جرجيرخان!!
كان ياما كان في حديث الزمان ، كانت هنالك أسرة متواضعة تعيش بإحدى الدول المريخية ، رزقت هذه الأسرة بطفل أسموه " جرجير خان " ، كان جرجير خان طفلا عاديا جدا ، بل عُد فاشلا في دراسته ، " ويادوب " صاحبنا جرجير خان إستطاع إكمال مرحلة الدبلوم المهني في أحد التخصصات العلمية وبدرجة " مقبول " .
مضت الأيام وجرجير خان يبحث عن عمل ، وفي الأخير لم يجد أمامه سوى أن يعمل " ببسطة " بأحد الأسواق المتواضعة ، يبيع الملابس الرخيصة وبعض البضائع المقلدة ، وأعتاد جرجير خان على لف مايبيع من بضاعة في ورق الجرائد المستعلمة ، وفي ذات يوم وبينما كان يجمع الصحف المستعملة إذا بعينه تقع على إعلان في جريدة بلدهم " المريخية " مفاده " وظيفة شاغرة بإحدى الدول العربية الخليجية ، ولا داعي هنا لذكر اسم الدولة خصوصا وأن هذه القصة من نسج " الخيال " ، وضع تحت كلمة الخيال ألف خط ، عموما كان مفاد الإعلان كما سبق القول " وظيفة شاغرة بإحدى الدول العربية الخليجية ، مطلوب بروفيسور للعمل بإحدى الكليات العلمية " ، ونظرا لكون أن العقيدة المترسخة لدى الكثير من مسؤولي تلك البلد بأن المواطن " مامال شغل " وأنه " مايفهم " وأنه من المستحيل أن تجد من بين كل تلك الملايين من المواطنين شخص " عبقري " فإن مفاد تلك العقيدة أصبح أن كل إبن غير مواطنة هو " خبير " و " نابغة " ، وماعليه سوى أن يحسن إرتداء البدلة وربطة العنق لتكون أموره " في الروب " على حد تعبير الشباب الفاشل اللي " مامال شغل " ذلك الشباب الذي " ليس أهلا للثقة " ، وفعلا فأولائك المسؤولين لديهم حق فيما يعتقدون ، خصوصا وأن الشباب من أبناء جلدتهم لم يقبلوا في يوم من الأيام أن يعملوا في الوظائف البسيطة أبدا ، فهم لم يعملوا بمحطات البنزين براتب لا بتجاوز (120 ) فرانكا عربيا ، وهم لم يعملوا بمهنة قيادة " التناكر " أبدا ، بل أني علمت أن بعضهم لم يكتفي باللعب بالأجهزة اللوحية والكمبيوترات بأماكن العمل بل أنهم أصبحوا يحضرون "البلاي ستشين فور والاكس بوكس " في أماكن العمل !! وبناتهم لم يقبلن العمل في مهنة محاسبات في المحلات التجارية كمحلات الصدف مقابل أجر زهيد مخالطات لعمال أجانب إلى ساعات متأخرة من الليل " أبدا " ، فشباب كهؤلاء إعتادوا " التشرط " كحال بقية أقرانهم هل من الممكن أن يكونوا يوما محلا للثقة !! لا أبدا بالطبع ، وبالتالي ومن الطبيعي فإنه من المستحيل أن تجد واحدا من بين مواطني تلك الدولة يصلح لوظيفة صاروخية كتلك .
عذرا فقد " شطحت " بعيدا عن جرجير خان الخارق ، عموما بعد أن رأى جرجير خان الإعلان ، وكأن بريقا من ذهب صدر من عينيه ، فتوجه مباشرة إلى أحد المتخصصين من المشهورين والمشهود لهم في إتقان تزوير الشهادات العلمية ، طالبا منه تزويده بكل الشهادات اللازمة التي من شأنها أن تضمن حصوله على منصب " البروفيسور " ، وبمقابل روبيات مروخية بسيطة حصل جرجير خان على الشهادات المطلوبة ، وتقدم بها فعلا عله يحصل على الوظيفة . وماهي إلا أيام قليلة وتأتي لبطل قصتنا مكالمة هاتفية :
ترررن ترررن ترررن ترررن
جرجير خان : hello
الطرف الثاني : .. hello.. May I talk to Professor Jarjeer please?
جرجير : yes ,, it’s me
الطرف الثاني : congratulation , you have been chosen to be as a professor in our college
جرجير : oh .. Thanks
وأستمر الحديث بين مستر جرجير خان والطرف الثاني فترة من الزمن حتى تم الاتفاق بينهما على جميع التفاصيل الخاصة بالوظيفة الجديدة التي حصل عليها للتو مستر جرجير بذكاء أقل من عادي ، فلو كانت الجهة التي قد قبلته للتو طلبت التحقق فقط من شهادات جرجير لعلمت أن جميعها مزورة .
رجع " البروفيسور " جرجير خان إلى عائلته مبشرا إياهم بوظيفته الجديدة و " بسحارة " الفلوس التي فتحت له من حيث لا يعلم .
بعد يومين ، سافر البروفيسور جرجير خان إلى تلك الدولة لاستلام عمله الجديد ، وعند وصوله تفاجأ بأن الإدارة قد قررت تعيينه عميدا للكلية نظرا لتلك المؤهلات المكوكية التي يمتلكها ، فرح طبعا البروفيسور بكل هذا التحول غير " الدراماتيكي " في حياته ، وباشر وظيفته كعميد للكلية ومدرسا للطلبة في ذات الوقت ، ورغم كثرة الشكاوى الصادرة من قبل الطلبة بأن لغة جرجير خان الانجليزية سيئة للغاية وأنهم لا يفقهون شيئا مما يقول إلا أن كل تلك الشكاوى كانت تلاقى بعدم إهتمام أو إكتراث من قبل رجال الإدارة قائلين " ومن هم الطلبة حتى يقيمون رجل بخبرة وعلم البروفيسور جرجير خان !!" يارباااااه !! خنقني التعبير !!
إستمر جرجير خان في عمله بتلك الكلية بما يقارب ثلاث سنوات وهو يستلم راتب يجاوز مقداره الثلاثة آلاف فرانك دون أن يرف له جفن ، كانت جهات العمل تشتكي من مستوى مخرجات تلك الكلية فكثير من الطلبة ممن تخرجوا بإمتياز لا يفقهون أساسيات المواد التي يدرسها البروفيسور الفلته ، وطبعا إدارة الكلية كعادة الكثير من شبيهاتها " أذن من طين وأخرى من عجين " ، فلم تحرك ساكنا ، وأستمر الحال إلى أن شاهد البروفيسور جرجير إعلانا في إحدى الصحف المحلية عن وظيفة أفضل وبراتب مغرٍ جدا ، فبرقت عينا صاحبنا من جديد ، وكما يقول الشهري في برنامجه " ألوف وحروف " الطمع شين ، فقد تقدم البروفيسور لتلك الوظيفة الجديدة ، وطبعا ولكونه ممن يجيدون إرتداء البدلة وربطة العنق ، وممن يجيدون نطق كلمة “well” بأسلوب مفخم ، فقد تم قبوله للوظيفة الجديدة ، وتم إبلاغه بذلك ،فطار فرحا بهذا الخبر السعيد ، واقام حفلا بهذه المناسبة لأصدقائه من ذات جنسيته في مطعم منزل المشاوي ، وقضوا ليلة ممتعة ولا أروع .
قبل أن يباشر البروفيسور جرجير خان وظيفته الجديدة قامت الجهة الرسمية بمخاطبة الجامعة التي تخرج منها بطل قصتنا حسبما هو واضح بشهاداته ومؤهلاته ، ليكون رد الجامعة على تلك الجهة كالآتي " بالإشارة إلى خطابكم رقم .. بتاريخ ... بشأن التحقق من شهادات البروفيسور جرجير خان كومار راجو ، نفيدكم بأن جميع الشهادات المرفقة بكتابكم المشار إليه غير صحيحة وإنه يحمل شهادة دبلوم مهني فقط في التخصص الفلاني " ، هنا طبعا تم ابلاغ البروفيسور جرجير بأن شهاداته مزوره وبأنه غير مستوف لشروط الوظيفة ، عليه فإن طلبه مرفوض .
هنا ، أجد العبرة تخنقني وأحس بأني سأجهش بالبكاء ، خصوصا وأن الصحف المحلية أعلنت قبل أسابيع قليلة عن إكتشاف عدد كبير جدا من الشهادات المزورة ، الكثير من أصحابها يعملون بوظائف عليا ، بل أن من بينهم أطباء ومهندسين – على حد علمي - ، وماطرحت هذا الفلم " الهندي " إلا لحيرتي وعجزي عن الرد على كثير من التساؤلات التي ترفرف في أنحاء مخيلتي ، والتي من أهمها :
1-من هي الجهة المختصة بالتحقق من شهادات الأجانب الذين لا يقبلون للعمل كسائق سيارة للخضرة في بلادهم ويأتون لبلادنا ويعملون كأطباء ومهندسين بل وعمداء ومدراء يترئسون عمانيين يحملون شهادات عليا ؟!
2-أين كانت هذه الجهة قبل أن تقع الكارثة ؟
3-كم العدد الحقيقي ياترى لحاملي الشهادات المزورة الذين قد يمارسون الآن – في هذه اللحظة - عملا يتعلق بصحة الإنسان أو حياته ؟
4- من يتحمل نسبة الخسائر في الأرواح والأموال بل ومستوى المخرجات التي تتلمذت على أيدي مثل هؤلاء ؟
5- هل تم بالفعل التقصي والبحث في خلفيات موضوع كهذا ؟ وهل تمت معاقبة المقصر عن قصد أو دون قصد ؟
6-أولا تلاحظون أن البشر من هذه الجنسية المريخية بالذات يتفننون في الإساءة لنا ولبلادنا ؟! ما الذي أوصلهم لهذا الحد ؟ وهل ستظل الجهات المختصة واقفة مكانها تجاه كل ذلك ؟
7- وهو أهم الأسئلة ، متى سنتخلص من عقدة " الخواجة " في بلادنا ؟ كفاية الله يرحم والديكم ، ترى ليس كل من أتقن طريقة لبس البدلة وربطة العنق وعرف كيف ينطق “well” هو خبير بالفطرة ، وليس بالضرورة أن كل عماني " مامال شغل " ولعاب ومايعرف يشتغل ! ماهو ذنبا يعني أننا ولدنا لا نتقن إرتداء إلا " الوزار والفانيلة " بدلا من البدلة وربطة العنق! وماذنب شاباتنا أنهن ولدن متعففات محتشمات لا يرتضين أن يلبسن ملابس فاضحة أو شفافة كما تفعل غيرهن !! كفاية إرحمونا !!
ملاحظة : كل الأسماء الواردة بالقصة هي من نسج خيال الكاتب ، ولا تتحمل إدارة مدونة " عماني..حالم" أية مسؤولية عما ورد بها من حيثيات، مع إن الكاتب هو صاحب المدونة .. وشكرا.
سعود الفارسي
12/9/2013م
كان ياما كان في حديث الزمان ، كانت هنالك أسرة متواضعة تعيش بإحدى الدول المريخية ، رزقت هذه الأسرة بطفل أسموه " جرجير خان " ، كان جرجير خان طفلا عاديا جدا ، بل عُد فاشلا في دراسته ، " ويادوب " صاحبنا جرجير خان إستطاع إكمال مرحلة الدبلوم المهني في أحد التخصصات العلمية وبدرجة " مقبول " .
مضت الأيام وجرجير خان يبحث عن عمل ، وفي الأخير لم يجد أمامه سوى أن يعمل " ببسطة " بأحد الأسواق المتواضعة ، يبيع الملابس الرخيصة وبعض البضائع المقلدة ، وأعتاد جرجير خان على لف مايبيع من بضاعة في ورق الجرائد المستعلمة ، وفي ذات يوم وبينما كان يجمع الصحف المستعملة إذا بعينه تقع على إعلان في جريدة بلدهم " المريخية " مفاده " وظيفة شاغرة بإحدى الدول العربية الخليجية ، ولا داعي هنا لذكر اسم الدولة خصوصا وأن هذه القصة من نسج " الخيال " ، وضع تحت كلمة الخيال ألف خط ، عموما كان مفاد الإعلان كما سبق القول " وظيفة شاغرة بإحدى الدول العربية الخليجية ، مطلوب بروفيسور للعمل بإحدى الكليات العلمية " ، ونظرا لكون أن العقيدة المترسخة لدى الكثير من مسؤولي تلك البلد بأن المواطن " مامال شغل " وأنه " مايفهم " وأنه من المستحيل أن تجد من بين كل تلك الملايين من المواطنين شخص " عبقري " فإن مفاد تلك العقيدة أصبح أن كل إبن غير مواطنة هو " خبير " و " نابغة " ، وماعليه سوى أن يحسن إرتداء البدلة وربطة العنق لتكون أموره " في الروب " على حد تعبير الشباب الفاشل اللي " مامال شغل " ذلك الشباب الذي " ليس أهلا للثقة " ، وفعلا فأولائك المسؤولين لديهم حق فيما يعتقدون ، خصوصا وأن الشباب من أبناء جلدتهم لم يقبلوا في يوم من الأيام أن يعملوا في الوظائف البسيطة أبدا ، فهم لم يعملوا بمحطات البنزين براتب لا بتجاوز (120 ) فرانكا عربيا ، وهم لم يعملوا بمهنة قيادة " التناكر " أبدا ، بل أني علمت أن بعضهم لم يكتفي باللعب بالأجهزة اللوحية والكمبيوترات بأماكن العمل بل أنهم أصبحوا يحضرون "البلاي ستشين فور والاكس بوكس " في أماكن العمل !! وبناتهم لم يقبلن العمل في مهنة محاسبات في المحلات التجارية كمحلات الصدف مقابل أجر زهيد مخالطات لعمال أجانب إلى ساعات متأخرة من الليل " أبدا " ، فشباب كهؤلاء إعتادوا " التشرط " كحال بقية أقرانهم هل من الممكن أن يكونوا يوما محلا للثقة !! لا أبدا بالطبع ، وبالتالي ومن الطبيعي فإنه من المستحيل أن تجد واحدا من بين مواطني تلك الدولة يصلح لوظيفة صاروخية كتلك .
عذرا فقد " شطحت " بعيدا عن جرجير خان الخارق ، عموما بعد أن رأى جرجير خان الإعلان ، وكأن بريقا من ذهب صدر من عينيه ، فتوجه مباشرة إلى أحد المتخصصين من المشهورين والمشهود لهم في إتقان تزوير الشهادات العلمية ، طالبا منه تزويده بكل الشهادات اللازمة التي من شأنها أن تضمن حصوله على منصب " البروفيسور " ، وبمقابل روبيات مروخية بسيطة حصل جرجير خان على الشهادات المطلوبة ، وتقدم بها فعلا عله يحصل على الوظيفة . وماهي إلا أيام قليلة وتأتي لبطل قصتنا مكالمة هاتفية :
ترررن ترررن ترررن ترررن
جرجير خان : hello
الطرف الثاني : .. hello.. May I talk to Professor Jarjeer please?
جرجير : yes ,, it’s me
الطرف الثاني : congratulation , you have been chosen to be as a professor in our college
جرجير : oh .. Thanks
وأستمر الحديث بين مستر جرجير خان والطرف الثاني فترة من الزمن حتى تم الاتفاق بينهما على جميع التفاصيل الخاصة بالوظيفة الجديدة التي حصل عليها للتو مستر جرجير بذكاء أقل من عادي ، فلو كانت الجهة التي قد قبلته للتو طلبت التحقق فقط من شهادات جرجير لعلمت أن جميعها مزورة .
رجع " البروفيسور " جرجير خان إلى عائلته مبشرا إياهم بوظيفته الجديدة و " بسحارة " الفلوس التي فتحت له من حيث لا يعلم .
بعد يومين ، سافر البروفيسور جرجير خان إلى تلك الدولة لاستلام عمله الجديد ، وعند وصوله تفاجأ بأن الإدارة قد قررت تعيينه عميدا للكلية نظرا لتلك المؤهلات المكوكية التي يمتلكها ، فرح طبعا البروفيسور بكل هذا التحول غير " الدراماتيكي " في حياته ، وباشر وظيفته كعميد للكلية ومدرسا للطلبة في ذات الوقت ، ورغم كثرة الشكاوى الصادرة من قبل الطلبة بأن لغة جرجير خان الانجليزية سيئة للغاية وأنهم لا يفقهون شيئا مما يقول إلا أن كل تلك الشكاوى كانت تلاقى بعدم إهتمام أو إكتراث من قبل رجال الإدارة قائلين " ومن هم الطلبة حتى يقيمون رجل بخبرة وعلم البروفيسور جرجير خان !!" يارباااااه !! خنقني التعبير !!
إستمر جرجير خان في عمله بتلك الكلية بما يقارب ثلاث سنوات وهو يستلم راتب يجاوز مقداره الثلاثة آلاف فرانك دون أن يرف له جفن ، كانت جهات العمل تشتكي من مستوى مخرجات تلك الكلية فكثير من الطلبة ممن تخرجوا بإمتياز لا يفقهون أساسيات المواد التي يدرسها البروفيسور الفلته ، وطبعا إدارة الكلية كعادة الكثير من شبيهاتها " أذن من طين وأخرى من عجين " ، فلم تحرك ساكنا ، وأستمر الحال إلى أن شاهد البروفيسور جرجير إعلانا في إحدى الصحف المحلية عن وظيفة أفضل وبراتب مغرٍ جدا ، فبرقت عينا صاحبنا من جديد ، وكما يقول الشهري في برنامجه " ألوف وحروف " الطمع شين ، فقد تقدم البروفيسور لتلك الوظيفة الجديدة ، وطبعا ولكونه ممن يجيدون إرتداء البدلة وربطة العنق ، وممن يجيدون نطق كلمة “well” بأسلوب مفخم ، فقد تم قبوله للوظيفة الجديدة ، وتم إبلاغه بذلك ،فطار فرحا بهذا الخبر السعيد ، واقام حفلا بهذه المناسبة لأصدقائه من ذات جنسيته في مطعم منزل المشاوي ، وقضوا ليلة ممتعة ولا أروع .
قبل أن يباشر البروفيسور جرجير خان وظيفته الجديدة قامت الجهة الرسمية بمخاطبة الجامعة التي تخرج منها بطل قصتنا حسبما هو واضح بشهاداته ومؤهلاته ، ليكون رد الجامعة على تلك الجهة كالآتي " بالإشارة إلى خطابكم رقم .. بتاريخ ... بشأن التحقق من شهادات البروفيسور جرجير خان كومار راجو ، نفيدكم بأن جميع الشهادات المرفقة بكتابكم المشار إليه غير صحيحة وإنه يحمل شهادة دبلوم مهني فقط في التخصص الفلاني " ، هنا طبعا تم ابلاغ البروفيسور جرجير بأن شهاداته مزوره وبأنه غير مستوف لشروط الوظيفة ، عليه فإن طلبه مرفوض .
هنا ، أجد العبرة تخنقني وأحس بأني سأجهش بالبكاء ، خصوصا وأن الصحف المحلية أعلنت قبل أسابيع قليلة عن إكتشاف عدد كبير جدا من الشهادات المزورة ، الكثير من أصحابها يعملون بوظائف عليا ، بل أن من بينهم أطباء ومهندسين – على حد علمي - ، وماطرحت هذا الفلم " الهندي " إلا لحيرتي وعجزي عن الرد على كثير من التساؤلات التي ترفرف في أنحاء مخيلتي ، والتي من أهمها :
1-من هي الجهة المختصة بالتحقق من شهادات الأجانب الذين لا يقبلون للعمل كسائق سيارة للخضرة في بلادهم ويأتون لبلادنا ويعملون كأطباء ومهندسين بل وعمداء ومدراء يترئسون عمانيين يحملون شهادات عليا ؟!
2-أين كانت هذه الجهة قبل أن تقع الكارثة ؟
3-كم العدد الحقيقي ياترى لحاملي الشهادات المزورة الذين قد يمارسون الآن – في هذه اللحظة - عملا يتعلق بصحة الإنسان أو حياته ؟
4- من يتحمل نسبة الخسائر في الأرواح والأموال بل ومستوى المخرجات التي تتلمذت على أيدي مثل هؤلاء ؟
5- هل تم بالفعل التقصي والبحث في خلفيات موضوع كهذا ؟ وهل تمت معاقبة المقصر عن قصد أو دون قصد ؟
6-أولا تلاحظون أن البشر من هذه الجنسية المريخية بالذات يتفننون في الإساءة لنا ولبلادنا ؟! ما الذي أوصلهم لهذا الحد ؟ وهل ستظل الجهات المختصة واقفة مكانها تجاه كل ذلك ؟
7- وهو أهم الأسئلة ، متى سنتخلص من عقدة " الخواجة " في بلادنا ؟ كفاية الله يرحم والديكم ، ترى ليس كل من أتقن طريقة لبس البدلة وربطة العنق وعرف كيف ينطق “well” هو خبير بالفطرة ، وليس بالضرورة أن كل عماني " مامال شغل " ولعاب ومايعرف يشتغل ! ماهو ذنبا يعني أننا ولدنا لا نتقن إرتداء إلا " الوزار والفانيلة " بدلا من البدلة وربطة العنق! وماذنب شاباتنا أنهن ولدن متعففات محتشمات لا يرتضين أن يلبسن ملابس فاضحة أو شفافة كما تفعل غيرهن !! كفاية إرحمونا !!
ملاحظة : كل الأسماء الواردة بالقصة هي من نسج خيال الكاتب ، ولا تتحمل إدارة مدونة " عماني..حالم" أية مسؤولية عما ورد بها من حيثيات، مع إن الكاتب هو صاحب المدونة .. وشكرا.
سعود الفارسي
12/9/2013م
تعليق