بن لادن في رساله سابقة للشعب الأميركي ( الجزيرة - أرشيف)
السلام علي من اتبع الهدى
رسالتي هذه إليكم عن الحرب في العراق وأفغانستان وكيف السبيل لإنهائها ولم أكن أنوى أن أحدثكم بهذا الخصوص لان هذا الأمر محسوم عندنا ولا يفل الحديد الا الحديد وأحوالنا بفضل الله من حسن إلى أحسن واحوالكم على العكس من ذلك.
ولكن استنهض همتي للحديث مغالطات رئيسكم بوش المتكررة في تعليقه على نتائج استطلاعات الرأي عندكم والتي أفادت ان الغالبية العظمي منكم يرغبون بسحب القوات الأمريكية من العراق ولكنه اعترض على هذه الرغبة وقال ان سحب القوات يعطي رسالة خاطئة للخصوم وانه من الافضل ان نقاتلهم على أرضهم خيرا من أن يقاتلونا على أرضنا وبين يدي الرد على هذه المغالطات اقول ان الحرب في العراق مستعرة بلا هوادة والعمليات في افغانستان في تصاعد مستمر لصالحنا والحمد لله وارقام البنتاغون تشير الى تصاعد عدد قتلاكم وجرحاكم فضلا عن الخسائر المادية الهائلة ناهيك عن انهيار معنويات الجنود هناك وارتفاع نسبه الانتحار بينهم فلكم ان تتصوروا حالة الانهيار النفسي الذي يصيب الجندي وهو يلملم اشلاء رفقائه بعد ان وطئوا الألغام فمزقتهم وعقب هذا الموقف يصبح الجندي بين نارين ان يرفض الخروج في الدوريات من ثكنته العسكرية لحقته عقوبات جزار فيتنام الصارمة وان خرج أكله غول الألغام فهو بين امرين احلامها مر مما يجعله يقع تحت ضغط نفسي خوف وذل وقهر وشعبه غافل عنه فلا يجد امامه حلا الا ان ينتحر وهذا الذي تسمعون عنه وعن انتحاره رسالة قوية لكم كتبها بروحه ودمه والحسرة والالم يعتصرانه كي تنقذوا ما يمكن انقاذه من هذا الجحيم الا ان الحل بايديكم ان كان يهمكم امرهم .
اما اخبار اخواننا المجاهدين فهي مختلفة عما ينشره البنتاغون اذ تشير الى ان ما تناقلته وسائل الاعلام لا يتجاوز الحقيقة وما هو واقع على الارض ومما يعمق الشكوك في معلومات ادارة البيت الابيض استهدافها لوسائل الاعلام التي تنقل بعض الحقائق من الواقع ولقد ظهر مؤخرا بالوثائق ان جزار الحرية في العالم كان قد عزم على قصف المكاتب الرئيسية لفضائية الجزيرة في دولة قطر بعد ان قصف مقرها في كابل وبغداد وهي على علاتها صنيعة صنائعكم هناك.
ومن جهة اخرى فان الجهاد مستمر ولله الفضل والمنة رغم جميع الاجراءات القمعية التي يتخذها الجيش الا مريكي وعملاؤه الى درجة لم يعد هناك فرق يذكر بين هذا الاجرام واجرام صدام فقد وصل الاجرام الى اغتصاب النساء واسرهن كرهائن بدل ازواجهن ولاحول ولاقوة الا بالله .
واما تعذيب الرجال فقد وصل الى استخدام الاحماض الكيميائية الحارقة واستخدام الثاقب الكهربائي (الدرل) في مفاصلهم واذا يئسوا منهم وضعوه احيانا على رؤوسهم حتى الموت واقرؤوا ان شئتم التقارير الانسانية التي تتحدث عن الفظائع في سجن ابوغريب و غونتانامو وباجرام.
فاقول برغم جميع الاساليب الوحشية فانها لم تكسر من حدة المقاومة والمجاهدون بفضل الله في ازدياد وقوة بل ان التقارير تشير الى الهزيمة والفشل الذريع لمشروع الرباعي المشؤوم بوش وتشيني ورامسفيلد وولفيتز واعلان هذه الهزيمة والعمل على إخراجها انما هو مسالة وقت ترتبط الى حد ما بوعي الشعب الأمريكي بحجم هذه المأساة وان العقلاء يعلمون ان بوش لا يملك خطة لتحقيق نصره المزعوم في العراق. ولو قارنتم عدد القتلى القليل يوم أن أعلن بوش ذلك الإعلان الاستعراضي الزائف السخيف من فوق حاملة الطائرات عن انتهاء العمليات الكبرى مع عشرات الأضعاف من عدد القتلى والجرحى الذين قتلوا في العمليات الصغرى لعلمتم حقيقة ما أقول وان بوش وإدارته لا يملكون الرغبة ولا الإرادة للخروج من العراق لأسبابهم الخاصة المشبوهة وعودا على ذي بدء أقول إن نتيجة الاستطلاع ترضي العقلاء وإن اعتراض بوش عليها مغلوط والواقع يشهد أن الحرب ضد امريكا وحلفائها لم تبق محصورة في العراق كما يزعم بل أصحبت العراق نقطة جذب وتجديد للطاقات المؤهلة ومن جهة أخرى استطاع المجاهدون بفضل الله ان يخترقوا جميع الإجراءات الأمنية التي تتخذها دول التحالف الظالمة مرة بعد اخرى والدليل على ذلك ما رايتم من تفجيرات في اهم عواصم الدول الاوروبية في هذا التحالف العدواني واما تاخر وقوع عمليات مشابهة في امريكا لم يكن بسبب تعذر اختراق اجراءاتكم الامنية فالعمليات تحت الاعداد وسترونها في عقر داركم حال الانتهاء منها باذن الله.
وبناء على ما تقدم يظهر بطلان مقولة بوش ولكن القول الذي تهرب منه ، وهو جوهر نتائج استطلاعات الرأي بسحب الجنود هو انه من الأفضل ان لا نقاتل المسلمين على ارضهم ولا يقاتلونا على أرضنا ولا مانع لدينا من اجابتكم الى هدنة طويلة الامد بشروط عادلة نفي بها فنحن امة حرم الله علينا الغدر والكذب لينعم في هذه الهدنة الطرفان بالأمن والاستقرار ولنبني العراق وأفغانستان اللتان دمرتهما الحرب ولا عيب في الحل لولا انه يحول دون انسياب مئات المليارات إلى أصحاب النفود وتجار الحروب في امريكا الذين دعموا حملة بوش الانتخابية بمليارات الدولارات ومن هنا نستطيع ان نفهم اصرار بوش وعصابته على استمرار الحرب فان صدقتم في ارادتكم للامن والصلح فها قد أجبناكم وان أبى بوش إلا مواصلة الكذب والبغي فمن المفيد ان تقرؤا كتاب الدولة المارقة الذي جاء في مقدمته :لوكنت رئيسا سأوقف العمليات ضد الولايات المتحدة. اولا ساقدم اعتذاري لكل الارامل والتيامي والاشخاص الذين تعرضوا للتعذيب وبعد ذلك ساعلن ان التدخل الامريكي في دول العالم قد انتهى وبشكل نهائي وختاما اقول لكم ان الحرب اما لنا واما لكم فان كانت الاولي فهي خسارتكم وخزيكم ابد الدهر وفي هذا الاتجاه بفضل الله تجرى الريح وان كانت الاخرى فأقراو التاريخ فاننا قوم لا ننام على الضيم ونطلب الثار مدى العمر ولن تذهب الايام والليالي حتى نثار كيوم الحادي عشر من سبتمر باذن الله ويظل ذهنكم مكدود وعيشكم منكودا ويصير الامر الى ما تكرهون واما نحن فليس عندنا ما نخسره والسابح في البحر لا يخشى المطر فقد احتللتم ارضنا واعتديتم على اعراضنا وكرامتنا وسفكتم دماءنا ونهبتم اموالنا وهدمتم دورنا وشردتمونا وعثتم بأمننا وسنعاملكم بالمثل .
لقد حاولتم ان تمنعونا الحياة الكريمة ولكن لن تستطيعوا ان تمنعونا من الموت الكريم فالقعود عن الجهاد المتعين في ديننا اثم مخوف وخير القتل عندنا ما كان تحت ظلال السيوف ولا تغرنكم قوتكم واسلحتكم الحديثة فهي تكسب بعض المعارك ولكنها تخسر الحرب والصبر والثبات خير منها والعبرة بالخواتيم ولقد صبرنا في قتال الاتحاد السوفييتي باسلحة بسيطة عشر سنين فاستنزفنا اقتصادهم فصاروا بفضل الله اثرا بعد عين و لكم في ذلك عبرة ولنصبرن في قتالكم باذن الله حتى يموت الأعجل منا ولن نفر من الكفاح حتى يفر السلاح
اقسمت لا اموت الا حرا وان وجدت الموت طعما مرا
اخاف ان اذل او اغرا
والسلام على من اتبع الهدى
المصدر: الجزيرة
الخميس 19/12/1426 هـ - الموافق19/1/2006 م الساعة 18:09 (مكة المكرمة)، 15:09 (غرينتش)
تعليق