافِظٌ لقِوامِها لو أثخنَ الحدثانُ في أكتافها الشيءَ الكثير..
    والله أحفظُهايقينًا ما يُكذِّبه سفاسطةُ الكلامْ..
    لوجَادَلوني ألفَعامٍ قادمين..!!
    أحفظ ُالقِصَعَالتي منها البقايا آكِلين..
    الأهلُ فيهاوالخِصالُ/الذُّل لمّا قَدْ ترصّد للعزيز..
    كُلُّ شبرٍ سارَفيأرجائها/ما يُساوِرُ عقلَها..
    النورُ لمّا عَنّفوقَ مسجِدِنا الهزيل..
    أو تجلّى منقنوتِ العابدينْ..
    وحروفُها اللآتيامتعضنَ الذُّلَّ إذ عَبَرت كبرقٍ خاطفٍ..
    كغزَّى من بلادِالوهنِ فرّوا هالعين..!
    ..لهَف نفسيمنكَ يا حرفَ الكلامِ أيا ذليلْ!
    إن كان حتىالحرفِ يُسجَنُ شَجْوُهُ..
    وعزاؤُهُ أنْكان يومًا في عدادِ المُجرمينْ..!!
    هذا الفقيدُلدارهِ..ما اختارذا العيشَ الحقيرْ
    لكنّه قد أنهَكَالغيظ الذي في خلدهِ كتمًا..
    فكان قومي فيالكتابِ"الكاظِمين"..
    يا لهفَ غيظٍلايُجانبُ كاتِميهْ
    شِيَمُالسّماحةِ لو تسمّوا قاتلينْ..!!
    ****
    يابلادَالآمِنين..
    ياعروسًا زَفَّتِالحزنَ المُوشّى بهجةً في ليلِها
    كْيلا يُقالَعروسُهم في الغابرينْ..
    يا أهْلُكِيادارَمَنْ سبَقتَ ثغورَهُمُ ابتساماتُ الرَّبيع..
    مَنْ إذا يلقاكَفيهمْ،
    خضّب في يَدِكَ السلامْ..سلامُالطيبين!
    فإن أودىالجِدَارُ بإبنهمْ..حَوْقَلُوا!
    وإنْ هُم قدتبنَّوا منهجًا في العفوعندَ المقدرةْ.. بَالَغُوا!
    فما عساهمقائِلينْ..إنْ عَثَا الجلادُ فيهم فُسْدَهُ..
    ما عساهمقائلِينَ وفاعلينْ!
    من بعدِ ما عمّالجَبَابِرُقهرَهم مستأثرين..!
    ****
    أرأيتَ يا مُضنيالعِبادُ على البسيطَةِ مَنْ عليها مُركّعينْ
    أرَأيتْ؟!
    صُنعكَ الحكَمُالمُكابرُ في الديارِوأهلِها؟
    ياقاتلاً فيالابتكارِنبوءَتَه..
    ياواجِمَالكَلِمَ الذي في وعيهِ كُلَّ الحقيقة
    يا ناكسًا رأسَالدّيارعلى عَقِبْ..
    يا مفسدًا فيالدّارِأحلامَ البريّة..
    قد مرّ يومًا منهُنا التاريخْ..
    دونما يُلقيالتّحيةْ...!
    ****
    يا طيبونَوطيبونَ وطيبونْ..
    أخشى يُعاوِدُغَدْرَهُ هذا الزّمنْ...
    فيفيقُ في أرضِالسّواقي والنّخيلْ..
    ويُجدِّبُ التَّـمْرَالذي تلهو بهِ أعقاصُه
    فيَجِدَّهُ أقوامُصلفٍ أعجمين..
    يادارُيا مهوىالأكابرِمن زمانِ الأقدمينْ..
    هُزّي إليكِبجذعِ النَّخل..
    اسّاقطَتْعُزَمُ البنين..
    يا أهلَداري..آمِنوا بالنُّورِحين يطلّ خجلانَا..
    من هلالِكُمُالمنيرْ..
    لكنْ حَذَارِمنعباءةِ ليلكمْ
    تُوَارِي من خَجَلِالهلالِ قَليلا
    فيسودُ دمَسُ القَاتِمينْ!
    ****
    يادارُياشفقًايلوحُ بشاشةً..حينًا يغيبْ
    يادارُ من قدزهّرتْ شبْهَ الجزيرةِ قبل يُوخِطها المشيبْ..
    الذُلُّ يدخلُبابكِ لا آذِنًا
    والقهرُيصحبهُارتِجالْ...
    والنَّصرُ يأتيمن بعيدٍ حاملاً بإسارهِ ورقًا وحبرًا..دفترًا..ومؤرّخًا..
    بيمينهِ..رجُلانِ كانَا من ممالكِ بابلٍ..
    أيَّامَ فاقمتِالدّيارَحظوظَها عِظَمُ الفِعال
    الذُلُّ يسألعاجبًا من أمره والقهرُ راحَ مسائِلاً في فعلهِ ..فتضاحكَا:
    "هيهاتَ منزمنِ النِّزال..
    يانصرُفلتذهبْبدفترِكَ العجوزِ بهاويةْ وليُقتَلَ الرَّجُلانْ..
    الزمنُ ذاكْ.. دارتْعليه سياطُنَـا/أغلالُنَا/ومقالصٌ
    ضُرِبَت بهاعُنَق اللسانْ.."
    فيقول ذا النصرُالمؤثَّلُ واثقًا:
    "فلتخسَآ...إنْكانَ ظّنٌ قد يُساوركُم بها مثلَ الذي أنتمِ عليهِ مرابِطون
    أوَ ما ترونَومنهُ علمًا تدركون؟
    أنّ الشموسَقيامةٌ أملتْ على القومِ السُكارى ينهضون
    مِن بعدِ ما فيهاترنّحْ شَهَم
    وتسمرت فزعًابهِ أحلامُهُ تروي الظّنون!
    فبدفتري وبحبرهِورقِي بهِ ومؤَرِّخيْ سأسَجِلُّ التاريخَ لمَّا قد أفاقتْ أرضُ مجدٍ
    إنْ ينامُ المجدفيها/أبدًا عليهِ يُهانْ..
    وبصحبيَالرَّجُلانِ سوفَ أعيدُها الأقوالُ في تاريخِها الماضي
    وكيفَ هذاالشعبُ عادَ يقودُها الكرَّة...
    فلعلَّها اليومَنهضةٌ مرَّةْ ..وغدًا نهضتان...
    كانت وما زالتْبلاديْ...
    ولاّدةُالشُّجعان لو جارتْ بها الأزمانْ.."
    ****
    لا تبكي ياوطنًا أحب..
    وقُدِّ الحزنَ من أحشائه..
    ماكُنّا يومًاللخطايا صافحينْ..
    جئناكَ خيرُالنائبينَمُعَاهِدينْ..
    سأقولُ مابالنفس لكنْ جُلّ قصدي أن تكونوا عاذرين
    -فشهادتي ليستبحكرٍ للجموعِ الغاضبينْ-
    قاتلَ اللهالجَبابِرَ عندما حَكمُوا العبَادَ بظلمهم متأِّلِّهين..
    عندما غفلواالإلهَ تصامَمُوا عنها المساجِدَ حين أنّتْ..
    وحّدت في أنِّهاالربّ العظيمْ..
    قاتَل اللهالذين استعبدوا في الأرض قبل يُذكّروا...
    بأنّهمْمستعبدون..!!
    لا لن يُنَكِّدُعيشُكِ يا دارَنَا من مفسديهْ
    مستوطنيهِوخائنيهْ...
    مستنزفيهِوبائعيهْ
    فالوطَنُ هذالَوتَخَاذلَ ظنّهُ فيهمِ
    للأوفياءِالأنقياءِ مُواطنيهِ!
    الشاعرة المتألقة : أسماء الشامسي ،، طالبة في جامعة السلطان قابوس


    إني أشعر بألم كل صفعة توجه إلى مظلوم في هذه الدنيا ، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني

    آرنستو تشي جيفارا

يعمل...
X