قبل سنة تقريبا من الآن صدرت بعض المراسيم السلطانية بإجراء بعض التعديلات الوزارية باستبدال بعض الرؤوس التي طالب المجتمع بتغييرها آنذاك بعد أن ضاقت بتصرفاتها ذرعاً وبعد أن وصلت الأمور بالبلاد إلى حد لا يطاق ولا يمكن السكوت عليه ، وقد احتفل كثير من الشباب وقتها بتلك التغييرات ومنهم من أقام المآدب الخاصة بتلك المناسبة حيث غمرتهم نشوة فرحة التغيير بعد أن سقطت تلك الرؤوس التي لم يكن أحد يتوقع أن تزاح من مكانها بل وتوقع البعض بأنها ستحنط لتبقى على ذات الكراسي بذات المناصب الحكومية إذا مانتقلت الأرواح إلى بارئها ، ولكن كما يقول المثل المصري الشهير " يافرحه ماتمت " نعم لقد تغيرت الرؤوس وتغيرت الأسماء ولكن السياسات لم تتغير والتوجهات لم تتغير بل والإجراءات لم تتيسر والمصيبة الأكبر بأن الفساد المستشري في بعض المؤسسات مايزال موجوداً وبقوة ولا حاجة لذكر أمثلة هنا على ذلك فالمعروف لا يعرف ، وماتقدم معناه أن تلك الرؤوس استطاعت زرع أفكارها المسمومة في تلك الجهات من خلال الرؤوس الأدنى منها التي تربت على أيديها وتغذت من ذات الفكر وبرمجة على ذات التوجهات وهذه مصيبة وطامة كبرى لم ينتبه الكثير منا لها وقتها ، وكما يقال " التجربة خير برهان " والواقع العملي أثبت مانقول ، نعم فترة سنة كاملة ليست بكافية لإجراء إصلاح شامل في تلك المؤسسات ولكنها ليست بالقصيرة كذلك لنرى بداية حقيقية وتوجه حقيقي لإصلاح بعض الأمور " الواضحة جداً " الأمر الذي يعطي بدوره مؤشرات واقعية تدل على نية صادقة في إجراء إصلاح حقيقي ، أما أن تمر تلك السنة دون وجود شيء على أرض الواقع فهو بحد ذاته مؤشر خطير يجب الوقوف معه فنحن لسنا بمستعدين أن ننتظر عشرات السنين مرة أخرى لنجد أنفسنا بعدها نسير " كالسلحفاة " في العملية التطويرية والاصلاحية في الوقت الذي تتسابق فيه الدول للإنتهاء من البنى التحتية بها على أقل تقدير لا سيما مع وجود الموارد حالياً والتي هي قابلة للنضوب بكل تأكيد يوماً ما وعندها لا موارد ولا دخل ، وعليه فإنه لا مفر من استخدام " مشخل " عماني من النوع الأصلي يفضل أن يكون جديداً لشخل القيادات الموجودة في تلك المؤسسات تلك العقليات التي تربت على سياسات عقيمة التي يقول لسان حالها (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ( (( الزخرف 23 )) ، بحيث يتم تصفيتهم جميعاً وإتاحة الفرصة لدماء شبابية جديدة مطعمة بخبرة وثقافة على مستوى عال من التخصصية ، وحتى لا نظلم تلك الفئة التي خدمة الدولة – من وجهة نظرهم طبعا – لسنين طوال فقد يكون احالتهم الى التقاعد هو الحل المثالي ، فنحن بحاجة حقيقية وفعلية لدماء شابة لوضع سياسات الحكومة وأولوياتها خصوصا في ظل ماصدر من مجلس الوزراء مؤخرا من قرارات لا ترقى وتطلعات المواطن ، لا أقول بأنها سيئة ولكن أقول بأنها لا ترقى وتطلعاتنا ، فعمان بلد فيه خير ويستحق كل الخير ، عمان اسم مقدس في قلوبنا أكثر من أي شيء آخر ، فأعطوا الشباب الفرصة للمساهمة في تصويب الأمور ولنقل لتلك المجموعة التي خدمت " شكراً " أفسحوا لنا المجال فقد حان الوقت لنستلم الراية وقد حان الوقت لتستريحوا .
سعود الفارسي
12/2/2012م
http://saoodoman.blogspot.com/2012/02/blog-post_11.html
تعليق