----------------------------------------------------------
قراءة شخصية، وأضواء على محاكمة صدام وأعوانه ( 2 )
----------------------------------------------------------
الموضوع / إفادة برزان إبراهيم التكريتي في المحكمة ؛
إستكمالاً للمقال الأول، أود الإتيان الى القسم الأشد حرارة من المحاكمة التي تجري في بغداد للمجرم / صدام وسبعة من أعوانه، بعد أن هلك بعض منهم قبل إستكمال المحاكمات غير مأسوف عليهم، فإلى جهنم وبئس المصير.
في الجلسة / السابعة عشرة من جلسات المحاكمة، كان في إفادة برزان وهو الأخ غير الشقيق لصدام، والذي حاول الظهور برجل دبلوماسي مسالم وبعيد كل البعد عن الحكم في بغداد. رغم كونه يشغل مدير جهاز المخابرات السابق والمكلف بأمن وحراسة صدام.
وبالطبع من الحمق السياسي والسطحية وضحالة مستوى التفيكر أن تصدق أقواله في إفادته لعدة أسباب:
- من بضع نقاط قلائل يمكن الإستنتاج السليم لحقيقة ما يقول، فمن خلال ( خطابه السياسي ) والبعيد عن جو المحكمة تماماً وتوسيع دائرة القضية..
وردت عدة نقاط أود تسليط الضوء عليها وأترك للقاري الكريم المحايد الخروج بتصوراته وما يراه.
تكلم عن ( إنجازات صدام وإعطاء حقوق الأكراد في شمال العراق ).
وجوابي على هذا الأفـــّاق ( برزان التكريتي )
- لم تكن انجازاتٍ، بل كان مفروضاً من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وهما قداة قوات التحالف التيأخرجت ودمرت قواته من بعد غزو الكويت. على صدام الجلوس الى مائدة التفاوض مع جلال الطالباني ومسعود البارزاني في بغداد، واعطاء كل ما يطالب به الأكراد في اقامة ملاذ آمن للأكراد ( Safe Heaven )، فأي إنجازات هذه التي يتكلم عنها المخبول برزان..؟!
ولمن كان بلا ذاكرة..
فليعد الى ذكرة التأريخ وأرشيفه، ألم تكن خيمة ( صفوان - 3 مارس 1991 ) على الحدود العراقية التي جمعت ممثل عن جيش صدام ( الفريق - هاشم سلطان ) والجنرال ( شوارسكوف ) ممثلاً عن جيوش التحالف وبحضور ممثلاً عن وكالة المخابرات المركزية الـ ,CIA وبحضور الأمير السعودي خالد بن سلطان في تلك الإتفاقية والتي جاء فيها استسلاماً مذلاً ومهينا لجيش صدام وقيادته في الحرب والتي بالتالي أعطت فرصة الحياة من جديد للزمرة الحاكمة في بغداد آنذاك. بعد أن تم تدمير القسم الأكبر من الجيش العراقي بعد عمليات ( عاصفة الصحراء - Desert Storm لتحرير الكويت في العام 1991 )
وكان من وراءها فرض نظام الحظر الجوي على الطيران العراقي
(No Fligh Zone ) ما بين خطي العرض 32 - و - 33 شمالاً واستمرت طلعات جوية ( التحليق البريطاني والأميركي ) للمراقبة الجوية ولحماية مناطق الأكراد ، ونعلم بذلك جيداً، ولم تزل ذاكرتنا بخير..!
فأي حقوق أعطاها للأكراد ( صدامه ) المزعوم..؟!
ولكنه يعمل بالكذب على أصحاب العقول الصغيرة والافق الضيق.. وهذا ما يقامر عليه صدام وأتباعه.
ومما قاله ( برزان ) أيضاً وهو مما ورد في تلك الجلسة ؛
قوله ( مثــّـل طموحات الشعب العربي، وملك قلوب وعقول الكثيرين... ) ويعني بذلك صدام.
وأقـــــــــــول:
تعساً لتلك الطموحات التي يمثلها مجرم متمرس أصله لقيط - لا يعرف إسم أبيه - وكان يبيع جسده في كراج النهضة - بغداد الى بعض المنحرفين - الشاذين جنسياً ( اللوطيين ) مقابل ( درهم ) وهو مبلغ 50 فلس عراقي - أي - جزء من عشرين من الدينار العراقي. ولكنه كان يعادل لديه ثروة في فترة الخمسينات.
وأما في مقال برزان ( ملك قلوب وعقول الكثيرين )..
فأرى بأن الحق معه..
فلقد أغوى الشيطان الرجيم أكثر من هذا العدد من قبل.. وكان يتحدى بذلك إرادة الرحمان وطريق هدايته، كما ورد في الآية الكريمة:
( لاَغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ )
صدق الله العظيم. سورة ص (3)
فقلوب وعقول لا يملأها ( ذكر الله والإيمان بعقيدته ) لابد وأن تمتليء بما يمليه صدام إبن الشيطان شقي بغداد.
واني على يقين من إن ( برزان ) في إفادته كان يحاول خلط الأوراق ومغالطة الحقيقة بصلف كبير، وان في توجيه الخطاب هذا ليس للعراقيين أبداً..
فالعراقيين أكثر وعياً، ولا تنطلي عليهم هذه الألاعيب الهزيلة والتلاعب بالمفردات الطنانة، وإنما كان خطابه الهزيل موجهاً للأشقاء العرب المتابعين لجسات المحاكمة وهم من المتعاطفين المخدوعين العرب، نعم من ( المخدوعين العرب ) ومغفلي السياسة وقصيري النظر، ومن أنصار هذه الزمرة الباغية، والى الذين إختلط عليهم أمر محاكمة صدام على جرائمه بحق الشعب العراقي وما بين الإحتلال العسكري الأميركي للعراق ومعادات السياسة الأميركية في الشارع العربي في محاولة أخيرة ويائسة لكسب التعاطف باسم العروبة والدين المزيف...
وهذا ما يحاول ازلام صدام التركيز عليه من أجل الحصول على التعاطف الشعبي من خارج العراق بغية قدوم ( محاربين جدد ) وتنفيذ أعمال بما تسمى بالمقاومة وقد شاهدنا بعضها، كما تم إلقاء القبض على بعض ( المجرمين ) في العراق. وعلى كمية من الأسلحة والسيارات، بالاضافة الى العثور على سلاح كان يحمل الختم والرقم العسكري لجيش ( عربي شقيق ) تم عرضه في التلفزيون العراقي سابقاً.
وللمقــال تتمــة...
تعليق