إن الناظر لما فعلته التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة في حياتنا الاجتماعية ليدرك أن هذه الحياة البسيطة التي كانت تعج بكل ألوان الطيف الجميلة واللقاءات والحوارات العائلية الدافئة ،وجلسات التأمل الجميلة للطبيعة وما أبدعه الخالق فيها ، بدأ يخفت ضوءها شيئآ فشيئآ ـ لتصبح الحياة ذو لون واحد وطعم واحد ويصبح الانسان ( إنسا آلي ) نصفه إنسان ونصفه آلة ، وذلك لعدم مقدرة شريحة كبيرة من البشر على التحكم بالتكنولوجيا بالطريقة المثلى والمفيدة التي تمكنهم من الاستفادة منها بأقل سلبيات ممكنة ووصول الكثير إلى حالات الادمان الخطيرة التي كان من شأنها التأثير على حالتهم الصحية والنفسية والعائلية ، فقد حذر العديد من الاطباء الانسان بأنه يتعرض لخطر السمنة جراء جلوسه لساعات طويلة على شاشة الكمبيوتر ، وخطر الاصابة بنقص النظر ، كما إن الافراط في إستخدام الهاتف وخصوصآ بعد فتح العديد من الخدمات ، كالواتساب الذي بات يعد من أهم التقنيات التي تفشت في مجتمعنا العماني وأدت إلى حالات إدمان شديدة من قبل العديد عاملآ مهمآ يضاف لقائمة السلبيات العديدة للتكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة ،وقد أصبح من الملحوظ أن الحياة الاجتماعية والتواصل الاسري بين أفراد الاسرة الواحدة يتعرض لخطر الانعدام ذلك أن كل واحد من أفراد الاسرة وخصوصآ الطفل والمراهق بات منشغلآ إما بالتحدث مع أصدقائه على الواتساب أو الشات أو الفيس أو أنه يلعب على البليستيشن وغيرها ، وكان هذا سببآ في أن تحل العلاقات الاجتماعية الافتراضية من خلف شاشات الكمبيوتر أو الهاتف محل العلاقات الاجتماعية على أرض الواقع ، وهذا أدى بدوره إلى حالات فتور عديدة في التواصل الاجتماعي بين أفراد الاسرة الواحدة ، كما أنه بحسب آخر الاحصائيات الموثوقة والصادمة حقيقة ، أكثر من 70% من حالات الطلاق في بريطانيا هي بسبب الانترنت والفيس بوك ، حيث يقضي الزوج الساعات الطوال يتواصل مع الجنس الآخر ، وتقضي الزوجة كذلك وقتها في التواصل مع الرجال ، ويتطور الامر إلى الخيانة الزوجية ، وهذا بات ظاهرة متفشية في أوروبا وأيضآ في عالمنا العربي المتكتم للاسف الشديد !!! ، ولم يكتفي الامر عند هذا الحد بل أضحى الانسان المدمن ، بعيدآ عن الحياة الطبيعية حبيس غرفة واحدة ، وبدأ يتحول شيئآ فشيئآ إلى إنسان مبرمج ، فقد قدرته على التواصل مع الآخرين والطبيعة وبات مزعزع الثقة ، لايدري كيف يتعامل مع الانسان الآخر في العالم الحقيقي ، كون أن حرية الرأي والقدرة على الافصاح والثقة بالنفس تكون أكبر من خلف شاشات الكمبيوتر أو الهاتف ، وهذا بدوره دفع العديد إلى الهروب من العالم الحقيقي إلى العالم الالكتروني الذي لاحدود له ،،أما بالنسبة لاستغلال التكنولوجيا في إيذاء الآخرين فهذا أضحى أمرآ ملموسآ كإختراق حسابات الغير عن طريق الهاكرز وغيرها ، وتشويه سمعة الآخرين ، وحدوث سرقات للملكية الفكرية ، وتقديم معلومات كاذبة ، تصدقها شريحة كبيرة من البشر ، كل هذا يصب في مساؤئ التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة ، وبحسب تصريحات العديد من الخبراء فقد حذروا أن الانترنت ربما يساهم في قتل التفكير الايجابي والناقد ، كون أننا نكون متلقيين سلبيين في الغالب للكم الهائل من المعلومات التي نقرأها كل يوم على الانترنت ،كما أن هوية الفرد مهددة بالضياع والتشويش ، إذا لم يحسن الفرد إستغلال علاقاته مع الآخرين ومع الثقافات الاخرى التي يتواصل معها في شتى أنحاء العالم عن طريق الانترنت وغيره الاستغلال الايجابي بحيث يأخذ مايفيده من ثقافات الآخرين ويتجنب سلبياتها ، كل هذه السلبيات هي حقيقة جزء يسير من مساؤئ التكتولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة ، والسبب ليس في التكنولوجيا نفسها وإنما في عدم قدرة الانسان على التحكم بها التحكم الذي يفيده ويبعده عن مخاطرها ، ومن هنا ناشد العديد من الخبراء والعلماء الانسان ، أن يتوقف عن قتل نفسه تدريجيآ بسبب هذه الوسائل ، وهذا بالضبط الرسالة التي أريد إيصالها للجميع وأولهم أنا ، في ترشيد إستخدام التكنولوجيا ووسائل الاتصال ، بطريقة إيجابية أنفع ، وأرجوا أن لايأتي اليوم الذي نتحول فيه إلى ( الانسا آلي )
هل تعتقد أن التكنولوجيا ووسائل الاتصال ستدمر الانسان ؟
وكيف الخروج من كل هذه المشاكل التي نتجت بسببها برأيك ؟
إيمان الحوسني
هل تعتقد أن التكنولوجيا ووسائل الاتصال ستدمر الانسان ؟
وكيف الخروج من كل هذه المشاكل التي نتجت بسببها برأيك ؟
إيمان الحوسني
تعليق