لقد أتى ذلك اليوم الذي كانت تخشى من مجيئه ، دون أن يقرع لها الباب .. يسـتأذنها على الاقل لتحسن إستقباله ..
كم أصبحت تشمئز من كل تلك الترهات والسخافات التي تسمعها كل يوم ..
وتلك الوجوه التي قد عرفتها وأحبتها يومآ، لم تعد تميزها من بين الجمع ،،وجوه كثيرة ولكن بنسخة واحدة ..
كم أتعبها رؤية كل ذلك الظلم الذي يحدث أمام ناظريها ، وقومها صامتون
تموت هي وتحيا كل يوم .. ..
تمشي هي ، ولكنها لاتعلم إلى أين .. ولماذا ؟
لربما طعم غربة الذات اشد وطئآ عليها من غربة الوطن ....
كل ماتعرفه ...
أن هناك أخطاء جمة ، لابد من إصلاحها ..
أخطاء كثيرة، حمقات عديدة ، لايقبلها عقل ولاضمير
أرادت إصلاح الكون بصدق ، ولكنها تاهت في أحجياته الكثيرة ..
الآن ، اصبحت منهكة القوى، مصابة بحمى لاتزول .. أبدآ ..
تذكرت قول المتنبي حينما أنشد :
وزائرتي كأن بها حياءآ ، فليس تزور إلا في الظلام
بذلت لها المطارف والحشايا ، فعافتها وباتت في عظامي
كم كنت محقآ .. ابتسمت بصمت ..
مابك ؟ لما أنت شاردة الذهن ؟
لما لم تحضري محاضرتك اليوم ؟
لما لاتردين على رسائلي .؟
لما أنت شاحبة هكذا ؟
كل تلك الاسئلة ..تسمعها من هنا وهناك
وكانت الاجابة : كنت مريضة . وبداخلها تضحك بسخرية ، نعم أنا مريضة ياقوم ولكن مرضي ليس له دواء وعلاج ..
حاولت التهرب منهم ومن نظراتهم ,وأسألتهم التي لاتنتهي .. ففي كل مرة كانت بارعة في تغيير الموضوع لمصلحتها ...
تذكرت مجددآ قول المتنبي : إن القتيل مضرجا بدموعه مثل القتيل مضرجا بدمائه، فشعرت برغبة عارمة على البكاء .
إنها لم تعد تعرف شيئآ وبكل بساطة .. لربما هو وهم كبير، من يعلم !!
رن هاتفها فجاة وهي تحاول أن تغمض عينيها وسط هذا الكم الهائل من الافكار ..
ماهذا ؟.
رسالة من أحد الزميلات .
اريد رقمك الجامعي حالآ .
لماذا ؟
أريد أن أرسل إليك شيئآ ..
أرسلته دون إكتراث .
وفي الليل ، فتحت إيميلها الجامعي
لتجد هذه الكلمات .. التي صدمتها حقآ .. وحدها تلك الفتاة . من استطاعت تشخيص حالتها بدقة .. لم تكن تعرف أن هناك من يشاطرها نفس الهموم ..
لن أصلح الكون : مقال أعجبني قرأته ذات مرة وعاودت قراءته تكرارا ليقيني أنني لن أصلح الكون ...
دائما تمتلكنا الحاجة والرغبة في الإصلاح ، نرى صنوف المشاكل والمعضلات في نواحي الحياة المختلفة ، نسير ونعمل ونتعامل في منظومة معينة ونرى ما تحمله تلك المنظومة من خلل واضح يجعل الحياة أشبه بالسكون وبالهدوء ولا تتعدى البساطة أحيانا ، وأحيانا أخرى تصل إلى مرحلة من التعقيد تدفعنا إلى الرغبة في الخروج من إطار تلك المنظومة ، يتبادر في ذهننا حينها أنه لابد من الإصلاح ، فنسعى إليه بكل الطرق ، قد تختلط حينها علينا الوسائل والأدوات بالأهداف والغايات ، ولا يتعدى دورنا أبعد من أن نشكو من الواقع ، فندرك حينها أن الإصلاح لا يكون بالشكوى بل بالبحث عن الحقائق ، البحث عن الحقائق و الأحداث المنطقية لا البحث عن منطقة لآرائنا وتصوراتنا ، فنغوص بعيدا في بحر يضرب بنا كل حين على جهة ، نبحث عن تلك الحقيقة ، لكن ما نصدّق وما نكذّب؟! وكيف ندري أن تلك حقيقة أم كذب؟! وما زال البحر يقاذفنا على نواحيه ، فنصل إلى مرحلة لا نعدْ فيها قادرين على فهم كل تلك الحقائق ، ويمتلكنا شعور بالخوف مما أكسبتنا إياه ومما غيرته فينا من قناعات وأفكار ، فكيف السبيل ؟!
السبيل كما رأيت أن نبحر بهدوء وأناة حاملين أفكارنا التي بنيناها بوعي وإدراك لمدى صحتها لا التي بنيناها بناء على رغباتنا وحاجاتنا ، بنيناها بعد تحليل وتفتيت وتعرية لنستخلص الفكرة الدقيقة الواضحة ، وقبل ذلك علينا أن نعي أين نريد الوصول ؟ وإلى أي جهة نحمل تلك الأفكار؟ وهل نحملها مبعثرة أم ندرك كل فكرة ومؤداها ؟! وهل نسمح للغوغائيين بهدم ما بنينا من أفكار؟!
علّنا نكون قادرين بعدها على سبر الواقع والأفكار وإيجاد الحلول
عند تلك الرسالة ، توقفت ، وقررت أن تبدأ من جديد ، بنفس جديدة قبل كون جديد .........الجرح العربي
كم أصبحت تشمئز من كل تلك الترهات والسخافات التي تسمعها كل يوم ..
وتلك الوجوه التي قد عرفتها وأحبتها يومآ، لم تعد تميزها من بين الجمع ،،وجوه كثيرة ولكن بنسخة واحدة ..
كم أتعبها رؤية كل ذلك الظلم الذي يحدث أمام ناظريها ، وقومها صامتون
تموت هي وتحيا كل يوم .. ..
تمشي هي ، ولكنها لاتعلم إلى أين .. ولماذا ؟
لربما طعم غربة الذات اشد وطئآ عليها من غربة الوطن ....
كل ماتعرفه ...
أن هناك أخطاء جمة ، لابد من إصلاحها ..
أخطاء كثيرة، حمقات عديدة ، لايقبلها عقل ولاضمير
أرادت إصلاح الكون بصدق ، ولكنها تاهت في أحجياته الكثيرة ..
الآن ، اصبحت منهكة القوى، مصابة بحمى لاتزول .. أبدآ ..
تذكرت قول المتنبي حينما أنشد :
وزائرتي كأن بها حياءآ ، فليس تزور إلا في الظلام
بذلت لها المطارف والحشايا ، فعافتها وباتت في عظامي
كم كنت محقآ .. ابتسمت بصمت ..
مابك ؟ لما أنت شاردة الذهن ؟
لما لم تحضري محاضرتك اليوم ؟
لما لاتردين على رسائلي .؟
لما أنت شاحبة هكذا ؟
كل تلك الاسئلة ..تسمعها من هنا وهناك
وكانت الاجابة : كنت مريضة . وبداخلها تضحك بسخرية ، نعم أنا مريضة ياقوم ولكن مرضي ليس له دواء وعلاج ..
حاولت التهرب منهم ومن نظراتهم ,وأسألتهم التي لاتنتهي .. ففي كل مرة كانت بارعة في تغيير الموضوع لمصلحتها ...
تذكرت مجددآ قول المتنبي : إن القتيل مضرجا بدموعه مثل القتيل مضرجا بدمائه، فشعرت برغبة عارمة على البكاء .
إنها لم تعد تعرف شيئآ وبكل بساطة .. لربما هو وهم كبير، من يعلم !!
رن هاتفها فجاة وهي تحاول أن تغمض عينيها وسط هذا الكم الهائل من الافكار ..
ماهذا ؟.
رسالة من أحد الزميلات .
اريد رقمك الجامعي حالآ .
لماذا ؟
أريد أن أرسل إليك شيئآ ..
أرسلته دون إكتراث .
وفي الليل ، فتحت إيميلها الجامعي
لتجد هذه الكلمات .. التي صدمتها حقآ .. وحدها تلك الفتاة . من استطاعت تشخيص حالتها بدقة .. لم تكن تعرف أن هناك من يشاطرها نفس الهموم ..
لن أصلح الكون : مقال أعجبني قرأته ذات مرة وعاودت قراءته تكرارا ليقيني أنني لن أصلح الكون ...
دائما تمتلكنا الحاجة والرغبة في الإصلاح ، نرى صنوف المشاكل والمعضلات في نواحي الحياة المختلفة ، نسير ونعمل ونتعامل في منظومة معينة ونرى ما تحمله تلك المنظومة من خلل واضح يجعل الحياة أشبه بالسكون وبالهدوء ولا تتعدى البساطة أحيانا ، وأحيانا أخرى تصل إلى مرحلة من التعقيد تدفعنا إلى الرغبة في الخروج من إطار تلك المنظومة ، يتبادر في ذهننا حينها أنه لابد من الإصلاح ، فنسعى إليه بكل الطرق ، قد تختلط حينها علينا الوسائل والأدوات بالأهداف والغايات ، ولا يتعدى دورنا أبعد من أن نشكو من الواقع ، فندرك حينها أن الإصلاح لا يكون بالشكوى بل بالبحث عن الحقائق ، البحث عن الحقائق و الأحداث المنطقية لا البحث عن منطقة لآرائنا وتصوراتنا ، فنغوص بعيدا في بحر يضرب بنا كل حين على جهة ، نبحث عن تلك الحقيقة ، لكن ما نصدّق وما نكذّب؟! وكيف ندري أن تلك حقيقة أم كذب؟! وما زال البحر يقاذفنا على نواحيه ، فنصل إلى مرحلة لا نعدْ فيها قادرين على فهم كل تلك الحقائق ، ويمتلكنا شعور بالخوف مما أكسبتنا إياه ومما غيرته فينا من قناعات وأفكار ، فكيف السبيل ؟!
السبيل كما رأيت أن نبحر بهدوء وأناة حاملين أفكارنا التي بنيناها بوعي وإدراك لمدى صحتها لا التي بنيناها بناء على رغباتنا وحاجاتنا ، بنيناها بعد تحليل وتفتيت وتعرية لنستخلص الفكرة الدقيقة الواضحة ، وقبل ذلك علينا أن نعي أين نريد الوصول ؟ وإلى أي جهة نحمل تلك الأفكار؟ وهل نحملها مبعثرة أم ندرك كل فكرة ومؤداها ؟! وهل نسمح للغوغائيين بهدم ما بنينا من أفكار؟!
علّنا نكون قادرين بعدها على سبر الواقع والأفكار وإيجاد الحلول
عند تلك الرسالة ، توقفت ، وقررت أن تبدأ من جديد ، بنفس جديدة قبل كون جديد .........الجرح العربي
تعليق