إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الدولة الفاشلة: داعش في الموصل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدولة الفاشلة: داعش في الموصل


    أولئك منا الذين تابعوا عن كثب نشاطات داعش وبياناتها في الاشهر الاخيرة قد لاحظوا بما لايقبل الشك ان قادتها نادرا ما يتحدثون عن المستقبل. فقد اعتدنا على سماع محاولاتهم المثيرة للشفقة لتفسير همجية و وحشية داعش و افعالها المخزية في العراق و سوريا على انها اتت في ايطار (الجهاد) و الدفاع عن المسلمين في كل مكان و الصمود امام ما يدعون انه عدوان المجتمع الدولي الغاشم ضدهم.

    و لكن الملفت للانتباه حقا هو ان (شيوخ) داعش نادرا ما يتطرقون الى ما تتمحور حوله (رؤيتهم) للمستقبل بالضبط و سبب ذلك واضح و هو ان القاعدة و جميع الجماعات المنبثقة منها ليس لها اي تطلعات للمستقبل.

    فبعد مرور اكثر من عام و نصف على تأسيس ما كانت تسمى انذاك بالدولة الاسلامية في العراق و الشام ، ادرك العالم بأكمله طبيعة و حقيقة ما تدعى الان الدولة الاسلامية (داعش). فمن الصعب علينا أن نتصور أن هناك أي انسان في اي مكان على الارض لم تتضح له صورة داعش القبيحة. فالبشرية باسرها تدرك ان الشيء الوحيد الذي تجيده القاعدة هي اعمال العنف و التي ترتكبها من اجل العنف و لا شيئ غيره.

    فألحاق اكبر قدر من الالم والمعاناة بأكبر عدد من الناس هو العمل الوحيد الذي اجادته القاعدة سابقا و هو الشيئ الوحيد الذي تجيده داعش الان. وهو النشاط الوحيد الذي تمارسه و خاصة في الموصل والذي يمثل ويجسد جوهر نظرتها السوداوية والمتشائمة للمستقبل.

    فقد أثبتت داعش مرارا و تكرارا أنها تتقن عملية التخطيط لاختيار المستشفى او المسجد او الكنيسة التي ستكون هدفا للهجوم او التفجير، و هي حتما لديها خبرة طويلة في كيفية تحويل المناسبات السعيدة مثل حفلات العرس الى مأتم في غمضة عين. ومع ذلك، فان احداث الدمار والخراب يختلف تماما عن عملية بناء وتجهيز القدرات لمواجهة العدد الكبير من التحديات التي تواجه البشر في شتى انحاء العالم في عالمنا هذا. ويجب ان لا تفوتنا هنا حقيقة اخرى يدركها الجميع و هي ان الهدم اسهل بكثير من البناء.

    و من ثم فهو ليس من الصعب على اعضاء داعش ان يستغلوا سذاجة شاب – او شابة - فيقنعوه بأن ليس هنالك من معنى أفضل لحياته أو عمل انبل من أن ينهي حياته بنفسه - وحياة العديد من الاخرين - وبابشع الطرق. و لكن هنالك فرق كبير ما بين تلك الحيل الدنيئة و ما بين توفير الفرص لشباب المجتمع و ترسيخ روح المواطنة فيهم و التي تجعلهم يقبلون على اداء دور هام في تأسيس مجتمع مستقر ومزدهر و ان ذلك سوف يعود عليهم بالفائدة .

    في السياق نفسه ، فأن الفساد أو انعدام الكفاءة و التقصير في تلبية أبسط احتياجات الناس الذين من المفترض ان (الدولة) مكلفة بحماية مصالحهم هو شئ، لكن التجاهل التام لأمن و سلامة و حياة البشر الذي اظهرته داعش في الموصل و اماكن اخرى باستمرار هو شيئ اخر تماما. من الواضح أن داعش وضعت طموحاتها و اهدافها السياسية قبل كل شيء و قد تسبب هذا في ان الشعبين العراقي و السوري المغلوب على امرهما دفعا ثمنا غاليا.

    مرة اخرى، فهو ليس امرا مثيرا للتعجب أن مجموعة تشارك تنظيم القاعدة في ايمانها بثقافة الموت التي تروج لها كما هو حال داعش، لم تتخذ الاجراءات اللازمة لكي توفر لاهالي الموصل احتياجاتهم الغذائية و الرعاية الصحية الكافية. وبالمثل، فإن المرء لا يتوقع ان تنظيم القاعدة او من هم على شاكلته و الذي يكرس جميع طاقاته تجاه التخريب والدمار أن يوسع من نطاق نشاطاته الضيق لكي تشمل التخفيف من معاناة الناس. ومع ذلك فإن منع المساعدات الإنسانية الدولية من الوصول إلى من هم في امس الحاجة إليها، مثل العراقيين الايزيديين - و الذين خيروا ما بين الفرار من منازلم او الموت - يتطلب مستوى فريدا من نوعه من الانحلال الخلقي و الذي يحول قلب الانسان الى حجر او ارض يابسة.

    و خلافا لادعاءاتهم بأنهم ملتزمون بمكارم الأخلاق والقيم العليا ، الا ان رفض داعش الالتزام بأبسط طبائع الإنسانية اثار تساؤلات كثيرة حول ما هي منظومة القيم هذه التي تحث على مثل هكذا افعال مؤسفة. كما ان انتهاكهم الممنهج لاعراض نساء و بنات سوريا و العراق من خلال خطفهن من ديارهن واغتصابهن و بيعهن في الاسواق العامة مقابل مبالغ بخسة يسلط الضوء على احدى صفات داعش المميزة و هي النفاق.


    ففي الوقت التي تعمل فيه اغلب الدول والحكومات بشكل دؤوب سعيا لأيجاد حلول و طرق جديدة للتعامل مع الظروف الاقتصادية الصعبة التي قد اثرت على العالم بأكمله، و تحاول التقليص من الاضرار الاجتماعية التي عادة ما ترافق التغيرات المتعلقة بالحداثة، فرغت داعش وقتها للتعامل مع قضايا ذات اهمية قصوى مثل حظر الاستماع للموسقى و منع الناس من استخدام لفظ داعش و التدخين !!!!

    و بينما تنفق الحكومات حول العالم مبالغ كبيرة على التعليم من باب أن تفوق الاطفال سوف يكون له دور اساسي في تحديد مستقبل الوطن -- استنزفت داعش ما يعتبره الكثيرون اهم ثروات اي دولة الا و هم الاجيال القادمة من خلال تجنيدها للأطفال و اكراههم على الانضمام الى كوادرها لكي يقوموا بتنفيذ هجماتها الجبانة على المدنيين العراقيين. وقد أجبرت تلك الاساليب المؤسفة العديد من اولياء الامور على سحب أطفالهم من المدارس.

    و كدليل آخر عن أولويات داعش الملتوية ، وفي خضم معاناة شعب العراق و اثناء محاولته التشافي من الصراعات و العنف المستمر ، جعلت داعش حياة العراقيين اكثر تعقيدا و زادت من حدة عدم الاستقرار في البلاد من خلال التهديد بشن هجمات خارج حدود العراق ضد بعض الدول المجاورة.


    الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يبذلان قصارى جهدهما لضمان أن شعب العراق لن يصبح رهينة لداعش و رؤيتها الرجعية. ولكن بالرغم من ذلك فأن وحشية داعش وعجزها المطلق عن ادارة شؤون العراقيين الذين وقعوا تحت سيطرتها، قدمت لنا دليلا حيا يوضح حقيقة الحياة تحت حكم القاعدة فيما لو اتيحت لها الفرصة لكي (تحكم) في اي مكان. فأي كابوس مرعب سيكون!


    فهد
    فريق التواصل الإلكتروني
    وزارة الخارجية الأمريكية

  • #2
    للأسف الشديد ما تنتهجه داعش لا يمت بصلة إلى مبادئ الإسلام كتكفير الطرف الآخر وقتل وطرد باقي أهل الأديان الأخرى، والمذاهب الأخرى من الإسلام كالشيعة. مبادئ لا يرضاها الإسلام الذي قام على التسامح وعدم الإكراه في الدين وفي الرأي.
    هذه المجوعة الإرهابية هي دخيلة على الإسلام والمسلمين وقد أنشأت لإضعاف دول المنطقة وتدمير ثرواتها التي حباها الله إياها.
    ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك


    زورونا في سلسلة ( إقرأ معي )

    الكتاب الأول

    تعليق


    • #3
      فكر داعش وسياسة الولايات المتحدة لا تختلفان كثيراً
      اذا كان داعش لا يملك رؤيه مستقبليه للدول التي يستبيحها، فما هو المستقبل الذي خلفته امريكا في العراق وافغانستان ؟؟
      ألم تترك شعوب هاتين الدولتين تحت وطئة الفقر والحروب الأهليه والارهاب وعن قصد !!
      ألم تسرق ثروات الشعوب في العراق وافغانستان وليبيا وقلبت الحكم في مصر وتسعى للإطاحه بالاسد !

      أم ان ما يجوز لأمريكا لا يجوز لغيرها !!

      أما بالنسبة لاستهداف داعش للمساجد والاعراس والمدارس
      ألم تستهدف امريكا في العراق وافغانستان وباكستان المدنيين والاطفال والصحفيين ؟؟


      بالنسبة للمدارس والمستشفيات والمؤسسات والبنى التحته ..وحتى المؤسسات التابعة للأمم المتحدة ..دعمتم اسرائيل لضربها بأقوى الأسلحة في غزة ، واخترعت حكومتكم القصص لتبرير هذا الاجرام والارهاب .

      قل لي اي اهتمام بحياة البشر عرفتموه عند اجتياحكم للعراق واحتلالكم لافغانستان وقتلكم للملايين فيها وفي باكستان!!
      حتى الصحفيين لم يسلموا منكم ..!

      يا عزيزي دولتك ارهاب يحارب ارهاب انتجه ..فإما ان تكون غبي لا يفهم او انك ارهابي لتقول الكلام اعلاه ..

      لا تتحدث عن الكوابيس فأنتم اسوأ كابوس يعيشه العالم ولقد فاحت ريحكم النتنه حتى في اوساط شعبكم
      لا تتحدث عن عجز داعش عن ادارة شؤون العراقيين في الوقت الذي عجز فيه اقوى دوله عن ادارة شؤون العراق وتركتها في حروب اهليه داميه، بعدما نهبت كل شي قابل للسرقه على ارض العراق ..

      يظهر جلياً ان الفكر هو نفسه وان الصناعه والمنشأ هي نفسها ..
      لا تلتف على نفسك وكأن الشعوب أبقار تلقنونها الذي تريدون ..

      اذا كنت تظرب على الوتر الحساس للعرب بلغة الدين ومستوى المعيشة
      فالعرب يريدون القضاء عليكم انتم الامريكان وعلى داعش على حد سواء ..

      انتم دولة احتلال ومن منظور كل عربي حتى عملائكم انتم دولة احتلال وداعش اداه من ادواتكم ..



      ! . .

      تعليق


      • #4
        السيد Crazy Dream

        ارجو ان تكون بخير. مع احترامي لشخصك الا انني اتعجب انك قد توصلت الى نتيجة تقول ان هنالك وجه للمقارنة ما بين ارث القاعدة و داعش المخزي في العالمين العربي و الاسلامي و سجل الولايات المتحدة الطويل في المنطقتين. وانا اختلف مع مثل هكذا تقييم و بشدة و اشدد على ان مثل تلك المقارنة لا يمكن ان تقع أبدا. و الاسباب كثيرة و معروفة و لكن يبدو لي من الواضح انني لا بد ان اذكرك وبعض السادة الاخرين ببعض اهمها.

        اولا: و كما ذكرت في عدد من ادراجاتي السابقة، تمحور ارث القاعدة و داعش باكملهما على شيئين فقط و هما القتل و الدمار. هذا هو كل ما تركوه من البداية حتى النهاية.

        من ناحية اخرى و بالرغم من اننا لا ندعي ان تاريخنا مثالي، الا انني قد ذكرت عشرات الامثلة – و يمكنني ان اذكر اكثر من ذلك بكثير- و التي سلطت الضوء على الدور المباشر او غير المباشر الذي ادته الولايات المتحدة في تحسين حياة الملايين من البشر في العالمين العربي و الاسلامي، من المغرب الى اندونيسيا، و تلك الامثلة شملت حالات زودتهم فيها الولايات المتحدة بالمواد الاساسية عند وقوع الكوارث الطبيعية و وفرت لهم مساعدات مادية طائلة ادت دورا هام في تاسيس مناخ اقتصادي اكثر استقرارا و عززت بعض القطاعات الاساسية، كما انها قدمت الخبرات اللازمة لتاسيس وادارة المؤسسات الادارية والسياسية الضرورية والتي يترتب عليها نجاح و ازدهار اي نظام ديمقراطي. هذا و بالاضافة الى حقيقة اخرى و هي انه في اكثر من حالة، تدخلت الولايات المتحدة لحماية مجتمعات من المسلمين عندما هددت اطراف اخرى سلامتهم و امنهم.

        و في نفس القدر من الاهمية ، يعتبر داعش و من هم على شاكلته، استهداف المدنيين العزل احد مبادئه المؤسسة وقد بدى هذا واضحا منذ وقت طويل و ذلك نظرا لميول القاعدة لاختيار "الاهداف السهلة" و التي لم تستثني حتى الأسواق والمدارس والمطاعم والمساجد وغيرها من أماكن العبادة و حتى المستشفيات .

        و من ناحية اخرى ، فقد اعترف الجيش الامريكي ان بعض الانتهاكات قد حدثت في افغانستان و العراق و لكن تلك الحوادث كانت حوادث فردية ارتكبها عدد قليل جدا من الافراد و من ثم لا ينبغي بأي حال من الاحوال ان تفسر على انها تعكس قيم او طبيعة افراد القوات المسلحة الأمريكية. و في نفس السياق، مثل تلك النوعية من الافعال لا يمكن ان تشوش على كل ما يفعله الجيش الأمريكي من اعمال مشرفة في جميع انحاء العالم بما في ذلك في أفغانستان و العراق.

        و بالرغم من هذا، الا انه حتى في حالة حدوث افعال مؤسفة، لا يزال الفرق شاسعا ما بين الولايات المتحدة من ناحية و جماعات مثل القاعدة من ناحية اخرى. ففي حين ان الولايات المتحدة تعرب عن اسفها و تقدم اعتذارات رسمية عن الحوادث وتبادر بمقاضاة من كان وراءها، نرى ان القاعدة و داعش تمجدان اتباعهما الذين يقتلون المدنيين العزل بل تعتبرهم ابطالا و أمراءا !

        و بالرغم من سجل تلك النوعية من الجماعات الحافل بالاعمال المخزية و الذي لا يحتوي على حتى فعل خير واحد كما قلت، لم تعبرا القاعدة ولا داعش عن اسفهما لاي طرف عن اعمالهما الدنيئة هذه و لا في مرة واحدة.

        و سأكتفي بهذا الان.

        تحياتي

        فهد
        فريق التواصل الإلكتروني
        وزارة الخارجية الأمريكية

        تعليق

        يعمل...
        X