ابتسمت بملئ فمها وأتبعتها برمش عينيها التي يملئها الغموض، فابتسمت بالفطرة دون قصد ، تجاهلت الموقف وكأن شيء ما كان ليكن،كوني لأول مرة ألمحها غبت لوهلة ومن ثم عدت لأنجز عملي ، رأيتها بالصدفة وكنت أترنم ببعض ابيات الشعر، فبدرت منها ابتسامة بريئة فما كان مني إلا أن أقابلها بالمثل.جاء الصباح، وهمومي ثقيلة كوننا تأخرنا عن أنجاز عمل المعرض إلا أن الهمة عالية والنشاط في أوجه، فرأيتها تعمل في المعرض مع بعض من خليلاتها واللاتي أعرفهن بحكم الدراسة ومشاركتهن لنا في تفعيل المجموعة ، علمت بعد ذلك أنها من كلية التربية وتفائلت بها خيرا ، كونها ستغدو يوما ما مربية للأجيال، فلمست يدها السحرية الخلاقة بالمعرض شدت أنتباهي ، فقصدت السير هناك لأرى بعض من الأبداع، كون الركن أفتتاحية المعرض ، والأنطباع الأول لدى الزائر يدوم ، فما كدت لأصل حتى رأيت في محياها البهي الطلعة ، أبتسامة لو رائها الناسك لفتكت به، فكيف بالعبد الضعيف مثلي الذي تحركه الغرائز الإنسانية إلا أن يبتسم ، لكن الحياء حال دون أن ابادر بالحديث وما كان لي أن أفعل ذلك.لن أطيل الحديث ولن أعرج بالتفاصيل كثيرا، بيد أن الأمر تكرر لأضعاف العشرات طيلة أربعة أيام ونصف اليوم، لكن الغريب على كثر الأبتسامات التي جمعتنا ، لم أكن لها أية مشاعر سواء كانت بالحب أو الكراهية وكأني أبتسم مع طفلة بريئة ، نعم طفلة بريئة يملئها المرح ولهذا تجد الأبتسامة لا تفارق محياها، وتجد كل من يلمح أبتسامتها يبادلها أبتسامة بالفطرة لا يشوبها شائبة.هكذا كان تصرفي ، أضحك ببراءة الطفولة لا غير، بيد أن الأمر أزعجها ، إلى أن تجرأت وطلبت الحديث معي ، تفاجأت من طلبها وارتبكت بعض الشيء كونها التجربة الأولى لي بالحديث مع أمرأة وجائت من دون سابق أنذار، هالني الأمر عندما ،نادتني بإسمي وكأنها تعرفني من قبل وسألتني عن عدة أمور تتعلق بالدراسة وكأنها تحفل بأمري، عجبت لجرئتها وأسلوبها الإفتتاحي ، إلا أن ما زاد الطين بلة أن تركني من أعزه ولا أدري أن كان يعزها ام لا أن تنفرد بي ، ولماذا؟ كي تسألني لما تضحك، سؤال متوقع ، فما كان جوابي إلا أن قلت، أضحك بالفطرة ولم أستطع تفسير المشاعر التي تجعلني أبادلك الإبتسامة لحد الآن، ثم سألتها نفس السؤال الذي يراودها، فأجابة قائلة في مامعنى الكلام أنها لا تريد أن تشعرني بالكآبة والحزن إلم تبتسم ، وكأنها تعي ما قاله الشاعر:أزعجني سؤلها لي وفي نفس الوقت أربكني، أن كانت أبتسامتي لها أستهانة بها والتشكيك بشرفها ومع من، من أصدقائي تكلمت عنها؟فقلت لها معاذ الله أن أبدي ذلك ولا أحد يشك في أخلاقك واحترامك، إلا كما أسلفت أنني ابتسمت بالفطرة لا أكثر ولا أقل.عندما أيقنت أني لا أحفل بما تفوهت به، وجلوسي بطريقة أعتبرتها أستهانة بها ، بدأت بالتهديد والوعيد، ساد الصمت بعد حديثها ولم أحفل بما قالت ، وظنت أني سأعتذر لها ، لكني لم أفعل ... ولن أفعل ........كون أبتسامتي بالفطرة وهي من أسائة الظن وهي من بادر بالإبتسامة .قررت الرحيل فقالت تتوسل الي بإلا أبتسم عنما أراها، حتى لا يشك الناس أنها قمة في الإحترام، فأجبتها سأتجنب حتى النظر إليك، تركتها وتركت في نفسي تساؤلات عن الإبتسامات التي تشاطرها لكل من لمحها عن قصد ودون قصد لم أبديها لها، حتى لا يتفاقم الوضع ويزداد سوءا، وعدت أشرح للزوار ولم تمض دقائق حتى جائت لتشرح في الركن المجاور لي، فابتسمت ..تجاهلت أمرها وفتحت كتابا كي أتجنب التفكير في ابتسامتها ، طويت دفتي الكتاب ، وهي تنظر الي تحاول أن تقول شيء ما، ولكني تجاهلتها وطويت صفحة سوداء في حياتي ....بيد أن تلك الإبتسامة مازلت تؤرقني وتبعث في نفسي تساؤلات ، يستعصي علي ان أجد لها جوابا شافيا..وماذا عساي أن أقول إلا كما قال شاعر المرأة:فلست أنا من يستغل صبية ليجعلها بين الناس أضحوكة تروىعلى رغم ماكان مني ...رغم كل سوابقيفمازال عندي أخلاق وشيء من التقوىوقد تعجبون لحد يومي هذا ، لم أعرف أسمها ........كما لم أعرف مغزى تبسمها...يارب أن لكل جرح ساحلا وان جراحاتي بغير سواحلكل المنافي لا تبرد وحشتيمادام منفاي الكبير بداخليمرت ثلة من الأيام على حوارنا الساخن ، حاولت جاهدا نفسي أن أنسى وأتناسى الموقف، لكني عجزت عن فعل ذلك ، فأصابني الأرق وأجهدت قواي حتى أصابتني حمى أتعبتني ، كنتيجة لقلة النوم، ففي كل ليلة أبعث بتساؤلات كيف للإبتسامة البريئة أن تسبب جرحا، وكيف لي أن أن أقاوم وجها ملائكيا ، كلما التفت صوبه قابلني بابتسامة! كيف ...وكيف والقائمة تطول........كما أن الحيرة تزداد ليلة بعد ليلة!
فماذا تعني ابتسامتها لكم........
لكم جزيل الشكر
ان الجما ل أذا اعتراه نقاب الحزن، منظره عجيب
فماذا تعني ابتسامتها لكم........
لكم جزيل الشكر
تعليق